نادية البلبيسي عتالة في الجيش تحلم بأن تكون رئيس بلدية غزة

الملتقى العام

غزة-دنيا الوطن

بين حي الرمال في غزة ومقر عملها في واشنطن حكايات كثر ترسمها ذاكرة الإعلامية ناديا بلبيسي وهي تجوس في دورب عُجنت بالموهبة والإرادة.. وشيء من "الصدفة".. أرادت أن تكون طبيبة فقادتها الظروف لتكون "عتالة في الجيش" ترصد بقلمها مآسي البسطاء في "ساحات الوغى".. حبها للاكتشاف والمغامرة أمسك بناصية حياتها لتوغل في مجاهل سيرلانكا وأدغال كينيا والقارة السمراء.. وتأمل ناديا أن تنهي ترحالها عائدة إلى "وطنها" لتكون أول امرأة تتسنم منصب رئيس بلدية في فلسطين.

وتحب بلبيسي أن تصف نفسها بأنها أم عاملة في الأربعينيات من العمر مرت بتجارب غنية في الحياة: بعضها كانت مريرة لكنها علمتني الاستقلالية والاعتماد على الذات. "أرى نفسي دائما في موقع المسؤولية كأم أولا تربي طفلين، وثانيا أسعى لأن أكون صحافية لديها غرائز تدفعني دائما للبحث عن الحقيقة، أنا مدمنة على العمل، وأحب العيش داخل ثقافات متعددة، واكتشاف أماكن مجهولة، ولذا كان دائما لدي الرغبة في السفر ورؤية الجانب الآخر من العالم"



وترى ناديا نفسها كذلك أنها ناشطة سياسية تدافع، "عن كل القضايا التي يغيب فيها العدل من احتلال أراض إلى معاناة أطفال شردتهم الحروب الأهلية أو الظلم الطبقي، وآمل أن أدخل تجربة سياسية ولكن من بابها الضيق عن طريق تقديم خدمات للمواطنين بعد أن أترشح لرئاسة بلدية غزة عندما أعود إليها".

وأول رحلة بدأتها ناديا كما تقول عندما كانت تبلغ من العمر 18 عاما "حملت حقيبتي على ظهري وقطعت صحراء سيناء متوجهة إلى القاهرة لوحدي، وكانت هذه الرحلة علامة فارقة في حياتي أطلقت لي العنان لاختبار تجارب جديدة، في اكتشاف عوالم جديدة، في أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا".

بعد عشرين عاما

وعن نشأتها في غزة، تقول ناديا إنها عاشت طفولة جميلة رغم أنها كانت وحيدة، "فقد ولدت بعد عشرين عاما من زواج والدي ولم يشأ القدر أن يكون لي إخوة وأخوات، وكان لنا بيت جميل في حي الرمال في حديقة غناء مليئة بأشجار الزيتون والبرتقال، ولا تزال ذاكرتي ترفل بعبق أزهار الياسمين التي تلف مدخل البيت في فصل الصيف".

وتردف ناديا، "ولأنني طفلة وحيدة كنت (مدللة) ولكن في نفس الوقت كنت اعتمد على نفسي كثيرا، وكان لدي كلب اسمه (جيمي) عاش معنا حتى بلغ السادسة عشرة من العمر، وكان جيمي رفيق اللعب".

وحبها لأن تكون طبيبة دفع ناديا لأن تنصب خيمة في آخر الحديقة لتجري تجارب على العصافير الميتة، "كنت استشير جيمي في كل خطوة طبية، كان عمره آنذاك 8 سنوات.. لاشك أن لطفولتي كان طابعا من الترف فأنا لم اعش كالكثير من أبناء شعبي في المخيمات، ورغم ذلك كان الاحتلال جاثما على صدورنا".

وتذكر أم مالك وجمانة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام في إحدى المرات بتطويق منطقة بغية محاصرة مجموعة فدائية، "وكان هناك تبادل كثيف لإطلاق النيران، وعمدت قوات الاحتلال إلى إخراجنا من بيوتنا أثناء مداهمتها للمنازل، وجرى تجميعنا في ساحة صغيرة جدا، وكنت قلقة جدا أن يراني ابن الجيران في البيجاما، وقد أثرت هذه الحادثة في نفسي كثيرا لأنها انتهت باستشهاد الفدائيين، ورغم صغر سني وقتها إلا أنني أدركت ماذا يعني أن يفقد الإنسان حريته وأن يعيش تحت وطأة الاحتلال".

وأذكر – والكلام لناديا- أيضا كيف كان جنود الاحتلال يقرعون بابنا ليلا، "ويجبرونا على الخروج ويسألوننا (أين هم الشباب؟).. طبعا عندما كبرت وولجت تجارب عديدة في الحياة تعلمت أنه يمكن للإنسان أن يتغلب على الكثير من العقبات ويمكن أن يتحدى حتى الموت، ولكن لا يستطيع أن يعيش بلا حرية أو كرامة، لأنهما دعائم لتؤهل المرء أن يحيا عيشة ذات معنى".

