
تمر علينا الحياة بحلوها و مرها و تمر ايامنا في الغربة طويلة
و تمضي بنا سفينة الحياة في هذه الدنيا ما بين
فرح و حزن و راحة و غضب
و كم شعرنا بان ساعات حزننا قد طالت
و انه ليس لها من اخر،
فهل فكرنا حينها بالنظر الى النصف المملوء من الكوب لنغير مشاعرنا و نبدل حزننا الى سعادة و سرور؟؟
كم هون على هذا النصف الكثير من احزاني و كم امدني بالقوة لاصبر
على ما حل بي من ضيق او غضب
صحيح انني لم انجح في هذا دائما و لكنها مجاهدة النفس
لتحيا بسعادة.
لقد اتى الشتاء ببرده القارص و لونه الداكن و هوائه العاصف
و كلما نظرت الى مقياس الحرارة لاجدها دون الصفر و المطر و الهواء يعصف بالاشجار خارجا
حمدت الله على انني مستكينة ببيتي
و لكن مع هذا الجو تبدا الكابة تتسلل رويدا رويدا الى قلبي
ثم اتذكر ان هذا كله ما هو الا مقدم لنزول الثلج و كم اعشق الثلج بلونه الابيض و ملمسه الناعم
اعشق رؤيته يتساقط من السماء و احب ان اتلقفه بيدي لاشعر بملمسه
اسعد كالطفل الصغير عندما انظر من النافذة صباحا لارى الدنيا و قد اكتست باللون
الابيض البراق
و تكتمل سعادتي عندما تشرق الشمس لتنعكس اشعتها
عليه فياله من منظر خلاب ياسر قلبي و ياخذ بلباب عقلي
احب ان العب مع اولادي به و ان اقذفهم به و يقذفونني به
اتذكر الثلج فتبدا الكابة بالتسلل بعيدا عني و اصبر نفسي بان ما احبه قادم فماذا لا اصبر حتى افوز به
لقد بدات انظر للشتاء من النصف المليء من الكوب
و قد اخذتني مشاغل الحياة
لقد بدات اتعب من الركض هنا و هناك
و طلبات الابناء لا تنتهي
كم اشعر بالملل من هذا الروتني اليومي العقيم و كم اكرهه
فاليوم كالامس و الغد كاليوم
و هكذا لا تغيير
انزل في الصباح الباكر لاوصل ابني لحضانته
واتساءل في داخلي اما من نهاية لهذا الملل
و التفت براسي الى حديقة المنزل
لاتفاجا بان الشتاء قد ولى
و ان الازهار قد بدات في التفتح و الظهور
و ما هذا هناك
لقد اكتمل تفتح هذه الزهرة
يالجمالها و روعة الوانها
يا الله ما هذا المنظر الخلاب
سبحان الخالق الباريء الذي احياها بعد ان اماتها
و تبدا عيني بالنظر الى الاعلى
ها هي الاشجار قد بدات تكتسي بلونها الاخضر الزاهي
سبحان الله لقد كانت منذ شهر واحد بلا اي مظهر من مظاهر الحياة
ها قد بدات الحياة تدب فيها ثانيا
و تذكرت كيف اني احب التامل في خلق الله و كم انستني مشاغلى هذا
انظر الى الصورة من حولي لانسى تعبي
و لاستمد منها القوة لاواصل مشواري
ها قد جاء النصف المليء من الكوب ليسري عني ثانيا