فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ موطنُ سعادتكِ .. أين ؟ .. اكتشفيه ~

الأسرة والمجتمع




من أنت ؟
سؤال نطرحه عليك ..
فإن قلت: إني أعرف نفسي!
فإنما تعرفي الجسم الظاهر،
الذي هو اليد والرجل والرأس والجثة
....
قد يفاجئك أنك لاتعرفي حقيقة الجواب ..
فأنت لست اسمك.. أو هويتك .. أو مكانتك الاجتماعية ..
أنت الإنسان الذي يعيش بداخلك ..
فابحث عنه واعرفي نفسك ..
....

إذن مفتاح معرفة الله تعالى هو معرفة النفس،
قال تعالى:
(سَنُريهِم آياتِنا في الآفاقِ وَفي أَنفُسِهِم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم أَنَّهُ الحَقُّ)





قد يقدم لك شخص خالص المحبة ..
ويهيء لك أسباب السعادة...
وتجعلي أنت سعادتك متعلقة بوجوده في حياتك ..
ولكن ماذا ستفعلين حين يذهب عنك هذا الإنسان ؟
حينها ستذهب سعادتك معه ..
....
إن السعادة الحقيقية هي أكبر من أن نستمدها
من وجود الآخر ..
وحين تتوصلي إلى حقيقة من تكوني ..
ستغمرك السعادة الحقيقية ..
....
ولا يعني هذا أن السعادة ستأتيك دون اختيارك..
لا .. إن كل شيء يعود لاختيارنا ..
فإن أردناها سنستدعيها .. بكل الحب والإرادة ..
....
الكثيرون يرون أن الحياة مجرد ابتلاءات قاسية ..
وأوقاتاً صعبة ..
ويستقبلون كل ماتأتي به الأيام بهذه النظرة السلبية ..
يختارون الحزن .. فلاشيء عندهم يستحق الفرح ..
يرون هذا الجانب من الحياة في علاقاتهم العاطفية ..
في صداقاتهم .. في عملهم .. في سائر أمورهم ..
يمعنون في الحزن والرثاء على النفس ...
حتى لأتفه الأشياء ..
لم كل هذا ؟! الحياة ثواني .. ليست إلا ..!!
فلم نستسلم للحزن حتى يباغتنا الموت .. ؟!
يكفي أن نعرف أن أرواحنا أبدية لنسعد على الفور ..
فنمنح هذا الكيان الموجود فينا حقه من السعادة .. قبل الرحيل ..!






أقوال حكيمة ~
السعادة الحقة هي حالة عميقة من حالات السكينة
تقل فيها الحاجة إلى الكلام ..
وتنعدم الرغبة في الثرثرة.
هي حالة رؤية داخلية مبهجة ..
واحساس بالصلح مع النفس والدنيا والله،
واقتناع عميق بالعدالة الكامنة في الوجود كله،
وقبول لجميع الآلام في رضى. ( د. مصطفى محمود ).
::
إن الاكتفاء بقراءة هذه الكلمات وغيرها..
لايكفي لينقلنا إلى النور ..
علينا أن نجاهد في أن نكتشف عالمنا الداخلي ..
أن نبحث في أعماقنا عن الوعي الصافي ..
بعيداً عن التفكير المشتت بين مآزق الحياة في الخارج ..
....
نحن نرتكز في جميع قراراتنا إلى أفكارنا ..
بها نبني عقائدنا ، ومبادئنا ، ونخلق على أساسها واقعنا
نحن نعيش أسرى الأفكار ..
وحقائقنا في الحياة لاتخرج عن إطار الفكر ..
ولكن هناك حقيقة فوق الفكر وفوق العقل ..
وفوق الزمان والمكان ..
تظهر لنا بالتأمل بالوعي بعيداً عن ..
الأفكار والتعلقات والرغبات ..
....
الوعي والطاقة ~
نحن نعيش وكل طاقتنا ووعينا موجهان إلى العالم الخارجي
عقولنا مرتبطة بالواقع بشدة ..
والأفكار التي تدور فيها تشتتنا وتلهينا ..
وتقطع علينا مورد الوعي الصافي ..
سيقول لنا العقل : لاشيء في الداخل ..!
فلماذا التأمل ، وتعب النفس ؟!
....
لاتستسلمي ..!
ثابري واجتهدي ..!
اجلسي واسترخي وتنفسي عميقاً..
وركزي على تنفسك ..وأنت واعية له..
ستتمكني عندها من تعطيل الرغبات والأفكار الكثيرة ..
وستكوني مستعدة للتقدم ..
ودخول عالمك الذاتي ..
عالم طبيعته من النور ..
وصوته .. لايسمع إلا بالصمت ..!





