م / س : ××،،،، من نفسي إلى نفسي ،،، ×× الخــ،جــر ،،،

الأسرة والمجتمع




مدخل ...


من نفسي إلى نفسي ...

أصدق حديث ... هو الحديث إلى النفس ... فكثير ة هي الرسائل إلى النفس التي

يتسم فيها الحوار بالشفافية ... وهذه إحدى الرسائل .... ...


الخنجـر ...




نفسي العزيزة ...

ما أصعب أن نعيش وفي داخلنا كلامـًا يضطرم .... لم يخرج إلى الحياة بـعد نشعر بأنه

كان من المفترض أن يخرج ... ولكنّ لظروف كثيرة نتحفظ عليه ....

لا أعرف لمـاذا قتلنا الصراحة البناءة ...؟!!

تلك الصراحة التي يكون هدفها الإصلاح وليس التحطيم ... الصراحة التي تجعل من المرء

راقـيًا في تعامله ...

أجل ... قتلنا هذه الصراحة ... وأحيينا لفـظـًا غريبـًا ... اسمه المجاملة .... !!!

أعرف ما تريدين قوله ...: لا تنكري أنها جيدة ...؟!!

أليس هذا ما أردت قوله ..؟!!! ولكني لن أنكر ذلك بل على العكس ... نحتاجها في حياتنا ...

ولكن ليس لدرجة أنـنّا نتوقف عن التعبير عمـّا يجول بـحاطرنـا ...

لا تقلقي .... فنحن نريد التعبير عمـّا نريد ... بعيدًا عن الصراحة الوقحة التي لا تحترم الآخرين

وتـُشـعرنـا أننـا نعيش .... مع أشخاص لا يجيدون الحديث ....

كم أحبّ أن نعيش بصدق حتى مع أنفسنا ...

أنتِ لا تدركين كم يعاني المرء من جرّاء هذه الأمور التي تفسّـر أحيانـًا جزءًا من سلوكنا ....

ولكن... أظنّ أنّك توافقينني الرأي ...في أنّ الوقاحة أو ما يدرجه البعض باسم الصراحة المتناهية

هي سبب لكثير من المشاكل التي قـد تولـّد الكره وعدم تقبـّل الشخص ... ذلك الشخص الذي

كلّ همّه أن يفرغ محتويات قلبه دون النظر إلى ما ينتج عن كلامه من آثار مؤسفة للشخص الذي

أمامه ...

_ ربما يكون سطحـيـًّا ...؟!!

_ سطجيّ..؟!! ربما ..!!! ولكن صدقيني ليس شـرطـًا ...!!! فمن المؤسف جدًا أن يوجـد بيننا

أشخاص مصابون بهذا الوباء ... والأكثر أسـفًـا أن يكونوا مـمّن حولنا ..!!!

فهو أمر في غاية الإزعاج ...

عزيزتي ...

أتوق أحيـانـًا إلى أن أصرخ ... وأعبـّر عمـّا بداخلي بصراحة كما يدّعي البعض ... لكنني فشلت

فشلا ذريـعـًا ...!!!

لم أستطع أن أكون مثلهم ....

لم أستطع أن أمسك خنجرًا في يدي ... وأغمدها في قلب من أمامي ....

والحمد لله أني لم أستطع ....

والآن أتركك بأمان تصبحين على خير ....


صوت العدالة

9/ 12 / 1428 هـــ


77
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

غــرام الــورد
ما أصعب أن نعيش وفي داخلنا كلامـًا يضطرم .... لم يخرج إلى الحياة بـعد نشعر بأنه

كان من المفترض أن يخرج ... ولكنّ لظروف كثيرة نتحفظ عليه ....


كلامك رائع ومعبر يعني كثير أوقات نحاول نقول أشياء تتعب النفس

لكن للأسف الصراحه تنعدم في بعض الأحيان ,,,

يعطيك العافيه ,,,

موفقه يارب ,,,
صوت العدالة
صوت العدالة


تلك كانت الرسالة الأولى ...

ومازالت الرسائل قائمة .... طالما هناك شفافية ... وصدق مع أنفسنا ...

أما الرسالة الثانية فهي بــعنوان :

الطوفان




نفسي العزيزة ...

