(م @ ش) أوراق من مذكراتي

موضوع جديد مشارك في المسابقة

جزاك الله كل خير غاليتي كاتبة الموضوع

=====================



اليوم: الخميس 4/10
المكان : مطار الملك خالد – صالة المغادرة
أمسكت بيد زوجي ... هل نحن مجانين ؟؟؟ هل كنت في كامل قواي العقلية عندما اتخذت مثل هذا القرار ... أتمنى لو أن لي القدرة على التراجع ..فلنرجع أرجوك .. أجابني وما زالت آثار الدموع تلمع في عيناه .. توكلي على الله .

يوم الثلاثاء 9 /10 :

طلاسم في كل مكان ...الوجوه مختلفة ..والنظرات كذلك .. كل شيء غريب .. نساء... رجال.... أوضاع غريبة...الحمد الله وصلنا إلى دكان صغير لابتياع احتياجاتنا ...النظرات تلاحقني ..نظرات تلاحقني بصمت وخجل وأخرى تكون أكثر جرأه ... تناسيهم .يحدثني زوجي .. لا تنظري لأحد ابحثي معي عما نحتاجه فقط .. فكل ما كان يحدث بسهوله فيما سبق أصبح معقدا ... حتى البحث عن الملح يحتاج إلى مترجم ..تبرز من بعض الوجوه ابتسامة مرحبة .. تلقي السلام عليك ..فتلقي راحة عظيمة على روحك ..لحظات ..واسمع صوتا رخيما صوت اغرورقت عيناي حين سمعته .. ياااه ما أجمل الآذان ... الحمد الله على نعمة الإسلام ولكن المحل لم يغلق أبوابه .. لا ادري لماذا كنت انتظر أن يخرجونا من المحل أو أن يتم إغلاق الأنوار ..لكن لم يحدث شيء من ذلك.

اليوم الأحد 24/ 10بعدعدة عقبات ..تم إدخال خط الهاتف إلى الشقة ... تحدثت مع أمي قليلا .. وبكيت كثيرا .

يوم الجمعة 29 /10
وأخيرا ...وجدت من أتحدث معه العربية ..جاءت لزيارتي هي وصديقتها ..رحبت بها واعتذرت عن عدم وجود مكان مناسب للجلوس فلم ننتهي بعد من تأثيث الشقة ... ادخلن على قلبي السعادة ... حديثهن .. وضحكاتهن .. أعادت لي ما كدت افقده من عقلي ...

يوم الاثنين 3/11: عاد زوجي من عمله ... وابتسامة تعلو محياه , الحمد لله فهذه الابتسامة قد لازمته منذ أن وصلنا هنا .. لم يعد العمل بالنسبة لزوجي شيئا مرهقا كما كان... نعم كان من النادر أن يأتي مبتسما من عمله .. فالجو له تأثيره الغريب ...

غدا 1/12 :
لم يبقى على العيد إلا عشرة أيام .

غدا العيد (يوم عرفة)

الحمد الله استطعت صيام الأيام السابقة وصام زوجي معي .. لم يبق ممن اعرف هنا احد , البعض عاد للبلاد والآخر ذهب للتنزه. لا خطط لدي ليوم العيد .
لا ادري لماذا في كل مره اسمع التكبير تجتمع تلك القطرات في عيني .انه أول عيد لي بعيدا عن أهلي , صنعت قالب كيك , فلابد أن يشعر طفلاي بالعيد حتى لو كنا بعيدين .. كنت قد خبأت لعبتين فقط لهذا اليوم إنها هدية العيد.

صباح العيد .
ذهب زوجي والأولاد مع بعض الأصدقاء ليقوموا بنحر الأضاحي ..صادفتهم بعض المصاعب مما ساهم في تأخر عودتهم .. فلم يعودوا إلا مع غروب الشمس ......... وحيدة في العيد ..بكل ما تحمله الكلمة من معنى .

يوم الاثنين 23 /2 :
وأخيرا عرفت زوجي ... نعم لقد عرفته وكنت أظن أني اعرفه .. لم نكن اقرب لبعضنا في وقت مضى أكثر من الآن ، ظهر الجانب الآخر لزوجي الذي لم المحه يوما في السابق ...و اكتشفت أني لم أكن على تواصل معه ففي الصباح في عمله ثم قيلولة بعده تناول الغداء ثم الزيارة اليومية لأهله ، يرجع لتناول العشاء ومشاهدة التلفاز أو تصفح الانترنت وانجاز أعماله ... ويتخلل هذا زيارتنا الأسبوعية للأقارب و اجتماعه مع أصحابه ..... شكراً للغربة فيكفي أن منحتني وقتا للتقارب.

يوم السبت 15/4:
الحمد لله الذي من علي بنعمة الوقت .. أدعو الله ليعنني على إتمام حفظ كتابه .

يوم الجمعة 29/ 6 :
أيام قلائل ونعود,تسعة اشهر كفيله بأن تجعلني أسابق نفسي للعودة، اشتقت لك يا أمي ..

يااااااااه , مضت الأيام وكأنها حلم .