حب من أول نظرة

واثر انتهاء دراستها الثانوية بدأت ناديا تسعى لأن تحقق حلم طفولتها بأن تكون طبيبة، "كما قلت سابقا كنت مولعة بالطب وحتى الآن لدي مجموعة من الكتب الطبية، عندما كنت في السادسة من عمري اكتشفت أن لدي حساسية شديدة للأدوية وأن البنلسين يقتلني إذا أخذته لذا كنت شغوفة بمعرفة التفاصيل وكيف يمكنني أن أتغلب على هذه المشكلة".

وتتابع، "للأسف عندما انتهيت من الدراسة الثانوية، القسم العلمي، لم استطع الدراسة في مصر بسب الحظر الذي فرض على الطلاب الفلسطينيين في بداية الثمانينات، ولم استطع الدراسة في الأردن لأنني لست من الضفة الغربية، ولم استطع الدراسة في الغرب لأنها كانت مكلفة.. لكني حصلت على منحة دراسية في أوروبا الشرقية عن طريق منظمة التحرير، وكان هذا أمر له عواقب سياسية لأنه سيحرمني من العودة إلى غزة، ولم أرد أن افقد هذا الحق المقدس، بالإضافة إلى أنه سيكون صعبا على والدّي أن أتركهما لسبع سنين.. وكانت لي صديقة تدرس في جامعة بير زيت وعرضت علي أن أزور الجامعة وكان (حب من أول نظرة)".

وخلال دراستها الجامعية عاشت بلبيسي "تجربة ديمقراطية" مارسها الطلاب من انتماءات سياسية مختلفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، "كنا نتحاور في إطار احترام متبادل على أننا رفقاء في العمل الوطني، ومهما اختلفنا في الإيدلوجيات إلا أننا كنا نجمع على هدف مقدس هو تحرير الوطن من براثين الاحتلال".

وبسبب عشقها للغة الإنجليزية، اختيرت ناديا لتكون متحدث باسم الجامعة مع الوفود الأجنبية، "وكان لي الشرف أن تكون د.حنان عشرواي محاضرتي ورئيسة لجنة الطلاب المعتقلين".

مع مروان البرغوثي

وتصر بلبيسي على أن تجربتها داخل أسوار جامعة بيرزيت كانت سياسة أولا ثم دراسية، "وكان طبيعيا لي كفتاة مسيسة أن ألتحق بمجلس الطلبة، وفي ذلك الوقت كان المناضل مروان البرغوثي هو رئيس المجلس، وكنت من أكثر المعجبين بقدراته التنظيمية والفكرية، وكنا نتجمع أحيانا لساعات متأخرة من الليل نتحدث عن عملنا الطلابي ضمن (حركة الشبيبة الطلابية)".

وتردف قائلة: "البرغوثي مع مجموعة من الزملاء كانوا قد اعتقلوا من قبل قوات الاحتلال وجاءوا للجامعة كطلاب متقدمين في العمر، وبالنسبة لي كانوا مصدر إعجاب، ولاسيما أن مروان كان ومازال يتمتع بشعبية كبيرة، فهو براغماتي ولديه قوة شخصية وتأثير كبير بين أوساط الطلاب، وهو مثلنا رغم كل مآسي الاحتلال يؤمن أن الحل يكمن في دولتين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفي هذا المضمار أذكر أن ناشطي حركة السلام الإسرائيلية (السلام الآن) مع بعض الحركات اليسارية الإسرائيلية كانت تتخطى حواجز الاحتلال لتأتي إلى الجامعة لتتضامن معنا في العديد من المناسبات".

"كان لنا الكثير من الأصدقاء الإسرائيليين الذين يؤمنون بحقنا في السيادة والحرية، وأنا اعتقد أنه يتعين علينا أن نبني جسورا مع معسكر السلام الإسرائيلي رغم أن الظروف والمعطيات تتغير على أرض الواقع من فترة لأخرى".

الانتفاضة قادتها للصحافة

وعن سبب اختيارها حركة فتح للانضمام إليها، تقول ناديا: "اخترتها لأنها حركة شعبية تستوعب كل قطاعات شعبنا الفلسطيني، وأنا لم أكن أريد أن أكون جزءا من أيدلوجية جامدة لأنها باعتقادي تسير بعكس التاريخ.. بالطبع الحركات الماركسية والدينية لها جاذبيتها ولكنها كانت برأيي محدودة.. نحن بحاجة لحركة تعبر عن طموحات الشعب ورأيت في فتح ما يناسب شخصيتي".

