ماء البحر @maaa_albhr
محررة
نحن أمة تزين أعيادها بالتكبير
عباد الله: هذا يوم العيد، هذا يوم الحج الأكبر يوم التكبير نحن المسلمون نزين أعيادنا بالتكبير ونصنع أمجادنا، بالتكبير ونبدأ آذاننا وصلاتنا بالتكبير، نعم،، بالتكبير نبدأ المعارك، و بالتكبير نبدأ الحياة! يولد المولود ويؤذن في أذنه: الله أكبر، وإذا مات صلينا عليه مبتدأين بـ الله أكبر، وإذا ذبحنا أو نحرنا قلنا: بسم الله والله أكبر.
فنحن المهللون المكبرون المفردون، شعارنا في الحياة وفي الممات الله أكبر. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله،، والله أكبر الله أكبر الله، ولله الحمد الله أكبر نرعب بها الأعداء في الحروب إبتدأنا بها في بدر وعين جالوت والقادسية وحطين والقسطنطينية، وغيرها من معارك المسلمين. لأن الله أكبر ليست كلمة تقال، وليست مجرد شعار يرفع، إنها كلمة تعني أن الدنيا كلها صغيرة في جنب الله - عز وجل -. لان الله،،، أكبر من كل شئ،، نعم من كل شئ، تهواه نفوسنا، ومع الله أكبر يتهاوى كل شئ،، لان الله أعظم من كل شئ، وإذا كان الله أكبر في نفوسنا مما نهواه، سارعنا بتقديم مراضيه على مراضينا، إذا عرض علينا المال، أو عرض علينا الجاه، أو عرضت علينا الدنيا مجتمعة، لنتنازل عن شئ من ديننا قلنا، الله أكبر، قلناها بقلوبنا ونطقت بها ألسنتنا، حتى تكون مراضينا وأهوانا لله - تعالى -(ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه) وهذا كمال الإيمان والاتباع وكمال الحب لله ولرسوله ولدينه، نقول ونردد رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولا ونبيا، والرضى يعنى الانقياد والاتباع حتى يكون هوانا ما جاء به رسولنا وما سطره كتاب ربنا. (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) عباد الله: لقد شاء الله لنا أن تكون أعيادنا عقب فرائض وعبادات كبرى، فعيد الفطر بعد عبادة الصيام، بعد أن تجوع البطون، وتظمأ الحلوق، ويدع الإنسان طعامه وشرابه وشهوته ورغبته من أجل الله، يأتي عيد الفطر ليفرح الصائم بتمام صومه ومغفرة ربه، ويأتي عيد الأضحى عيد الحج الأكبر، بعد أن يقف الحجاج في عرفات، متجردين لله - تعالى -، لابسين ثيابا بيضاء، أشبه ما تكون بأكفان الموتى، من ينظر إليهم كأنما ينظر للحشر يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين، حفاة عراة ينتظرون الحساب والجزاء، ينتظرون الإذن بالانصراف من هول المطلع وحر الشمس وطول القيام وجوع البطون وظمأ الحلوق، ينتظرون الإذن بدخول الجنة أو النار والعياذ بالله، (فريق في الجنة وفريق في السعير) ومن عمل للجنة دخلها ومن عمل للنار دخلها، وكل إمرئ حجيج نفسه، في يوم الحج الأكبر يتساوى الناس، صغيرهم وكبيرهم، أميرهم وخفيرهم، غنيهم وفقيرهم، تساووا أمام الله، و لبوا نداء الله، نداؤهم واحد، دينهم واحد، وربهم واحد، ونبيهم واحد، وكتابهم واحد، وحداؤهم واحد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. وغير الحاج يحدوا في ليالي التشريق بالتكبير والتحميد والتهليل بعد أن صام يوم عرفه هذا اليوم الذي من صامه يكفر الله له به سنتين ماضية ومستقبلة، تغفر الذنوب وتكفر السيئات بنزول الرحمات من رب الأرض والسموات. الله أكبر الله أكبر الله لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أعيادنا أعياد ربانية، أعياد موصولة الحبال بالله تبارك وتعالى. وهي كذلك بأعياد إنسانية، لأن المعاني الإنسانية تتجلى فيها أعظم التجلي. لا يريد الإسلام للمسلم أن يفرح بالعيد وحده، فليس منا من أكل وحده، وليس منا من عاش لنفسه. في عيد الفطر شرع الإسلام زكاة الفطر، "طعمة للمساكين وشرع إفطار الصائم وحث عليهما ليفرح الجميع وينعم الجميع. وفي عيد الأضحى، شرع الإسلام الأضحية ليوسع الإنسان على أهله، وعلى أحبائه وجيرانه، ويوسع على فقراء المسلمين. هكذا ينبغي أن توزع الأضحية أثلاثا: ثلث لنفسه وأهله، وثلث يهدي منه جيرانه وأصدقاءه، وثلث للفقراء. وإذا كان أكثر من الثلث للفقراء فهو أحسن وأطيب وليس لفقراء المسلمين فقط، بل إن التسامح الإسلامي شمل المسلمين وغير المسلمين. قال - صلى الله عليه وسلم - (: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" أي يورث الجار من الجار، كما يرث القريب من القريب هذا هو الإسلام. ليس من الإسلام أن تأكل وحدك، أن تجمع على مائدتك من الأطعمة أطيبها، ومن الأشربة أعذبها، وأن تلبس من الثياب أحسنها، وبجوارك أخ لك أو قريب، أو جار، لا يجد ما يمسك الرمق، أو يطفئ الحرق، يئن من الجوع أنين الملسوع قال - صلى الله عليه وسلم - (ليس منا من لم يهتم بأمر المسلمين) نعم: ليس هذا من الإسلام، برئ من ذلك محمد - صلى الله عليه وسلم - ويقول - عليه الصلاة والسلام -: "ما آمن بي من بات شبعانا، وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم". أي ليس بمؤمن من عاش لنفسه ولم يعش لإخوانه، ولم يعش لمجتمعه، هذه هي حقوق الإنسان التي يدعيها الغرب زورا وبهتانا وهي منهم براء، هذا هو الدين معشوق الجماهير أصحاب الفطر السليمة والنوايا الطاهرة، هذا هو الدين مصدر القوة، لم تستند أمة إليه يوما فاخفقت أو هزمت لا يحرك الأمة شيء كالإسلام. لا يحركها وطنية، أو قومية، أو عروبة، إنما يحركها: الله أكبر، إنما يحركها: لا إله إلا الله محمدا رسول الله، الأمة المسلمة قد يتراكم عليها غبار المعصية، قد يعتريها الصدأ من كثرة التوجيهات المضللة الفاسدة المفسدة من هنا وهناك. ولكن إذا أزالت هذا الغبار، وأذهبت هذا الصدأ، تبين لك المعدن الحقيقي، تبين لك الجوهر الأصيل.
معدن هذه الأمة هو الإسلام، الخامة الأصلية لهذه الأمة، هي الإسلام، أرضية هذه الأمة هي الإسلام، فليعلم ذلك المنافقون وأذنابهم، الذي يريدون أن يفصلوا بين العقيدة والشريعة، أو بين الدين والدولة، الذين يريدونها دولة لا دين لها، أو دينا لا دولة له، أخطأتم أيها الجاهلون، هذه الأمة تريد الإسلام لسان حالها يقول (فقولوا إشهدوا بأنا مسلمون) يجاهرون بهذا في كل صقع ومكان،.المسلم يحس في أعماقه أنه مؤمن بالله، مؤمن بالإسلام، مؤمن بالقرآن، رضي بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولا، وبالقرآن منهاجا وإماما..ولهذا يجب أن تتعالى الأصوات في كل مكان، تنادي بشريعة الإسلام، تنادي بحكم القرآن، يجب أن يكون ذلك في كل مكان يقول الحق - سبحانه- (أفغير دين الله يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يؤمنون) ويقول - سبحانه -(ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).
