موقف حصل معي وتغيرت بسببه .. وحبيت أنبهكم وأذكركم حبيباتي لأن الذكرى تنفع المؤمنين

الأسرة والمجتمع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

كيفكم يا بنوتات حواء ,,ويا طالبات اللي على أبواب الإمتحانات .. الله يوفق الجميع ويسهل عليكم كل عسير ..

اليوم يا حبيباتي وأنا جالسة اذاكر ومنهمكة في الدراسة أذن المسجد لصلاة العشاء ..
فقرت أوقف شوي أريح نفسي وأردد مع المؤذن وقمت أفكر وأستعيد شريط الذكريات و تذكرت موقف مر علي قبل كم سنة في ايام الإمتحانات كان صعب جدا ومحرج و مؤسف و مبكي في نفس الوقت ..

وأنا بقولكم بصراحة وعشان تنتبهوا يا بنات وما تسووا زي ما سويت .. صح اني خجلانة من نفسي ومو شي الواحد يفتخر يه لكن أنا كنت مرعوبة من الإمتحانات...بالإضافة إلى أن الضغط النفسي والإصرار على النجاح بتفوق خلاني أغفل عن شي مهم جدا والحمد لله اللي سخر لي من ينبهني ويرشدني للصواب ..

السالفة يا حبيباتي أني وقت الإمتحانات أنعزل تماما عن العالم الخارجي . وأحب الهدوء التام عشان أقدر أركز .. ودائما أسهر الليل كله عشان أذاكر لوحدي بدون إزعاج .. وأحب أدعي وأستغفر وأذكر الله وأنا أذاكر .. وآخر الليل أصلي ركعتين وأدعي ربي يوفقني وييسر امتحاناتي..
وما أخلص إلا الفجر من المذاكرة .. وأروح ألبس بسرعة وأرجع أمسك أوراقي وأراجع الأشياء الصعبة والمهمة لأن المراجعة شيء مهم جدا وما أقدر أدخل الإمتحان وأنا ما خلصت مراجعة ..... أمووووت من الخوف والتوتر...

وكان السواق يجي ياخذنا مع مجموعة بنات ويوصلنا للكلية .. وكان يشغل الراديو على إذاعة القرآن و يرفع الصوت ..
وبصراحة كنت أنزعج من الصوت لأني أبغى اقرأ أذكار الصباح وبعض الأدعية وأراجع شوي عشان ما يضيع مني الوقت .. خصوصا أن تلاوة القارئ ما كانت تشدني وأحسها رتيبة وما فيها تنويع الترتيل حسب الآيات..

لذلك

وبدون شعور

أو تفكير

وبوسوسة من إبليس أعوذ بالله منه

كنت أحط أصبعي في أذني لأن على بالي ما يصير يكون القرآن يتلى وأنا أقرأ وأدعي في نفس الوقت .. فصرت أسد أذني عشان أركز مع نفسي وما يسرقني الوقت ..

كان نفسي أقوله يا عم خفف على الصوت شوي بس استحيت وقلت عيب وما يصير .. وتمنيت وحدة من البنات اللي يراجعون تقول له إحنا نبغى نراجع ويا ليت توطي الصوت شوي ..

بس في داخل نفسي كنت أحس أن هذا الشي غلط .. فصرت أقرأ الأذكار وأنا ألبس وأراجع بسرعة في البيت وبعدما أوصل الكلية وأحاول أستمع للقرآن وقت ما أكون في السيارة ..
لكن القلب مشغول مع الإمتحان اللي بعد شوي ولا عمري ركزت مع القرآن وأنصت له بالشكل المطلوب .. وصرت أراجع مع نفسي ذهنيا وأسرح بفكري مع الأسئلة والمناهج...
وفي يوم من الأيام وأنا أراجع كالعادة ..

سمعت آية عظيمة أقشعر منها بدني وأحسست بخوف ورجفة وحياء من الله ومن سوء فعلي..
وحسيت أنها نزلت توها وكأني أسمعها أول مرة .. وكأنها أنزلت من أجلي فقط تصف حالي مع القرآن الذي يتلى وأنا منشغله عنه بالإمتحانات..

ندمت وحبست دموعي وفقت لنفسي وقررت بعدها أغير من نفسي ..

الآية هي :

( ( فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا 0 ذلك مبلغهم من العلم..... ))) الآية "سورة النجم"

والله العظيم إني حسيت إني أنا المقصودة من الآية لأني تشاغلت عن ذكر الله لطمعي في الدنيا ... ما كنت أركز مع الشيخ وهو يقرأ لأني أفكر في الإختبار والدرجات العالية والتفوق وعلى بالي هذا هو الصواب وأني ما فرطت في جنب الله بفعلي هذا..

كنت أشوف أن الصلاة والذكر في البيت واستماعي للتلاوة في طريق العودة بعد الإختبار تشفع لي تقصيري في الإنصات وقت الذهاب قبل الإختبار .. وأني لو انشغلت بالذكر وقراءة المعوذات وآية الكرسي بينما القرآن يتلى فهذا شيء عادي ..