وتعترف بلبيسي أن الصدفة قادتها للصحافة، "بعد عودتي من الدراسة في انجلترا في صيف عام 1987 عملت على الفور مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، وبعد أشهر فقط بدأت الانتفاضة وأصبح الصحافة الأجنبية لأول مرة تبحث عن الجانب الآخر للقصة بدلا من أخذها عن طريق الناطق الرسمي الإسرائيلي في القدس الغربية".

وتقول ناديا إنه عندما اندلعت الانتفاضة اكتشفت أنها لا تصلح للعمل في المكاتب، "وأن مكاني الطبيعي هو الميدان في المخيمات وفي الشارع وأينما كان الحدث، وحالفني الحظ بشكل كبير عندما عرضت وكالة الصحافة الفرنسية أن أكون مراسلتها في غزة لتكون أول تجربة لي في الصحافة مما جعلني أحب العمل الإعلامي من الصميم".

وتشير ناديا إلى أن عملها الصحفي في أجواء الانتفاضة كانت تحفه الكثير من المخاطر، "وذلك ما جعله لي جذابا أكثر، ورأيت دوري في الكتابة عن معاناة شعبي وسيلة من وسائل المقاومة رغم التزامي بالمهنية والموضوعية بالتغطية، ومن ثم انتقلت للعمل في مكتب الوكالة بالقدس الغربية، وبعدها بدأت رحلة البحث عن مدن أخرى وقضايا أخرى، فكانت لندن حيث أتممت دراسة الماجستير في الإعلام، ومن ثم أردت أن اختبر قدراتي الصحافية في مكان لا أتكلم لغته ولا أعرف الكثير عن ثقافته فعملت مراسلة لصحيفة "الاندبندت" البريطانية في العاصمة السيرلانكية كولومبو، وكنت أراسل كذلك وكالة IPS وكنت أعمل كذلك على تغطية مناطق جنوب الهند وجزر المالديف بالإضافة إلى تغطية الحرب الأهلية في سيرلانكا".

وتضيف ناديا: "رافقت الكثير من تحركات الحركة الانفصالية في سيرلانكا (جبهة نمور التاميل) في شرق وشمال البلاد، ويمكن القول إن عملي كمراسلة حرب في تلك البلاد، وبعد أربع سنوات شعرت أن مهمتي انتهت، وأني بحاجة إلى صقل خبرتي في مكان آخر، فذهبت للإقامة في العاصمة السنغالية داكار، حيث كان زوجي يعمل مع منظمة خيرية سويسرية، وكنت أسافر معه في رحلات إلى موريتانيا وغينيا وساحل العاج".

وتوضح ناديا أن تواجدها في إفريقيا جعلها تعشق تلك القارة السمراء رغم "بعد الانتماء الثقافي العربي عنها، لكني وجدت جزءا من ذاتي فيها والكثير من التحدي على الصعيد المهني".

وبعد السنغال- تقول ناديا- كانت إثيوبيا، "حيث بدأت العمل مع قناة mbc لأكون أول مراسلة عربية دائمة في القرن الإفريقي، ومن ثم انتقلت إلى نيروبي في كينيا حيث كان لقناة mbc أول مكتب لقناة عربية هناك، ووجودي في ذلك البلد سمح لي بتغطية أحداث كبيرة عاشتها القارة من سقوط نظام موبوتو سيسيكو في الكونغو الديمقراطية إلى الحرب الأهلية السودانية بالإضافة إلى الصراعات العسكرية في الصومال ناهيك عن الكثير من الأحداث الهامة والمأساوية في رواندا وبروندي وزيمبابوي وأوغندا وتنزانيا، وكنت أشعر بالفخر بإنجازاتي الصحافية، وتلقيت عروضا كثيرة من محطات عربية هامة، ولكني فضلت البقاء مع "الإم بي سي" لأنها هي التي أعطتني الفرصة للانتقال من الصحافة المكتوبة إلى الصحافة التلفزيونية وكانت لي علاقة مميزة مع أسرتها.. وأسعدني كثيرا أن يكون وجودي في إفريقيا حافزا لمحطات أخرى لأن ترسل مراسلين لها بشكل دائم في القارة السمراء التي كانت فيها التغطية التلفزيونية العربية مهملة، واشعر أن هذا إنجاز كبير بالنسبة لي".

واحدة من ست نساء

ومن المحطات الهامة في رحلة الزميلة ناديا كما تقول اختيارها من قبل جامعة "أوهايو" الأمريكية كواحدة من أفضل 6 مراسلات حربيات عربيات، "كانت البرفسيوره التونسية فاطمة عزوز تجهز بحثا عن النساء العربيات اللواتي عملن كمراسلات حرب، وقد تم اختياري من ضمن ست نساء فقط على مستوى العالم العربي، ولاشك أن وجودي في إفريقيا وتغطيتي للحرب الأهلية في سيرلانكا، وكذلك تغطيتي لبدايات الحرب في العراق ساهمت في اختياري ضمن تلك المجموعة".

