
بسم الله الرحمن الرحيم..
هالمره ..
غير..
موقف أخر شفته قدام عيني..
محد قاله لي,
شفته..وحسيت فيه..
لكن ..يختلف عن الأول في كل شيء..
كل شيء..
في الشكل..والهيئة..
ونوع المشاعر..
اللي سببها ذاك المنظر,,,
وأتوقع ان هالموقف ماراح يسبب أي شجار ,,أو تصادم بين الأراء,,
ماراح يسبب شقاق بين الصفوف..
ولا بين المناصرين لصف الرجل أو صف المرأه..
لأنه كان شيء ثاني..
أترككم..مع كل هذا..
**************************************************
كنت عائدة من إحدى المدن مع زوجي..
وكعادتي عندما نبدأ بالمسير
أطلب بعض القهوه لتهدأ نفسي خلال هذا المشوار الطويل,,
توقفنا أمام إحدى النوافذ الأنيقه..
ليطل علينا العامل بباقه من أشكال القهوة الفاخرة..
وتشكيله ملونه ومصففة بعناية من الأطعمة..
كل شيء..تريده ستجده..
كل شيء,,
آه ما اجمل الحياة البسيطة
والسريعه..
و
المترفة..
حسنا..
لم يدم ذاك الشعور طويلا..
لألمح ذاك الواقف
بين النافذتين
..
وياله من منظر!
تهاوت كل المشاعر السابقه
ومررت بفتره صمت ,,خاليه من كل شيء..
داخلي,,
مشاعري قد توقفت عن الأحساس,,
كل شيء حول ,,كل العالم
لايعني لي أي شيء,,
سواه.
تلمست بناظري هول ما انا ناظرة إليه.
إنكسار قاهر,,
وضعف مستكن..
ونظرة يائسه..
وذلة حقيقية..
وتجاعيد من تجاوز السبعين..
منظر لم يسبق لي أن رأيته..عرفت كذابين ودجالين
بل ومحترفين في هذا المجال..
لكن كل ذاك ,,
لم أجده في هذا الواقف..
كان هو
شيئا أخر,,
هزني من أعماقي,
يالله
يالله
يالله
ماللذي فعله الزمن بك
لتلقى كهذا
على قارعة الطريق
يالحزني وكسوفي
يالبؤسي
وأنا ارى عجوزا يتسول
يتسول العطف
والمال معا
اه
كسرني ذلك المنظر
قتلني..
يمسك بطرف غترته المهترئة للغايه..
وينظر إلينا بعينين منهتكين
وقد أعياه الذل والحاجة..
عن الكلام..
لم أتحمل المنظر,,
كل ما اتذكره انني حملت حقيبتي
وسحبت مافيها وقذفت به الى زوجي,
وهو بدوره تصرف بشكل ألي وأعطاه اياه..
رفع يديه للسماء,,ولم يتكلم..
بالنسبة لي تلك كانت كافيه لتقضي على باقي مشاعري..
لم اهنأ بقهوتي اللذيذه..
ولا بطعامي المغلف بعناية
ولا بمقعدي الوثير
ولا بالسيارة البارده
ولا بكل الترف الذي أعتقدته قبل قليل من الوقت.
لم يكن هناك سواه
بكل مافي تلك الصورة من معنى,,,
لم أجرؤ حتى ان اناقش الأمر,,
فقد كان أكبر من المناقشة والحديث,,
يا لله يا لذلك الشيخ الكبير,,
يا لله,, من تركه هكذا
من قد يترك إنسان كهذا..
في قارعة الطريق
ليتسول عطف الغرباء,
يا الهي,,
فقط شيئ واحد كان يتكرر علي مرارا
تخيلت لوهله
لوكان ذاك الواقف
والدي!!
ماذا سأفعل؟؟
بكيت حتى انتهت دموعي,,
أه لذلك الشيخ الوقور
وتبا وسحقا ودمارا لمن تركه
وولى
ليلقى من الله مايستحقه...