من مقالة الإمام الغزالي في كتابه ( كيمياء السعادة)..
يتحدث بأصدق تعبير ويعبر بجلاء فيقول مخاطباً الإنسان :
قد جمعت في باطنك صفات:
منها صفات البهائم،
ومنها صفات السباع،
ومنها صفات الشياطين،
ومنها صفات الملائكة،
فالروح حقيقة جوهرك وغيرها غريب منك، وعارية عندك.
فالواجب عليك أن تعرف هذا،
وتعرف أن لكل واحد من هؤلاء غذاء وسعادة.
....
فإن سعادة البهائم في الأكل، والشرب، والنوم، والنكاح،
فإن كنت منهم فاجتهد في أعمال الجوف والفرج.
....
وسعادة السباع في الضرب، والفتك.
....
وسعادة الشياطين في المكر، والشر، والحيل.
فإن كنت منهم فاشتغل باشتغالهم.
....
وسعادة الملائكة في مشاهدة جمال الحضرة الربوبية،
وليس للغضب والشهوة إليهم طريق.
فإن كنت من جوهر الملائكة، فاجتهد في معرفة أصلك؛
حتى تعرف الطريق إلى الحضرة الإلهية،
وتبلغ إلى مشاهدة الجلال والجمال...)
....
إن وجود هذه الصفات الثلاث فينا لأجل أن نسخرها ..
لاأن نكون أسرى لها ..
أما الصفة الرابعة فهي الحقيقة التي نصل بها إلى السعادة..
ونبلغ الجنة في آخر الشوط ..
تعرفي إذن إلى هذه المعاني؛
(فكل من لم يعرف هذه المعاني فنصيبه من القشور؛
لأن الحق يكون عنه محجوباً).





جربي الصمت ~
سدي منافذ الفكر التي تشوش عليك ..
أغلقي أبواب الريح التي تهب عليك محملة بأصوات المشاكل ..
تنفسي .. طويلاً وعميقاً ...
أي صوت يأتيك من الخارج أغلقي أذنيك دونه ..
بعد أن تقطعي الطريق على الأصوات الخارجية ..
وجهي تركيزك ووعيك إلى الداخل واستمعي داخلياً
بدل أن تستمعي خارجياً ...
ستسمعي السيمفونية الأبدية مسترسلة في أعماقك ..
بالصوت السماوي الأبدي ..
تجردي من كل شيء ..سوى الله
وانظري في آعماقك .. سترين طاقتك وهي تتحرك ..
وكلما كان تركيزك قوياً .. كلما اقتربت من الوعي الصافي
ودخلت عالم النور ..
وعرفت سعادة روحية لم تكوني لتعرفينها ..
فيما لو بقيت أسيرة الفكر الثابت والأنا الظاهرة .
إن التجربة الداخلية هي ذروة السعادة ..
فاعطي فرصة صمت وراحة لروحك ونفسك لتعيشيها .
::
أقوال حكيمة ~
للصمت المفعم بالشعور حكم أقوى من حكم الكلمات
( د. مصطفى محمود ).
::
التأمل والعبادة ~
هل جربت استغراقك في المناجاة بعد الصلاة ؟
هل عرفت لذة العبادة في صلاة الليل وأنت منقطعة عن الوجود
إلا من الشعور بالحضور أمام المعبود ؟
هل ذقت حلاوة القرب ؟
ذلك هو التأمل الإيماني ..
حين ينقطع العقل عن التفكير الذي يجر إلى تفكير ..
ويستيقظ الشعور فوق الفكر ..
وتنهار أسوار الذات المهزوزة ..
ويشرق الوعي الصافي ..
وتحسي أنك لست في فكر الماضي ..ولا فكر المستقبل ..
أنت موجودة في الحاضر كائناً روحياً ..
متعلق بأهداب السماء ..
مقترب من الخالق ..
مدرك لحقيقة التوحيد ومعنى العبودية ..
يغمر قلبك حب الرحمن .. حب من نوع خاص له إشراقة
تغمر كيانك كله ..
بتأملك .. باستغراقك .. بخشوعك ..
بإغلاق الباب أمام أفكار العالم الخارجي..
بالسمو إلى التفكير الباطني في ملكوت السماوات ..
تجدين سعادة لم تعرفها النفس من قبل ..
كأنك كنت في رحلة سماوية ...
عدت منها بينابيع المعرفة ، والجلاء البصري ، والوعي ..
وفي كل رحلة تأمل تختزني طاقة روحية ..
تصبح راسخة في كيانك ..






