شفقتي على السيدة التائهة تبخرت لتحل محلها شفقتي على نفسي مجرد دخولي بيتي
احسست ان التائهة هي انا وانه من المستحيل ان استطيع طلب المساعدة
العجوز وجدت من يرشدها الى طريقها
لكن انا ؟
ان لم استطع فهم العجوز ولا طلب المساعدة لها وانا هادئة ....فكيف يكون الامر لو تهت انا ؟
كيف بي ان اسأل عن الطريق ؟
ساعتها لن تسعفني لغة العيون
واشارات الصم لن استطع اتقانها لاني سأكون في وضع نفسي غاية في الاضطراب كما كانت تلك العجوز او اكثر
وان مرضت يوما وزوجي ليس عندي ؟
وان لم ينتبه الى مكالماتي ؟
من سيطلب لي الاسعاف؟
عند التفكير بأمر المرض والاسعاف شعرت بألم خفيف في بطني
وضعت يدي عليه
سبحان الله
ايفكر جنيني بما افكر ؟
هل وخزني كي انتبه انني ربما احتاج طلب المساعدة عندما يحين وقت ميلاده ؟
تذكرت منظر السيدة التي كانت تحرس طفلها في حديقة البناية في الايام الاولى من غربتي
دخل شيئا من السرور لنفسي بمجرد تخيلي مرافقة طفلي في نفس الحديقة
تقدمت نحو الشرفة ....ربما لاتاكد ان الارجوحة والكوخ ما زالا في الحديقة
فقد كنت في الاشهر الماضية اتجنب الـنظر من خلال النافذة او الشرفة
لم اعد اتأمل في الاشجار التي كانت تبدو صناعية كي اوفر على نفسي معاناتي على ما مضى
الحديقة ما زالت كما هي
لم تنهمر دموعي هذه المرة مما سنح لي ان انظر الى خارج الحديقة .. لاتمعن في الجبال المقابلة
وكأني اراها لاول مرة !
عند العصر كنت هناك بصحبة زوجي
في الجبال التي ياما تجاهلت تواجدها
لاكتشف ان هناك طبيعة خلابة
وان الشجر مغبر كما في بلادي
وانه بالامكان تعليق مهدا هناك
في الصباح التالي كنت غارقة في شيء جديد
شيء بعيد عن الدموع والاهات
غرقت في كوم من الكتب والاوراق
وبجانبي المسجل وكل ما احتاج لدراسة اللغة
استبدلت ذكرياتي العاطفية والشاعرية بذكرياتي العملية
تذكرت كم كنت متميزة في مدرستي
هذا وحده كان حافزا على ان ادرس وادرس كمن ينتظره امتحانا يقرر مصيره
شوقي لاهلي واحبابي لم يختلف
لكنها اختلفت طريقة التعبير عنه ولافصاح ولو لنفسي
كم ستسعدهم رسالتي القادمة
سأذكر لهم اني خلال ثلاثة اشهر اتقنت الكثير في مجال اللغة
وبعد شهرين لن احمل معي لغرفة الولادة عبئ الخوف من عدم القدرة عن شرح الامي ...
بدأت أكتشف محاسن البلد الذي قدر لي ان اعيش به
وزادت رغبتي في الاكتشاف
ولم اعد انظر للبلد انه عديم الامان فقد اصبحت اقضي الساعات برفقة اولادي في الحديقة
كنت انيمهم كل ليلة وانا اسرد لهم حكاية شبيهة بحكايات جدتي
حكاياتها كانت جميلة .لكني لم اتوقع نفسي اسرد مثل حكاياتها
كنت اسرد لاولادي على شكل حكايات كل جميل عن بلادي
وجدتي كانت تسرد لنا حكايات عن طفولتها ونشأتها
فما الفرق بيني وبينها
هي وجدت نفسها غريبة بين اهل زوجها حيث احضروها من بلدتها على هودج جميل
ولم تغادر البلدة لزيارة اهلها الا بعدما انجبت من سيحافظ على اسم ذرية زوجها
صبرت خمسة اعوام حتى رزقت بمولودها الذكر الاول بعد اربعة بنات
ونالت حقها في زيارة مسقط رأسها ...
كم كنت احبها
لهذا اعيش حياة شبيهة بحياتها
لي خمسة اعوام في الغربة
وظروف عمل زوجي وهدفنا في تأمين مستقبل اولادنا جعلنا نضحي بسنين عمرنا دون زيارة وطننا
لكني تغيرت دون ان اشعر
في داخلي لهيب لن يطفىء
لهيب الشوق لأهلي ,لكن ضحكات صغاري وضجيج معاركهم الطفولية كانت تخمد نار اللهيب
لاستمتع بهم
لاروي لهم المزيد واواضح لهم المزيد
شعرت بنصر كبير عندما بدأ اولادي التكلم بلغتي العربية واحدا تلو الاخر
وعندما اسمع اصغرهم يقول بسم الله الرحمن الرحيم قبل البداية بتناول الطعام
سيأتي يوما ويفهم معنى ما يلفظ كما حصل مع اخوته
واكبر شعور بالنصر هو عندما رافق ولدي الكبير ابناء اخوتي الى المسجد في اول زيارة لنا
عادوا وهم مدهوشين كيف يتقن الصلاة
وكيف يعلي صوته عند التلاوة وكأنه يقول لهم انا منكم
الى يومي هذا لم انس حادثتي مع العجوز
ربما سخرها الله لي كي يدفعني الى البحث عن المفتاح
فمفتاح الابواب الواسعة في الغربة هو لغة بلد الاغتراب
لولا ذلك لمرت السنوات دون ان استطع التلفظ بجملة واحدة
ولما استطعت ان احمل عبىء البيت كاملا
فمتطلبات الحياة لم تعد تقتصر على شراء حاجيات البيت واخذها من (السوبرماركت) دون الحاجة للسؤال والكلام
ولما استطعت ان اذهب لمقابلة مدرسات اولادي والسؤال عن مستواهم الدراسي
ولما استطعت استغلال الفرصة لاجيب على اسئلتها حول ثقافتنا وحياتنا لينتهي الامر بالكلام عن ديننا وانتهاء الامر بالسماح ان يحتفل اولادي مع زملائهم بأعيادنا
بل اصبحت هي من تطلب مني ان احضر لها صورا عن بلادنا مع شرح مبسط عن رشهر رمضان
ومعلمة ابني الصغير طلبت مني ان اذهب للمدرسة يوم عيد الاضحى المبارك لاشرح لهم عنه وما اجمله من شعور بان ارى الدهشة والانبساط على وجوه الاطفال بمجرد رؤية صورة الكعبة المشرفة
ليعتلي صوت صغيري ويقول لهم هؤلاء اسمهم حجاج .فقد تذكر الاقصوصة التي رويتها له عن الحج وعن كيفية الحج في زمن جدتي
كم افادتني قصصك يا جدتي !
ادخلك الله الجنة انت واموات المسلمين اجمعين
لم تخلو حياتي من منغصات الغربة
ومن شوقي لقضاء شهر رمضان بين اهلي
وظل في القلب والكيان متسعا كبيرا ليخزن المزيد من الذكريات
ذكرى الصباح الذي تلقيت فيه خبر وفاة والدي
يوم انتحبت على الارض وحيدة
لم يكن بجانبي من يضمني او يسكتني
ودعته عبر الهاتف
قلت له كل ما خرج من قلبي من الحب والوفاء
عدت وقتها لاشعر كم انا بعيدة وكم هي كبيرة المسافة التي تفصلنا
لكنها لم تفصل قلبي
صممت على ان ارافق ابي في جنازته
اذعن اخي لطلبي متفهما وضعي ورافقت ابي بما استطعت تلاوته من القران الكريم وبما استطعت التلفظ به من الادعية ..فقد وضع اخي سماعة جواله عند رأس ابي وهو وفي طريقه الى داره ...رحمه الله واسكنه فسيح جناته
لم ولن انس ذلك اليوم
ولا ايام اخرى تلقينا فيها خبروفاة من توفى من الاهل
وبعد تلقي كل خبر
وبعد استيعاب كل صدمة تلقيناها مؤمنين بقضاء الله وقدره
اول ما افكر به واتساءل
من هو التالي الذي سوف نبكيه ونحن في غربتنا ؟؟
من هو التالي الذي سيرحل دون ان نودعه ؟
عند وداعي لاهلي كنت اركز على كبار السن
كنت اتأمل في وجوههم
كنت اطلب الله ان يمد في اعمارهم لاعود والقاهم
لكني مع مرور الزمن
عدت حائرة
في وجه من اتأمل؟؟؟
ومن من الاهل اطيل احتضانه لحظة الرحيل ؟
فالموت مقدر على الجميع
وقد رحل من هم عز شبابهم
ولم نودعهم ...
