جزاك الله كل خير غاليتي كاتبة الموضوع
=====================
لااخفيكم اني منذ اللحظة الأولى لنزول موضوع مسابقة الشتاء وأنا أنظر إليه بحسرة...لماذا؟!
لأني وببساطة منذ أن بدأنا بدراسة مادة التعبير في المدرسة ومواضيعي لاتشد معلمتي
مع اني اجتهد في كتابتها ولكن لاحياة لمن تنادي لأن المعلمة قد اخذت عني فكرة مبدئية ولم تعد تلتفت لكتاباتي...
ومن تلك النقطة فقدت ثقتي بنفسي و بدأ كرهي للكتابة واقتنعت تماما بعدم امتلاكي لتلك الموهبة...
لا أخفيكم باني ترددت كثيراً حتى أني تمنيت أن تنتهي الفترة المحدده للمسابقة حتى أرتاح من هذا التردد...
ولكن في النهاية وبعد تفكير مطول استجمعت قواي وقررت أن استرجع ثقتي بقلمي من جديد وأن اكتب واسابق بقلمي أقلام المبدعات، ولكني أحذركم، فلن يكون اسلوبي مزخرفاً ومنمقاً ومليئأ بالعبارات الخيالية اللي تجعلنا نحلق بين الغيوم كما أرى في المواضيع التي نزلت إلى الآن فارفقو بقلمي ياحوائيات...
مرت أيام الطفولة سريعة منذ أن بدأت تميز الوجوه في بداية طفولتها حتى دخلت المدرسة ومنها الى المرحلة المتوسطة مرورا ببداية الأنوثة حتى المرحلة الثانوية وصراعها مع الدرجات وحرصها على المعدل...
كانت فترة سريعة وكأن الأيام تحث بها الخطى إلى شي قد قدر لها من قبل أن تولد...
هل هو شي جميل؟؟سعيد؟؟
أم هو العكس تماما؟؟قبيح؟؟محزن؟؟
وهاهو الرد قد وصل>>> الجميع حولها متوترين اخوتها اللذين يكبرونها في السن من يحملون العبء بعد والديها...
الوالد يتهرب من تساؤلاتهم!!!
يبه!! وين امي؟؟ ليش مارجعت من المستشفى معكم؟؟
الأخ الأكبر: لامافيه شي بس عندها شوية فحوصات وقالوا بيخلونها عندهم شوي...
طيب متى بترجع البيت؟؟؟
الأخ الأكبر: كم يوم إن شاء الله وتلقونها معكم بالبيت...
وبعد عدة أيام كانت طويلة باردة...
لمحت الأب في غرفة الجلوس يتحدث مع الأخ الأكبر بصوت خافت وفجأة رآها...
الأب: تعالي ونادي باقي اخوانك بقولكم شي...
تجمعوا حتى اصغرهم والذي كان بعمر العاشرة...
اخبرهم الأب والأخ بالصاعقة...
كانت تظن أن هذا يحدث فقط في الافلام والمسلسلات
كانت تظن أن الذين يحبهم الله لايتعذبون لايمرضون
كانت تظن ان والدتها لن يحصل لها شي وبالأحرى لن تموت
ليش امي انا بس من بين الناس؟؟!!!
استغفر الله ولاحول ولاقوة الابالله قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا...
منذ تلك اللحظة احست بأنها كبرت مئة عام
لاتوجد عبارات تصف الخوف الذي شعرت به خوف من المجهول...
ومرت أشهر العلاج الكيميائي من التعب والمرض حتى تساقط الشعر والحالة النفسية والصحية السيئة للأم والسفر المتواصل لتلقي العلاج ومتابعة الحالة والخوف و الوحدة اللتي شعروا بها وانفصالهم عن العالم بسبب نظرات الشفقة التي تحيطهم من الجميع...
حتى صارت تخفي حزنها في قلبها عن حتى اقرب صديقاتها حتى لا تتغير نظرتهم لها من الشقية المرحة دائمة البسمة الى المسكينة...
لاتريدهم أن يذكروها بنظراتهم بماهو دائم في قلبها ويشغل بالها وتفكيرها...
وبعد سنتين من العذاب النفسي...
حانت اللحظة الحاسمة...
مابعد جميع مراحل العلاج...
نتيجة الفحوصات والاشعة...
الأم ستعيش!!!
لقد تم القضاء على المرض...
نريد من والدتكم اجراء مقابلة تليفيزيونية لكي تبث الأمل في نفوس المصابين بنفس المرض نريد أن تصل لهم رسالة بأن لاتقنطو من رحمة الله...
لقد شفيت تماما
بقدرة من لاتنام عينه
بقدرة من قال " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان "
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
نهاية سعيدة لحادثة مفزعة تلتها عدة أحداث حزينة...
