ندعو الله ونأخذ بالاسباب ومازال البلاء قائم ... خلل نقع فيه اغلبنا ولم ننتبه له ؟؟؟!!

الأسرة والمجتمع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في موضوع الاخت اللي على الرابط
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=3854597

كانت الاخت منزلة رابط لمحاضرة قليل فيها كلمة رائعة لكن الرابط في الموضوع لا يعمل
جزاها الله خير الجزاء
وانا راح انزل المحاضرة مكتوبة على شكل اجزاك واتمنى الفائدة للجميع



الجزء الاول



مالنا الا الله
عبارة اصبحت في حس كثير منا مرادفة لعبارة ما باليد حيلة
عبارة كمن لم يجد أمنيته عند البشر فاضطر أن يختار الله
اصبحت عبارة اشهار إفلاس
مع أن الأصل أن من لم يكن له الا الله فما فقد شيئا ولا احتاج الا شيء
إن من كان معه كل شيء الا الله فما معه الا الباطل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع
ألا كل شيء ماخلا الله باطل
إن مايحصل معنا عند نزول البلاء هو أننا نلجأ الى الله بداية لكننا مانلبث نيقن أن هذا اللجوء حتى يكون صادقا مثمرا فإن له تبعات ...
فمن تبعاته أن نبحث عن كل تفريط فرطناه في جنب الله فنصلحه , وعن كل ثغرة في حياتنا فنسدها وعن كل ذنب فنتوب منه
ومن تبعات هذا اللجوء أن نقبل على قلوبنا فنفتش عن أمراض لنعالجها .وسنجد حينئذ أننا أهملنا قلوبنا لسنوا ت طويلة , فعادت خرابا بلقعا خاوية غافلة , قد ضعفت فيها معاني محبة الله وصدق التوكل عليه والخشوع بين يديه والذل له والتعلق به والشوق الى لقاءه ..
فنجد أنه لا بد من إزالة أشواكها وتقليب أرضها وبذر آيات الله فيها وسقايتها بماء القيام والصيام والدعاء ,
نعم سنكتشف أن اللجوء إلى الله والفرار إليه والاعتصام بحبله هذا كله له تبعاته وله ثمنه
لكننا نريد التخلص من البلاء بسرعة .
أما عملية ترك الذنوب وسد الثغور وقلع الأشواك وبذر البذور وسقيها وإنباتها تحتاج الى وقت
والوقت يمر وليس في صالحنا فما الحل ؟؟
الحل الذي نختاره عادة هو السعي في أسباب أرضية تبدو أسرع نتيجة وأخف حملا من عملية اللجوء الصادق الى الله
فننوي أن نسير في هذه الأسباب جنبا إلى جنب مع عملية اللجوء إلى الله وتبعاتها
وأيهما سبقت في رفع البلاء فنعم به ...
وأما تبعات اللجوء إلى الله ففي العمر فسحة لاستكمالها وهنا يبدأ الانحراف ....
عندما نكسل عن تحمل تبعا ت اللجوء الى الله فنبحث عن بديل نخدع أنفسنا بأن هذا البديل ماهو إلا سبب وأن الله أمرنا بالأخذ بالأسباب ....

يتبع
24
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

&جوووودي&
&جوووودي&
نعم الأخذ بالأسباب محمود عندما يصدق منا اللجوء الى الله ونصبر ونصابر لإصلاح أنفسنا , فلا يكون في القلب تعلق الا به تعالى.
لكن عندما يكون سعينا في الأسباب نتيجة لاستطالتنا طريق اللجوء الى الله , ولكسلنا عن تحمل تبعاتها فإن هذه الأسباب تصبح في حسنا بديلا عن الله !!....
فتزاحم هذه الأسباب اللجوء الى الله في قلوبنا وتحتل من مساحاته وتصرف عنه وقتنا وجهدنا وعاطفتنا وتفكيرنا ...
فنصبح نفكر في هذه الأسباب المادية في صلواتنا وقيامنا وتلاوتنا ودعائنا !
فالظواهر مع الله والبواطن مع الأسباب وطرق تحصيلها واستكمالها وخوف فواتها وموانع تأثيرها , وبدائلها في حال فشلها , وآخر أخبارها .
وكلما اكتشفنا أن هذه الأسباب خربت عملية اللجوء الى الله , خدرنا أنفسنا بالمعاذير
فنقول:
ان هذه الأسباب موقوتة بمواقيت تفوت بفواتها , أما باب التوبة مفتوح لا يسد ...
ان كان يقلقني أنني لا ابكي من خشية الله في صلاتي ودعائي فهذا ليس بجديد ..
عشت على ذلك سنوات طويلة ولا شيء يأتي دفعة واحدة ....
لدي تحسن وان كان بطيئا ....
والله رحيم يرى ما بي وهول الأمر اللذي يشغلني فسيعذرني
ثم إنني لن استطيع الإقبال على قلبي لأصلحه وأنا مشغول بالأسباب وتقصيري فيها
فلنركز الآن على الأسباب لأريح بالي منها وحتى أتفرغ لإصلاح قلبي ....
وكأننا بهذا نتخذ الأسباب ضمانات مع الله , بحيث لو قصرنا في حق الله ولم نضمن الفرج من جهته أسعفتنا الأسباب ...

