(م@ش) عائشة في بلاد العجائب

المواضيع المميزة











ما إن وطأت قدما عائشة هذا البلد الأوروبي حتى شعرت بشعور غريب, شعرت و كأنها أليس في بلاد العجائب. كل شيء هنا فيما يسمى بالعالم المتقدم متطور جداً بالنسبة لها.


الناس تبتسم لبعضها من دون مناسبة و من دون مصلحة!! عندما يود أحدهم أن يأخذ شيئاً فإنه يستأذن بكل لباقة!! الناس تعتذر عن أخطائها الغير مقصودة! و الجميع في منتهى النظافة فحتى الشارع يلمع!! مهتمون بالعلم لأقصى درجة و بالقراءة و الفكر!! أمور لم تألفها و لم تجربها من قبل!!




تنهدت بقوة و قالت في سرها, هؤلاء لا يعرفون الإسلام و لكنهم تخلقوا بأخلاقه, بينما نحن المسلمين لم نعد نقرأ القرآن بتدبر و لا نستوعب معانيه حتى نطبقها..


و مضت في حياتها مثلما كانت, متجهمة, قليلة الإكتراث, غير مبالية.. تحسرت على وضعها و وضع أمتها لدقائق و لم تحاول أن تغير شيئاً لا في نفسها و لا في غيرها, حجتها دائماً "لن أستطيع تغيير العالم"







كم منا عائشة؟ كم منا نظرت إلى التقدم الهائل لديهم و تحسرت في سرها و مضت في طريقها كأن شيئاً لم يكن؟


كم منا تردد دائماً " لن أستطيع تغيير العالم"؟


بل كم منا تلبس شخصية متناهية في المثالية هناك, و تعود إلى بلدها لتعود إلى تعاملاتها القديمة مع الناس كمن يخلع قناعاً؟


ألم تلتزمي بنظافة الشارع هناك ثم أتيت إلى بلدك و بدأت برمي القاذورات هنا و هناك؟ أيهما أحق بتعاملك الحضاري؟ بلادهم أم وطنك؟


ألم تعاملي الغربيات بأفضل معاملة و ابتسمت في وجهوهن, ثم عدت إلى بلدك و تجهمت في وجه تلك لأنها لم تسلم عليك, و وجه تلك لأنها كانت تكيد لك و و و



ألم تقولي في سرك نحن العرب لن نتقدم أبداً و لن نصل لنصف ما وصلوا إليه من الحضارة؟؟


ربما ليس الجميع, و لكني أرى بأن الأغلبية تفكر بهذه الطريقة السلبية بل و يتصرفون بهذه الإزدواجية الغريبة..








كفانا سلبية ..فهم ليسوا خير أمة أخرجت للناس


كيف ننظر إليهم بانبهار و نؤمن بأننا لن نصل إليهم يوماً مع أننا نحن خير أمة أخرجت للناس؟؟


مشكلتنا أننا تراخينا و تناسينا و قد نكون جهلنا, و استكنا إلى وضعنا فلم نحاول التغيير.. من يلتزم بأخلاق الإسلام هذه الأيام إلا من رحم ربي؟


أليس نبينا من قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ؟


ألسنا أمة إقرأ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


تخيلي بأن أول كلمة نزلت من القرآن هي إقرأ


أول كلمة بدأ بها هذا الدين هي إقرأ


أول تكليف أمر به رسولنا الكريم هو إقرأ


من منا يقرأ؟


من منا تعلم لأجل العلم نفسه و لفائدة وطنه؟ ألسنا نتعلم للوظيفة و الراتب للأسف الشديد؟


من منا استخدم علمه لنفعة دينه و أمته؟


ألم نكن لنطلق صاروخاً إلى الفضاء الآن لو كان العلم هدفنا؟




الهند التي كانت تعتبر من العالم الثالث, من نعتبرها أقل منا بكثير, وصلت إلى درجات من العلم لم نستطع أن نحلم بها.. وصلوا إلى القمر و اخترقوا مجالاً كان حكراً على الدول المتطورة جداً


بماذا؟ بقوة العلم


اجمعي العلم و الأخلاق سوية, و ستصلي إلى قمة الحضارة و إلى روح ديننا العظيم


29
8K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عروس الشام
عروس الشام
ربما لا تستطيعين تغيير العالم الآن.. و لكنك إن تغيرت أنت من داخلك و بدأت في فهم دينك و تطبيقه كدين سلوك و تعاملات لا كدين فرائض و عبادات فقط يكفي




أتعرفين بأن جوهر العلمانية هو تحويل الدين إلى دين عبادات فقط؟؟؟ يريدون فصل الدين عن الحياة, و للأسف معظم المسلمين فصلوا الدين عن حياتهم, فتراهم يخرجون من المسجد ليبطشوا بخلق الله و يظلموا عباده, ثم يعودون للصلاة و كأن الصلاة هي الدين فقط و الظلم لا بأس به!!





