
آل الشيخ مبارك ونبعة في أحدية الأحساء الهفوف: عدنان الغزال
قال أستاذ اللغة في جامعة الملك فيصل الباحث في القراءات القرآنية الدكتور محمد حسن نبعة إن لهجتي قريش "الحجازية" وتميم "النجدية" تعتبران أفضل لهجات العرب، وهما اللهجتان الباقيتان، ومعظم القواعد النحوية والصرفية في اللغة العربية مستنبطة من هاتين اللهجتين، وإن اللهجة الحجازية أكثر شيوعاً لأنها مركز التجارة والحج، واللهجة النجدية أكثر مطابقة لقياس القواعد النحوية والصرفية في اللغة العربية، موضحاً أن القرآن الكريم، نزل بلغة قريش، باعتبارها اللغة الجامعة للأدب والثقافة، وإن العرب لم يتركوا لهجاتهم وحافظوا عليها حتى وصلنا شعرهم وأدبهم.
وأشار الدكتور نبعه في معرض محاضرته بعنوان "القراءات القرآنية" مساء أول من أمس، في أحدية آل مبارك في الأحساء، وأدارها عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور عبدالحميد آل الشيخ مبارك، إلى أن اختلاف القراءات القرآنية ظاهرة صوتية وليست بنيوية، وهذا الاختلاف هدفه التنوع وإثراء المفردات العربية وليس لتضادها، وأن هناك سبع قراءات متواترة وسندها متصل بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولا تصح الصلاة إلا بهذه القراءات، ولا تصح بالقراءات الشاذة بسبب عدم تواترها، مضيفاً أن نتيجة قراءة الآيات القرآنية الكريمة يترتب عليها أحكام فقهية متعددة، مشدداً على ضرورة الرجوع إلى السنة النبوية العملية في الأحكام الشرعية في حالة اختلاف أوجهها في القراءات القرآنية، مستعرضاً أبرز الاختلافات بين اللهجات العربية، وهي: الإمالة، والتسهيل، والنبر، والتفخيم، والترقيق، والمدود، والإدغام، والفك، لافتاً إلى أن أغلب القراء كانوا من شيوخ العربية المعروفين بمؤلفاتهم، وأن كثيراً منهم من أصول غير عربية، مبيناً أنه لا يمكن أن تكون القراءة الواحدة والقارئ الواحد مثالاً للهجة البيئة التي ينتمي إليها كاملاً، فالقارئ يختار ما صح سنده ووافق العربية والرسم القرآني ولا يمكن تضعيف قراءة صحيحة السند لغوياً.
وكان المحاضر، استهل محاضرته، بالإشارة إلى أن اللهجات جزء من القراءات، وأن المقصود بـنزول القرآن على سبعة أحرف، يحتمل أنه نزل على 7 وجوه في الصرف والإعراب واللغة والجهر والصوت، وليس المقصود منه القراءات السبع، مبيناً أن القراءة اختيار، ويقول الإمام نافع في ذلك "قرأت على سبعين من التابعين فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته، وما شذ فيه واحد تركته، حتى ألفت هذه القراءة من هذه الحروف"، مبيناً تعدد مصادر الأخذ، فالقارئ لم يأخذ عن شيخ واحد وإنما عن العديد منهم، ومن ثم كان يعرف أكثر من قراءة.
وداخل خلال المحاضرة، عضو هيئة التدريس في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل الدكتور بسيم عبدالعظيم، بتأكيده على أن لغة قريش صارت لغة العرب (القبائل العربية) الأدبية لأنها جمعت محاسن اللغات ولهجات القبائل العربية وتركت وحشيها فاستجادتها القبائل كلغة أدبية موحدة، ويمكن قياسها اليوم على العربية الفصحى وعاميات البلاد العربية.
شكرا عزيزتي