نحتاج للعزلة في زمن الفحش والمجاهره!

*** *مقال جداً جميييل👍* ***
مانراه كل يوم من أحداث تجتاح العالم وتغيرات سريعة ومتواترة في مبادئ البشر وقيمهم واعتقاداتهم
خصوصاً في تلك المجتمعات الإسلاميه التي جعل لها الله منهاج حياة واضح وخطه طريق ثابتة ، ومع كل هذا تجد الكثير منهم قد حاد عن طريق سيره الصحيح ومال ميلاً عظيما ، انما هو لأمر يستدعي الريبه ويجلب للنفس الذعر خشية ان هذا التغير السلبي يصبح امر معتاداً عليه في مجتمعاتنا حتى ينجرد المسلم عن دينه شيئا فشيئا !
الكثير منا مستاء لما يراه ولما يسمعه ويتعايشه مع اناس قد تجاوزو حدود أدبهم مع الله بإرتكاب الذنوب العظيمه بل وقد جاهرو الله بها !
ضاربين عرض الحائط قيم مجتمعهم الإسلامي ومبادئه،حتى اصبحوا كما البهائم تفعل ماتشاء بلا استحياء وامام العامه !
هذا الأمر قد يجلب للكثير منا الضيق والآلم والحسره غيرتاً عن ديننا وغيرتاً عن مبادئنا كمجتمع مسلم محافظ ، وخوفا وريبه في أن تخوض أنفسنا في مستنقع هذه الفتن العظيمة التي بدأت تتساقطت علينا كما يتساقط المطر ..
وحتى نقي أنفسنا منها فنحن بحاجه ماسه لعبادة منسية ، عبادة قد امتدحها الله في كتابه ولكن للاسف القليل منا يعلمها والقليل منا ايضا من عمل بها
*( عبادة التأمل )*
العبادة الصامتة الغير مكلفة ولامجهده ، لا وضوء لها ولا وقت محدود ، أفق شاسع ياخذك لعالم روحاني جميل ، عالم يملئه التعظيم لرب عظيم، عالم يمددك بطاقه ربانيه تجعل منك شخصاً مشعاً ممتلئ بالنور ..
نعم نحن جميعنا بحاجة لعزلة مع النفس والتفكر بملكوت الله والتفكر بحال هذه الحياه المنتهي بالفناء..
فقضاء ساعة واكثر وانت تمارس تلك العبادة كفيل في أن يجعلك تجدد طاقتك وتخرج من قوقعة حزنك على احوال هذه الحياة !
*دعوني أحكي لكم حكاية* **
في عصر ماقبل الإسلام انتشر الفساد وعمت الأرض بالعصيان وشركيات وبدع خالفت الاديان، كان هناك رجل قد خالف عقله عقل من كان في ذلك الزمان ،
يستنكر مايراه من افعال ومعتقدات ، فأخذ يعتزل بنفسه بمكان علوه شاهق لا أحد هناك سواه ، يتأمل ويتفكر في بديع الصنع ويعلم في قرارة نفسه ان لهذه العظمة رب واحد لا احد سواه..
هل عرفتم من ذلك الرجل؟!
*انه مُحمدٌ النبـي الصفِي عليـه أفضل الصلاةِ والسلام*
فقد رأى اموراً يخوضون بها قومه لم يتقبلها عقله ، وافعال وتصرفات لاتتوافق مع مايؤمن به ، فخرج بنفسه بعيداً عن اعين البشر ليختلي بنفسه ويبدا بالتخاطب مع عقله للبحث عن الحقيقة حتى وصل إليها..
لذا نحن بحاجه للإنطواء بأنفسنا وبحاجه لمخاطبة عقولنا ، وندع خلفنا كل مايعكر صفو حياتنا ، من منازعات عقائديه ، وخلافات طائفية لانهايه لها، وانحلالات فكريه واخلاقية ..
لندع عقولنا تسبح في هذا الكون الواسع وتنهال منه العبر والدروس ، حتى تصل لتلك الحقيقة الراسخه ؛ ان الدنيا فناء ، وان حقيقة وجودنا في هذه الحياة لهو اختبار وتمحيص من الله، حتى يعلم الثابت منا عمن يحيد ..
*قال تعالى* : { ما كان اللّه ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}
** **نصِيحـه*أخيـرَه* **
لاتجعل من عقلك صيداً سهلا ليغزوك من يغزوك ويعبث بمبادئك ويغيرها كيف يشاء ويجعلك تنغمس بالذنوب والمعاصي وانت مستلسم ومنصاع بحجة انه امر يفعله الجميع ولا من احد يعيب!
// *كن* *انـت* *العـبد* *النقـي* *المخلِص* *لله في زمـن تسابق فيه المجاهرين العُصـاه* //