وتعبر بلبيسي عن سعادتها الكبيرة لكونها عملت مراسلة حربية لأكثر من 13 عاما، "كنت أول مراسلة عربية وأجنبية تصل إلى الحدود الإثيوبية الإرترية في منطقة زلامباس، ونقلت صورا حية لبدء الحرب بين البلدين، وكان لقناة mbc حق الامتياز لتلك الصور، وقامت بتوزيعها على الوكالات الأجنبية، وبعد ذلك غطيت اندلاع الحرب مرتين أخريين بين إثيوبيا واريتريا وكنت ذات مرة في خندق لبعض الجنود الإريتريين عندما أخذت القذائف تنهال علينا لتحاصرنا في مكاننا ولم نستطع أن نذهب لمكان آمن إلا بعد حلول الظلام.. أحيانا تعود بي الذاكرة إلى عام 1998 لاتساءل كيف استطعت أنا وأربعة صحافيين أجانب الخروج من تلك الحرب أحياء".

ومن ذكرياتها أثناء تغطية الحروب، تقول ناديا، "أذكر أني سافرت إلى الساحل الشرقي لسيرلانكا في منطقة تسيطر عليها قوات نمور التاميل وأنا حامل في الشهر السابع، ولكن أعتبر أن أكثر تجاربي من حيث الأهمية كانت تغطيتي لعدة أحداث هامة في القارة الإفريقية، وكان أول حدث غطيته هو سقوط العاصمة الزائيرية (الكونغو الديمقراطية حاليا) بيد قوات التحالف بزعامة لوران كابيلا.. كانت أجواء المدينة خطرة والجنود يطلقون النار علينا عشوائيا، وبعدها تم إغلاق الحدود البرية والجوية، وبالتالي لم تكن وسيلة للخروج".

وتستمر قائلة: "تلك التجربة صقلت خبرتي في الحياة وجعلتني أتصرف بواقعية، وبالطبع كانت هناك مسؤولية كبيرة على عاتقي في نقل الحدث بدقة وموضوعية، وبعد أسبوعين على نظام الحكم في زائير استطعنا مغادرة البلاد بطائرة خاصة أقلت الصحافيين الأجانب إلى مدينة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، ومن ثم إلى نيروبي في كينيا".

وكانت ناديا أول صحافية تصل إلى جزيرة عجوان في جزر القمر لتغطي حالة العصيان في تلك الجزيرة التي أعلنت استقلالها عن العاصمة موروني، لتذهب بعد إلى جنوب السودان وتعيش معاناة أهله الذين فقدوا مليوني شخص بسبب الحرب والجوع بعد اندلاع الحرب الأهلية في بداية الثمانينات،"في كل مرة كنت أغطي فيها المجاعة وأرى أطفالا بعمر أولادي يموتون أمامي كنت اسأل نفسي بمرارة كيف للعالم أن يترك مأساة الجنوبيين دون البحث عن حل لإنهاء تلك الحرب القاسية، ولك أن تشعر بمدى غبطتي وسعادتي بعد توقيع اتفاقيات سلام بين الحكومة في الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان".

ولا تنسى أم مالك كرم الجنوبيين معها كما تقول، "ولاسيما في توريت والتي برغم أنها كانت تمر فترات مجاعة صعبة أصر زعيم إحدى القبائل على ذبح الثور الوحيد لديه لتقديم الطعام لنا لأن عاداتهم المقدسة إكرام الضيف بأي ثمن حتى لو لم يكن لديهم قوت يومهم، وأذكر أننا معشر الصحفيين مررنا مع ذلك بأيام عصيبة، حيث كنا نعيش في خيام هزيلة ونأكل بعض المعلبات الجافة، وكنا نفتقد أدن متطلبات الاحتياجات الضرورية".

واشنطن.. عالم جديد

ومع انتقالها للعمل في واشنطن مراسلة لقناة العربية، تدخل بلبيسي عالما جديدا من العمل الإعلامي، "العمل في عاصمة القرار العالمي كما يحلو للبعض أن يسمي واشنطن أبعدني عن العمل الميداني الذي كان يأخذني لأماكن نائية لا يستطيع الكثير تحمل مشاق السفر إليها".

وتتابع: "تعلمت في العاصمة الأمريكية أن ابني علاقات جيدة وبشكل سريع مع المسؤولين الأمريكيين أو ما يسمى بالإنجليزية "NET ****ING"، وهذا مهم جدا في واشنطن من ناحية المصادر والمعلومات ولأن هناك اهتماما بالصحافة العربية، فهذا ساعدني كذلك كثيرا، وأستطيع القول أنه خلال فترة قصيرة لا تتعدى العامين والنصف حققت بعض النجاحات في هذا المضمار، وأنا أحرص على الذهاب إلى المؤتمرات الصحفية اليومية التي تعقد في البيت الأبيض ووزارة الخارجية حتى أصبحت وجها مألوفا للمتحدثين الرسميين لدرجة أن ريتشارد باوتشر صار يناديني بالاسم".

وتشير ببلبيسي إلى أن تعمدها الابتعاد عن الأسئلة "الغير هجومية" وتركيزها على طرح أسئلة جريئة بطريقة موضوعية "أعطى المسؤولين الأمريكيين صورة جيدة بأنني أتمتع بمهنية عالية كما ذكر لي بعضهم، وسرعان ما كانت لي مقابلات مع العديد من المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم الرئيس جورج، والسيدة الأولى لورا بوش، ووزير الخارجية السابق كولن باول الذي كنت قد التقيته لأول مرة في نيجيريا أثناء الانتخابات عام 1998، والتقيت كذلك نائبه ريتشارد أرميتاج وديفيد وليش وكارن هيوز وغيرهم".

وقد أدى تألق الزميلة ناديا في تغطياتها الإعلامية في عدة أماكن من العالم إلى توجيه الدعوات لها للمشاركة في العديد من الندوات والجلسات الثقافية والإعلامية في الولايات المتحدة، "تحدثت في العديد من المؤسسات والهيئات حول دور الإعلام العربي في تغطية الأحداث العالمية، وأنا القي محاضرات بشكل دوري في معهد(WIDROW WILSON) للدبلوماسية العامة، وفي جامعة برنسيتون، التي تعد إحدى أعرق الجامعات الأمريكية، وتحدثت كذلك في بعض ندوات وزارة الخارجية الأمريكية، ومعهد الدراسات الاستراتيجية، وكلية الحروب في جامعة "ناشيونال ديفنس يونفرستي"، وشاركت في عدة مؤتمرات عالمية عقدت في اسبانيا وإيطاليا كنت أتحدث فيها عن صورة الولايات المتحدة في العالمين العربي والإسلامي".

وعن مدى استفادتها من تجربة إقامتها في القارة الإفريقية، قالت: "على الصعيد الشخصي اكتسبت قدرة فائقة على قيادة السيارات لمسافات طويلة جدا، فكنت أسافر من كينيا إلى تنزانيا في سيارة دفع رباعي، وكنت أصطحب أولادي في رحلات سفري في شمال كينيا، لكنني لم أكن رهينة لكوني امرأة وحيدة مع طفلين أردت لهما أن يشعرا بأنه لم يتغير الكثير من حولهما بوفاة والدهما".

وتعلمت كذلك – والكلام مازال لناديا- نصب الخيام والسفر بحقيبة صغيرة، "وكأنني وحدة ذات اكتفاء ذاتي.. علمتني إفريقيا البساطة في الحياة، فنحن لسنا بحاجة لكل الأشياء التي نراها كمالية، كذلك تعلمت تغيير الماء والزيت للسيارة، وان لا أخشى تناول الطعام حتى في أسوأ مطاعم إفريقيا، وتعلمت كيف أحمم أطفالي بدلو ماء واحد عندما يكون هناك شح في المياه بسبب انقطاعها لعدة أسابيع".

أما عن تجربتها الشخصية في أمريكا، فتقول: "ما يعجبني في أمريكا أن الحياة سهلة ومنظمة، فبإمكاني أن انهي كل معاملاتي عن طريق الإنترنت سواء كانت دفع فواتير المياه والكهرباء، أو شراء معدات منزلية، وأدوات المطبخ والملابس دون مغادرة المنزل، وكانت سعادتي كبيرة عندما اكتشفت أنني أستطيع أن اطلب الخضار والفواكه من السوبر ماركت عبر الانترنت أيضا حيث كانت تصلني الطلبات في صباح اليوم التالي".

ولدى سؤالها عن انطباعاتها عن الرئيس بوش بعد التقائها به، "أرى انه رجل بسيط غير متكلف وغير متصنع رغم اختلافي مع توجهاته السياسية ورؤيته لمجرى الأحداث في العالم، عندما التقيته كان الاتفاق مع مسؤوله الإعلامي أن تكون المقابلة 8 دقائق، لكن الرئيس أعطاني 22 دقيقة مسجلة على الكاميرا، وعندما انتهينا سألني عن آرائي في عملية السلام في الشرق الأوسط والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعبر لي عن إعجابه بالفلسطينيين، وكان شغوفا جدا لمعرفة تفاصيل نشأتي وحياتي في غزة والضفة، وعندما قلت له غن لدي طموحا كبيرا لأن أصبح رئيسة بلدية غزة أبدى استعداده الكبير لمساعدتي عندما ينتهي من مسؤولياته كرئيس للولايات المتحدة".

