رائدة 300

رائدة 300 @rayd_300

عضوة جديدة

نداااااااء حار لكل الأمة : دمعة فمن لهــــــــــــــــــــــــــا ؟؟؟

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم

دمعة : فمن لها !


لا يخفى على أحد بأن الجهاد اليوم أصبح فرض عين على المسلمين ، وهذا محل إجماع علماء الإسلام قديما وحديثاً : فقد دخل العدو الدار واستباح الأعرض والدماء والأموال ، قال ابن عبد البر " اتفق (علماء المسلمين) على أن قتال المشركين ، وأهل الكفر ، ودفعهم عن بيضة أهل الإسلام ، وقراهم ، وحصونهم ، وحريمهم ، إذا نزلوا على المسلمين ، فرض على الأحرار ، البالغين ، المطيقين "
(انظر : مراتب الإجماع ص 119 ، وبداية المجتهد 1\368 ، والإستذكار) ..

فمن نفر إلى الكفارَ من أهل الإسلام فقد أطاع الله ، ومن تثاقل عصاه وناله قسطاً من وعيده ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (التوبة : 38- 39)

ولا يجوز أن يغيب عن هذا الجهاد إلا من له عذر شرعي ، ولا عبرة لما وضعه بعض القوم من شروط ما أنزل الله بها من سلطان كاشتراط : وجود الخليفة ، والراية ، واستئذان ولي الأمر أو الوالدين ، والقدرة وغيرها من الشروط التي لا تنطبق على جهاد الدفع المتعيّن وإنما هي لجهاد الطلب وقصد العدو في عقر داره وفتح بلاد الكفار ، فخلطوا هذا بذاك وسموه : فقه المرحلة !!

إن كلام الأئمة الأعلام واضح في هذه المسألة ، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"وأما قتال الدفع : فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين. فواجب إجماعاً. فالعدو الصائل الذي يُفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه. فلا يُشترط له شرط. بل يُدفع بحسب الإمكان. وقد نص على ذلك العلماء : أصحابنا وغيرهم. فيجب التفريق بين دفع الصائل الظالم الكافر وبين طلبه في بلاده". (الإختيارات : للبعلي) ..
فانظر إلى قوله "فلا يُشترط له شرط" واجعل تحته ألف خط ، فهذا هو الصواب الذي لا محيص عنه ، فأي عاقل يشترط راية أو خليفة أو استئذان وقد هتك الكفار الأعراض وفجروا بحرائر المسلمات في بيوت الله في بغداد والموصل وغيرها !!

قال الجصاص رحمه الله : " ومعلوم في اعتقاد جميع المسلمين أنه إذا خاف أهل الثغور من العدو ولم تكن فيهم مقاومة لهم فخافوا على بلادهم ، وأنفسهم ، وذراريهم أن الفرض على كافة الأمة أن ينفر إليهم من يكف عاديتهم عن المسلمين ، وهذا لا خلاف فيه بين الأمة إذ ليس من قول أحد من المسلمين إباحة القعود عنهم حتى يستبيحوا دماء المسلمين وسبي ذراريهم" ( أحكام القرآن للجصاص 3/114) .

هذا هو فقه سلف الأمة ، لا فقه علماء "السلطان" الذين رأوا ما أحدثه الكفار في أبوغريب والسجون العراقية والأفغانية بنساء المسلمين ورجالهم ثم يُفتون الناس بترك الجهاد في سبيل الله ويأمرونهم بالتثاقل إلى الأرض والرضى بما قضى الحاكم المرتد الذي حكم بغير شرع الله وعطّل الجهاد في سبيل الله ووالى أعداء الله وعادى أولياء الله ، وليهنأ النصارى الأمريكان واليهود بحكم بلاد الإسلام بعيداً عن أي تنغيص أو تشويش يعكّر عليهم صفو مخططاتهم الشيطانية ليأخذوا خيرات البلاد ويدنسوا مقدساتها ويهتكوا أعراض نسائها ورجالها ، ويبقى الحكام على كراسيهم بسلام بموجب فتوى علمائهم الكرام !!
إن الجهاد فرض عين بنص كتاب الله وقول رسول الله وإجماع علماء الأمة ، وكل رجل بالغ قادر عاقل يتخلف عن هذا الجهاد لا بد أن يعد لله جواباً يوم لا ينفع الكذب والتسويف والترقيع ..

أما من لا يستطيع الجهاد في سبيل الله لعذر شرعي ، فهو إن عُذر من هذا الجانب ، فإنه لا يُعذر من جوانب أخرى ، فعليه جهاد : المال واللسان ، فمن عجز لسانه لا يعجز بماله ، ومن لا مال له ولا لسان ، دعى للمجاهدين بقلبه ، والجهاد أوكد على من له قدرة ودراية بالحرب وكان يستطيع الذهاب إلى ساحات القتال ، ثم الأشبه فالأشبه ، فكل الناس مكلفون اليوم بالجهاد : إلا من رُفع عنهم القلم ..

قال ابن تيمية رحمه الله ": ومن عجر عن الجهاد ببدنه وقدر على الجهاد بماله وجب عليه الجهاد بماله. وهو نص أحمد في رواية ابي الحكم. وهو الذي قطع به القاضي في أحكام القرآن في سورة براءة قوله {انفروا خفافاً وثقالاً}، فيجب على الموسرين النفقة في سبيل الله.
وعلى هذا : فيجب على النساء الجهاد في أموالهن إن كان فيها فضل. وكذلك في أموال الصغار إذا احتيج إليها. كما تجب النفقات والزكاة. وينبغي أن يكون محل الروايتين في واجب الكفاية. فأما إذا هجم العدو فلا يبقى للخلاف وجه. فإن دفع ضررهم عن الدين والنفس والحرمة واجب إجماعاً. (الإختيارات : للبعلي)

لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن مكامن الخير ويتنافسون فيه ، فقد جاء في صحيح البخاري أن فقراء الصحابة جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم : يصلّون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ولهم فضل من أموال ، يحجون بها ويعتمرون ، ويجاهدون ويتصدقون. قال :"ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به ، أدركتم من سبقكم ، ولم يدرككم أحد بعدكم ، وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيه ، إلا من عمل مثله ؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون ، خلف كل صلاة ، ثلاثا وثلاثين .... " ، وفي صحيح مسلم من مراسيل أبي صالح "فجاءوا إليه فقالوا : إن إخواننا من الأغنياء سمعوا ذلك ففعلوه ، فقال : {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء}
فهؤلاء الفقراء لما لم يقدروا على الصدقة والحج والعمرة والجهاد - وهذه أعمال تحاج إلى مال - أتوا النبي صلى الله عليه وسلم يشتكون إليه قلة الأجر مقارنة بإخوانهم الأغنياء ، فدلهم النبي صلى الله عليه وسلم على عمل يدركون به أجر هؤلاء ..

ولما كان الجهاد من أعظم الأعمال في الإسلام ، ومن أعظم ما تقرب العبد به إلى الله ، فإن الله سبحانه وتعالى لم يحرم أجره أحدا ، فالله سبحانه وتعالى لا يسد باباً على الناس إلا وفتح لهم أبواباً ، فمن لم يكن قادراً على الجهاد ببدنه فقد عوضه الله بجهاد المال واللسان ، وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى على عباده يوفّق إليه من كان أهلاً له ..

وأعلم الناس بفضل الجهاد بعد النبي صلى الله عليه وسلم هم الصحابة ، وقد ذكر صاحب شفاء الصدور عن ابن عباس رضي اللّه عنهما (موقوفا) قال : أدنى ما ينقلب به مشيع الغازي بسبعين ضعفا أدناها مغفرة : تجمع بينه وبين خليل الرحمن في مقعد صدق ، فقيل : وما للغازي ؟ قال : هيهات هيهات انقطع العلم عن ثواب اللّه لهم .

وقد خرّج ابن عساكر بإسناده ، عن يحيى بن سعيد ، أن أبا بكر رضي اللّه عنه بعث جيوشا إلى الشام فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان - وكان أمير ربع من تلك الأرباع - فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر: إما أن تركب وإما أن أنزل ، فقال له أبو بكر: ما أنت بنازل وما أنا براكب إني أحتسب خطاي هذه في سبيل اللّه . (انتهى) ..

قال صاحب المغني : قال أحمد: يشيّع الرجل إذا خرج ولا يتلقونه ، وشيّع أبو عبد اللّه -يعني أحمد- أبا الحارث الصائغ ونعلاه في يديه ، وذهب إلى فعل أبي بكر رضي اللّه عنه ، إذ أراد أن تغبر قدماه في سبيل اللّه .. (المغني : ج8).

