الشهيده وعد وهبه ( 10 أيام )
--------------------------------------------------------------------------------
منذ ولادتها قبل عشرة أيام و(وعد) لا تنام، تملأ بيتها وحارتها بالصراخ والبكاء، لكنّها استسلمت في المذبحة الإسرائيلية في الشيّاح أمس الأول، لنوم لا يزعج لا الصغيرات مثلها، ولا الجيران، فكلّهم صاروا شهداء قبل الآوان.
منذ إطلالتها البسيطة والقصيرة على الحياة، و<وعد> تغفو تحت عيون سلوى أمها، وعليّ والدها، وشقيقيها الطفلين حسن وحسين، تحرسهم بإزعاجهم، بإيقاظهم، من ذهول الموت القادم على صهوة صاروخ لا يرحم، ولأنّها تطمئنّ للأحلام بينهم رحلت معهم، فالموت بين الأرحام أجمل الأمنيات.
تعلّمت <وعد> أشياء كثيرة قبل عمرها، كما يقولون، تستحقّ معها البقاء في الحياة، ودخول موسوعة <غينيس> للأرقام العالمية:
فقد نزلت ستّ طبقات حيث منزل ذويها في المبنى المدمّر، دفعة واحدة، فسارت على درجات الهواء والدخان العابق في المكان، وهي التي تجهل أصول المشي والحبو.
وأجادت فنّ الطيران من دون أن تطأ ارجوحة العيد، أو تتعلّق مثل الأطفال، بالعاب مدينة الملاهي، فاحتضنت الجميع قدر استطاعتها، وذابت فيهم حتّى الرمق الأخير.
قبل عشرة أيام كانت ولادتها تحت جحيم النار في الجنوب، كانت صرخة احتجاج على أنّ الحياة تخرج دائماً من رحم الآلام، ونزحت قسراً إلى الضاحية الثكلى على أمل النجاة، حاملة جزءاً من إسم عملية أسر الجنديين الإسرائيليين، ولكن من اعتاد على اختراع القتل لا يفرّق بين الصغير والكبير، فكان الرحيل الباكر والموجع مع الأهل والجيران.
والأهم من هذا كلّه، أنّ <وعد> صدقت في شهادتها، وتلفّظت بها، من دون أن تتهجّى حروفها، وتتعلّمها، وتعرف معانيها.. حقّاً إنّه <الوعد الصادق>..
الشهيده وعد وهبه ( 10 أيام )...
--------------------------------------------------------------------------------
منذ ولادتها قبل عشرة أيام و(وعد) لا تنام، تملأ بيتها وحارتها بالصراخ والبكاء، لكنّها استسلمت في المذبحة الإسرائيلية في الشيّاح أمس الأول، لنوم لا يزعج لا الصغيرات مثلها، ولا الجيران، فكلّهم صاروا شهداء قبل الآوان.
منذ إطلالتها البسيطة والقصيرة على الحياة، و<وعد> تغفو تحت عيون سلوى أمها، وعليّ والدها، وشقيقيها الطفلين حسن وحسين، تحرسهم بإزعاجهم، بإيقاظهم، من ذهول الموت القادم على صهوة صاروخ لا يرحم، ولأنّها تطمئنّ للأحلام بينهم رحلت معهم، فالموت بين الأرحام أجمل الأمنيات.
تعلّمت <وعد> أشياء كثيرة قبل عمرها، كما يقولون، تستحقّ معها البقاء في الحياة، ودخول موسوعة <غينيس> للأرقام العالمية:
فقد نزلت ستّ طبقات حيث منزل ذويها في المبنى المدمّر، دفعة واحدة، فسارت على درجات الهواء والدخان العابق في المكان، وهي التي تجهل أصول المشي والحبو.
وأجادت فنّ الطيران من دون أن تطأ ارجوحة العيد، أو تتعلّق مثل الأطفال، بالعاب مدينة الملاهي، فاحتضنت الجميع قدر استطاعتها، وذابت فيهم حتّى الرمق الأخير.
قبل عشرة أيام كانت ولادتها تحت جحيم النار في الجنوب، كانت صرخة احتجاج على أنّ الحياة تخرج دائماً من رحم الآلام، ونزحت قسراً إلى الضاحية الثكلى على أمل النجاة، حاملة جزءاً من إسم عملية أسر الجنديين الإسرائيليين، ولكن من اعتاد على اختراع القتل لا يفرّق بين الصغير والكبير، فكان الرحيل الباكر والموجع مع الأهل والجيران.
والأهم من هذا كلّه، أنّ <وعد> صدقت في شهادتها، وتلفّظت بها، من دون أن تتهجّى حروفها، وتتعلّمها، وتعرف معانيها.. حقّاً إنّه <الوعد الصادق>..