غيري من نفسك و سترين بأن من حولك سيقتدون بك شيئاً فشيئاً عندما يرون روعة تطبيقك لدينك




غيري من طريقة تربية أطفالك و سترين بأن أطفال الآخرين بدأوا بالإقتادء بأطفالك, بل أن أطفالك أصبحوا مضرب المثل بالأخلاق و العلم




ربما أنت و أبنائك ستغيرون حيكم




و حيكم قد يغير مدينتكم




و مدينتكم قد تغير بلدكم




و بلدكم قد يغير العالم









لا تقولي مستحيل, فهذا ما قاله رب العزة: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"




لا تقولي مستحيل, فقد رأينا بلداً مثل أمريكا بدأ من الصفر بمعنى الكلمة, كان مجرد منفى لشراذم البشر, و بالعلم و الأخلاق وحدهم بنوا حضارة من لا شيء




لا تاريخ, لا وطن, لا شيء.. أناس متفرقون, كل منهم من مكان مختلف لا يجمعهم شيء.. اجتمعوا سوية و صنعوا شيئاً من لا شيء




ألسنا أولى بذلك؟ أليس ديننا يجمعنا؟ أليس ديننا يدلنا على الطريق و الوسيلة؟ ألا نجتمع تحت رايته و على الأقل نطبق تعاليمه في كل نواحي حياتنا؟









ليسوا خير أمة أخرجت للناس, و ليسوا أمة إقرأ




نحن أولى بهذا, نريد أن نعود إلى الطليعة و نثبت للجميع بأن المسلم متميز بأخلاقه و تربيته و علمه




نريد أن تكون صورة المسلم في ذهن كل الناس صورة مشرقة.. عندما يتذكر جيرانك كلمة "مسلم" سيتذكرون أخلاقك و كرمك معهم و ثقافتك و تعاملك الراقي




عندما يتذكر المدرسون كلمة "مسلم" سيتذكرون أطفالك الشديدو النظافة و الشديدو الحرص على العلم و التعلم.. سيتذكرون كم هم أخلاقهم عالية و تعاملهم مع باقي الأطفال في منتهى الطيبة




عندما يتذكر صاحب الشركة كلمة "مسلم" سيتذكر زوجك و كم هو متفاني في عمله, و كم هو صادق و أمين و لا يضيع وقته بل يضع دائماً نصب عينيه بأن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه





يا ترى هل تركت صورة مشرقة لدى الناس حولك عن كلمة "مسلم"؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




هل أحبوك بسبب أخلاقك و تفانيك و أرجعوا السبب إلى دينك الذي هذبك؟؟




هل أحبوا الإسلام من خلالك؟؟




هل كنت داعية صامتة من خلال تعاملك الراقي الذي يدل على عظمة دينك و عظمة تهذيبه لنفسك و لعائلتك؟






نحن خير أمة أخرجت للناس فلنبدأ الآن نحن صانعات جيل المستقبل و لنبدأ بأنفسنا قبل كل شيء و صدقوني, سنغير العالم كله يوماً ما



اية 2006
اية 2006
ما شاء الله كلمات رائعة ومعبرة جزاك الله خيرا
عروس الشام
عروس الشام
تسلمي حبيبتي
نورتي يا قمر :)
تفاءلي بالخير
ماشاء الله رائع جدا الموضوع
فكرته أقدر اقول لم تخطر على بااااااااااال الكثيييييير للأسف:(
بارك الله فيك
عروس الشام
عروس الشام
تفائلي بالخير
شكراً حبيبتي
و كوني مثل إسمك متفائلة بالخير و إن شاء الله نكون كلنا مثال للمسلم في كل أمور حياتنا