نَبْضَةّ الحُبْ?
~
تحية طيبة وبعد ,,
إذا تعمقنا في طبيعة الوجود لوجدنا أن كل الكائنات قد خُلقت نتيجة تفاعل وجودي لعنصرين متقابلين أو مضادين. ومن هنا يفسَّر أن الوجود كله هو نتيجة لوجود هذين العنصرين، وعندما يتساوى هذان العنصران يكون اللاوجود. يصبح اللاوجود موجوداً عندما يتفاعل في داخل ذاته هذان العنصران المتقابلان، لذلك وجب أن يكون هذان العنصران ضمن الطبيعة الأزلية للكائن الكلي، فهما يفنياه عندما يتساويا، ويظهرانه عندما يتفاعلا.
لقد أدرك الإنسان منذ البدء هاتان الصفتان في كل ما هو حوله وقد ورد ذلك في جميع الثقافات والفلسفات القديمة والحديثة؛ المذكر والمؤنث، الموجب والسالب، النور والظلمة، الكبير والصغير، السكون والحركة الخ. وفي تفاعلهما لا يمكن أن يكونا متساويين، وهذا ما تم التوصل إليه في الاكتشافات العلمية الحديثة في نظرية انكسار التناظر في علوم الفيزياء، التي برهنت علة الوجود.
في التوراة، حواء هي التي دفعت آدم كي يأكل من شجرة المعرفة، في حواء توجد نبضة الدفع، نبضة الخلق، ولكن هذا الدفع يحتاج إلى ما يرتكز عليه كي يدفع، وهنا تظهر صفة آدم، الركيزة الثابتة غير المتحركة والتي على أساسها تتم كل حركة، في المذكّر يوجد السكون المطلق وفي المؤنث توجد نبضة الدفع التي تدفع الكيان الأبدي للظهور في الخليقة.
بوجود هاتان الصفتان، يبقى شيء واحد، وهو الجمع بينهما، كيف يتم جمع هاتان الصفتان المضادتان؟ وهنا تظهر صفة أخرى أزلية، هي صفة عملية الجمع، الحب هو الذي يجمع، والبغض يفرّق، لذلك قيل أن الحب هو نبضة الحياة، ومن هنا كانت الدعوات الكثيرة والعديدة والمتكررة عبر العصور كي يحب الإنسان أخاه الإنسان. إذاً المذكّر والمؤنث وعملية الجمع بينهما هم صفات أزلية في الكائن الأبدي السرمدي.
وكلمات هذا الفصل هي صور تتابعية لتفاعل العنصران الأزليان بنبضة الحب الأبدية، وظهور الوجود من اللاوجود.
~
الجزء الأول :
جلدٌ فسيح أجول فيه
من اللامحدود إلى اللانهاية
لا أشعر،
لا أتحسس،
لا أدرك،
لا أميّز،
فيه كل شيء
وليس فيه شيء
وأنا هو،
أنا كل شيء
وأنا لا شيء
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
وفتحت عيني لأشاهد اللامحدود
وأسبح بالنظر إلى اللامتناهي
وأحدق . . . أحدق . . .
فلا أرى سوى ذاتي تنظر إلى ذاتي،
أنا الكل في الكل،
أنا البداية وأنا النهاية،
أنا عقل يعقل ذاته،
ويدرك ذاته ويتحسس،
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
وحدي وحيداً أسرح،
أحرك ولا أحرك،
أفتّش كل الأرجاء،
من الامحدود إلى اللانهاية،
وأنظر وأنظر. . .
ولا أجد سوى نفسي تنظر في مرآة نفسي،
وأقف . . .
وأتأمّل . . .
وأتأمّل . . .
وأسبح في بحر أفكاري،
وأغوص في أعماق نفسي،
كي أجد صورة تعطي مبرّر وجودي
وأرسم شكلاً يظهر ملامح كياني
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
وتظهرين أنتِ،
أنتِ من أنتِ،
أنتِ لستِ سوى جزء مني،
أحب ذاتي،
أحب أجزائي،
أنتِ ضلع من ضلوعي،
أعطيتك ومضة من فكري
لأنظر فيكِ ذاتي،
وأتمتع بذاتي،
وأحب ذاتي،
وتسرحين في مجال بحري اللامتناهي
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
ترقصين،
تركضين،
تسبحين،
وتختبئين،
وتُثيرين فيّ شغف اللقاء
وأبحث عنكِ . . .
وأتذكر . . .
أنتِ من أنتِ،
أنتِ صورةٌ نسجتها في خيالي
أنت لستِ سوى جزء مني
أنتِ ومضةٌ من فكري،
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
التقيتُ بك مختبئة في زاوية الكون
ترتعدين خوفاً،
وعلى وجهك علامات استفهام تسأل
عن نفسكِ،
عن نبع طاقتكِ،
عن سبب وجودك،
عني أنا . . .
من أنا ؟
ولماذا أبحث عنك ؟
وماذا أريد منك ؟
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
~
الجزء الثآني :
لا تخافي . . .
