fraternity88

fraternity88 @fraternity88

عضوة فعالة

موقف الإسلام من الكبت النفسي والعنف الأسري

الملتقى العام

موقف الاسلام من الكبت النفسي والعنف الأسري ]


العنف الاسري عند الغرب

لحق العنف الأسري عند الغرب بشتى أنواعه بأضعف أعضاء الأسرة، أي النساء والأطفال. ولا يزال الكتمان وعدم كفاية الأدلة والحواجز الاجتماعية والقانونية تجعل من الصعب الحصول على بيانات مضبوطة عن العنف المنزلي الموجه ضد المرأة، والذي يعتقد علماء الاجتماع أنه أقل ما يبلغ عنه من أنواع الجرائم. ومعظم البيانات عن العنف الموجه ضد المرأة، تُجمع من دراسات صغيرة، ولا تعطي غير لمحة فحسب، عما يفترض أنه ظاهرة عالمية، وهي لا يمكن استخدامها في توفير مؤشرات دقيقة عن مدى العنف الموجه ضد المرأة؛ ولكنها تبين بشكل قاطع أن العنف في البيت أمر شائع، وأن المرأة هي ضحيته في أكثر الحالات. ففي عام1981 أشار شتراوس إلى أن حوادث العنف الزوجي منتشرة في 50ـ 60% من العلاقات الزوجية في الولايات المتحدة الأمريكية، في حين قدر راسل عام 1982 هذه النسبة بـ 21%، وقدرت باغلو النسبة بأنها تتراوح بين 25ـ35%، كما بين أبلتون في بحثه الذي أجراه عام 1980على 620 امرأة أمريكية أن 35% منهن تعرضن للضرب مرة واحدة على الأقل من قبل أزواجهن. ومن جهتها والكر أشارت استناداً إلى بحثها عام 1984 إلى خبرة المرأة الأمريكية الواسعة بالعنف الجسدي، فبينت أن 41%من النساء أفدن أنهن كن ضحايا العنف الجسدي من جهة أمهاتهن، و44% من جهة آبائهن، كما بينت أن 44% منهن كن شهوداً لحوادث الاعتداء الجسدي لآبائهن على أمهاتهن. وفي عام 1985 قتل 2928 شخصاً على يد أحد أفراد عائلته، وإذا اعتبرنا ضحايا القتل الإناث وحدهن، لوجدنا أن ثلثهن لقين حتفهن على يد زوج أو شريك حياة، وكان الأزواج مسؤولين عن قتل 20% من النساء اللاتي قتلن في عام 1984، في حين أن القتلة كانوا من رفاقهن الذكور في 10%من الحالات. أما إحصاءات مرتكبي الاعتداءات ضد النساء في أمريكا: ثلاثة من بين أربعة معتدين هم من الأزواج: 9% أزواج سابقين، 35% أصدقاء، و32% أصدقاء سابقين. إحصائية أخرى تدرس نسبة المعتدين، تبين أن الأزواج المطلقين أو المنفصلين عن زوجاتهم ارتكبوا 79% من الاعتداءات بينما ارتكب الأزواج 21%. وقد ثبت أن ضرب المرأة من قبل شريك ذكر لها، هو المصدر الوحيد، والأكثر انتشاراً، الذي يؤدي إلى جروح للمرأة. وهذا أكثر انتشاراً من حوادث السيارات والسلب والاغتصاب كلها مجتمعة. ولا شك أن العنف الاسري موجود بين المسلمين كذلك لكن بصورة أقل مما هي موجودة في الغرب لان المجتمعات العربية لها خصوصية حيث مبدأ ترابط الأسرة موجود. أما عناسباب العنف الاسري فهناك سببين رئيسيين:
1- الاسباب العامة : تعقد الحياة العصرية وتغير العلاقات الاجتماعة و طغيان المادة والروح الاستهلاكية على العلاقات في نمط الحياة .
2- الاسباب الخاصة :ضعف الضبط الاسري تخلي الاسرة عن دورها و تغير شكل الاسرة من الاسرة الممتدة الى النواة والتفكك الاسري .

