مات أبو لبنان.. مات أبو الفقراء..
كلمات ممزوجة بالصراخ والدموع اختصرت اللحظات العصيبة الأولى التي عاشتها صيدا، مدينة الشهيد رفيق الحريري منذ تأكد خبر مقتله. كانت صيدا قبل ذلك بلحظات مدينة تضج بالحياة والأمل الذي زرعه رفيق الحريري في نفوس أبنائها وأبناء الوطن.
وفجأة تبدل كل شيء، واكفهرت سماء صيدا ووجوه أبنائها غاضبين ساخطين على كل شيء بعدما شعروا أنهم فقدوا برحيل الرفيق الكبير كل شيء. كيف لا وصيدا هي المدينة التي انطلق منها حتى ملأ الدنيا وشغل الناس، ويعود اليها بعدما ضاقت به الدنيا لأنها أصغر بكثير من حلمه الكبير الذي حاول تجسيده في وطنه الصغير لبنان.
منذ اللحظة الأولى لتناقل أخبار الانفجار الآثم عبر محطات التلفزة، وأيادي الصيداويين على قلوبهم وكأنهم استشعروا خبراً قرروا مسبقاً أن لا يصدقوه، فإذا بهم يقعون فريسة الانتظار والترقب ويحاولون أن يتمسكوا بخيط من الأمل سرعان ما تلاشى. وبين خبر يؤكد استشهاد رفيق الحريري وآخر يتريث، كانت دموع أبناء صيدا تحاول ترجمة انفعال من اثنين: دموع فرح بنجاة الرفيق أم دموع بكاء بمقتله. قبل أن تجتاحهم الأخيرة ويجتاحون معها شوارع عاصمة الجنوب معبرين عن غضب وسخط كبيرين استهلكت فيه جميع الكلمات وسقطت فيه كل الخطوط الحمر. كيف لا وقد "قتلوا أبو الخير". و"راح بيّك يا لبنان".
صيدا لم تعد صيدا بعد موت الرفيق. فقد لف الحزن عاصمة الجنوب بأكملها ودخل الى كل بيت فيها لأنها مصيبة وطن وليس فقط مصاب مدينة. مئات الصيداويين نساء ورجالاً وشيوخاً وشباباً وأطفالاً خرجوا الى الشوارع وهم يطلقون صيحات الغضب التي امتزجت بنحيب وصراخ النسوة.
ما هي الا دقائق معدودة حتى اشتعلت صيدا غضباً وحزناً، وأشعلت عشرات الاطارات المطاطية التي أقفل بها الصيداويون الغاضبون مداخل المدينة وطرقها الرئيسية بما في ذلك الأوتوستراد الساحلي المؤدي من والى الجنوب، ومنعوا السيارات من العبور. كما عمدوا الى قطع الشوارع الداخلية بالعوائق والاطارات وهم يرفعون صور الرئيس رفيق الحريري ويهتفون بأعلى أصواتهم بشعارات عبرت عن مدى غضب الشارع الصيداوي وتأثره برحيل رفيق الحريري. واستهدف بعض هذه الهتافات رئيسي الجمهورية والحكومة وسوريا. لكن العشرات اختصروا فاجعة الوطن بكلمات معبرة مثل "مات أبو لبنان، مات ابو الفقراء، راح البَيّ راح البَيّ". و"أبو الخير لماذا قتلوه.. لأنهم لا يريدون الخير لهذا الوطن، يريدونها حرباً أهلية.. فلتكن"، "راح بيّك يا لبنان".. "لأنو علّم الناس زعلوا.. لأنو وزع زيت زعلوا.. وقتلوه". "راح الكبير. قتلوا الكبير"، "الله أكبر عليهم، حسبنا الله ونعم الوكيل". "ما بدهن الاعمار، ما بدهن العلم. بدن لبنان من دون ثقافة". "يا الله يا الله مات المعلم يا الله"، "اليوم كربلاء اتنين. مات الحريري والحسين".
وانطلقت في شوارع المدينة تظاهرات عفوية غاضبة، وسط اقفال وحداد عام شل مختلف مرافقها، فيما ارتفعت الآيات القرآنية من على مآذن المساجد، ورفعت صور كبيرة للرئيس الحريري وعليها الرايات السود حداداً. كما رفعت رايات الحداد السود على دارتي آل الحريري في صيدا ومجدليون.
ومساء تداعت فاعليات مدينة صيدا ومنطقتها، الإسلامية والمسيحية، إلى اجتماع موسع في منزل مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين في مجدليون، جرى خلاله التداول في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. وقرر المجتمعون إعلان الحداد والإقفال العام في المدينة لثلاثة أيام، والدعوة إلى المشاركة الفاعلة في تشييع الرئيس الشهيد يوم غد الأربعاء في بيروت، وإقامة صلاة الغائب في مساجد صيدا عن روحه، وقرع أجراس الكنائس ورفع الآيات القرآنية من المساجد طوال فترة الحداد. وطالب المجتمعون الجهات الرسمية والقضائية المختصة بالعمل سريعاً على كشف الجناة ومعاقبتهم.
وتشكلت من المجتمعين لجنة متابعة للعمل على تهدئة المواطنين والوضع في مدينة صيدا بما يليق بالرئيس الشهيد.
مؤمنة_75 @momn_75
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
رحيل 11
•
انا لله وانا اليه راجعون ...
فعلا تعجبت من حب اللبنانيين له بس مما سمعت عنه كان رجل شهم بكل معنى الكلمه ...
فعلا تعجبت من حب اللبنانيين له بس مما سمعت عنه كان رجل شهم بكل معنى الكلمه ...
ام عزان
•
لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم
الله يصبركم على ما أصابكم ويخفف عليكم مصيبتكم
الله يرحمه ويغفر له ويتقبله قبولاً حسناً
اختي مؤمنه اشتقنا اليك ولمواضيعك وغيبتك طولت كثيراً
الله يصبركم على ما أصابكم ويخفف عليكم مصيبتكم
الله يرحمه ويغفر له ويتقبله قبولاً حسناً
اختي مؤمنه اشتقنا اليك ولمواضيعك وغيبتك طولت كثيراً
لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم
الله يصبركم على ما أصابكم ويخفف عليكم مصيبتكم
الله يرحمه ويغفر له ويتقبله قبولاً حسناً
الله يصبركم على ما أصابكم ويخفف عليكم مصيبتكم
الله يرحمه ويغفر له ويتقبله قبولاً حسناً
الصفحة الأخيرة
لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.