فهذا في فضل من يمشي مع الغازي ليشيّعه ، فكيف بثواب الغازي الذي ما إن تمس قدماه الغبار إلا حرمها الله على النار !! نسأل الله من فضله ..

ولفضل الغازي في سبيل الله كانت العناية به وبخدمته من أعظم القربات ، فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة ... "(رواه ابن أبي شيبة، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي، وشيخه الحاكم وقال : صحيح الإسناد) ، فمن جعل لغازٍ خيمة أو قطعة قماش يستظل بها : أظله الله يوم القيامة !! فأي فضل أعظم من هذا !!

إن حق المجاهد على القاعد عظيم ، فإنه ناب عنه في جهاده ، وأسقط بجهاده فرض الخروج عنه (إن كان الجهاد فرض كفاية) ، ووقاه مع ذلك بنفسه ، وجعل نفسه حصانا له ، وجنة دونه ، وقاتل دون دينه ونفسه وحريمه وماله ، فحق للقاعد أن يعرف حق المجاهد ، ولولا قدر الله ، ثم خشية الكفار من هؤلاء المجاهدين لجاسوا خلال الديار ولهتكوا الأعرض ولسفكوا الدماء في أيام معدودات كما فعلوا في بعض البلاد ، ولا يجحد هذا الحق إلا منافق أو فاسق أو مكابر .

ولما كان المجاهد يترك ماله وأهله وولده ليدافع عن الإسلام وأهله كان حقاً على المسلمين أن يكافؤوه بالحفاظ على أهله وولده من الضياع ، إذ أن بعض المجاهدين يخرجون تلتبية لنداء الله ويتركون خلفهم زوجة وأبناء ليس لهم عائل (إلا الله) ، ولو لم يكن إلا رد بعض الجميل لكان واجباً على الناس خدمة هؤلاء ، فما بالكم إذا كان مع هذا الفعل ورد الجميل أجر وثواب عظيم جزيل !!

لقد علِمنا أجر المجاهد من كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وآثار الصحابة ، وهو فضل لا يعلم قدره حقاً إلا الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " (الصف : 10-13)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم "تضمن اللَّه لمن خرج في سبيله لا يخرج إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو ضامن علي أن أدخله الجنة ، أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده ما من كلم يكلم في سبيل اللَّه إلا جاء يوم القيامة كهيئته يوم كلم : لونه لون دم وريحه ريح مسك، والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل اللَّه أبداً ، ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل اللَّه فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل (رواه مسلم وروى بعضه البخاري)

هذا هو الجهاد الذي أقسم النبي صلى الله عليه وسلم أنه لولا الشقفة على أمته لما قعد خلاف سرية تغزوا في سبيل الله أبداً ، وكم تمنى النبي صلى الله عليه وسلم الموت في سبيل الله ، وكم تسابق الصحابة إلى هذا الشرف فتفرّقت أجسادهم في الثغور والبلاد ببركة الجهاد في سبيل الله ، فأي فضل أعظم من هذا الفضل وأي منزلة يحضاها المسلم أعظم من هذه المنزلة !!

هل تُصدّق أخي بأن هذا الأجر الثواب الجزيل تفضّل الله به على القاعد في بيته !!

فعن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعث إلى بني لحيان ليخرج من كل رجلين رجل والأجر بينهما، وفي لفظ : "ليخرج من كل رجلين رجل "، ثم قال للقاعد: "أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير فله مثل نصف أجر الخارج ". رواه مسلم .

سبحان الله !!

يجلس الإنسان في بيته وله نصف أجر المجاهد !!


عن زيد بن خالد الجهني رضي اللّه عنه، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال : "من جهز غازيا في سبيل اللّه ، فقد غزا ، ومن خلف غازيا في أهله بخير ، فقد غزا" . (رواه البخاري ومسلم) .

هنا "كل" ، وفي الحديث السابق "نصف" !! قال الحافظ : والذي يظهر في توجيهها أنها أطلقت بالنسبة إلى مجموع الثواب للغازي والخالف له بخير ، فإن الثواب إذا انقسم بينهما نصفين كان لكل منهما مثل ما للآخر . فلا تعارض بين الحديثين .. انتهى ..

أقول : والله لو قال النبي صلى الله عليه وسلم : ربع أو عشر أو ربع العشر لكان كثير كثير على القاعد الذي يجلس بين أهله آمناً يُقتال المجاهد دونه فيعرّض نفسه للموت وجسده للجرح والبتر والتقطيع ، وأهله للفاقة والجوع بعده ..