لا تخافي حبيبتي، لا تخافي
أنتِ لستِ سوى أنا،
وأنا لستُ سوى أنتِ
أنا الكل في الكل،
أنا الفناء وأنا الوجود،
أنا اللامحدود وأنا اللانهاية
وأنا البداية والوسط والنهاية،
أنا وراء الزمان والمكان،
أنا الحق والحقيقة،
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
النار لا تحرقني،
والماء لا تبللني،
والريح لا يجففني،
أنا النور الأزلية،
أنا أرض الاستقرار،
أنا نبع الحياة،
أنا حكمة الحكماء،
أنا قوة الجبابرة،
أنا جمال الحوريات،
أنا فرح القلوب،
أنا ذكاء النوابغ،
أنا طعم ماء الخلود،
أنا الروح في كل مخلوق،
أنا بذرة الحياة الأبدية،
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
تعالي إليّ حبيبتي
تعالي إليّ لا تخافي،
الذات لا تخاف ذاتها،
إن طبيعتي الحب
ومن أجل أن أحبكِ خلقتكِ
وخلقت فيكِ كل ما أريد أن أحب فيكِ
وجبلت قدرتي اللامحدودة،
بخيالي اللامتناهي،
وجعلت الجمال المتفاني
يعشّش في جسدكِ الشفاف البراق،
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
آية الجمال،
روعة الروائع أنتِ
همساتك ترانيم آلهة النغم
ورنين أجراس الطبيعة،
وجهك يشع نوراً
يحجب شمس الوجود،
وجسدك يفح عطراً
يغلّف جنات الخلود،
وعيناك قطرات ندى
في صبح السكون،
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
تعالي إليّ حبيبتي . . .
تعالي، تعالي
أنتِ وجدت لتجسّدي أفكاري وتخيلاتي،
ولتعطي مقراً لفرح متعة روحي وذاتي،
ولتبرّري سبب وجودي وتجسّدي وبقائي،
وتجعلي جسدي يدور في دوامة الحياة والممات،
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
أنتِ أمواج الحب النابض في قلبي،
أنتِ صورة السكون في صفاء عقلي،
أنتِ حنين الراحة في خلايا جسدي،
أنتِ نورٌ يشع في أرجاء كياني،
أنتِ ذاتي الكلّية التي نسخت عني،
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
تعالي إليّ، وأستقري في أحضاني،
اجعلي حبي يصل
إلى ذروة المتعة في الجسد الفاني،
أغمركِ بين زراعيّ،
ورأسكِ ينحني،
والجسد بالجسد،
ونصبح رأساً واحداً وجسداً واحداً
تمثالٌ نُحت في صخرة واحدة
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
~
الجزء الثآلث :
نتنفس بنفسٍ واحدٍ،
ونرتعش بجسدٍ واحدٍ،
وتغمرنا النشوة في قمة تمازج الأجساد،
وتضيع الفردية،
ونتوحد معاً في الجسد والروح،
. . . إنها ذروة متعة مادة الوجود،
إنها هدف وجود خليقة الظهور،
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
وثمرة الحب تنضج،
وتتفتّح زهور المروج،
وتتدفق عذوبة الينابيع،
وتبهج زرقة السماء،
ويغرد فرح الطيور،
ومن ذكاء الخلود
وجمال روعة الوجود
يتكون جنيناً في أحشاء إلهة الجمال
وتتربع على عرش أم الخليقة،
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
من رَحمها شعاع من نور
أضاء جلد الزمان
وأظهر معالم المكان
وحدد نظاماً للوجود
صنع الليل والنهار
وسيّر الأسابيع والشهور
ووضع الفصول في الانتظار
ربيع، صيف، خريف، شتاء
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
ألبسك ثوب الأمومة
جعل منكِ أنهاراً تتدفق
حباً وعطاءً وحنان
أوقفكِ على قمة الوجود
منارة يهتدي بها كل من أراد أن يعود،
يا أماً من ثديها أطعمت إكسير الحياة،
ومن فمها نطقت بترانيم الهناء
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
ولدكِ ترعرع وكبر في الحياة
قائد للكون مسيّر للوجود
بعَظَمته وجبروته يأمر ويسود
يزرع الأرض حياةً تتمدّد بلا قيود
أورثته القوة والعَظَمة والسيادة
ولكنه لم يستطع أن يرث مني الخلود
لأنه هو منكِ مولود
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
إن كل هذا من صنعي
كي أجسّد نبضة حبي
خلقت الوجود من فكرة ذاتي
وأعطيته استمرارية التغيّر
وبقيت أنا شاهداً لا متغيّر
أدوّن تدفق الزمان
وأوسع مجالات المكان
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
الدنيا بمن فيها وما فيها
كلها ليس سوى تعبير عن طاقتي
والوجود ليس سوى رواية مني
من أجل أن تتجلى قدرتي
وأصل إلى غايتي عندما تظهر قوتي
في المادة التي خُلقت مني
ومن ثم أُرضي كبريائي
أعود إلى ذاتي
وأُفني المادة في ذاتي
وأستريح راحة السكون
وفي الجلد الفسيح أحوم
ونبضة في كينونتي الأزلية تقول أحبكِ
~
وفي الختآم أرجو أن ينآإآل موضعي المتوآضع على إعجآآبكن ,,
4
460
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
اميره في مملكتي
•
جزاك الله خير ..
اميره في مملكتي :جزاك الله خير ..جزاك الله خير ..
قواج الله وعجبتني الفقرة الاولى
باختصار حواء جزء من ادم وادم مايعيش بجزء ناقص
باختصار حواء جزء من ادم وادم مايعيش بجزء ناقص
00(( خزامى ))00 :قواج الله وعجبتني الفقرة الاولى باختصار حواء جزء من ادم وادم مايعيش بجزء ناقصقواج الله وعجبتني الفقرة الاولى باختصار حواء جزء من ادم وادم مايعيش بجزء ناقص
أهلاً أختى ,,
شئ مؤكد لايمكن أن يعيش آدم بدون حوآء ,,
بالتوفيق لكِ ,,
~
شئ مؤكد لايمكن أن يعيش آدم بدون حوآء ,,
بالتوفيق لكِ ,,
~
الصفحة الأخيرة