أتمنى أن لا أكون قد أتيت متأخرة ..
إليكم ( نبراس )
نعم فلقد انتهى كل شئ لحظة سقوط المرأة على الأرض .. وتحطمها ...
دوى صوت انكسارها عاليا ... الا انه كان المنقذ لها من ذاك الكابوس المرعب اللذى عاشته زمنا طويلا ...
سقطت المرآة على الأرض .. وتحطمت ... كما تحطمت " نبراس " قبلها ...
أدمت شظايا الزجاج اصابع قدميها ... كما أدمى هو قلبها ...
إنحنت .. لكنها هذه المره لم تكن تنحنى لتمر العاصفه ... ( كما تعودت أن تفعل دائما )
كانت تؤمن بمبدأ ابعد عن الشر وغنى له ... كانت تبعد عنه دائما ولم تكن تغنى له او حتى ترقص طربا لمن يفعل ذلك ... لكن وبرغم انها تمشى جنب الحيط وتقول يالله السلامه .... لم تكن تسلم ...
صوت ارتطام الزجاج في الأرض جعلها تصحو من وهم اسقمها طويلا ...
تحجرت دمعتها فى مقلتيها ... وانحنت بكل سكينه ... كما هي دائما ...
رغم كل شئ هادئه ملامحها بريئه وساحره لاتوحى لمن يراها بمقدار الحزن او الألم اللذى عانته فى حياتها ...
تتباهى كثيرا بقدرتها على المراوغه فلم يستطع أحد الدخول إلى عالمها ....
وكما هو الحال دائما عندما تصنع الأقدار المتناقضات فى الأسم والمسمى لكل شئ ...
كان اسمها نبراس .. ولكن دنيتها لم تعرف سوى الظلام ...
ربما كانت سراجا لمن احتاج اليها فى لحظه ولكنه عندما يجد نورا اسطع من نورها ...
يتركها تخبو وتنطفئ غير عابئ بها ....
كانت تعلم أن الحياة قد تكون ظالمه احيانا .. لكنها لا تلبث ان تنصفنا في النهايه ..
كانت تؤمن بأن 1+1 = 2 إلا فى حالات نادره عندما كانت ملزمه بإمطار الأمل في صحراء يائس تصادفه في دروب الحياة ... فكان إما هي أو هو ... ولأنها تعلمت أن تضحي دائما ولأنها تتعامل مع الأحداث كيفما تكون لا كما تريد هى لها ان تكون ... تعلمت أن تتنازل .... وأن مجموع 1+1= 11 إستثناء في مثل هذا الوضع
لكن هو .. كان مختلفا ... كان قويا .. جريئا .. طموحا ....
والأهم من كل هذا كان معجبا بها ... لم يكن يعلم عن حياتها الخاصه شيئا ذلك أنها تحيطها بأسوار من السريه
لأنها لا تريد أن ينظر إليها بإشفاق ... ظروفنا هي اللتى تصنعنا ولسنا نحن من يصنعها (( هذه هى الحقيقه )) لكنها تتناسى هذه الحقيقه عندما تواجه عاجزا عن تخطى مشكله ف حياته ... فتنصحه بأن الإنسان هو من يختار الفشل وليس العكس !!!
عجبى .. كيف لإنسانه أن تحيا بكل هذه القيم المتناقضه ؟؟؟؟
لا تتعجب انظر إلى نفسك .. وانظر إلى يمينك وشمالك ... ولن ترى الفارق شاسعا بين من يعيش مع مبادئ (( قد يتفق معها حينا وقد يختلف معها أحيانا )) ..
بادلته الإعجاب ... كانا متشابهين تقريبا ... القوه .. والجرأه .. والطموح ...
أو هذا ما اعتقدته على الأقل ...
ولأن التصنع لا يدوم طويلا .. خاصة عندما تعاشر الإنسان ليلا ونهارا ... فيصبح معها محاولة الظهور بأفضل ما يكون من المستحيلات ...
ربما يكون هذا السبب ... أو لربما أنه حين علم أنها الآن أصبحت زوجة له لم يعد مهما فى نظره أن يحظى بإعجابها أو أن يخسره فهو يحظى بإعجاب الكثيرات .. وهذا ما اعتاد أن يردده على أسماعها حتى كسر كبريائها .. ما أقسى أن يستغل شخص وثقت به وسلمته روحك قبل جسدك نقطة ضعف اسررت له بها في لحظة صدق ..
وطوقها حول عنقك في لحظة غدر ...
قالت له : ( لا أتخيل الحياة من دونك... صدقنى حياتى معك .. وبدونك أنا مجرد جسد هائم ف دروب الحياة روحه دفنت بيديك يوم فراقنا (( لو حدث لا قدر الله )) ...
كان حبها له كالنهر الجارف ... وكان حبه لها كالجدول الشحيح
كان كل شئ في حياتها والحرف الأول والأخير في ابجدياتها ...