طلاق الأخ الأكبر وتبعات هذا الحدث من مشاكل اثرت على عائلتهم وخصوصا على حالة الأخ النفسية وعلاقته بأبنائه حيث فقد الثقة بعدها في الزواج
تلتها حادثة فقدان اساسا عائلتهم (الظهر) كمايحب ان يسميه البعض حاميهم بعد الله
((((ابي)))))
خلال ثلاثة أشهر فقط
ثلاثة اشهر كانت كفيلة بالقضاء على حياتهم و وصمت عائلتهم بالحزن الى الأبد
تتذكر تلك الأجازة الصيفية كانت من أجمل الأجازات اللتي قضتها في حياتها
جميع افراد الأسرة مجتمعين قاموا بالسفر سويا كل شي كان جميلا وكان الأب مختلفا في تلك الاجازة!! لم يرفض طلبا لأي من اخوتها مهما كان... كانوا سعيدين جدا وقضت العائلة شهرا من أسعد مايكون في حياتهم وكأنها لن تتكرر ختموها بالعمرة...
وفجأة في طريق العودة الأب يشكو من الم غريب لم يعتده؟!!
الأب: لاتحاتون شكله برد من المكيف بريح شوي وإن شاء الله بيروح
وبعد ماوصلوا الى البيت الأب كان غريبا!
وبعد عدة أيام...
امي اش فيه ابوي صار ينام كثير؟؟
مافيه إلا العافية إن شاء الله بس ارهاق وتعب السفر
مر اسبوع اسبوعين.. التعب ماراح!!!
الأخوة الكبار قرروا أن ياخذوا الأب للمستشفى
بعدها بعدة ايام الأخ الأكبر يخبرهم:
الدكتور اللي يشرف على حالة ابوي طالب يجتمع فينا
خير إن شاء الله...
الدكتور: وبعد مقدمة طويلة لاتتذكرها فجأة صار كلام الدكتور مزعجاً...ليته يسكت...ليته لايكمل... بصراحة والدكم حالته متأخره جدا وللأسف ماله علاج لاهنا ولابرى
بس بنسوي له شي يخفف عنه شوي
وبنعطيه مسكنات قوية عشان مايتألم كثير
راح يعيش كم شهر بس ممكن تطول او تقصر حسب تحمله
ادعوله
؟؟؟؟؟!!!
كانت ثلاثة اشهر من العذاب المتواصل
والخوف في كل لحظة يغمض فيها جفونة التي ارهقتها الآلام المبرحة ...أن تكون هي آخر لحظة ترى فيها عينيه وفيها الحياة...
كان يوم الجمعة من شهر رمضان قبل دخول العشر الأواخر بيوم...
الساعة السابعة صباحا واخوتها جميعا خارج غرفة الأب يبكون دخلت مسرعة لترى عينيه والتي دوما كانت دافئة نظراتها حنونة قد اصبحت باردة تحدق في المجهول...
الجميع يردد...
خلاص ارتاح الله يرحمه
خاتمة طيبة ماشاء الله في يوم فضيل من شهر فضيل وإن شاء الله مرضه كان كفارة ذنوب...
بعدها تغير كل شيئ في نظرها
الحياة تغيرت
الأيام تغيرت
العيد كان كئيبا
وتبعه بقية الأيام حزينة وثقيلة
تشعر وكأنها وحيدة في كون فسيح
فقدت شي لايمكن تعويضه
....
ومرت الأيام والسنوات وتزوجت أختها وأخاها وحان دورها
تقدم لخطبتها العديد وكانت ترفض و حجتها دائما انها لاتريد ترك والدتها
وكانها تنتظر شيئا جميلاً مفرحاً تخبئه لها الأيام
السعادة اللي تحلم بها كل فتاة
حتى جاء ذلك اليوم وبالأحرى عيد الفطر
تقدم لخطبتها ذالك الشاب به كل ماتتمناه اي فتاة
ذو دين واخلاق، طموح، ناجح، حسب ونسب...الخ
وافقت مبدأيا ولكنها قررت ان تستخير تأكيدا لقرارها
وبعدها تم كل شيئ سريعا...
الحمد لله لقد توفقت في اختيارها وجدت زوجاً حنوناً وصديقاً متفهماً وصدراً دافئاً يذكرها بصدر الأب رحمه الله وستكون أسرة وحياة سعيدة بإذن الله...
ترجوا من الله أن تكون هذه بداية لنهاية أحزانها
إلى أبي (رحمه الله) >>> اللهم أغفر له و ارحمه و اعفُ عنه و أكرمه، اللهم آنس وحشته و ارحم غربته و قِه عذاب القبر و عذاب النار اللهم أبدله داراً خيراً من داره و أهلاً خيراً من أهله و أزواجاً خيراً من أزواجه واسكنه فسيح جناتك في الدراجات العلى...
إلى أمي (حفظها الله) >>>اللهم احفظها ومتعها بالصحة والعافية واجعلها تاج على رؤوسنا اللهم أقر عينيها بما تتمناه لنا في الدنيا والآخرة
اللهم ارزقنا برها و رضاها ونعوذ بك من عقوقها
اللهم آمين
ومالنا إلا الصبر والتوكل على الله..
غفر الله لوالدي و والديك ..وأسكنهما فسيح جناته..>>الدعاء يشمل الحي والميت