أما معنى الحديث ، فقد ‏قال القاضي : يقال : خلفه في أهله : إذا قام مقامه في إصلاح حالهم ومحافظة أمرهم ، أي من تولى أمر الغازي وناب منابه في مراعاة أهله زمان غيبته شاركه في الثواب لأن فراغ الغازي له واشتغاله به بسبب قيامه بأمر عياله فكأنه مسبب عن فعله ..

قال الحافظ في الفتح : قوله "فقد غزا" ، قال ابن حبان : معناه أنه مثله في الأجر وإن لم يغز حقيقة ، ثم أخرج من وجه آخر عن بسر بن سعيد بلفظ : " كتب له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجره شيء " , ولابن ماجه وابن حبان من حديث عمر نحوه بلفظ : " من جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت أو يرجع " . وأفادت فائدتين : إحداهما أن الوعد المذكور مرتب على تمام التجهيز وهو المراد بقوله "حتى يستقل " . ثانيتهما أنه يستوي معه في الأجر وما له بخير إلى أن تنقضي تلك الغزوة.. ( انتهى) .

وخرّج السلطان المجاهد محمود زنكي المعروف "بالشهيد" رحمه الله في كتاب فضل الجهاد له بإسناده ... عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ، عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، قال : "من تكفل بأهل بيت غاز في سبيل اللّه حتى يغنيهم ويكفيهم عن الناس ويتعاهدهم ، قال اللّه تعالى يوم القيامة : مرحبا بمن أطعمني وسقاني وحباني وأعطاني ، اشهدوا يا ملائكتي أني قد أوجبت له كرامتي كلها ، فما يدخل الجنة أحد إلا غبطه بمنزلته من اللّه تعالى" (وخرجه ابن عساكر من هذه الطريق أيضا وِجادة).

فأي أجر يرجوه المسلم أعظم من هذا الأجر !!


هذا في الغازي حتى يرجع ، فما بالكم إذا لم يرجع الغازي !! فما بالكم إذا استشهد الغازي !!

إن أجر خلافة الشهيد في أهله ليس كخلافة الغازي ، فالشهيد له من الأجر والثواب ما لا يحيط به إلا الله ، وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى ببعض ثواب الشهيد ، فقال : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ" (آل عمران : 169-171) ..

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إن للشهيد عند الله خصالاً : أن يغفر الله له من أوّل دفعة من دمه ، ويُرى مقعده من الجنة ، ويُحلّى حلية الإيمان ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويُزوّج اثنتين وسبعين من الحور العين ، ويُشفع في سبعين إنساناً من أقاربه" (أحمد والترمذي وصححه).

هذا مع كون أبناء الشهيد أيتام ،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏‏ "‏أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين : وأشار بأصبعيه ..‏ ‏يعني السبابة والوسطى" ‏( أخرجه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي)
‏‏
قوله : " أنا وكافل اليتيم" : ‏أي مربيه ، قال في النهاية : الكافل هو القائم بأمر اليتيم المربي له ‏..

أخرج أبو يعلى من حديث أبي هريرة ورفعه : " أنا أول من يفتح باب الجنة ، فإذا امرأة تبادرني فأقول : من أنت ؟ فتقول أنا امرأة تأيمت على أيتام لي " . ورواته لا بأس بهم . وقوله : " تبادرني " أي لتدخل معي أو تدخل في إثري ..

قال العلماء : يحتمل أن يكون المراد "بهاتين" : سرعة دخول الجنة وعلو المنزلة (التحفة) ..

قال العراقي في "شرح الترمذي" : لعل الحكمة في كون كافل اليتيم يشبه في دخول الجنة أو شبهت منزلته في الجنة بالقرب من النبي أو منزلة النبي لكون النبي شأنه أن يبعث إلى قوم لا يعقلون أمر دينهم ، فيكون كافلا لهم ومعلما ومرشدا ، وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل أمر دينه بل ولا دنياه ، ويرشده ويعلمه ويحسن أدبه ، فظهرت مناسبة ذلك (ذكره الحافظ في الفتح) . ‏

‏ قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك . لقد اجتمع في هذا الصبي (وتلك الفتاة) لقب : ابن المجاهد ، وابن الشهيد ، واليتيم ، هذا مع ما في النفقة والصدقة المجردة من أجر وثواب عظيم ، فأي خير يفوت الناس وقد غفلوا عن هذا الأجر الكريم !!

إنه لمن العار أن ينفر الرجال للدفاع عن بيتك وحريمك وعرضك وشرفك ، ثم تنظر إلى أهليهم وقد اضطروا لسؤال الناس !! والله لو لم يحض الله الناس على هذه الفضيلة العظيمة ، لكان من المروءة والنخوة أن يبادر الإنسان لرد بعض جميل هؤلاء المجاهدين عليه ..

أكثر المجاهدين لا يخرجون للجهاد إلا وقد تركوا بعض مال أو من يعول أهليهم ، ولكنه بلغني أن بعضهم خرج ملبياً نداء الله وقد ترك خلفه نسوة ضعاف وصبية صغار لا عائل لهم ، فلما تكاسل القادرون عن الجهاد ، أراد هؤلاء أن يعذروا عند الله .. ولعلي أسمع همساً وقولاً مجاً لبعضهم يقول : ما كان ينبغي لهؤلاء الخروج وترك أهليهم هكذا دون عائل !!

فنقول لمن قال هذا : وما عذرك أنت على القعود !!

لقد ترك أبو بكر فتياته الصغار في مكة ليصاحب النبي في هجرته ، وترك كثير من الصحابة والتابعين أهليهم لله ، ولو أن الأمة أدّت ما عليها من الواجبات لكان أهل المجاهد من أغنى الناس ، وقد بلغني حال بعض المحسنين مع ذوي المجاهدين ، فقد بلغت بهم العناية مبلغاً بأن قدموهم على أبنائهم وذويهم ، فلهم من الله الثواب ، وجزاهم الله عن الأمة خير الجزاء ..

لا ينبغي لنا الإنتظار حتى يضطر أهل المجاهد للسؤال ، فلك أن تتخيّل هؤلاء الذين تربوا على الإعتزاز والإفتخار بالدين ، وعلى والعزة والأنفة التعفف والتنزه عن السفاسف وقد اضطروا للسؤال ، إنه والله عار على الأمة ، وأي عار ..

يجب علينا البدار والسؤال عن كل مجاهد وأهل بيته .. يجب علينا زيارتهم ومعرفة أحوالهم عن طريق الزوجات والأخوات .. إنها ليست صدقات ، بل هو حق شرعي لهم على الأمة ، إنها منازل وثواب ودرجات ..

إن هذا العمل هو من التحريض على الجهاد : فبعض الرجال المؤمنين الصادقين الذين يتشوقون للجهاد وتغلي قلوبهم لما حال بأمتهم يريدون الخروج ولكن يأتيهم الشيطان من باب الأهل وضياعهم بعده ، فلو علم هؤلاء أن في المسلمين من يتكفّل بأهله لما تردد لحظة في النفير ..

واحذر - أخي المسلم – احذر أن تخلف أهل مجاهد بسوء ، فقد روى مسلم في صحيحه عن بريدة بن حصيب رضي اللّه عنه ، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم، إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء ، فما ظنكم ؟" (وقد روي هذا الحديث من وجوه لا تحصى وعن جماعة من الصحابة) .. وما هذا إلا لعِظم منزلة المجاهد عند الله ..

إن في المسلمين من يستطيع كفالة كل أسر المجاهدين في الأرض ، ولكن هؤلاء جهلوا أو زهدوا في الأجر ، فلم ينفع قارون ماله ولا فرعون ملكه ، فاعتبر يا مسلم ، ورب درهم سبق ألف درهم ، فلا تحقّرن من المعروف شيئاً ، وانفق ينفق الله عليك ، واطلب هذا الأجر العظيم والثواب الجزيل لعل الله يقبل منك درهماً أو ابتسامة في وجه ابن شهيد - بعد قعودكم وتخلفك عن الجهاد – فتسعد بهذا القبول يوم تلقاه ..


إن أبناء الشهداء والمجاهدين اليوم : في العراق ، وفلسطين ، والشام ، والجزيرة ، وأفغانستان ، والشيشان ، وكشمير ، والفلبين ، وأندونيسيا ، والسودان ، وأريتريا ، والجزائر ، والصومال ، ومصر ، والمغرب ، وبورما ، والصين ، وطاجيكستان ، وتركمانستان ، وداغستان ، وتركيا ، وأوروبا ، وأمريكا ، وغيرها من البلاد ، وهؤلاء يجب البحث عنهم والسؤال عن أحوالهم ، فلا نتركهم يضيعوا وقد أمّننا الله عليهم ..

من بخل بنفسه على الله فلا يبخل بماله ، ومن جبُن عن الهيجا فلا يجمع على نفسه الجبن والشّح .. هل ترضون أن يذهب أهل الجهاد بكل الأجر ، أين المشمروا السواعد !! أليس لنا في أصحاب النبي - الذين كانوا يتسابقون ويستارعون في معرفة مكامن الثواب - أسوة حسنة !!

" ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً " (متفق عليه) ..

عن أبي عمرو، جرير بن عبد اللَّه رضي الله عنه قال::
كنا في صدر النهار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه قوم عراة مجتابي النمار أو العباء متقلدي السيوف ، عامتهم من مضر بل كلهم من مضر ، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة ، فدخل ثم خرج فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى ثم خطب فقال: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة} .. إلى آخر الآية {إن اللَّه كان عليكم رقيباً} (النساء : 1) ... والآية التي في آخر الحشر {يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللَّه ولتنظر نفس ما قدمت لغد} ، "تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، من صاع تمره" ، حتى قال : "ولو بشق تمرة" فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت ، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء" (رواه مسلم) ..

ترى إذا نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى وجه ابن الشهيد وهو يشتهي ما يشتهيه الصبية من الطعام والشراب واللباس ولا يجده ، ألا تراه يتمعّر وجهه بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام !! ألا تراه يقول أعظم مما قال في فقراء مضر !!

ألا ترى أن الله سبحانه وتعالى يرى ما تصنع مع أهل المجاهد والشهيد فيجزيك خير الجزاء بعد أن منع الكفار الأمريكان واليهود والحكام مساعدة هؤلاء في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من بلاد الإسلام !!

إن كفالة أسرة المجاهد : من الجهاد في سبيل الله في هذا الزمان ، لا أقول مثله في الأجر فقط ، بل هو من مجاهدة الكفار ، لأن الكفار والمرتدين منعوا كفالتهم ومساعدتهم حتى لا يُقدم الناس على الجهاد ، وكفالة هذه الأسر رغم معرفة الأخطار والعواقب هو من مجاهدة هؤلاء الكفار وإغاظتهم والتحريض على الجهاد في سبيل الله { .... ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (التوبة : 120) ..

إن هؤلاء لا يحتاجوننا بقدر حاجتنا لهم ، فنحن بحاجة هذا الأجر لعل الله أن يعذر بعضنا !! هم والله كنز لمن ظفر بهم وقام بحقهم .. وانظروا إلى كرم الله : كثير منا يشتكي صعوبة إيصال المال إلى المجاهدين ، فها قد ساق الله الأجر إلينا .. قد يكون المجاهد جارك أو جار صديقك أو أقربائك ، فاحمد الله على أن ساق لك هذا النعيم العظيم ..

الله الله إخوتي : لا يرين الله منكم خذلان ذوي المجاهدين .. عار على الأمة أن يمد ابن مجاهد يده .. عار على الأمة أن تخرج زوجة مجاهد من بيتها تسأل الناس .. عار على أمة النفط والخير والثروات أن يبكي من الجوع ابن شهيد ..


اللهم وفقنا لما تحب وترضى .. وجنبنا الجبن والبخل والهوى .. والهمنا الصواب والتقوى ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..


كتبه

حسين بن محمود
27 ذي الحجة 1425 هـ
1
507

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الوداد
الوداد
سلمت يمناك عزيزتى ...

لنلاحظ بأنه لا يطبق فى زماننا هذا ( الجهاد الصحيح ) الذى فرض على المسلمين ..
فنراهم يتحدثون عن الجهاد .. ثم يخلطونه بشيىء من ( الارهاب ) فيضيعون سمة الجهاد فى الاسلام ..
فالويل .. الويل من عذاب الله لهؤلاء ضعيفى الايمان .. والذين أخذتهم العزة والتكابر على الآخرين ليتحدثوا عن الجهاد مضيعين سماته الكريمة فى الاسلام ..

(( اللهم ارحم شهداءنا الأبرار .. اللهم انصر المجاهدين والمستضعفين فى سبيلك .. آآآآآآآآآآآآميـــن ))