إلا انها كانت مجرد اسم أو مجموعة حروف في أبجدياته اللى لم يكن يعرفها يوما ....
صفعته لها الليله جعلتها تسترجع كل ما مضى .... اليوم فقط ايقنت انهما لا يتشابهان مطلقا ...
قوتها كانت نابعه من الألم... لم تكن تستطيع إلا ان تكون قويه .. لم ترد أن تنهار أبدا ...
أما هو فقوته كانت غرورا وكبريائا ... هوسا ومرضا ...
طموحها لم يعرف حدودا ... كانت تريد أن تعرف كل شئ عن أى شئ .... لأنها كانت تريد أن ترقى بنفسها وفكرها ...
أما هو فكان طموحا..... لكن طموحه لم يكن دافعه حب العلم .. او المعرفه والاطلاع ... كان طموحا لمجرد لقب يردد سابقا اسمه .... وجاهه اجتماعيه ... (( كان طموحه موجه فى بحر غروره الهائج ))
هو يعرف فى قرارة نفسه أنها أفضل منه .... وهى أيضا إكتشفت هذه الحقيقه فى وقت سابق ...
كان يصمت مبهورا حينما تتحدث عن رأيها في موضوع ما ... لكنه لا يلبث أن يخفى إعجابه باعتراض على آرائها... ليس لإلمامه بحقيقه تثبت النقيض.... انما الإعتراض لمجرد الإعتراض ...
وإن وجد وقتا لا يتذرع عن السخريه والحط من قدر ما تحدثت عنه ...
كانت تعلم أن ردة فعله هذه سببها رغبته فى تهميشها .. وخوفه من أن تتفوق عليه ...
لكنها لم تكن ابدا تنظر للأمور من هذا المنظار ... حدثت نفسها فى احد الأوقات ...
(( ليس من الصواب أن ابدو ذكيه دائما ... اليوم سأتظاهر بالغباء ربما غير هذا ف الأمر شيئا ))
ولأنها كانت تنظر للجانب المشرق في كل أمر (( حتى تلك الأمور اللتى كانت مظلمه فى كل نواحيها كانت لا تلبث أن تجد ضوءا خافتا تعمل على زيادة توهجه ))
إلا ان حيلتها هذه المره لم تنجح .... فى كلا الأحوال بقى يسخر منها ... وهى اللتى سخرت من نفسها عندما تصنعت الغباء لكى ترضى غروره .. ولكى تحافظ على بقايا نور فى قلبها لكنه أبى الا ان يطفئه عنوه وقسرا ..
ما أصعب أن تتحطم لديك كل القيم ... أن لا تعود تفرق بين ما هو صائب وبين ما هو خاطئ ..
ما أصعب أن تضحى كثيرا وأن لا تجد من يقدر ما تفعل... بالعكس تجد كل التشكيك فى نواياك وفى افعالك ...
فى لحظة تعب ولحظه صدق ولحظة ألم..... تجرأت
وقالت له .. أنت مغرور .. مسكين ... وكان قلبها مجروحا لكنه لم يدرك ذلك ...
جاوبها بصفعه قويه لأنه لم يتعلم أبدا كيف يجاريها ... لم تنتظر منه أن يرد عليها لأنها كانت تعلم أنه أصغر من أن يواجه الحقيقه ... أجبن من أن يسمح لها بأن تداوى جراحه المتعفنه ....
نظرت في عينيه ... لتدرك مقدار ضعفه .. وحزنه ... إلا انه لم يمهلها طويلا .. فلقد هم مسرعا بالخروج .. كما هو دائما عندما يعجز عن مواجهتها ....
وقفت أمام مرآتها باكيه ... كيف يحدث هذا ؟؟ لماذا تقفين فى وجهه ؟؟
ماذا أردتى ؟؟ صفعه مثل هذه ؟؟
سقطت المرآة على الأرض ودوى صوتها عاليا .... علمت أن الماده اللاصقه اللتى وضعتها ف الخلف لم تكن لتتحمل كل هذا الحمل .... لم يكن ليصلحها ولم تكن هى لتطلب منه ... فلقد تعودت أن تنجز ما تريد بالطريقه اللتى تعرفها .. المهم أن تنجز ما تستطيع انجازه ...
انحنت لتلتقط شظايا الزجاج ... تأملتها طويلا ....
سبحان الله كيف لهذا الزجاج أن يخفى كل ما ورائه ليظهرنى أنا فقط ؟؟
تعلم جيدا أن نترات الفضه هى اللتى تعمل ذلك ...
ابتسمت ... لأنها واجهته اخيرا
قدمها تنزف ... سال الدم منها .... تنفست الصعداء ...
مازلت أحيا ...

أم محـمـد @am_mhmd_4
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️