
د.كمال.أ.حنش
نشر هذا الخبر على الموقع الإلكتروني (بي. بي. سي أون لاين) وتداولته وسائل الإعلام وارتكز على أبحاث عالمية أبرزت انخفاضاً تدريجياً للقدرة الإنجابية عند الرجال بعد تجاوزهم سن الخامسة والثلاثين. ومن تلك الدراسات تلك التي قام بها فريق طبي من جامعة واشنطن في سياتل في الولايات المتحدة الذين أظهروا أن التلف الذي يصيب الخلايا المنوية يزداد بمرور العمر مع عدم قدرتها على إصلاحه كما يحصل مع الخلايا الأخرى في الجسم فضلاً عن أن تقدم السن يفقد قدرة الرجال على التخلص من الخلايا المنوية المريضة التي تعجز عن الإخصاب. وقد اختبر هذا الفريق جودة المني عند 60رجلاً تتراوح أعمارهم بين 22و 60سنة وأظهروا نسبة أعلى من الحيوانات المنوية التي تحتوي على أشرطة غير مكتملة من الحمض النووي ابتداءً من 35سنة من العمر مع تدني نشاطها وقدرتها على إخصاب البويضات.
وتعقيباً على هذا الخبر قمنا بمراجعة أبرز الأبحاث حول هذا الموضوع لادلاء الرأي حوله في جريدة "الرياض" الغراء. ففي دراسة فرنسية قام بها الدكتور أوجي والدكتور جوواني في مستشفى كوشان في باريس تبين أن تقدم السن عند الرجال يترافق مع عدة تغيرات كتأخير حدوث الحمل وزيادة نسبة العقم المذكر وقلة حجم السائل المنوي وعدد الحيوانات المنوية وانخفاض نسبتها وسرعتها وشكلها الطبيعي فضلاً أنهم لاحظوا أيضاً تغييراً في تكون أوردة الخصية ونقص تدريجي في عدد خلايا ليدغ المسؤولة عن إفراز الهرمون المذكر وخلايا سرتولي التي تشارك في عملية الانطاف مع انخفاض معدل التستوستيرون في الدم واحتمال حصول شذوذ في الكروموزومات داخل الحيوانات المنوية. كما قد لاحظت بعض الاختبارات الأخرى ارتفاع نسبة التشوهات الخلقية عند الأجنة مع تقدم سن الرجال مع زيادة معدل الاجهاض التلقائي والأمراض الخطيرة عند المولودين. وأهمية تلك الدراسات أنها قد أبرزت تأثير تقدم السن عند الرجال على الإنجاب والتشوهات والأمراض عند الأجنة علاوة على ما يحدث عند النساء اللاتي تفقدن تدريجياً قدرة الحمل والإنجاب مع تقدم السن وغيابهما الكامل بعد سن اليأس. وفي اختبار أوروبي حول تأثير تقدم السن عند النساء والرجال على قدرتهم في الإنجاب اعتبر الفريق الطبي بقيادة الدكتور بارد أن انخفاض معدل المجانسة عند الرجال المسنين يفوق الخلل الكروموزومي من ناحية العقم. وأما الدكتور كونرت وزملاؤه من جامعة دومفستر في ألمانيا فقد أبرزوا في دراستهم الحديثة التي نشرت في مجلة "التوالد البشري" أن تقدم السن يترافق مع انخفاض في حجم السائل المنوي وسرعة الحيوانات المنوية وشكلها الطبيعي بدون أي تأكيد حول نقص عددها فضلاً أنه قد يؤثر على الطاقة الإنجابية خصوصاً إذا ما تقارن مع تجاوز النساء 40سنة من العمر وقد يسبب أمراضاً وراثية أبرزها انفصام الشخصية وتناذر ألبرت والودانة بسبب خلل في الكروموزومات. وأما الدكتور دنسون وزملاؤه في كاورلاينا الشمالية في الولايات المتحدة فقد قاموا باختبار على 287زوجاً في 7مراكز طبية أوروبية وأظهروا تأثير سن الزوجة على قدرة الإنجاب إذ إن نسبة العقم كانت حوالي 8% في عمر 19إلى 26سنة وحوالي 14% بين سن 27و 34سنة و18% بين عمر 35و 39سنة وأما عند الرجال فقد زاد معدل العقم من حوالي 18% إلى 28% بعد تجاوزهم 35سنة من العمر. وتأكيداً لما سبق فقد أظهرت دراسة ألمانية قام بها الدكتور شيل أن عدد خلايا ليدغ المسؤولة عن إفراز الهرمون المذكر من الخصيتين ينخفض عند الرجال المسنين مع تدني معدل هذا الهرمون المهم في عملية الانطاف ناهيك أن حوالي 50% من الرجال الذين تجاوزوا 80سنة من العمر يحافظون على القدرة في الإخصاب والإنجاب. وأما الدكتور كيد وزملاؤه في جامعة كاليفورنيا في بركلي فقد راجعوا منذ بضعة سنوات معظم المقالات والأطروحات التي نشرت حول هذا الموضوع واستخلصوا أن مع تقدم السن يحصل انخفاض في حجم السائل المنوي بنسبة 3% إلى 22% وفي سرعة الحيوانات المنوية بمعدل 3% إلى 37% وعدد الحيوانات ذات الشكل الطبيعي بنسبة 4% إلى 18% إذا ما قارنوا الرجال ما بين 30و 50سنة من العمر مع تدني معدل الحمل بين 23% إلى 38%، فإن معظم الاختبارات تؤكد تأثير تقدم السن عند النساء وبعض الرجال على الإنجاب مع الاعتبار أن الكثير من الرجال المسنين الذين تعدوا 60أو حتى 80سنة من العمر لا يزالون قادرين على الإخصاب مع إمكانية حصول الحمل والولادة
منقول جريدة الرياض