موضوع جديد مشارك في المسابقة
جزاها الله كل خير كاتبة الموضوع
=======================
قد لاتريني بعد يومي هذا
بعدما سمعت الخبر وأغلقت السماعة ----- كأن عاصفة اجتاحت كيانها وحطمته -----------اسودت الدنيا في عينيها ---- وثارت براكين حزنها فانصهر قلبها الحنون -----
سارة أبنتي الوحيدة ---الشيئ الجميل الذي عشت له--------- ورميت الدنيا وراء ظهري لأجله ---- قدمت زهرة شبابي وسنين صباي حطبا لمدفئة مشاعرها --- عوضتها عن يتمها ---كنت لها الأب الحاني والأم الرؤوم -----
حبيبتي سارة ستتركيني وتسافري ---ستتركين أمك وترحلي ---- والى أين الى بلاد الغربة-----
وأجهشت بالبكاء ---دموعها كانت سيلا من ذكريات الماضي ----تمر سريعا في مخيلتها--- تنحدر من عينيها حتى تسقط على كفيها—اللذين طالما مسحو الدمع من مقلتي صغيرتها سارة---
ثم طأطأت رأسها وأزالت نظارتها السميكة ومسحت دموعا قد أغرقت محجر عينياها اللتيان أضناهما سهر الليالي ------
سلسلة من الأسئلة الحائرة التي لم تجد لها جوابا----بقيت تدور في فلك حزنها --------
من لي بعد حبيبتي سارة---؟
لمن سأخبز حلوى العيد----؟
ومن سيسبقني الى قطف ورود الحديقة ----؟
ومن سيذكرني كل يوم بموعد الدواء ----------؟
ومن سيرتمي في أحضاني باكيا كلما ضاقت به الدنيا----؟
بل لمن سأعيش ---وكيف سأرى الدنيا بدونك يا سر وجودي -----؟
لكنها رفعت رأسها ----- رغم صدمة واقعها ومرارته -------
واستجمعت شتات قواها المتناثرة منذ سنوات ---وداست على قلبها كما فعلت في الماضي -----
وقررت أن تضع قفلا من الصبر على أحزان قلبها المكلوم --- وأن تخفي مرارة ألم الفراق عن حبيبتها سارة ------
حتى لاتعكر على ابنتها صفو حياتها --
وتكدرفرحتها بالسفر وخوض تجربة العيش خارج الوطن----
وبعد أربعة أيام حانت اللحظة الحاسمة ----لحظة الوداع ---أصعب مايمرعلى كل الاحباء ---
لحظات قاسية---ومؤلمة ----وكل مايستطيع المرءأن يفعله هو ذرف الدموع التي تلسع الفؤاد بحرارة الحزن ----
سحبت الأم أبنتها الى غرفتها وقدمت لها صندوقا صغيرا -----
وقالت لها----
أتمنى أن لاتفتحيه الا بع أن تستقري في سكنك الجديد في تلك البلاد ---
فحافظي عليه لانه أغلى ماأملك ------
وودعتها بحرارة ------وهي تخفي شلالات من الدموع التي كادت أن تخرق جفونها ---
لتقول لسارة لاتذهبي فلن أعيش بدونك طويلا --؟
ذهبت سارة وكأن زوجها وهو يحثهاعلى الاسراع حتى لايتأخرو على الرحلة----
ينتزع قلب الام من مكانه بدون رحمة –
ليسلبها روحها المتشبثة في جسدها الفاني ----
وصلت سارة لبلد الغربة ---وهي مستمتعة بكل لحظاتها مع زوجها الغالي –ولا تدري ماكان يحل بامها يوما بعد يوم -----
أهملت الام دوائها وتدهورت صحتها –
وزادها الهم والأسى -----
وهنا على وهن ----
فتحت سارة الصندوق----بعد أن مضت عدة أسابيع في التنقل حتى أستقرت أخيرا
فوجدت ظرفا يحوي مجموعة من الصور –بعضها لأبيها الراحل التي لم تكتحل عيناها برؤيته وبعضها كانت تمثل قصة حياتها منذ نعومة أظافرها حتى لحظات—تخرجها ----- ومراسم حفل زفافها—
-وجدت أيضا بطاقة كتب عليها ---حبيبتي وزوجتي الغالية / لاأصدق أنني سأصبح أبا 00وأني سأرى أبنائي يركضون من حولي ---- تقبلي مني هذا الصندوق كهدية بسيطة تعبيرا عن فرحتي بهذا الخبر السار لنجمع فيها صور المولود الجديد---------
هنا تذكرت كلمات أمها :أسميتك سارة لأن أباك أعتبرك مفاجئة سارّة------
حنت سارة لابيها الذي لم تره الا في الصور وفهمت سر أهتمام أمها بهذا الصندوق -------
ووجدت أيضا مصحفا صغيرا مغطى بديباجة حمراء---- طرزت أمها عليها (ألا بذكرالله تطمئن القلوب)
رفعت المصحف وقبلته فظهرت وريقا ت كانت تحته----فتحتها سارة وبدأت بالقراءة :
ابنتي الحبيبة 00يانوراأضاء لي الدنيا بعد أن أظلمت في وجهي ---
اليك( وصايا ذهبية )
احفظيها عن ظهر قلب –وطبقيها—واجعليها شعارا لك في الحياة---عديني بذلك؟00000
أولها / لاتقطعي مابينك وبين الله لأن الغربة الحقيقية هي غربة القبر ----- ولا غربة مع الله---
ثانيها /اجعلي كلام ربك بلسما شافيا لجراح قلبك---ونهرا جاريا تروين بها مزرعة أعمالك ---
فلن تيبس أبدا-------
- بنيتي000 حق زوجك أولا قبل كل شيئ وآخرا فوق كل شيئ--- حذاري أن تكوني انت والغربة عليه ----
- كوني له أمة يكن لك عبدا---فرضاه الجسر الذي يوصلك للجنة----
- غاليتي لاتدعي أسرار حياتك ومشاكلك تتجاوز غرفة نومك ----حتى تضمني التغلب عليها ونسيانها----
- ليكن مازرعته فيك من الفضائل والقيم النبيلة والأخلاق الحميدة طيلة أيام عمري خطة تسيرين عليها في تربية أبنائك مستقبلا بأذن الله ---لتكوني أما ناجحة-----
عزيزتي لاتبيعي هذه النصائح الذهبية في سوق الغربة حتى لاتخسري ثروتك الطائلة مقابل ---عرض من الدنيا-----
آه ياقلبي الذي أنتزعته الغربة من بين أضلاعي – قد لاتريني بعد مقالتي هذه-----
- أهتمي بصحتك وبنفسك جيدا ياصغيرتي المدللة
والآن أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه يازهرة حياتي ---- ولا تنسي أمك وأباك من دعوة صادقة في جوف الليل وأن يلتم جمعهما في الفردوس الأعلى من جديد------------
0
مع تحيات أمك المخلصة
هناانفجرت سارة باكية 0000وهي تردد أعدك أعدك------- لم تتمالك نفسها بكت وبكت وبكت بحرقة شديدة على أمها المسكينة------- وكأنها علمت أنها لن تراها بعد يومها ذلك---------
محجبه @mhgbh
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ليت كل الأمهات بهذا الوعي
كلمات رائعة و معبرة
وفقك الله