موضوع منقول من اخت عندها احساس ......... يا ليت الجميع مثلها

اليوم طلبت رقم صديقتي على هاتفها النقال ولكنها لم تجب ،، استغربت ذلك وخصوصا أننا بالأمس اتفقنا أنا وهي أن نذهب إلى المكتبة صباحا فذهبت أنا ولم تأتي هي ،، بالإمس توقعت أنها لم تقاوم النوم ، وخصوصا أن ما ينتظرها في المكتبة أثقل من النوم نفسه ، كما أن هي ليست من عادتها أن تبتعد عن هاتفها ، تبقيه مفتوحا حتى وهي نائمة !، أرسلت لها رسالة على الهاتف أسألها عن أخبارها وبعد ثواني وصلني تقرير بأنها استلمت الرسالة !!،، عاودت الاتصال ولكنها لم ترد !!، أرسلت لها رسالة أخرى أخبرها بأنني أستخدم خدمة تقرير الرسائل ، وبأنني أعرف بأنها استلمت رسالتي السابقة وقرأتها ،لذلك أرجوها أن ترد على اتصالي ، بعد ثوان وصلني تقرير بأنها استلمت الرسالة ، عاودت الاتصال بها مباشرة ولكن لم ترد !!!،، قلقت كثيرا ،،، وأخذت أفكر مالذي يمكن أن يمنعها من الرد على اتصالي !!، بعد دقيقة ،أرسلت لي رسالة نصها " عزيزتي ظروفي صعبة جدا ،بالأمس فقدت في حادث سيارة أعز إنسانة في حياتي ،أمي "،أخذت أتأمل الرسالة وأنا أفكر بصديقتي التي فقدت أباها قبل سنوات عدة ، وبالأمس فقدت أمها ،ولوهلة شعرت باليتم ، وتجمعت الدموع بعيني ، مسكينة صديقتي ،كم تعاني الآن ، ثم فجأة تذكرت الحاضرين دائما أهلنا بفلسطين والعراق ، الذي يوميا يتيتم أبنائهم وتتثكل نسائهم ، لماذا لا نشعر بهم ؟!! ، ولماذا لا نتألم لهم؟!! ، ولماذا نعيش حياتنا ونتمتع بها كما لو أن ما يحدث لهم لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد؟! ،،لماذا؟؟!!،، لماذا؟!!..شعوري باليتم تضاعف أضعافا كثيرة ، ودموعي التي تجمعت بعيني سالت أنهارا على وجنتي ،،، هاتفت أختي لكي تكتب لي رسالة تعزية لأرسلها لصديقتي لأنني لم أعد أستطيع أن أفكر أو حتى أرى الأحرف ،، مجرد ما سمعت أختي صوتي :صرخت مــــ .. مابك؟ ،، ماذا حدث لك؟ ،،وماذا حدث لأمي وأبي؟،، بكيت بشدة ،،وأنا أتسأل ،لماذا لا يصيبنا هذا الهلع ونحن نسمع أخبار أهلنا في العراق وفلسطين ؟!، لماذا نحن أنانيون ؟! نفكر فقط بما يصيبنا نحن شخصيا ؟!!،،لماذا..؟! ، قطع تساؤلاتي صراخ أختي مستفسرا ومستعجلا ، أجبتها بنشيج أحاول كتمه : أم صديقتي توفيت ،،، تنهدت أختي بارتياح تحاول أخفاءه ،، الله يرحمها كيف كان ذلك؟ ، وأي صديقاتك ؟،هل هي مريضة؟ أجبتها على بعض الأسئلة بإجابات مختصرة ،ثم لم أستطع أن أكمل ، قالت تخفف عني : اسمعي أختي العزيزة الكل سيموت وهذه أجال مكتوبة ،، ثم أنظري ما يحدث في العراق وفلسطين ؟ تهون عنده مصيبتك ،، ازداد بكائي الذي لم يمهلني أن أصرخ بوجه أختي لأقول لها لماذا ما يحدث لأهلنا في فلسطين وعراقنا الحزين نستخدمه لنواسي به مصائبنا؟!!،،، صُدمت أختي من بكائي ومن ردة فعلي الغير متوقعة ، والتي لا تتناسب من وجهة نظرها مع الخبر الذي سمعته مني ؟!،، فردة فعلي أكبر من خبر وفاة أم صديقتي ،،، قلت لها منهيةً حديثي أكتبي لي لو سمحت رسالة تعزية وأرسليها لي لأرسلها لصديقتي .أرسلت لصديقتي رسالة التعزية ،،، وأنا أشعر بأني أنا التي من تحتاج إلى تعزية ،،،ذهبت لأبي ، راعه مظهري ، قلت له قبل أن يسألني أبي أم صديقتي توفيت بالأمس،،،ردد قائلا إن الله وإن إليه راجعون ،،،كنت أريد أن أكمل وأقول له أن ما يبكيني هو أنه أيضا بالأمس أهلي في فلسطين والعراق تيتم أبنائهم بل وقتل بعضا من أبنائهم ،،ولكنه عاجلني قائلا يا ابنتي يجب أن تدعي لأم صديقتك بالرحمة ، البكاء لا ينفع ، الموت قدر على كل حي ، انظري لما يحدث في العراق وفلسطين تهون عليك مصيبتك Lعدت لغرفتي أبكي لوحدي على حال أمتي الذي لا يربطه صلة لا من قريب ولا من بعيد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :"المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".عندما لم أستطع أنا أنام ، ولم أجد أحدا أشتكي له لجأت للقلم أكتب بعضا من ألم قلبي .اللهم أرحم موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك ، اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه .
دمتم بسعادة


كتبته الاخت بغداد الحزينه ( وهي خليجيه من منتدى حضرموت)