كل هذا
وكل ما كتبته..
فقط
ليس لتتعاطفوا مع هذا الكهل المسكين..
ولا لكي تلقوا بأبشع التهم على من قذف به في قارعة الطريق..
بل من أجل تلك الفكرة اللتي عذبتني وأرقتني.
لتتخيل كل إنسانة تقرأ مقالي هذا
ان ذاك الإنسان,,
ذلك العذاب
ذلك الهوان
ذلك الحزن
والألم
والتعب
لتتخيل فقط
لتتخيل
انه
والدها,,,
ماذا كانت لتفعل؟؟
هيا أخبروني؟؟
هل سترتمي في أحضانه؟؟
هل ستقبل قدمية وساقيه وكل شيء وترتجي منه الغفران؟؟
هل ستحمله معها وتعوضه عن كل شيء ذهب؟؟
هل ستبكي وتجلد نفسها لكل كلمة سيئة قالتها له
تخيلوا لو ذهبت ووجدته ميتا على الرصيف,
ماذا ستفعل؟؟
هل تندم وتصرخ على كل شيء سيء فعلته له
هل تتمنى-وهذا المقصد-من اعماق اعماق اعماق أوردة قلبها.. أنها لو لم تؤذه ولو بمقدار ذره؟
لتتخيل كل واحدة ذاك الشعور الرهيب
والفضيع.,
والقاسي
اعلم,,نعم نعم
اعلم..
هناك من سيحتج ويقول
نحن نحسن لوالدينا
ولا نحتاج لهكذا طريقة لنصحنا أو تذكرينا بذلك..
قد اكون انا,,وانتي وتلك نحب والدينا
ونواصلهم كما يجب.
لكن لابد اننا يوما ما قد أخطأنا في حقهم..في زمن ما أو وقت ما
بل هناك من لايزال يسئ ويعق ويخطيء..
ياللهول,
هنا تقفز صورة ذلك العجوز
هنا نظراته وحركاته
وعجزة حتى عن الكلام.
وبكل شيء..
كأنه يرسل لي شيئا ما,,
رسالة ما,,
كأنه يقول ,
لا تفعلوا لأبائكم كما فعل ابنائي بي...
لا تعنفوهم .لاتشتموهم.لا تلقفوا بهم بعيدا,
لا تتركوهم يتسولون عطف الغرباء بينما هم في أمس الحاجة لكم..
فهم لم ينجبوكم فقط..لمجرد التكاثر,,
بل
للتراحم والتعاطف,والحب والإنتماء,,
هاهي الرساله ياشيخي الطيب
وهذا اقل شيء أفعله من اجلك..
الا يكون هناك اخرون,,أمثالك...
وسأحرص كلما رأيت والدي الغاليين.
ان لا أؤذيهما أبدا... ببنت شفه..مهما كلفني الأمر,,
لأن صورتك ستضل هناك.في مكان ما .
تحرضني على ذلك.
ومجرد
مجرد التخيل ان احد والدي قد ينتهي به الأمر الى ما انتهى به أمرك
يدمرني بل ويسحقني,
سأحرص على كل الراحة لهما
على عدم إغضابهما
فأنا لا اريد سوى دعائهما,,وحبهما
ووجودهما معي في كل وقت..
هيا,,
فلتبدؤا من الأن
ولا تكتفوا بمجرد هز الرؤووس
وشكري على الموضوع..
*******************************************
لا تنسوا الشيخ,,ولا تنسوا الإعتناء بوالديكم
فمن لايزال والديه حاضرين في هذه الدنيا
فمن هذه اللحضه..فليحرص كل الحرص عليهما
مهما بلغت المشاغل والملهيات
الا تكفي دعوة من قلب لهما.
فليحفظ الله كل والدين لأبنائهما.
وليرحم كل من توفى والديه
وليرحم ذاك الشيخ,,ويحسن إليه,,
ويصلح حاله .وييسر امره..
آمين,,,
كل الشكر والمحبة..
العصافير,,