العالم يعيش في دوامة ..
كلما تقدمت الأعوام زادت سرعة دورانه ..
ونحن في وسط تلك الدوامة ..
قد نفقد الاتزان بالوعي .. في. حياتنا اليومية المسرعة ..
ولكي نسترد الميزان الطبيعي ..
يجب علينا أن نوقظ وعينا الروحي
ذلك الوعي الذي وهبنا الله تعالى إياه ..
وكرمنا به عن سائر المخلوقات ..
وحين ندرك هذه النعمة وننميها ..
ونكون على مستوى الإيمان الرفيع
الذي يعي الغاية من الخلق ..
وهي عمارة الأرض بالمحبة والسلام ..
حينها سنكون قد حققنا لوجودنا الغاية ..
ونعمنا بالسلام الروحي ..
وعرفنا في دنيانا ..
شيء من معنى السلام والسعادة الأخروية..
التي تنتظرنا هناك .
::
من ( كيمياء السعادة )..
نرشف رحيق العسل الساكب من معاني حروف الغزالي
وتعريفاته العميقة .. يقول :
( إذا شئت أن تعرف نفسك، فاعلم أنك من شيئين:
الأول: هذا القلب،
والثاني: يسمى النفس والروح.
والنفس هو القلب الذي تعرفه بعين الباطن، وحقيقتك الباطن؛
لأن الجسد أول وهو الآخر، والنفس آخر وهو الأول. ويسمى قلباً.
وليس القلب هذه القطعة اللحمية التي في الصدر من الجانب الأيسر؛
طلأنه يكون في الدواب والموتى.
وكل شيء تبصره بعين الظاهر
فهو من هذا العالم الذي يسمى عالم الشهادة.
وأما حقيقة القلب، فليس من هذا العالم،
لكنه من عالم الغيب؛ فهو في هذا العالم غريب،
وتلك القطعة اللحمية مركبهُ،
وكل أعضاء الجسد عساكره وهو الملك ...
ومعرفة الله ومشاهدة جمال الحضرة صفاته،
والتكليف عليه، والخطاب معه،
وله الثواب، وعليه العقاب،
والسعادة والشقاء تلحقانه،والروح الحيواني في كل شيء تبعه ومعه.





نتعلق بالأشياء ..
نخشى أن نفقدها .. أو تذهب بعيداً عنا ..
نحدث أنفسنا : ماذا سنفعل إن فقدناها ؟
سنفقد كل مانملك إذن ..!
وأقول :
أوليس الله تعالى هو من أعطانا هذه الأشياء ؟
لماذا إذن نتصرف ونفكر كأن عطاء الله محدود ..؟!
نعم الله تجري ينابيع لاينقطع موردها ..
فلم الخشية وحصر التفكير بالمفقود ...
أو خشية فقده ..
لم نحدد ( من نحن ) بما يوجد ..؟!
...
عزيزتـــــــي ~
حرري الأنا من كل شيء ..
لاتجعليها رهناً بالأشياء ..
أعرفي نفسك المجردة من المتعلقات والرغبات ..
وجهي قلبك لله .. وابحثي عن الحقيقة ..
جاهدي لتصلي إلى جوهرك ..
إلى الارتقاء بروحك إلى حيث منبعها ..
عودي بك إلى من حيث جئت ..
زيدي معرفة بالله تعالى ..
تزدهر في قلبك بساتين السعادة .



::
20
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أقدار الماضي
أقدار الماضي
جميل
تغريد حائل
تغريد حائل
الحبيبة فيض:
طرحكِ قيّم
وحروفكِ ناصعة المعاني..!
الإثراء يكمن في سطوركِ التي تلامس مواطن الكنز في ذواتنا،
والعمق يسير في اتجاه القرب إلى الخالق.. المنبع الحقيقي للسعادة والطمأنينة.
أجدتِ فيضنا
وسلّم الله ينابيع الفكر النيّر،
ووفقكِ الله، وأسعد قلبكِ بمشاعلِ الهدى والإيمان!!
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
جميل
جميل
مرورك الأجمل ياأقدار
بارك الله بك .
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
الحبيبة فيض: طرحكِ قيّم وحروفكِ ناصعة المعاني..! الإثراء يكمن في سطوركِ التي تلامس مواطن الكنز في ذواتنا، والعمق يسير في اتجاه القرب إلى الخالق.. المنبع الحقيقي للسعادة والطمأنينة. أجدتِ فيضنا وسلّم الله ينابيع الفكر النيّر، ووفقكِ الله، وأسعد قلبكِ بمشاعلِ الهدى والإيمان!!
الحبيبة فيض: طرحكِ قيّم وحروفكِ ناصعة المعاني..! الإثراء يكمن في سطوركِ التي تلامس مواطن الكنز في...
الحبيبة تغريد البيان ~
حروفك الخصبة ثرية بمعاني العطاء
تحفز الهمة .. للمزيد ..!
فلك الشكر سلسبيلاً لحسن التقدير ..
ووفرة وسخاء التعبير ..
بارك الله جهودك الدائبة ، وإخلاصك وتفانيك
وجزاك خير مايجزى به المؤمنين ..
خير الدنيا ...
وحسن ثواب الآخرة .
جولي مدام
جولي مدام
موضوع جدا جميل ابدعتي