خجلت من نفسي وقررت من بعدها ما أفكر أو أنشغل في شيء غير الإستماع لكلام الله .. وصرت حتى في البيت .. وقت قمة الإنشغال والتفكير في الإمتحان .. أترك كل شي وأروح أصلي ركعتين وأرجع أكمل .. وأحرص أني أذكر ربي وأستغفر في كل وقت .. وليس وقت الحاجة فقط .. أحسست بعظم تقصيري ..

تخيلت_ ولله المثل الأعلى _ كيف أزعل لو وحدة من الصديقات جاتني بالكلام الحلو والدعوات وقت ما تبغى مني خدمة معينة , وإذا سويت لها اللي تبغاه ومعد تحتاحني ينتهي الكلام المعسول والدعوات والإبتسامات .. ووقت ما تحتاج مرة ثانية , ترجع للبشاشة والتودد ..كيف بيكون حالي معاها بعدين .. أكيد ماراح أعبرها نهائيا مع اننا كلنا بشر زي بعض ولازم كلنا نحتاج في يوم من الأيام..

وتخيلت أيضا _ ولله المثل الأعلى_ لو أني مدرسة جالسة اشرح الدرس ووحدة من الطالبات مطلعة كتاب وجالسة تذاكر لإختبار في الحصة اللي بعدي ... أكيد كنت بزعل وأخذ الكتاب منها باعتبار اني جالسة أقول كلام مهم و بيفيدها مع أني انسانة زيها ومجرد معلمة قد تخطيء وقد تصيب كباقي البشر.. فكيف اسوي نفس الشي مع كلام رب العالمين سبحانه وهو ربي ورب كل شيء, ولا شيء يمكن أن يضاهي كلامه عز وجل .. فعلا أحتقرت نفسي وانتبهت لبشاعة فعلي ..وأسأل الله أن يغفر لي ويرحمني

فكرت في حالي مع الله تعالى .. وتذكرت آيات كثيرة تصف غفلة الإنسان عن طاعة الله وذكره وقت السراء ..ولجوءه إليه وقت الضراء .. تفكرت في عظمة الخالق عز وجل واستغناؤه سبحانه عن عبادتنا .. وذلنا وحاجتنا المتواصلة لرحمته بنا وتيسيره لأمورنا وتفريج كرباتنا .. كيف نغفل عن ذكره وعبادته وما نحرص عليها إلا وقت الحاجة إذا مسنا الضر.. بل أن البعض منا يستعجل الإجابة ويعترض على قضاء الله ويتساءل ايش سوى في حياته عشان يصير فيه كذا .. أو ليش دعيت وربي ما استجاب لي ؟؟؟

(( وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض ))


نشوف أنفسنا كاملين ونستحق الخير والنعمة فقط .. ونزعل إذا نزلت بنا مصيبة أو وقعنا في مشكلة أو فاتنا خير كنا نتمنى حصوله .. وننسى أن ذلك هو بما كسبت أيدينا وبذنوبنا ونيأس من رحمة الله تعالى بنا :

(( لا يسئم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط ))


وإذا جاء الفرج رجعنا للغفلة والتقصير والإستغناء بما لدينا من نعم وهبها الله لنا ونرى أننا نلنا ذلك بجدارتنا واستحقاقنا وليس بفضل الله علينا:

(( ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي ))


أفكار كثيرة جرت بعضها وطرت على بالي .. تفكرت في زوال الدنيا والموت والبعث والحساب .. كيف بيكون وقوفنا بين يدي الله تعالى واحنا قطعنا العمر واحنا نركض خلف ملذات الدنيا _ سواء كانت مباحة أو محرمة_ وننسى لذة الطاعة وصدق المناجاة والأنس بطاعة الله والوقوف بين يديه .. ما نتذكرها إلا وقت الأزمات والحاجة .. أين الحياء من الله الذي أنعم علينا بالإسلام والعقل والستر والتقلب في النعم بين الأهل والأصحاب .. إذا مرينا بأي مشكلة نسينا باقي النعم وقضينا العمر في التحسر والألم وكأن الدنيا خقلت لنخلد فيها ..

فينا اللي كل همها الزواج .. أو الوظيفة .. أو الجسم الحلو .. أو الوجاهة والعلاقات الإجتماعية .. أو الإنجاب .. أو .. أو ... أو
ننسى باقي النعم اللي ربي أنعم الله علينا بها .. ونحصر تفكيرنا في جانب واحد وكأننا لن ندخل الجنة إلا بكمال جمالنا وأجسامنا وسعادتنا مع الزوج والأطفال والوظيفة والمركز الإجتماعي..

