
سيظل كل مسلم ومسلمة في هذا العالم متمسكًا بحبه لنبي الرحمة والنور؛ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، باعتبار ذلك واجبًا إيمانيًّا نابعًا من القلب تجاه جنابه الشريف، مهما حاول المستهزئون والجهال النَّيْلَ من مقامه الكريم وحجب نوره الوضاء الذي سيبقى منيرًا إلى يوم الدين.
أعلى الله شأن نبيه صلى الله عليه وسلم دينا ودنيا وكرمه أعلى التكريم وأرفعه صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} وقال عز وجل: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه ... إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد
وأمر باتباعه وطاعته والإيمان به صلى الله عليه وسلم:
فقال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}
وأمر المؤمنين بعظيم الأدب معه صلى الله عليه وسلم وحذر تحذيراً شديداً من إيذائه ولو بأقل القليل:
فقال جل وعلا: {وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}
لكن السنة الكونية أن هناك أعداء له صلى الله عليه وسلم وأعداء الإسلام لا يملون من محاربة الإسلام، و يحاولون بكل ما أتوا من قوة ومال وعتاد القضاء على هذا الدين؛ وسَخَّرُوا لذلك الأموال الباهظة ووسائل عديدة متطورة داخل وخارج بلاد الإسلام، وكلما أخفقت وسيلة ابتكروا أخرى، ويرفعون لهذه المعركة أعلاماً شتَّى في خبث ومكر، ومؤامرات وخطط لا تتوقف، فتجدهم يُشكِّكون الناس في ثوابت الدين، أو يهاجمون أصول الدين، ويطعنون في النبي صلى الله عليه وسلم وفي سنته النبوية وغير ذلك
وسب الرسول صلى الله عليه وسلم من أعظم الضرر فى الدين "فانه يغيظ المؤمنين ويؤلمهم أكثر مما لو سفك دماء بعضهم وأخذ أموالهم فإن هذا يثير الغضب لله والحمية له ولرسوله وهذا القدر لايهيج في قلب المؤمن غيظاً أعظم منه بل المؤمن المسدد لا يغضب هذا الغضب إلا لله .........." كما قال ابن تيمية في الصارم المسلول
وهذه الابتلاءات والشدائد التي تصيب المسلمين هي سنة الله تعالى منذ أن خلق الأرض ومن عليها؛ حتى يميز الخبيث من الطيب والمؤمن الصابر من المنافق فقد قال تعالى: {ما كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}
ومما يعيننا على الصبر على هذه الابتلاءات والشدائد التمسك بحبل الله والاعتصام بدينه فما ضر ذلك الشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وما نقص من قدره، بل هذا مما يزيدنا يقيناً في رسول الله صلى الله عليه وسلم حقاً وصدقاً ويزيدنا محبة له وانقياداً لأوامره.
ومن واجبنا تعريف الناس بسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبهديه، وترجمة هذه السيرة إلى جميع اللغات، ونشْر هذا الهدي بالقول والفعل، وعلينا العمل بسُنته؛ لأن المتطاولين عندما رأوا بُعد الناس عن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- تجرَّؤوا عليه، وظنُّوا أن أُمته قد نسِيته وتركت هديه، فأبلغُ ردٍّ عليهم هو متابعة الرسول في كل صغيرة وكبيرة.
ومع شدة تغيظنا لانتقاصهم من النبي صلى الله عليه وسلم ومن تشويههم لصورة الإسلام والمسلمين إلا أننا نقول: والله إننا لمنصورون!! إن الله منتقم لرسوله ممن أساء له وسبه ومظهر لدين الإسلام وفاضح كذب السفهاء
وقد ذكر ابن تيمية في الصارم المسلول: "وإن الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه وسبه ومظهر لدينه ولكذب الكاذب إذا لم يمكن الناس ان يقيموا عليه الحد ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا كنا نحن نحصر الحصن او المدينة الشهر او اكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله والوقيعة في عرضه تعجلنا فتحه وتيسّر ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك ثم يفتح المكان عنوة ويكون فيهم ملحمة عظيمة قالوا حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه... "
فاستبشروا أيها المسلمون واصبروا!!
وانتظروا انا لمنتظرون
وفي انتظاركم لا تنسوا مقاطعة منتجات اعداء النبي فهذا مانستطيع فعله بالاضافة الى الدعاء والتمسك بسنة نبينا في ذكري مولده الشريف .
كلمات اعجبتني فشاركتكن اياها لنزداد يقينا
ولنثق بوعد الله الحق وبكفايته لنبيه .
اللهم صل وبارك على خير الأنام سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .