غادة امرأة في منتصف الثلاثينات
تزوجت زيجتها الرابعة وخرجت من بيت والدها مع تهديد منه انها ان عادت مرة اخرى سيدفنها في البيت ولن ترى النور ثانية !!
في منزل الزوجية كان هناك زوجها
ووالد ووالدة زوجها
واخت زوجها المتزوجه ولديها سبعة اطفال
واخو زوجها ولديه خمسة اطفال
والبيت كبير وهي لديها شقة صغيرة منفصلة في هذا البيت
تقول غادة بعد اول سنة زواج :
ما هذه الحياة لا استطيع ان انفرد بزوجي يوم واحد دون ان يزعجنا احد ؟
مرة اخته تتغدى عندنا
ومرة اخوه يشاركه العشاء
ومرة يرسلون الاطفال لشقتي لانهم سيذهبون الى فرح لاحدى القريبات
ومرة والده لديه ضيوف وهو مشغول معه ... !
سئمت من هذه الحياة المزدحمة
يا زوجي العزيز الا نستطيع ان ننتقل من هذا البيت؟
نظر اليها زوجها وقال (بدون اهلي لا حياة لي) !!
مرت خمس سنين اضطررت بعدها الى زيارة اهلها لحضور زواج اخيها الاصغر
تقول غادة بعد مرور اسبوعان في بيت والدها :
ما هذه الحياة المملة ؟ كلاً في فلك يسبحون !! اختي الكبرى ترفض ان تصنع الغداء بحجة ان الدور على الصغرى في المطبخ والصغرى مشغولة بشراء ملابس من السوق كون حفل الزفاف بعد يومين
فاضطررت انا والتي لم ازر اهلي من سنين الى الوقوف في المطبخ لطبخ الغداء!!
امي لا همّ لها الا اخي الذي سيتزوج
ابي مشغول بترتيب حفل الزواج حتى انه لم يراني الا ثاني يوم من وصولي وسلم علي وقال : كاسة شاي يا امل لابوك الله يخليك !
كنت اتوقع ان يجلسني بجانبه ويسأل عني وعن احوالي ولكنه لم يفعل !!
اختي الكبرى مع اللابتوب وترفض ان ترفع حجرا من مكانه بحجة ان اليوم ليس دورها !!
اختي الصغرى تعمدت ان يكون ذهابها الى السوق في هذا اليوم لكي تهرب من تنظيف البيت !!
اما الاخت الوسطى المتزوجة والتي تصغرني بسنة فقد اتت من مدينتها مع زوجها وبقيت في الفندق ليومين ولم نراها جميعا ولكنها اتصلت وقالت اراكم في قاعة الفرح جميعا فانا مشغولة جدا مع اطفالي وملابسهم !!!
مر الاسبوعان كأنهما شهران !!
بعد حفل الزواج عادت غادة
في المطار كان الجميع في استقبالها !!
زوجها ووالده ووالدته مع الاطفال جميعا !
خرجوا جميعا لاستقبالها وكان على رأس المستقبلين الاطفال، اطفال اخوات زوجها !
حضنتهم بقوة وقالت :
انتم حياتي !
