نحن نشتري رجلا !!!

الأسرة والمجتمع


نحن نشتري رجلا
الأخت / الأستاذة إيمان القدوسى



جملة رائعة كان يقولها الأب المحترم لعريس ابنته مؤكدا أن الزواج في نظره ليس بيعه وشروه ولكنه ميثاق غليظ و
( فلينظر أحدكم أين يضع كريمته )
ولذلك فليست الاتفاقيات المادية من مهر وشبكة ومقدم ومؤخر هي الأساس ولكن الأساس أنه يضم ابنا لأسرته ورجلا كريما لأسرة أصيلة .

دار الزمان دورته وجاءت الحداثة لتفعل أفاعيلها
وتصبح الكلمة العليا للجانب الاقتصادي المادي حتي طلعت علينا
نائبة عربية تطالب بسن قانون يبيح
( شراء أزواج حلوين ) من دول أخري لنساء ... الراغبات في ذلك ،
وحجة النائبة ( .................. ) تلخص مفاهيم
الحداثة والحضارة المادية ، تقول :
النساء ............ ثريات ويتميزن بالشخصية القوية لذلك لا تعمر مع الزوج ............... الذي ترفض الخضوع له فيحدث الطلاق سريعا ، وتقترح حلا للمشكلة أن يبيح القانون شراء أزواج
واستيرادهم من دول أخري بشرط أن يكونوا مسلمين
ويتقدم الراغبون في ذلك ومن تريد الزواج تختار من صور الألبوم من تراه مناسبا ، وتكون مهمته حين تستقدمه أن يكون لها زوجا محبا مطيعا يسمعها الكلام المعسول ويحيطها دائما بحبه وحنانه .

ربما يعتبر البعض هذا الكلام نكتة أو شطحة لا معقول ،
ولكنه في جوهره يعبر عن التطور الطبيعي للمرأة الحديثة ،
من أسس قوامة الرجل الإنفاق وذلك بنص القرآن الكريم
{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ
وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ
بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ
وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ
فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً }
النساء34
وهذه القوامة والإنفاق لها هدفها النفسي العميق الذي يؤدي لنجاح الزواج ويتفق مع التركيبة الفطرية للرجل والمرأة ،
تحب المرأة أن ينفق عليها زوجها وتجد أن ذلك تعبيرا عمليا عن حبه ورغبته فيها كما أن هذا السبب يجعلها تراجع حساباتها عند الغضب فكيف تستجيب لعاطفتها الجامحة وتتركه وهي لا تستغني عنه ماديا
هي و أولادها وحين تهدأ سورة غضبها ويصالحها تحمد الله
أن عرقلتها العقبة الاقتصادية لأنها في الحقيقة لا تستغني
عن زوجها ولا ترغب أبدا في فراقه وهكذا يستمر البيت قائما ،
أما الرجل فهو يشعر بكمال رجولته وهو ينفق علي أسرته
ويكفيهم مئونة الحياة وتكون فرحة زوجته و أولاده
بما يحضره لهم من احتياجات أكبر مكافأة له
ولمعة السعادة في عيونهم وقبلة يطبعونها علي جبينه
هي وسام الشرف ودرع الرجولة الحقيقي .

فإذا استغنت المرأة اقتصاديا ولم تعد معتمدة علي زوجها
حدث شرخ عميق في قوامته ،
وصارت تنظر للعلاقة الزوجية وتقيمها بشكل مختلف
وإذا كان لا يرضي أنوثتها بالإنفاق فليرضها بالحب والكلام المعسول وأداء دور العاشق كما جاء في المسلسلات ،
أما إذا لم يفعل هذا ولا ذاك فلا داعي للاستمرار
وليكن الطلاق غير مأسوفا عليه ،
وهنا تبدو دعوة شراء أزواج علي أن يكونوا ( حلوين ) أمرا منطقيا ، وحلوين هنا لها أكثر من معني ،
فهي تعني ( الوسامة الشكلية و حلاوة الطبع وحلاوة اللسان بل
ومن الشروط أيضا خفة الظل )
وهي حرة كله بفلوسها .
أكثر من معلق علي كلام النائبة قال
( لاتنسي شراء سلسلة مع الزوج المستورد )
نعم هذا حقيقي فهو سيكون مجرد ( عبد ) أو دون ذلك
ولن يكون زوجا أبدا ، المسألة ليست كلاما معسولا أوشكلا جميلا
فأنت لا تشترين تحفة لتزيين حجرة الاستقبال ،
ومن يقبل علي نفسه هذا الوضع يكون قد طعن رجولته
في مقتل ولا خير يرجي منه بعد ذلك ،
كما أن الحب بالأمر والكلام المعسول بالفلوس هوشئ مهين جدا
للطرفين ولا يحقق السعادة أبدا

الرجل الحقيقي الذي يحرك أنوثة المرأة ويثير إعجابها وتحبه
من صميم قلبها هو الرجل الحر الأبي الذي لا يخضع لغير خالقه أبدا
ولو كان هذا الخضوع باسم الحب ،
هو الرجل الذي يملك نفسه ويسيطر علي مشاعره
حتي يظل مالكا لإرادته رافعا رأسه لا سلطان لأحد عليه غير ربه
ثم ضميره ، وهو الذي يكد ويكدح للإنفاق علي أهله
ولا يقبل أن تنفق عليه امرأة .

بعض هذه المعاني للأسف صرنا نلمسها لدي الكثير من الشابات
وهي الرغبة في السيطرة علي الرجل ورفض الخضوع له
و استسهال الطلاق لأقل سبب والتعلق الشديد بصورة المحب العاشق
في الدراما ومقارنة حال الزوج بها ،
إن الحياة في ظل رجل حقيقي حر أبي قوي بار بأهله
وغير قابل للسيطرة والتدجين مهما كانت مصاعبها
إلا أنها تمنح المرأة معاني الحب الحقيقي بكلمات قليلة
ولكنها عميقة وغير مبتذلة
وصادرة من قلب رجل لقلب امرأة
2
515

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام مشاري برناوي
مشكوره
كلام واقعي
دودوحبيبي
دودوحبيبي
مشكوره كلام واقعي
مشكوره كلام واقعي
فعلا كلام واقعي .....مش زي مبدء ظل راجل ولا ظل حيطة ..لا والله ظل الحيطة أفضل من انسان ما عنده شخصيه ولا مبادئ ولا حتى له حق يقول اريد ولا اريد كل ما حكى كلمة قالت له (بفلوسي )