لاهاي، كوبنهاجن: فكرية أحمد، عصام واحدي
استقطب موقع إلكتروني للتعبير عن رفض فيلم "الفتنة" المسيء للقرآن أنشأه مقدم البرامج الهولندي ماركيل فادير ستين باسم "فيلدرز ليس هولنديا" حوالي سبعة آلاف توقيع مواطن هولندي بعد ساعات من إطلاقه أمس. وقال ماركيل إن الهدف من الموقع ليس معاداة عضو البرلمان الهولندي ومنتج الفيلم جريت فيلدرز، بل إظهار أن ليس كل الهولنديين يؤيدون أفكاره، وأن موقفه من الدين الإسلامي والقرآن يخصه وحده أو من يؤيدونه. وأفاد أن الموقع يستقبل توقيعات الهولنديين الرافضين للفيلم، بجانب ترجمة مضمون الرفض بثلاثة لغات أخرى غير الهولندية وهي الإنجليزية، والفرنسية، والعربية، مشيرا إلى أن هولندا تحترم حرية الرأي والرأي الآخر، ولكنها تحترم أيضا الأديان السماوية وعدم الإساءة لها.
وفي هذا السياق، أكد دبلوماسي أوروبي لـ "الوطن" أن عددا من أعضاء البرلمان الأوروبي أجروا اتصالات مع فيلدرز خلال الأيام القليلة الماضية لإقناعه بإلغاء أجزاء الفيلم التي تتعرض للقرآن وآياته، على أن يكون مضمون الفيلم هو تناول أعمال العنف والإرهاب التي يرتكبها المتشددون باسم الدين الإسلامي فقط. وقال المصدر إن فيلدرز لم يبد رأيا قاطعا إزاء محاولات زملائه الذين أعربوا عن مخاوفهم من تأثر الدول الأوروبية بالنتائج السلبية التي سيفرزها الفيلم، ليس فقط بسبب الغضب الإسلامي أو تهديدات المقاطعة، بل أيضا التأثير على العلاقات السياسية بالعالم الإسلامي. وأكد المصدر أن هناك محاولات أخرى يقوم بها رجال الدين المسيحيون لإقناعه بالتخلي عن المساس بالدين الإسلامي درءا لأسباب فتنة كبيرة يمكن أن تهدد أوروبا، ولن تنجو منها الكنائس أو المؤسسات المسيحية.
وفى هولندا أيضا، تصاعدت حدة الغضب بين أعضاء البرلمان أمس بسبب فرض المنسق القومي لمكافحة الإرهاب توجيبي جوسترا إجراءات أمنية مشددة على تحركاتهم خوفا من تعرضهم لعمليات إرهابية أو أعمال عنف بسبب تداعيات عرض الفيلم المسيء للقرآن. واعتبر البرلمانيون هذه الإجراءات مقيدة للحرية، وهو ما عبر عنه عضو البرلمان عن الحزب الديموقراطي المسيحي فيم فان دي كامب. أما العضو بالحزب الديموقراطي الحر باول دي كروم فأعلن أن الحزب سيعقد جلسة خاصة مع جوسترا الاثنين المقبل للتعرف على ما يجب أن يفعله البرلمانيون إزاء تلك الحماية بما لا يتعارض وسرية العمل البرلماني. إلا أن رئيسة البرلمان جيرت فيردي حاولت التخفيف من وطأة الإجراءات الأمنية، واعتبرتها شبيهة بما يتم في الانتخابات.
كما طالب وزير العدل هيرشي بالين أمس بضرورة توزيع الحماية الأمنية على أعضاء الحكومة الهولندية والبرلمانيين، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيكلف الحكومة عدة ملايين إضافية من اليورو.
وفى سياق متصل، عرضت شبكة "تيو تيوب" للأفلام عبر الإنترنت فيلما ساخرا حول فيلم "الفتنة"، رغم أنها تردد أنها ستعرضه نهاية الشهر الجاري. وتضمن الفيلم الساخر عروضا لثلاثة أشخاص يرتدون شعرا مستعارا يشبه شعر جريت فيلدرز، تشمل رقصات وتمرينات رياضية، وكتب في الخلفية كلمة آسف بالإنجليزي "سوري"، يليها مقاطع تقول "فتنة فتنيس"، أي فيلم الفتنة للفتنيس الرياضي في نغمة تهكمية منه. وقال مسؤول من الشبكة إنه سيتم عرض أكثر من مائة فيلم خلال الأيام القليلة المقبلة تعرض وجهات نظر وآراء أصحابها، مشيرا إلى أن وجود حالة من الترقب اجتاحت الهولنديين بسبب ترقب عرض الفيلم والدعاية له وتأجيله، الأمر الذي يستوجب أن تملأ الشبكة الفراغ وتقول "سوري" للمرتقبين.
وفي كوبنهاجن، حذرت الأحزاب الدنماركية من خطورة الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة في أوروبا، خاصة بعد تهديدات زعيم القاعدة أسامة بن لادن. كما أعلن رئيس مخابرات الدنمارك يعقوب شهراف أن أجهزته تراقب بحذر تحركات الجماعات الإسلامية المتشددة في الدنمارك خاصة ذات الأصول من الشمال الأفريقي والشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان. كما طالب وزير خارجية الدنمارك السابق وزعيم حزب اليسار أوفا إليمان ينسن، الدنمارك بإعادة النظر في حريتها التي جلبت البلاء عليها، وألا تترك مجالاً للإرهابيين ذريعة للهجوم على الدنمارك وتهديد أمنها. وقال إنه يجب أن تنتهج الدنمارك أسلوبا جديدا في التعامل مع المسلمين ووقف الزحف الإرهابي في أوروبا بدل الاستهزاء بدينهم وأن تكون الحرية خاضعة للمساءلة والمراقبة، مشيدا بتغيير موقف رئيس وزراء الدنمارك أندرياس فوغ راسموسن الذي ابتعد عن المنهج الصليبي المعادي للإسلام الذي تتبناه جماعات متطرفة في الغرب.
وفي إسلام أباد، أعلنت أجهزة الأمن الباكستانية حالة استنفار القصوى على عدد من المنشآت الحساسة في الدولة منها بورصة إسلام آباد ولاهور، والقيادات العسكرية، وشددت الرقابة على السفارات والمصالح الأمريكية والبريطانية والهولندية والدنماركية بعد تلقيها معلومات بأن زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود أرسل ما بين 8 و10 انتحاريين لاستهداف السفارات المذكورة انتقاما للرسوم المسيئة
منقول من جريدة الوطن