:time:
نحمل حقائبنا مؤلين شطرا لبلاد العلم والثقافة وهي محملة بالعديد من الأشياء فرؤوسنا محملة بكثير من الهم من سنقابل وكيف سنعيش وماهية المصاعب والمتاعب هل سأعود محمل بالشهادة أم سأعود بالخيبة كما يقول احمد ..
خيبة احمد
يقول عن نفسه تخرجت من الثانوية بمعدل عالي ويممت وجهتي نحو أمريكا بلاد الأحلام وجلست مايقارب السنة ويكمل قائلا لم أترك ذنبا إلا فعلته زنيت شربت الخمر وتركت الصلاة ذهبت للمسارح كل شي فعلته لم يبقى إلا مايشرفني لم افعله ثم عدت بخيبة أمل أجرها من أمريكا إلى بلدتي الصغيرة أرجوك ياشيخ عبدالله حدث بقصتي كل من تعرف .
شي تختزله صدورنا ونار تشتعل في قلوبنا تتقد وتتخذ من دماءنا وقود ليستعر اكثر فاكثر حبا لوطننا للارض للوطن ،للمسكن ،للقهوة ،أمي للجمعات ،أهلي ، شارعي .كل شي غداء نار تشتعل ياترى اهو الشوق أم الشوك في صدري . وطني يهمس في أذني تارة ويصرخ تارة أخرى كأخ صغير أرسلته أمه لمنداة أخته على عشاء مميز الأخت مستغرقة في امتحان صعب ولكن من أجل أمها وجوعها وهروب من امتحانها شاركتهم بالعشاء وعادت قافلة لدروسها فمثل الوطن كمثل أم حنونة قد تكون قاسية في بعض الأحيان ولكن قسوتها يكون لها هدف وطني يحن علي يضمني استنشق عبيره البث في الغربة فصول متتابعات أجد الصقيع من حولي حتى بعدها يحل الربيع فتنكشف الأشجار وتنكشف الأجساد
ياترى هولاء يبتسمون في كل وجه أهي طاهرة قلب أم حب للأخر أم بلاهة وسذاجة نسمع منهم الكلمات اللبقة إننا نعيش في حالة انفصام .لم تسكن نفسي الاحينما رأيت صور مجندين ومجندات أمريكن يصفحون الأطفال في العراق ويعطونهم الحلوى ويتعاملون بكل رقة مع الكبار حتى إن أحداهم جالس ويصلح سيارة رجل عراقي كبير في السن بكل حماس تسالت وأصابني الصداع من التفكير كيف يكون ذلك هل يملكون قلبين قلب للحرب والإبادة وقلب للتعامل مع بسطاء الناس في الشارع يطعمون هذا ويبتسمون في وجه ذاك بعد الاستغراق في التفكير استنتجت أنا كل ذلك من أجل تحسين وجه أمريكا القبيح ومحاولة تبيض الوجه الأمريكي القاتم فكل هذا محاولة تغير مارسخ في ذهن البشر من بلا ياء سجن أبو غريب الشاهد الصادق في تاريخ لاندري ماذا سيكتب من ظلم وصمت وقهر وإقصاء
جمال بلاد الغربة بأنهارها وخضرتها واشراقة أهلها ليست وطني ليس لي بها مقام ولو كنت أعيش في فتدق خمس نجوم مجانا يبقى وطني على غباره وسوء موسسته ونظامه وصيفه الحار وشتاءه البارد يبقى هو الحصن الحميم والعش الدافئ يبقى كثرة الأسئلة التي أصدفها ممن حولي وتدخلهم في شون حياتي من قبل الميانة والحب والمشاركة ويبقى الغرب وقلة تدخلهم وأسئلتهم من باب القسوة لان ليس كل مايلمع ذهبا ولأنه ليس كل قلة كلام يعني عدم تدخل فشعارهم نفسي نفسي فالقتل والجريمة سلوك غير عابر في مجتمعتهم
قد تطرح كل مغتربة سؤال لماذا أبكى حينما أريد العودة من أرض الغربة وحينما قرب موعد اغتربي بكيت على وطني الجواب أنت لاتبكين على الغربة ولا تبكين على وطنك أنت تبكين على الماضي الذي عيشتيه مشاعرك مشاعر واقف على بحر تسحره الأمواج وجمالها والبحر وزرقته ومنظر الغروب ولكن هي مجرد لحظات وقد يلتهمه البحر ويتعرف على حقيقته المخيفة هذه مشاعرك حب وكره وخوف وقلق ووأكد أنا كل مغتربة عاشت لحظات صعبة وقاتلة ولكن حين عودتها للأرض الوطن نسيت كل شي لم يبقى الاطعم ماهو حلو سائغ تنظرين للغربة كأنها لوحة فنية جميلة رسمت بكل عناية
مثال على جمال الماضي
