نادية ....

الأدب النبطي والفصيح








نادية


رنين الهاتف يتدافع بكثافة

مملكة الصمت تتساقط أمامه

أشلاء

يقتحم خلوتها .... بغير استئذان

فتلم عليها ثيابها ...

وتجمع إليها أشتاتها ...

كانت تلك هي المرة الاولى التي ينهمر فيها الصوت بهذا القدر

منذ أن طبع عليها زوجها قبلة الباب الحانيه .... ذاهباً

إلى عمله ....

لتسرع نحو الهاتف .... فتدوس بقدميها بقايا الصمت

المتناثرة ... هنا وهناك ....


هدى : ألو ....

نادية : السلام عليكم

هدى : وعيلكم السلام

نادية : ممكن اكلم هدى

هدى: معاكِ

نادية
: هلا والله كيفك

هدى
: الحمدالله مين معاي

نادية : اخس عليك لحقتي تنسيني


هدى : والله عن جد مين معاي

نادية : يالله ماابغى اطول عليكِ انا نادية ..

لا تقولين كمان إنك نسيتي وحدة اسمها نادية

هدى : ههههههههه هلا والله يا مية هلا فيك ...

وينك من زمان ادور عليك .. وين اختفيتي ..حرام عليكِ

نادية
: الله يسلمك والله باالدنيا هذي .....

هدى: والله فرحتيني باتصالك ... وفاجأتيني بصراحه

نادية : ههههههههه لا لسا جايتك المفاجأة

هدى : خير ان شاءالله

نادية : بس حابه اشوفك

واجلس معاكِ وندردش نبغى نتذكر أيام زمان ....

هدى
: ياهلا فيك والله ... البيت بيتك ...

الله يحيكِ بأي وقت ...استناك على احر من الجمر

نادية : ههههه الله يعطيك العافية .... خلاص طيب بكرة عندك شي

هدى : لا ولو كان عندي راح الغي كل مواعيدي ماتتصوري

قد ايش انتِ غالية عندي واني مشتااافة لكِ

نادية : خلاص إذن بكرة نتقابل ان شاءالله بع صلاة المغرب

هدى: وانا بانتظارك

نادية : يالله باي

هدى
: بااااااي

وما إن أغلقت السماعة حتى ذهبت هدى مسرعة إلى مطبخها

لتسرع في إعداد الطعام لزوجها الحبيب

الذي تنتظر عودته بالشوق كله

فلم يكن زوجها مجرد زوج يؤدي حقوقاً وواجبات .....

إنه أرقى من ذلك بكثير ....

إنه روح طاهرة تسللت كالنسمة الرقيقة الوادعة إلى جسدها ...

لتمتزج بروحها ، وتذوب فيها كقطعة الثلج في

الماء الدافئ...

إنه امتزاج سلب إرادتها ، وأفقدها القدرة على الوعي والإدراك ...

فلم تعد تعي أو تدرك بأي الروحين تعيش؟ بروحها

أم بروحه؟

أم بروحيهما معاً ؟

وماهي إلا برهة من الزمن حتى سمعت وقع أقدامٍ خلفها وقبل أن تلتفت ...

كان قد طوقها بذراعيه ، وهمس في

أذنيها برقة وحنان << وحشتيني موت >>

إنه زوجها الحبيب .... { آه قد ايش احبك يا خالد ....انت حبيبي ...

ماأقدر أعيش من دونك ... أنت بالنسبة لي كل

شي .. إنت الماء ..والهواء ... والغذاء... انت حياتي يا خالد }


وانتِ دمي اللي يجري في عروقي ... وقلبي اللي ينبض بجوفي ...

انتي حبيبتي اللي لا يمكن أفكر أحب غيرها ....

أحبك }

_ وانا أحبك

_ الله يامحلاها وهي طالعة من فمك ... وربي زي العسل ....

_ عيديها مرة ثانية

_ احبك

_ وكمان مرة ثانية ...

_ خالد حبيبي وش فيك ؟! ما كأنك سمعتها مني قبل كذا ؟

انتبه ؟! ترى غدانا بيحترق إذا بقينا على هالحال ...

_ خليه يحترق .. غذاء الروح أهم .. وألذ ...

_ تنظر هدى في خالد فترى علامات الخدر بادية عليه ...

إنه سحرها .. وخمرها المعتق الذي طالما عشق أن يقع

تحت تأثيره ...

انها فرصتها إذاً للإفلات من طوق يديه... فترفعهما بهدوء وتنسلُ ...

كذلك ... كما تنسل الفراشة من شرنقتها...

لتعد له المائدة التي لم تشعر بحاجته إليها رغم الجوع والتعب اللذان يبدوان عليه ...

رائحة البخور التي تكاد تحتوي كل ذرة أوكسجين في المنزل

هي آخر اللمسات التي وضعتها هدى على غرفة

استقبال الضيوف ...في انتطار قدوم صديقتها < نادية >

والتي لم يبقى لها إلا أن تقرع الجرس إذ هي أمام الباب تقف...

أحست هدى بوقع أقدام نادية فهرعت إلى الباب وفتحته بقوة

لتتراجع نادية إلى الخلف وسط ضحكات هدى المتتباعة

لترتمي نادية في أحضانها ضاحكة هي الاخرى .... لتتعانقان طويلاً ...

ثم تدخلان غرفة الضيوف لتبدآن رحلة الحديث

التي لم تستمر طويلاً بسبب استجداء مغلاة الماء .... المزعج ... والذي

يكاد يصل إلى مرحلة الدوي ....


لتنطلق إليها هدى مسرعة وتفرغ حمم غضبها في بكرج قهوتها....

في هذه الأثناء يرن جرس الهاتف ... تسمعه هدى ولكنها لاتستطيع تلبية ندائه ...

ففي يديها ما هو اهم منه ...


لا تجد بداً من أن تستعين بصديقتها نادية ...

_نادية ردي ع التلفون

_ ألو

_ أحبك .... أحبك.... أحبك ... وربي .... وحشتيني ... كيفك حياتي ... محتاجة شي ...

نادية لم يتجمد لسانها فقط بل ويدها .....

لقد كانت تلك الكلمات بمثابة الكابوس الذي يجثم على صدرها فيشل

حركتها تماماً .... انها تحاول إفلات السماعه من يدها لكنها لا تستطيع ... شئ يجذبها ...

يسيطر عليها ....يسلبها قواها .... تتوقف له نبضات قلبها ...... لتشعر معه بالفناء...


انه صوت حبيبها الذي فقدته منذ سنين ....

إنها تسمعه من جديد ... ولكن بألم لا بأمل تستقبله بالدموع ... بدلاً من الورود والشموع....

وقبل أن تغرق في بحر الفناء تتلقى ضربات الانعاش من خالد ... ألو .... ألو ... فتلقي بالسماعة

من يدها .. لتسابق دموع عينيها...

مغلقه الباب وراءها ... وهدى تصيح بأعلى صوتها نادية !! نادية!!


منقوووووووول
2
657

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

**سلوة الروح**
**سلوة الروح**
يا الله ايش الحكايه <<<<<< طالع الاخ كان يحب ناديه اول ....

والله إنك خطيرة راعيه اختيار .... تسلمييييين ....
اميرة الحرف
اميرة الحرف


شكراً اختي سلوة الروح

على مرورك

وكلك ذوق

يالغالية