وعدت لأسأل نفسي على من الدور؟
الغربة علمتني الكثير واخذت مني الكثير واعطتني الكثير
وغيرت طريقة نظري لامور كثيرة
لم اعد استطعم بخبر زواج هذا او ذاك مهما كان عزيزا
كل ما عانيته في غربتي زادني قوة فالضربة التي لا تقتل تقوي
تعلمت الصبر والكفاح
وتعلمت تذوق ثمرة تعبي على اي شيء اعمله واحصله بجهدي وصبري
تعلمت الانتظار بصبر
وتذوقت طعم الراحة من تدخل الاهل في حياتنا
كم يحزنني وضع اختي مع زوجها
فقد تزوجته عن قناعة
لكن حياتها مليئة بالتنغيصات لكثرة تدخل الاهل في امورهم
كم غيرتني غربتي!كم غيرني الرحيل !
بيتي الذي كنت اشعره صندوقا اصبح المكان الوحيد الذي اشعر به بقربي من زوجي واولادي
وتحول نظرتي الى الغربة من سلبية الى ايجابية فتح لي ابوابا لم اتخل ان تفتح لي لولا اتقاني للغة وتعلمي النظر للايجابيات
اختلاطي بالمجتمع وتعلم ايجابياتهم افادني الكثير
ايليا العاملة الاجتماعية التي عرفتها عن طريق جمعية خيرية ساهمت ما استطعت عند انشائها
وتحدثت معها كثيرا فاجأتني بعد ايام باتصال هاتفي
تطلب مني ان اعمل معها معروفا
فهي مسؤولة عن منطقة يسكنها الكثير من العائلات المسلمة والعربية
وكم تفاجأت عند معرفتي ان عمر غربتهن يفوق االثلاثة عشر عاما وهو عمر غربتي ولا يعرفن شيئا من لغة البلد
لدرجة انها تلقت اتصالا من المركز الصحي في المنطقة ليضعوا بين يديها حالة طفل لم يكتمل الثمانية اعوام وقد اتى للطبيب لوحده
وعند سؤاله عن والدته اجابهم بأنها لا تخرج لأنها لا تعرف التكلم بلغتهم
كلمتني عن حالات اخرى
حالة طالب احالته اليها مدرسته بسبب تكرار غيابه
وبعد تحريها عن الاسباب علمت انه يغيب ليصطحب والدته الى الطبيب في كل مرة تحتاج لاصطحاب احد اخوته الاربعة الاطفال ومن خلاله علمت ايليا ان امه ترغب بتحديد النسل فاعالة عشرة اولاد اصبحت عبئا كبيرا
لكنها لم تفعل ذلك لان زوجها يعمل ولا يستطيع مرافقتها ولا تستطيع ان تشرح للطبيبة ما تريد لكنها واخيرا كسرت خجلها من ابنها المراهق لتشرح له هذه المشكله ليشرحها بدوره للعاملة الاجتماعية
طلبت مني ايليا بعدما كلمتني الكثير عن صعوبة تواصلها مع تلك النساء ان اساعدها خلال ورشات عمل لتساعدهن على حل مشاكلهن و بارشادهن الى تعلم اللغة
علمت من ايلي ان المترجم الموجود في المنطعة هو رجل مسلم يساعد بما يستطع لكن هناك امورا كثيرة لا يستطيع التحدث بها الى النساء كونه رجل ..........
