حارث

حارث @harth_1

عضو مميز

نداء من الحارث ،،،

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركا ته ،،،

فهذه كلمات أسطرها مذكراً نفسي وإياكم ؛ إذ إن الخطوب قد ادلهمت وازداد نقيع غبار الفتن ،
فلا يكاد المؤمن يبصر إلا بأن يوفقه الله بعاصمة الكتاب والسنة لرد قاصمة الضلال الزائف ،

وها هي ذي الفتن المضلة قد تزينت وتكحلت وتهيأت ، لتوقع القلوب والنفوس ، تنادي المؤمن وقد أوصدت دونه أبواب النجاة قائلة : هيت لك ، ليوقظه حبل النجاة الوحيد التمسكُ بالكتاب والسنة ظاهراً وباطناً ليصرخ في وجهها : معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ،،

نعم ، يبصر الواحد منا في هذا الوقت كثرة المتكلمين ، والمتصدرين ،،
بدع محدثة تنافس السنة وتخنقها ، ولدعاتها المكانة والصدارة !!
وجهال على عروش العلم استووا - ظلماً - فأفتوا بلا علم فضلوا وأضلوا !!
ودعاة على أبواب جهنم يزينون الباطل ويزخرفونه ومناهم وغايتهم إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ، قائدهم ابن أبي سلول ينادي فيهم كما حكى الله عنه { لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل } ،،،
وآخرون ركعوا للشرق والغرب بل للغرب وحده قائلين : { نخشى أن تصيبنا دائرة } ، فوالوا أعداء الله وقبَّلوهم وقبِلوهم ، وأراقوا على أعتابهم كرامتهم وديانتهم ،

وهناك أصحاب العمائم الآثمة ، علماء السوء ، أشباه اليهود الذين علموا الحق فأعرضوا عنه ولبسوا على الناس دينهم ، وركبوا مركب الدين للدنيا فتعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميلة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش ،،

وشبابنا ما بين ضلال السكر وضياع الفكر ،
وبناتنا قد اصطفت طوابيرهن خلف الأدعياء وتجار الرذيلة ،،

وفئام من الناس ممن لهم أثارة من علم خالطها الجهل والهوى ، فأصبحوا على طرفي نقيض ؛ إما متعصون حانقون ، وإما قاعدون حاقدون ، يلمزون المطوعين من المؤمنين ويشعلون نيران الفرقة بضرب أقوال العلماء بعضهم ببعض ، قد سودوا بياض صفحات الكتب والمنتديات بمداد الحقد ، أو مداد التعصب . وهنا بيت القصيد ،،،

والحليم من هذا كله حيران !! ألا قد قرب زمان التمرغ على القبور !! فإلى الله المشتكى ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ،،
لقد أمدنا الله تعالى بعاصمة من عنده لن نضل معها ؛ الكتاب العزيز والسنة المطهرة ،
فبها يوزن الحق وبها يُعرف الخلق { الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان } ،
نعم ، أمام هذا التراكم النكد تبرز يد السنة البيضاء لتلقي حبال النجاة لمن أراد الفوز في الدارين ،

إن الذي أجج هذا الشعور الدفين في نفسي ما قرأته وقرأتموه على صفحات الشبكة العنكبويتة من اختلال في ميزان العدل و نقد الرجال والمقالات ، فلوحت بكفي الضعيفة هازاً عصاي ورافعاً صوتي : ألا هلم لنخرج من التيه ، وناديت في غيهب ظلام الفتنة قلوب المؤمنين المضيئة ، ومَن هجر منهم الصواب في بيداء النقيضين المدح والقدح ، رافعاً الصوت بقول الحق تبارك وتعالى { وإذا قلتم فاعدلوا } ، على قلة علمي وضعف همتي وخوري وعجزي وكل ذلك عندي ،

نعم ، من الواجب علينا - حملة العلم والقلم - أن نصلح أنفسنا والناس ، وأن نربأ بأنفسنا عن مضلات الغرور ، في وقت تكالبت فيه الفتن من كل حدب وصوب ، كما قدمت أولاً ،،