أما عن الكبت النفسي فهو يشير إلى طاقة نفسية مخزونة لم تجد طريقها للتفريغ وذلك لعدم القدرة على التعبير الكلامي أو الفكري أو الوجداني وربما يكون ذلك نتيجة لشخصية الإنسان أو بيئته أو طريقة تنشأته. وغالبا ما يعبر عن هذه الطاقة النفسية دون إرادة الإنسان مما ينتج عنه ظواهر نفسية تكون غير سوية في معظم الحالات ، والتخلص من هذه الظاهرة يكون عن طريق التعبير الآني عن المشاعر وأن لا يتغاضى الشخص عما لا يرضيه حتى وإن كان من الصغائر لأن التراكمات تؤدي إلى الكبت النفسي ، والتعبير عن الذات لا بد أن يكون في حدود الذوق وما هو مقبول إجتماعيا. الشخص المعتدل أو المتوازن عاطفيا هو ببساطة الذي يفرح لما يفرح الأخرين ويحزن لما يحزن الأخرين ، ولا يكون هنالك إفراط أو تفريط في تعبيره عن عواطفه مع مراعاة الضوابط الإجتماعية وما يتطلبه الموقف العاطفي أو الوجداني ، ويتحكم الإنسان في عواطفه بآليات إرادية ، وأخرى غير إرادية وهي تتأتى عن طريق التكيف الإجتماعي ومعرفة حجم الموقف العاطفي ، والنتائج المترتبة على تعبيره عن عواطفه و الإفراط في عاطفة الحب والبغض شئ غير مرغوب فالوسطية في الأمور هي الأفضل أما الاتزان العاطفي والنفسي يتأتى عن طريق معرفة الذات وفهمها وقبولها ثم العمل على تطويرها كما أن الاستفادة من التجارب المختلفة والتفاعل مع الظروف الحياتية بصورة موضوعية ومنطقية يمثل ركيزة أساسية للتوازن العاطفي والنفسي ، ولا يمكن للتوازن العاطفي أن يتأتى إلا إذا كان هنالك توافق بين الإنسان ومن حوله، وتدريب النفس وترويضها على القبول بمن حولها.

نرجع إلى العنف السري وحول موقف الاسلام منها وطريقة علاجها في حال تفشيها بين الأسرة. حيث دعا الاسلام بحسن التعامل مع الزوجة واحترامها وكذا الأمر بحسن تربية الأبناء، وأن هذه الأسرة من الرعية التي أمر الإسلام الزوج بالاهتمام بها وإحاطتها بنصحه والمحافظة عليها لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله سائل كل راعٍ عمن استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه وقوله: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته والإسلام يحرم التعدي على الزوجة أو الأبناء بالضرب المبرح أو التعذيب، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: استوصوا بالنساء خيرًا. و التربية الإسلامية تقتضي للأطفال محبتهم وتعليمهم وتقبيلهم .. وكان هذا هو ما يفعله النبي صلى الله عليه وآل وسلم. وقد جاء رجل في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرأى النبي يقبل الحسن أو الحسين فاستغرب ذلك الرجل، وقال : أتقبلون صبيانكم؟ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : نعم قال الرجل : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم واحداً. فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أو أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك ؟ من لا يَرحم لا يُرحم وفي يوم من الأيام أطال النبي السجود وعندما قام وانتهى من الصلاة أخبر الصحابة عن سبب إطالته السجود فقال : إن ابني هذا ارتحلني فكرهت أن أعجله أو كلمة نحو هذه الكلمة وكان من رحمته صلى الله عليه وسلم أن يخفف الصلاة مع أنها الركن الثاني من أركان الإسلام عندما يسمع بكاء الصبي مخافة أن يشق على أمه. وكان ينهى صلى الله عليه وآله وسلم عن الضرب في الوجه بل كان ينهى عما هو أقل من ذلك فينهى الرجل أن يقبح زوجته. كما أن أساليب التأديب في الإسلام ليست بالضرب وحده كما هو معلوم، فقد كان الرسول يهجر من أخطأ حتى يعود عن خطئه ويتوب منه، كما روت عائشة رضي الله عنها ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله سلم، قالت : فيمكث النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يكلمه حتى يحدث توبة، وكان صلى الله عليه وآله سلم يعلق السوط في البيت حتى يراه أهل الدار إذا استوجب ذلك عندما يفعل أحدهم خطأ وهكذا. وأما إذا كان سبب العنف الأسري هو تسلط الزوج وعدم خوفه من الله عز وجل فإنه بالإمكان التذكير والتخويف من الله تعالى وبيان خطورة ظلم الزوجة أو الأبناء وأن الله تعالى سوف يحاسبه على ظلمه، وقد صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة ويمكن علاج هذه الأسباب وغيرها من أسباب العنف الأسري من خلال العديد من الوسائل الإعلامية المختلفة أو من خلال خطب الجمعة أو في المدارس أو غير ذلك من قنوات الاتصال التي تصل إلى الأسرة بكل مراحلها العمرية .ويجب معرفة من وقع عليه العنف الأسري ومن أوقعه وما هي الأسباب التي أدت إلى وقوعه وما هو العلاج الفوري لهذا العنف وقد يستدعي معاقبة من وقع منه الاعتداء، فإن من لم يردعه كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وجب ردعه بالعقاب المناسب الذي يوقفه عن هذا الظلم وعن اقتراف ما حرمه الله تعالى حالاً ومستقبلاً. وهذا يتطلب تعاون الكثير من الجهات التربوية والاجتماعية وغيرها تعاوناً يؤدي إلى معرفة من يتعرض للعنف الأسري إما بوضع هواتف معلنة ومعلومة أو جهة معينة تهتم بالسؤال والتعرف على من يتعرض إلى العنف حتى ولو لم يستطع الوصول إليها كبعض الأطفال مثلاً الذين لا يستطيعون الاتصال بتلك الجهة أو الوصول إليها وهذا ما حثنا عليه ديننا الحنيف ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. وما الأطفال والنساء إلا أعضاء من ذلك الجسد.
0
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️