اول ورشة عمل رافقتها لحضورها والتعرف على باقي زميلاتها والمترجم , تكلموا خلالها عن اهمية تعلم اللغة والمترجم ذكر للحضور اهمية اللغة وركز على حجاب المرأة المسلمة بأنه لن يسبب لها اية مضايقة ما زالت تتقن ما هو كافيا من اللغة لتقول ارتديه لاني مسلمة وليست ارهابية
وهذا واقع حقيقي
كيف نتمنى ان ننشر ديننا ونحن لا نستطيع الوصول اليهم ومحادثتهم
كيف لنا ان نمسح من ادمغتهم اتهمة التي الصقها المعنيون بالامر علينا كأرهابيين ان لم نستطع التواصل معهم وابراز محاسن ديننا من خلال الكلام ؟؟
كل هذا واكثر ذكره المترجم باللغتين
واغلب الحضور كانوا اسبان في سن الشباب
ركز الحضور في كل نقطة
واستقبلوا الافكار والنقاط المذكورة دون اي تعليق جارح
بل اعجبتهم الفكرة
(وللاسف لم تحضر سوى ثلاثة سيدات من اصل مئات محصيات في نفس الحي )
في طريق العودة
زكأن اليا تقرأ افكاري
(جمعية تهتم بشئوون المرأة المسلمة في الغربة والعمل على مساعدتها لتعدي الصعوبات )
هذا ما خطر بذهني
واذا بايليا تخبرني انها تفكر بتشكيل جمعية كهذه وتأمل ان يقمن عليها نساءا مسلمات عربيات
الموضوع لا زال قيد الدراسة
وغربتي لا زالت الى اجل غير مسمى
لكني اتمنى ان تتكون هذه الجمعية اتمنى ذلك بنفس القوة التي كنت اتمنى ان يحقق الله حلمي واساهم فيتشكيل جمعية خيرية في بلادي لاعمل على تطوير ما تعلمته في غربتي وفي بلدي
.... وبعد ذلك اليوم بشهر حدث معي ما جعلني اطلب الى الله ان يسهل امور تأسيس الجمعية التي تفكر بها ايليا
ما حدث معي امر ربما حدث مع الكثيرات او ما يشابهه
خلال الاسبوع العلمي في مدريد تلقيت دعوةمن صديقة اسبانية صاحبة مكتبة لحضور جلسة من مؤتمر طبي حيث وصلتها كروت دعوة من طبيبة مختصة في معالجة الالام المزمنة وقد كتبتهذه الطبيبة كتابا
يتكلم عن الالام الوهمية الناتجة عن المعاناة النفسية وكانت ستناقش كتابها مع المدعووين
طلبت مني ايزابيل رقم هويتي لتبعثه الى السكرتيرة لتأكيد الحضور وتسجيل اسماء المدعويين وهوياتهم..
ذهبت مع ايزابيل واختها وصديقتها
عند الدخول دققوا في هوياتنا وسلموا لكل مدعوة الكتاب
بدأت الجلسة وبدأت الدكتورة بشرح ما دونت في كتابها وخبرتها التي اكتسبتها خلال معالجة حالات كثيرة في عيادتها الخاصة
وخلال الشرح تفوهت الدكتورة المتعوسة الحظ بما جلب لها الدوار عندما تكلمت عن اسباب المعاناة النفسية عند المرأة
قالت وبما يعني بالنص الحرفي
( ان معاناة المرأة الغربية معاناة مهمة وكبيرة , ويجب على الجميع اخذها بعين الاعتبار ,فتفكيرها بمستقبلها العلمي وتحسين مستوى معيشة اسرتها وحرمانها من النوم الساعات الكافية كي لا تتأخر على عملها, وعدم اهتمام زوجها بها كما كان في بداية حياتهم الزوجية ..........الخ )
واكملت الدكتورة كلامها بعدما اتمت ما تعانيه المرأة من متاعب الحياة لتقول
(معاناتها تختلف عن معاناة امرأة البرقع ,فنساء العالم الثالث لديهن معناة اخرى بسبب الغاء الرجل لوجودها ........)