من المؤسف جدًا أن أناقشك الليلة عن أشخاص لا يستحقون الاحترام ...

_ الاحترام ...؟!!

_ أجل ..إنهم غير جديرين به ..لأنهم لا يملكونه .. فهم لا يتورعون عن تتبع سقطات

من حولهم .. وعوراتهم ... والقيام بنشرها والحديث عنها والزيادة إن لزم الأمر ...

كل ذلك من أجل المتعة التي تتسم بالأنانية ....

نفسي العزيزة ...

بتّ لا أعرف النوم ... بالرغم من أنّي لا أتحدث معهم ... ولا أشاركهم في تفاهاتهم هذه ..!!

_ تتحدثين بحرقة ..؟!!

_ أجل ...ربما لأني ذقت من هذه الكأس التي تجعل القلب يتـقـد ... وليست الحرقة هنا لأجل

نفسي فقط ...

_ إذن ..؟!!

_ بل لأني لا أعرف كيف أوقف هذا الطوفان الذي أخذ يجتاح ما حولي ويدمّره ....

_ ليس لهذه الدرجـة ..!!!

_ قد ترين أنتِ ذلك ... ولكنني لا أتفق معكِ ... فالسلاح المستخدم هو أداة خطيرة

دمرت شعوبـًا بكاملها ... فلا يمكن أن تستهيني به أبــدًا ...

_ هل تريدين من الناس أن لا تتحدّث ..؟!!!!

_ لا ... لم أقل ذلك .... جميعنا يتحدّث ... لكن هل بالضرورة أن يكون الحديث عن

خصوصية الآخرين قـسرًا ..؟!!

_ لا ... طبعـًا ...

_ إذن هذا ما قصدته ... فلو كفّ المرء هذا السلاح الخطير عن الأحاديث التي تزرع

الحـقـد والحواجـز بينه وبين الناس ... لعرف معنى الصفاء والنقاء في حياته ....

ولـعـاش منـعـّمـًا ... قرير العين بعيدًا عن كلّ ما ينغص عيشه ....

_ يكفينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بما معناه :" ثكلتك أمك يا معاذ

وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم ..."


_ آآآآآآآآآآه ... إنها لمهزلة حقـًا ..أن نقف أمام هؤلاء الحثالة الذين لا همّ لهم سوى الاستمتاع بإيذاء

الآخرين ...عاجزين عن إسكاتهم وقول الحقّ في وجوههم ... إذ لا يمكن أن نسمي هذا إلا اقتحام

الخصوصية بدون إذن مسبق ...أو حتى تلميح ...!!!

_ وهل تظنين أنّ الفضاضة هي الأسلوب الأمثل ؟!!... هل تعتقدين بأنه ستكون

هناك استجابة ...وأنتِ تتقدين كما القدر ...؟؟!!!


_ لا طبـعًـا ... يظلّ الأسلوب الراقي هو الأمثل ... ولكنه أمر محزن فعلا أن يكون

بيننا من يتسم بهذه الصفات ويتخذها سلوكــًا وهواية ومتعة له ...

الخلاصة ياعزيزتي ...
فقد انتصف الليل .... هي أنه علينا محاربة هذه الآفة التي

تعتبر من أشدّ الآفات وأخطرها على العلاقات و الأواصر التي تجمع بين الناس ...

والآن يا عزيزتي ... تصبحين على خير ....


صوت العدالة


29 / 2 / 1429 هــ



صوت العدالة
صوت العدالة


غرام الورد أشكرك من كلّ قلبي ...

@الحمدلله@
@الحمدلله@
متابعة معك ياغالية ..

أكملي رسائلك ..
غــرام الــورد
يظلّ الأسلوب الراقي هو الأمثل

أعتذر منك إذا كنت قد قاطعتك في بداية الموضوع ,,,

بس من جد ماشاء الله تبارك الله عندك أسلوب رائع في الكتابه ,,,

واللي أعجبني أكثر إنك في الرسالتين توجهتي لنفسك بالحديث معها ,,,

حتى إسمك فيه شئ من الجمال ,,,

بارك الله فيك ,,,

موفقه يارب ,,,