وتعتقد بلبيسي أن الرئيس بوش يؤمن بأن ما يفعله هو صحيح وخصوصا فيما يتعلق برسالته لنشر "الحرية والديمقراطية في العالم.. رغم أننا نختلف معه حول ضرورة تحديد فترة زمنية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وطبعا الأمور الآن أخذت منعطفا جديدا في العلاقات الفلسطينية الأمريكية بعد فوز حماس".

وعن زوجته لورا بوش، تقول ناديا: "قرينة الرئيس الأمريكي هي الوجه اللطيف للإدارة التي عرف عنها التشدد، وأصبحت الآن تقوم بأدوار مساندة للرئيس، فكانت رحلتها الأولى للشرق الأوسط ثم لآسيا وإفريقيا، والكثير يرونها ذراعا قويا يستند عليه الرئيس، والعلاقة بينهما قوية وحميمة، واعتقد أنها ترشده وتأزره، ولكن ليست بالضرورة أن يصل الأمر إلى تقديم النصائح كما قالت لي".

"طبعا عندما تزوجت لورا الرئيس بوش كان لها شرط، وهو أن لا تقدم أي خطاب سياسي ولكن هذا الشرط ذاب أمام المشاكل التي يتعرض لها الرئيس وهبت هي للمساعدة وخصوصا أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية، وعندما تتحدث لورا عن زوجها تشعر ببريق في عينيها تستشف منه مدى حبها للرئيس".

انكسار "مرآة" الحياة

ويعد موت زوج الزميلة ناديا مرحلة قاسية في حياتها، "وفاة زوجي كانت مفصلا مظلما في حياتي لا أريد لأي إنسان أي يمر به.. زوجي كان أقرب صديق لي، ربطتنا علاقة حب قوية، فقد تعرفت عليه عندما كان يعمل مع الأمم المتحدة في القدس في أبريل من عام 1988، وكنت أعمل مع وكالة الصحافة الفرنسية، وذهبت لمقابلته بسبب قصة كنت أكتبها عن عمل فريق الأمم المتحدة في مخيمات اللاجئين، ويمكن القول إنه كان حبا من أول نظرة، وبعد عامين من لقائنا الأول تزوجنا في إحدى جزر الكاريبي".

وتتابع: "بعد ارتباطنا عاد زوجي إلى متابعة دراسته العليا ليواصل دراسته في برامج تأهيل اللاجئين في جامعة أكسفورد، وكنت أتابع أنا دراستي للحصول على الماجستير في لندن، وبعد عام أنجبت ابني مالك، وبعدها بعامين رزقت بطفلتي جمانة".

"كان زوجي يعمل لمؤسسة خيرية (إنقاذ الطفولة) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وكان في رحلة علاج من أديس لبابا إلى نيروبي عندما قامت مجموعة إثيوبية مسلحة بخطف الطائرة على مدى أربع ساعات، وانتهى الأمر بتحطمها في جزر القمر في 23 نوفمبر عام 1996 وقتل 120 شخصا كانوا على متنها من بينهم زوجي".

وتصف بلبيسي مشاعرها في تلك اللحظات قائلة، "لم أكن أريد أن اصدق بأنني فقدت زوجي وحبيبي وصديقي للأبد، وبدت حياتي كمرآة تحطمت إلى مئة قطعة ولا يمكن إعادة الشظايا مرة أخرى، ووجدت نفسي وحيدة مع طفلين بعمر 4 و2 سنوات في بلد بعيدة عن الأهل والأصدقاء، لم أكن أعرف ماذا سأفعل ببقية حياتي، ولكن بمساعدة من أصدقاء كثيرين جاءوا من عدة دول تمكنت من استعادة حياتي لأعيش من أجل أطفالي".

وتردف قائلة: "بدأت أمشي خطوات أولى دون زوجي، وقد استغرقني هذا حوالي السنة، بعد ذلك عرضت علي قناة MBC الانتقال إلى نيروبي لفتح مكتب جديد لها في إفريقيا، فوافقت، وذهبت إلى نيروبي دون أن أعرف أي شخص هناك، ولكن سرعان ما تأقلمت مع الحياة، وأدخلت أولادي في مدرسة خاصة، وأضحت تلك كينيا بلدي الجديد، وكانت مدخلا لي في معرفة أكثر للقارة السمراء التي صرت أعشقها لدرجة الجنون من خلال تواجدي فيها لأكثر من ست سنوات قبل انتقالي إلى واشنطن".

وفي ردها على كيفية توفيقها بين عملها ورعايتها لأطفالها في ظل تنقلاتها وأعمالها الكثيرة، تقول نادية: "لا ريب أن كوني أم عاملة وصحافية تسبب لي في مصاعب كثيرة ناهيك عن مسؤوليات منزلية كثيرة مثل التسوق ودفع الفواتير.. الخ".