الإسلام أيها المسلمون. نظام يصحب الفرد من ساعة الميلاد إلى ساعة الوفاة، بل بل يصحبه قبل الميلاد وبعد الوفاة. الإسلام يصحب الإنسان في رحلة الحياة كلها، كما يصحبه في مجالات الحياة كلها: في المسجد، والبيت، والمزرعة، والمصنع، والمدرسة، والمحكمة، والطريق إنه يهيئ للإنسان حياة إسلامية، متكاملة، توجهها العقيدة، وتضبطها القيم، وتحكمها الشريعة في كل شيء. من قضاء الحاجة إلى نظام الخلافة يقول - سبحانه - (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) من أدب المائدة إلى بناء الدولة، يعلمك كيف تأكل وكيف تشرب "سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك" يعلمك كيف تحكم (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك) … وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين) فإذا أردنا أن نحكم الإسلام، فلابد أن يتغير المجتمع كله إلى الإسلام. تتغير الأفكار والمفاهيم، تتغير القيم والأخلاق، تتغير العادات والتقاليد، تتغير العواطف والمشاعر، تتغير الأنظمة والشرائع والقوانين، تتغير الثقافة والإعلام، تتغير التربية والتعليم. نريد تشريعا إسلاميا.. تربية إسلامية.. إعلاما إسلاميا.. ثقافة إسلامية.. توجيها إسلاميا في كل مكان، هذا ما نريده إذا أردنا أن نحكم الإسلام، ونقيم المجتمع المسلم حقا.
إن الإسلام يحتاج إلى رجال ينصرونه، ويعزونه، وينشرونه، ويكونون مثلا له في الأرض، مثلا عمليا يراهم الناس فيرون فيهم الإسلام. إذا سار أحدهم قالوا: انظروا، هذا هو الإسلام المجسم، هذا قرآن يسعى على قدميه، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم -قرآنا يمشى على الأرض وكما كان الصحابة رضوان الله عليهم. إن الله - تعالى -يقول لرسوله(: هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين …) لابد من المؤمنين. لا نريد أن ننصرف لنلهو ونلعب، لأننا لم نخلق لهذا ولكن نريد أن ننصرف لنتعاهد على نصرة الإسلام، لنربي أنفسنا على الإسلام، لنربي أبناءنا وبناتنا على الإسلام، لنربي أهلينا وزوجاتنا على الإسلام. الإسلام أساس عزنا في الدنيا، وأساس سعادتنا في الآخرة. إذا أردنا العزة في الدنيا، فلا عزة والله إلا بالإسلام. الإسلام دين الأمة، وهو الذي يوحد الجميع. يوحد قبلتهم، ويوحد مشاعرهم، ويوحد أهدافهم، ويوحد منهاجهم. إن الله - تعالى -يقول: وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله.. ). قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا -أي على الرمل، يرسم لهم بوسائل الإيضاح المتاحة- ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، وقال: هذه سبل، كل على سبيل منها شيطان يدعو إليه وقرأ: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله). رجل غربي دخل في الإسلام، اعتنق الإسلام عن طريق الكتب، قرأ عن الإسلام فأعجب به، وآمن بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، ثم ذهب إلى موسم الحج، فرأى سوء حال المسلمين، وسوء نظامهم، ورأى الفوضى، وعدم الأدب في المعاملة، بخلاف ما قرأ في كتب الإسلام، فماذا قال؟ قال كلمة عظيمة والله: قال: الحمد لله الذي عرفني الإسلام قبل أن أعرف المسلمين!! فلماذا نكون صورة سيئة للإسلام. لماذا يا مسلمون؟ لماذا لا نعود إلى ديننا؟ لماذا لا نكون مسلمين حقا؟ نعمل بالإسلام، ونعمل للإسلام. لماذا لا نوقف حياتنا وجهودنا على نصرة هذا الدين؟ كونوا أنتم رجال الإسلام، كونوا أنصار الله (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله.. فلنحرص جميعا على الإسلام، ولنعش بالإسلام، ولنمت على الإسلام، وليكن شعارنا (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).
أسأل الله- تبارك وتعالى -أن يجعل يومنا خيرا من أمسنا، ويجعل غدنا خيرا من يومنا، ويحسن عاقبتنا في الأمور كلها، ويجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. اللهم اجعل هذا العيد عيد خير وبركة على المسلمين، ونذير وبال وحسرة على الظلم والظالمين. اللهم أعد أمثاله على أمتنا الكبرى من المحيط إلى المحيط، بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى. (.. ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم
عبد الله قهبي
1
381
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ومشكووووره اختي وكل سنه وانتِ طيبه وعيدكـ مباااركـ ؛
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم00
::؛.:
::.