بما اني اعتدت التروي مهما غضبت انتظرت حتى اتمت محاضرتها ودار الميكرفون على الحضور كي يسألوها عن امور ذكرتها بالنسبة للمرض .وطلبت الميكرفون
سألتها اورلا عن امر طبي ذكرته فقالت لي لا استطيع اجابتك
ظهرت عليها علامات الاضطراب وذلك بشهادة من حضر بقية الموقف وطلبت من الفتاة ان تأخذ الميكرفون عندما بدأت بالقوا ان لي تعليقا .
لم تفسح لي مجالا ان اكمل وبقيت هادئة
ايزابيل صديقتي كانت تعرف ما اريد لانها هي استنكرت ما قالت
عندما انتهت الجلسة بدأت الدكتورة تتلقى التحية من الحضور عند الخروج لتعطيهم كرت عيادتها الخاصة
تقدمت اليها وحييتها بأدب وقلت لها
احببت لو اوضح لحضرتك المزيد عن ما نعتيه بامرأة البرقع, اسمها المرأة المسلمة وليس اراة البرقع
لانها لو كانت كذلك لاطلقنا على نساء اوروبا امرأة الكاقية والمهفة
او غيرها
كما ان فكرة حضرتك غير صحيحة عن وضعهنا كنساء مسلمات..
وقتها تحولت من دكتورة تفتخر بكتابها وسمعة عيادتها الى كائن مضطرب متعرق غاضب
بدأت في الصراخ وقالت ......ابتعدي الم تري الصف الذي خلفك ؟
ـــ لن ابتعد لان حضرتك تامريني بذلك وارى ان معك حق فينظرك ان المرأة المسلمة تختلف
فلو كانت مكنك لاستمعت اولا ثم ادلت بحجتها
عندها بدأت تصرخ اكثر وتقول
ــ لا افهم عليك , لا افهم ماذا تقولين ؟؟
توجهت لمن حولي وقلت
انا تكلمت بالاسباني حد فاهم علي
والكثير ممن حولي قالوا
ــ نعم بشكل كامل
واذا بالصبية التي مررت الميكرفون وكانت مع مجموعة بجانب الدكتورة
ــــ نعم نفهمك , ومهم جدا ما تقولين ,اذا اردت كلميني بما تشائين
انا ابنتها للدكتورة
قلت لها الحمدلله على اختلاف الحال
وبدأت تعتذر عن والدتها واغتنمت الفرصة لاقول لها ان معلومات امها خاظءة عن المرأة المسلمة وانه لامر خاطىء وخطير ان تتكلم خلال مؤتمر عن تجربتها الشخصية عن نساء او امور تجهلها
الام صرخت ببنتها وامرتها بالابتعاد عني
وتوجهت لي قاءلة
ــ اسفة ان كنت جرحتك فهذه هي الحقيقة
كان نفسي وقتها امسكها واربطها بحبال قوية حتى تسمع الحقيقة مني واطلق سراحها
والكثير من الحضور بدؤوا بالاعتذار لي وكانهم اعتقدوا بأني افكر انهم جهلة مثلها
غادرت كالحمقاء بعد ان دخلت في بداية الجلسة وكلها زهز وفخر
والكل ينظر اليها بأسف
توجهت الي سيدة في مثل سنها وقالت لي
ـــ اسفة لما حصل الدكتورة اليوم مضطربة قليلا لانها تورطت خلال المحاضرة(وفعلا تورطت بامور اخرى) ولكنها ليست ضد كم , وانا ايضا سافرت لبلاد مسلمة كثيرا ونفسي اعود
ـــ المشكلة ليست انها ضدنا , المشكلة انها استعملت وجهة نظرها الشخصية والخاطئة لتعزز ما تشرح وهذا خطأ كبير
يبدو ان الدكتورة المتعوسة من زود عصبيتها نسيت حقيبتها وعادت مسرعة لتأخذها
ونظرت اليها مبتسمة متحدية
فتوهت نحوي لتقول
ـــ يا لك من جريئة..... مهما كان خطأ المحاضر في مؤتمر لم ولن اتجرأ في حياتي كلها ان اقول له ما قلتي لي
اجابتي لها كانت مختصرة وواضحة
ـــ جريئة......... لان المراة المسلمة جريئة في قول الحق
لم اقرأ كتابها بعد .عندما يسنح لي الوقت سأقرأه بكل دقة , وان كانت قد دونت ما ذكرت فيا حسرة عليها:22:
لكني متأكدة مما قالته ايزابيل ومن معنا
(انها لن تتجرأ في حياتها ان تتكلم عن المراة المسلمة )
كم تمنيت بعدها ان يمر الومن واجد ان امورا كثيرة قد تغيرت وان كل من تعيش في الغربة ان
تتعلم اللغة لتستطيع الدفاع كما دافعت ذلك اليوم
وكم من امنيات تجول في خاطري
وكم من دعوات اوجهها لخالقي كلما توجهت اليه
وكم من مرة اشكره على نعمته علينا
واشكره بأنه اعطاني صبرا جميلا وايمانا قويا بأن ما يصيبنا الا ما كتب الله لنا
فنحن في الغربة نعاني الكثير من الامور
ولكني كلي ايمان بأن لله حكمته بكل شيء
وبعد كل ما واجهته وعانيته وتعلمته ومررت به خلال مراحل غربتي
اتمنى ان يكون بمتناول كل من هي على وشك الرحيل
كتابا تعود تقرأه وتحفظه قلب رحيلها وتحمله معها
وان يكون عنوانه
ما قبل الرحيل
تمت :26::26::26::26:
شفقتي على السيدة التائهة تبخرت لتحل محلها شفقتي على نفسي مجرد دخولي بيتي
احسست ان التائهة هي...
الاخوات الكريمات
كل ما ذكرت في الفصل الاخير هو من واقع تجربتي الشخصية وحبيت اركز على هذه النقطة علي اجد هنا في المنتدى مغتربات في اسبانيا لنستطيع المساهمة في تعجيل انشاء الجمعية للمغتربات
فهذه فرصة كبيرة لنبني بيتا لنا في الغربة نستفيد منه ونفيد المغتربات الجدد ونكسب اجر في بعض المغتربات ,والله انهن لا يفقهن الاف من الباء اي ان احد اهداف العاملة الاجتماعية هي ان يتعلمن لغتهن الام اللغة العربية فهن مغتربات لم يحظين بما حظينا به من التعليم ولو فك الخط اي برنامج محو الامية
واعتقد ان مساهمتنا نحن المغتربات ستعني الكثير وستساعد على فتح ابوابا كثيرة مغلقة وما اجمل ما خلف تلك الابواب
ارجو من كل مغتربات اسبانيا اينما كن تسجيل الدخول للمنتدى واعلامي ان كانت لديهن رغبة ومقدرة على المساعدة في حالة البدئء في تشكيل الجمعية والمساعدة في هذا المجال متعددة الطرق
وان كان في المنتدى مغتربات من بلاد المغرب العربي ولديهن الماما باللغة الدارجة ويرغبن في المساعدة لتسهيل التواصل مع بعض النساء اللاتي لا يتكلمن سوى اللغة الدارجة ارجو ان لا يبخلن على مجتمع المهاجرات في المساعدة في هذا المجال ولا على انفسهن في الاجر
وايضا ان كان هنا في المنتدى من هي بحاجة للتواصل مع عاملة اجتماعية لسبب ما فالعاملة التي اتكلم عنها تعمل في بعض مناطق شمال مدريد وانا حاضرة بالتزويد بالمعلومات
ارجو التفاعل