"وفي كل مرة اضطر للسفر فيها أشعر بحزن عميق لتركي أولادي، ولكن على الأقل أنا محظوظة فلدي مربية مخلصة كانت تعمل معي منذ عام 1966 في إثيوبيا، وكانت ابنتي جمانة (جيجي) لاتقبل الذهاب مع أحد إلا معي أو معها، وهي تقوم بدور الأم في غيابي عدى أن لدي مجموعة من الأصدقاء يراقبون الأولاد دائما، وعلاقتي مع أولادي متينة جدا وتقوم على الصداقة، فنحن عائلة متماسكة جدا وأنا استشير ابني في كل شيء حتى عندما أقرر شراء بيت، وهما ذكيين جدا ومن الطلبة الأوائل وهذا يخفف عني كثيرا".

المكسيك وأوروبا..

وعن علاقتها بالسفر وكيفية تمضية إجازاتها تقول بلبيسي: "في الواقع لا يوجد لدي الكثير من أوقات الفراغ، ولكن عندما يكون لدي إجازة لمدة أسبوع أو عشرة أيام عادة ما أسافر إلى المكسيك أو أوروبا مع أصدقاء لي، وأولادي يحبون كل أنواع الرياضة كالسباحة أو التزلق وأحاول دائما أن ابحث عن مكان له علاقة بهاتين الهوايتين".

أما أكثر كتاب أثر فيها فهو السيرة الذاتية لـ"المناضل الكبير نيلسون مانديلا"، الذي كان لها "شرف اللقاء به في إفريقيا"، وعنه تقول، "كنت اعتبره دائما مثلا أعلى بالنسبة لي، وأتمنى أن يكون لدينا في العالم العربي عشرة مثله، فهو(مانديلا) كان مستعدا لأن يغفر لجلاديه سوء المعاملة خلال سنوات سجنه الطويلة ليبني دولة (قوس قزح)". وتواصل كلامها: "يعجبني كذلك من الكتب كتاب "معذبوا لأرض" لفرانز كافكا، وكتاب "برازافيل بيتسن" للكاتب البريطاني وليم بغريد".

أما أكثر المواقف الإنسانية التي أثرت فيها "مشاركتي في التغطية الإعلامية لأكثر من مجاعة في إفريقيا، ولاسيما في جنوب السودان في منطقة (آجيب) كنت أرى أطفالا يموتون أمام عيني، وكنت عاجزة عن مساعدتهم جميعهم، كان عندي شعور كبير بالحزن مرده أنه حتى عند الموت لا يستطيع هؤلاء الفقراء أن يموتوا بكرامة، ويتحولون لمجرد أرقام في صبيحة اليوم التالي، وكان من أقسى الأشياء علي أن أرى دموع أم فقدت طفلها بسبب الجوع".

وتضيف ناديا: "وعندما أتيت إلى الولايات المتحدة، ورأيت الفارق بين الدول الصناعية الرأسمالية والدول الفقيرة الأخرى أثر بي ما رأيته من كميات طعام ترمي بشكل يومي في النفايات ولو تم توزيعها على أطفال المجاعات في إفريقيا لأنقذت عشرات وربما مئات الآلاف من الموت.. وهذا الأمر جعلني أفكر بعد أن ينتهي أولادي من دراستهم الجامعية في التطوع في إحدى هيئات الإغاثة مثل (أطباء بلا حدود)، والتي تقوم بأعمال عظيمة لمساعدة من أقل حظا منا".

"أشعر أن بامكاني أن أقدم خدمات مهما كانت متواضعة لمساعدة أطفال فقراء جنوب السودان ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والضفة، وفي أماكن أخرى من العالم.. هناك الكثير من القضايا الإنسانية تحتاج لأن نعطيها وقتا ومالا، واعتقد لو أن كل إنسان مقتدر استطاع أن يساعد إنسانا واحدا لحققنا الكثير.. أنا لا أبحث عن مدينة فاضلة لكن لو كان لدينا شعورا أفضل تجاه الآخرين فإن عالمنا سيكون أفضل".

"تظاهرت بأنني بدينة"

ومن المواقف الطريفة التي تعرضت لها خلال رحلتها الإعلامية تذكر الزميلة ناديا أنها كانت في سيرلانكا، "وكنت وقتها حاملا في الشهر الثامن، وكان الجيش السيرلانكي رتب رحلة للصحافيين للذهاب إلى الشمال الشرقي، ولكنه كان سيرفض سفري بسبب الحمل، ولذلك لبست ملابس فضافضة وتظاهرت بأني بدينة لأتمكن من القيام بتلك الرحلة".