كنت أدرس في الكلية التي امتدت بدل أربع سنوات إلى ست سنوات تعرضت للمصائب والمصاعب ليعلم بها احد إلا الله كانت وفاة أبي من أهمها كنت أبكي باليوم أكثر من مرة حزن خيم علي لم أجد مثله طوال حياتي ومما أثقل المهمة أنني أدارس في مدينة غير مدينتي حيث اذهب يوميا كنت اطمح للدارسة الماجستير والدكتوراه ولكن فشلت فكانت الصدمة مضاعفه تعرضت للضيق والحزن ومهام صعبة أرجو أن تكون مكفرة للذنوبي حينما تخرجت من الكلية صرت أتذكر الأشياء الجميلة فقط الذكريات المضحكة ،جمعات الصديقات إفطارنا الجماعي ، تعلو أصواتنا في بعض الأحيان على فطيرة الجبنةالتي نلتهمها بسرعة قبل ان تدخل أستاذة المادة ونتعرض للطرد
كاس الشاي الساخن الذي كن ننشد منه الدافئ في الشتاء القارص صياني الحلا والتي تزدد لذتها في الشتاء كل ماود قولة أن للماضي جماله ولذته وطعمه وحلاوته فستشعرين بحب بلاد الغربة وسنبكين مدة قد تطول ا وتقصر وستتعرضين لخليط من المشاعر أخال أن مغتربة تبكي مرة أمام احدهن وتسأله مآبك عسى ماشر ترد وهي تكتم صوت نشيجه ابكي على جارتي العجوز الانجليزية من عندها الآن من يطعمه لقد كانت بحق طيبة فكنت أضع أبنائي عندها حينما أذهب لسوق تنظر إليها الأخرى وتصرخ في وجهه لقد كنت تبكين حينما أردت الذهاب إليهم كالطفل .هذه مشاعر مختلطة تنتابك فحاذري أن تصرحي بها لانها سرعان ما تزول وسترمينا بالجنون ويقال بكل بساطة جننتها الغربة فلو قيل لك أن هناك غربة لبلد لبكيت مرة أخرى على وطنك وهكذا نحن بني ادم .
اختم بهذه القصة الحقيقية والتي وقعت على ماظن في صحراء حائل يقول صاحب القصة كنا نسير بالإبل من مدينتنا إلى مدينة أخرى وحينما كنا نسير ببعض الطريق وجدنا غزال هزيل جدا اثأر المرض والتعب بداية عليه سرنا وتركنه لاندري ماذا نفعل به وحينما قطعنا مسافة وجدنا ارض خضراء قلت لصاحبي مارئيك لو أحضرنا الغزال ووضعناه عند الكلأ والماء رد صاحبه فكرة جيده عدنا واحضرنه وسرنا في طريقنا وعند عودتنا لم نجد الغزال في الأرض الخضراء ومرنا على الأرض المقحلة ووجدنه رغم الجفاف والقحط إلا أن الغزال حن لوطنه
يبقى على كل مغتربة أن لاتحاول الهرب من واقع مجتمعها وان تحاول إصلاح مايمكن أصلاحه فنار وطني أولى من صقيع الغربة الذي لايعرف من المودة إلا المصلحة والمنفعة من الأخر .
:21:
نكته : أحد صديقاتي سافرت لبريطانيا لدارسة الماجستير وكانت تبكي هناك بمرارة حتى انها رفضت أن يكمل زوجها الدكتوراه لم ترى حسنة واحدة للغربة وكنا نسألها الم تذهبي للمتنزهات للأسواق ووو ثم تضحك علينا وتقول زوجي ذهب للدارسة وانا في البيت لااراه طوال اليوم في بعض الاحيان إلا الساعة العاشرة ليلا عادت للسعودية في فصل الخريف وكثرة الغبار قالت ياحلو الغربة أقلتها يديني ماتتكسر من الغبار والتمسيح .
:icon33:
دمعة : تبقى مرارة فقد الوطن ومرارة الغربة للذين يخرجون من بلادهم مجبرين ويرونها كل يوم تحترق بيد عدو غاشم قد احترق قلبه حقدا وحسدا لايحمل رحمة ولاخوف من الله رحماك ربي بعبادك المسلمين .
همسة في اذنك ياوطني
وطني ماضي الأجداد ومستقبل الأبناء وحاضر الآباء
أنت عز وشموخا أنت مجد للجدود
أنت نور أنت سرا وسرور
أنت لوحة رسمت بريشة فنان بارع ترابك طاهرا
شريعة الخلاق نبراس لتبقى على مدى الأيام مهجع للقلوب المؤمنين .
فعلا كنت أبكي عشان ارجع للوطن
ولما رجعت وتأخرت الفيزه ضاق صدري
ولا أخفيك اني فرحت لما طلعت الفيزه
والآن قرب الرحيل وأسأل الله ان يوفقنا