قليل منا اللي همها الحقيقي هو الدعوة لله .. أو نصر المسلمين المستضعفين في كل مكان .. أو السعي لإصلاح الأرض بالخير والحق ومحاربة الظلم .. وانتشال العصاة والغافلين من مستنقعات المعاصي والفساد الديني والأخلاقي والإجتماعي ..
صحيح كلنا نحب الخير ,, لكن الأغلبية منا مقصرين في بذل أسباب تحقيقه وحريص على أسباب الحصول على كماليات الحياة وليس مقوماتها الحقيقية ..

متى نعود إلى الله وإلى شرعه المطهر .. ونبني مستقبلنا بالطاعة والتوكل على الله واللجوء إليه في كل وقت وكل حين !!!
ومتى يكون همنا الحقيقي رفعة الإسلام ونصرة المسلمين ... وليس التنزه والأسواق والشهادات العالية والدنيا !!!

ومتى نتكاتف لنكون كالبنيان يشد بعض بعضا , وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر!!!
متى نترك النميمة والتكبر والحسد وتقسيم الناس بحسب قبائلهم وألوانهم وأشكاالهم ومراكزهم الإجتماعية .. ونعود لميزان التقوى وطاعة الله لنحكم بها علاقاتنا مع الخلق!!!

متى !!!!

متى !!!!

هذي أفكاري حبيت أشارككم فيها رغم أنها ملخبطة ومش مرتبة لضيق الوقت.. لكن حبيت أنبهكم وأنبه نفسي لخطر الغفلة والإعراض عن طاعة الله وذكره .. وأن الحياة الحقيقية هي حياة الطاعة والصبر والرضا والتوكل واليقين بالله تعالى .. وعمر السعادة ماكانت في الشهادة والمال والولد والوظيفة ... كلنا مصيرنا الموت ومساكنا القبور ,, وفي الآخر جنة أو نار .. ويا بخت من فازت بالجنة .. ويا حسرة من فرطت فيها لأجل ملذات زائلة تعقبها الخسارة والندم والعياذ بالله ..

اللهم أجعلني ووالدي ومن تقرأ كلامي , وجميع المسلمين والمسلمات , من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات , وردنا إليك رداً جميلا يارب العالمين واملأ قلوبنا برحمتك بنور التقوى وبرد اليقين , و أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يارب العالمين ..

اللهم وأحسن خواتيمنا وأجعل التقوى زادنا والجنة دارنا و أحشرنا وأحبابنا مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . واجمعنا بفضلك وكرمك وإحسانك مع سيد المرسلين في جنة الخلد حيث لا نصب ولا وصب ,ولا هم و لا سقم ,, ونعم دار المتقين .. وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

آمين ... آمين ... آمين
57
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

روعه بكل شي
روعه بكل شي
سبحان الله .. والله انك صادقه ... انا من المقصرين مابغى اقول الاغلبيه .. أحتسبكم من الخيرين ان شالله ..

جزاك الله على التذكير .. سبحان الله قلوبنا في غفله .. اشغلتنا الدنيا ..
tmemeah
tmemeah
الله يجزاك الجنه يارب....موضوعك رائع...وفعلا ياكثر مانسوي هالشغلات والله عندي موقف يمكن قريب من موقفك وحصلي من مده قريبه والله ياأختي كل ماتذكرته يضيق صدري مررره ماأقول غير الله يعفو عني وعنك ويغفر لي وجمييييييييييييييييع المسلمين
n1n7
n1n7
بارك الله فيك اختي

فعلا نغفل عن اشياء ونقصر

الله يهدينا
الأمووورة بينكم
الله يسعدك حبيبتي ويوفقك يارب وتنجحين وتتسهل عليك كل امورك

الله يفتحها بوجهك يارب

قصتك حلوه والأحلى أنيك طرحتيها بكل ثقة
والله يجعل الكل ياخذ العظة والعبرة منها ويكتب لك فيها الأجر
hash hash
hash hash
مشكورين جميعا على المرور وجزاكم الله الجنة ..

وإن شاء الله تستفيدوا وتدعوا لي بالهداية والثبات على الحق وحسن الخاتمة ..لأني ما كتبت الموضوع إلا لأني عارفة أننا بشر نخطء ونصيب , ونتذكر وننسى , ونوعى ونغفل , لذلك لازم نذكر بعض ونستفيد من أخطائنا ونعتبر من الماضي عشان نوصل للسعادة الحقيقية و الأبدية بإذن الله ,, وهذي قصتي لي ولكم فيها العبرة وأسأل الله أن يهدينا ويرحمنا جميعا ..

فعلا الدنيا تشغلنا وتلهينا وتنسينا كيف كانت بدايتنا وإلى فين مصيرنا ..واحنا للأسف نعين الشيطان علينا بالغفلة عن ذكر الله .. الله يغفرلنا ويصلح أحوالنا يارب..

عموما أخواتي جزاكم الله خير على الدعوات والردود .. والله يوفقنا واياكم لما فيه الخير ويجمعني بكم في الجنة يارب.. آمين