"موقف آخر طريف كان في موزامبيق عندما كنت أغطي الفيضانات التي تعرضت لها البلاد، وكانت محطات التلفزة العالمية الكبرى تستأجر طائرات مروحية لنقل طاقمها بمبلغ 20 ألف دولار، ولم يكن وقتها عندنا إمكانية لدفع مثل هذا المبلغ، لذلك (توسلت) لسلاح الطيران الجنوب إفريقي الذي كان يقوم بعمليات إغاثة لكي يسمح لي أن أرافقه في عمليات إنقاذ المنكوبين، وكانت الطريقة الوحيدة هي أن أعمل (عتالة) على متن الطائرة وأحمل أكياس الدقيق والسكر لمخيمات المنكوبين، وهذا ما فعلته مقابل الحصول على صور إنسانية وتغطية إعلامية لتلك المأساة".

"أذكر أيضا أنني كنت في رحلة سفر إلى العاصمة الصومالية مقديشو على متن طائرة تحمل نبات القات، وكانت الطائرة تخلو المقاعد مما اضطرني إلى الجلوس على أكياس القات دون حزام أمان، لذلك كنت ابتسم عندما أسافر في رحلة إلى لندن عندما تطلب مني المضيفة تثبيت حزام الأمان، وكنت أقول لنفسي إن تلك المضيفة لا تدرك أنني أتطاير ذات اليمين واليسار على أكياس من القات في طائرة من طراز قديم".

ولأنها تحب العمل السياسي، كما تقول، فإن أم مالك تطمح لأن تكون ذات يوم رئيسة بلدية غزة، "أظن أنني قادرة على تقديم خدمات جيدة لأبناء بلدي ولاسيما النساء والأطفال، وباعتبار أنني عشت في لندن وواشنطن، فقد أصبح لي شبكة اتصالات مهمة والتي ممن الممكن أن تساعدني مستقبلا في جمع الأموال لمشاريع كثيرة أفكر بها، مثلا أنا من مؤيدي حماية البيئة، وأرغب في إطلاق عدة مشروعات لزراعة الأشجار في قطاع غزة، وأن أقوم بتنظيم الشوارع والاهتمام بالشكل الجمالي للمدينة، وبناء نوادي رياضية ومراكز ثقافية ومعاهد للفن والمسرح يستفيد منها أصحاب الدخل المحدود بالدرجة الأولى، كما سأسعى لأن يكون لدينا مراكز متقدمة للأمومة والطفولة وتعليم اللغات.. عودتي لغزة في المستقبل هي إحساس وطني رغم أنني اشعر بأن العالم كله، ولكن أهل بلدي أولى بجهودي".

وتعتبر ناديا أن أصعب قرار اتخذته في حياتها كان عدم استمراريتها في تغطية حرب العراق، "لأن مسؤوليتي كأم كانت أقوى وأهم من كوني إعلامية وصحافية، ولكن يكن لدي خيار آخر، لأن موتي كان سيترك أطفالي دون أم بعدما فقدوا والدهم، ورغم أن الإنسان لا يعرف متى تأتي ساعة موته غير أن المخاطر كانت كبيرة في تلك الحرب بالنسبة للإعلاميين، ولم أكن أريد أن أكون أنانية ففضلت أطفالي على أي نجاحات أخرى كان بامكاني أن أحققها من خلال تغطيتي لتلك الحرب".

وعن أسرار أناقتها واختيارها للملابس تقول بلبيسي، "في الواقع أنا بطبيعتي متمردة، وكانت أمي رحمها الله تتمتع بذوق رفيع كنت في صغري لم أكن أهتم بطبيعة ملابسي، كنت (ثورية) البس ملابس تشبه ملابس (تشي جيفارا)، ولكنني ارتدي الآن ما يتناسب مع وظيفتي الإعلامية، فأنا أغطي الأحداث التي تجري في البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونغرس، ولذلك أحرص على انتقاء ملابس بعناية حتى أن الرئيس جورج بوش أبدى إعجابه بأناقتي عندما أجريت اللقاء معه.. الأناقة مهمة واللبس يعكس شخصية الإنسان، وأنا أحب التغيير دائما في أثاث المنزل والملابس".

وفي الختام ولدى سؤالنا عن الوصية التي تود أن يلتزم بها أولادها، تقول: "وصيتي لأولادي هي إيمانهم بأنفسهم، والتطلع إلى الأمام لتحقيق طموحاتهم مهما بدت لهم صعبة ومستحيلة، وان يحرصوا على احترام الآخرين والعمل من أجل تحقيق مجتمع عادل ومتكافئ.. أتمنى أن يدرس كلا من مالك وجمانة القانون وأن يصبحا مشرعين في الكونغرس، فنحن بحاجة إلى ما يدافع عن قضايانا".




قرأت بالصدفة هذه المقالة واستغربت من قوة هالمرأه كيف كافحت وعانت معقولة في احد كذا؟؟!!

أحس مهمتها الرجال صعب يتحملونها



حبيت اشاركم في ما قرأت وأثار اهتمامي وتفكيري



قراءة ممتعة
0
533

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️