إن ما نراه على صفحات الانترنت أن عدد تلك الكتابات وأربابها يزيد يوماً بعد يوم ، ورؤوسها تحزب الأحزاب !!، حتى يخيل للناظر أن صوت الحق قد خفت ، أو لكأن الحق شيخ زمن مرسض يسبح عكس التيار !! ،

ولكن ،، (( يأتي النبي وليس معه أحد )) ،، والحق منتصر وإن خف ضياؤه حيناً ،

وها أنا ذا أكرر النداء مرات ومرات : هلم لنخرج من التيه ، والعدل ، العدل ، والقسط ، القسط ، وما منا إلا وله مقام عند ربه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ،
فليعد كل منا للسؤال جواباً ، وليبك كل منا على ذنبه ، و ليطهر قلبه من الغل والحسد والحقد لعباد الله المؤمنين من العلماء العاملين ، والدعاة المخلصين ،، ثم ليسلط الحق والسنة على الباطل والبدعة ، جهاداً في سبيل الله وقمعاً لعدو الله ،،
فالحق أبلج والباطل لجلج ، ومن الجهاد جهاد الكلمة واللسان والسنان ، لكن مع العدل والقسط ،،

لقد عزمت على كتابة مقالات دورية عن أصول الحكم على المخالف ، ولكني رأيت بأني لن آتي بجديد على ما قرره علماء الأمة ، ومن الحمق وقلة العقل أن يتقدم الطفل بين يدي الشيوخ !!
خصوصاً وأنه قد كتب في هذا المجال كثيرون ممن لهم قدم صدق وقبول ، فما أنا عندهم إلا كنبتة في أصول نخل طوال ، بل كدراهم ألقيت في فلاة !! ورحم الله ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي ، شيخ الإمام مالك إذ قال : ( الناس عند علمائهم كالأطفال في حجور أمهاتهم ) أو كلمة نحوها ،،

فقد تكلم في هذا الموضوع المهم شيخ الإسلام ابن تيمية في أماكن متفرقة من كتبه ، وكتب تلميذه ابن القيم أيضاً ، وهناك كتابات العلماء التي ألفوها في قواعد الطلب وآدابه ورتب الاجتهاد والتمذهب ومقارعة البدع والرد عليها ،
ولعل أجود من كتب من المعاصرين العلامة المدقق المحقق فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله ووفقه وأطال عمره على حسن عمل وعلم نافع ، ضمن رسائله التي ضمنها كتابه الحافل الردود .
نعم فأين أنا من هؤلاء الجهابذة الذين تقدموا ؟
وما الذي سيحويه ما عوني إن وردت معهم ، وكل منهم قد ضرب الناس بعطن ، وكفي ضعيفة لا تقوى على حمل إزاري ؟
إلا أني أردت تذكير نفسي وإياكم ، رجاء أن يقضي الله تعالى بقضاء خير فيعم بهذه الكلمات النفع ويدر بها الضرع ، والله الرحيم من وراء القصد . وهو حسبي ونعم الوكيل .

أخواني وأخواتي ،،
إن من واجبنا أن ننشر المنهج الحق منهج العدل والقسط ، وأن نطبقه واقعاً عملياً ،،
وينبغي علينا الحذر مما ينشر ، ويذاع ويصور ،،
وأن نتيقظ وننتبه ،،
ولن أنفك ناصحاً ومبنياً ومذكراً نفسي وإياكم ،
والله تعالى أسأل أن يوفقني وإياكم ، وأن يعصمنا من الفتن والزلل ، وأن يخلص لنا أعمالنا ونياتنا ،،
والحمد لله أولاً وآخراً ،،

أخوكم
الحارث
3
566

هذا الموضوع مغلق.

طيف الأحبة
طيف الأحبة
للرفع
سكارلت
سكارلت
جزاك الله كل خير وبارك فيك ولك

موضوع قمة في الاهمية والدقة
حارث
حارث
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

أختنا الفاضلة طيف الأحمدي ،
أختنا الفاضلة سكارلت ،،

أشكركما على المشاركة ، وأعتذر إليكما إذ تأخرت في الرد ،
بارك الله فيكما ونفع بكما ، ووفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح ،،

نعم ينبغيعلينا أن ننتبه ،،،
والله من وراء القصد ،،