أتريد ان تعرف أن هذا الداء قد دب الى قلبك ؟؟
عندما تضع رأسك للنوم ( في هذه اللحظة التي تختزل تقلبات كيانك خلال يوم كامل )
وانت تدعو بالدعاء المأثور ركز جيدا هل تعني ماتقول ؟؟هل أنت مستعد لتحمل تبعات هذه الكلمات ؟؟
((اللهم أسلمت نفسي إليك , وفوضت أمري إليك ))
اذا اضطرب قلبك وخاف وأنت تقولها متأملا معناها
فاعلم أن القلب يضطرب ويخاف عند الكذب , لأنك لا تريد حقيقة أن تسلم نفسك بكليتها الى الله
بل تريد ضضمانات الاسباب مع الله
لن تشعربالطمانينة اذا اسلمت نفسك الى الله وهي مشوبة , لم تنوي بعد أن تقبل على الله بصدق وتؤدي حقه , هذه هي الخطورة وهنا مكمن الزلل ....

عندما يكون التعلق بالأسباب الأرضية معوضا عن استكمال اللجوء الى الله الذي استثقلنا تبعاته فنظن أن هذه الأسباب أسرع مفعولا واضمن نتيجة او انفع لعتاب أنفسنا من اللجوء الصادق الى الله تعالى ...
ستبقى تخرج من القلب أسباب لتحل أسباب , وتبقى تنتقل من سراب الى سراب ...
تطلب الماء فلا ماء وتنقلب جبال الاسباب الى هباء.

ولن تدعو الله بصدق خلال هذه المعمعة , فاللجوء الى الله مقام عزيز يابى ان يزاحم أو يزاحم
فيبقى خارج القلب ينظر الى هذه الاسباب التي خلت عن الله كيف استحالت باطلا .

ويأبى اللجوء الى الله ان يجتمع بالباطل في قلب واحد .

انها اللحظة التي تلقن فيها الدرس وتستوعبه , وتدرك انك في سعيك السابق كله لست على شيء , وتيأس من الاسباب الارضية كلها وتيأس من نفسك وقدراتها وذكائها وتخطيطها
وتذوق مرارة ضعفك وقلة حيلتك وهوانك على الناس , وتياس من اهلك وعشيرتك واصدقاءك ومحبيك وتعلم انهم ووان ارادوا لك خيرا فإنهم لايملكون لك بذواتهم نفعا ولا ضرا .
وتياس من كل الحبال الارضية الممدودة اليك وتوقن ان لاعاصم لك من امر الله الامن رحم .
بل وتيأس من اعمالك الصالحة كلها وتستحي أن تتوسل الى الله بها لانك تشك في قبولها وقد صدرت من قلبك الغافل
انها لحظة الياس والقنوط من كل شيء وانحلال الامل في كل شيء

لحظة خلو القلب من كل شيء
هي اللحظة المناسبة لشعوراللجوء الى الله أن ينقذف في القلب


يتبع

&جوووودي&
&جوووودي&
لقد كان هذا الشعور العظيم بالانتظار يرى اسبابا تحل وترتحل وتنسج في خراب القلب خيوط العنكبوت فلما خلا القلب منها جميعا ,قذف فيه اللجوء الى الله...
فملأه وعمر أرجاءه وانبت خضراءه وجعله ينبض بقوة من جديد ...
فما يلبث الري أن يفيض على ساقية العينين لتنهمر دموعهما من جديد بعد طول جفاف وتكتمل الحلقة بلسان يلهج بأدعية تتدفق عليه
انها لحظة ستعرف انها هي عندما تعيششها
كلحظة الثلاثة اللذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت ووضاقت عليهم انفسهم ويئسوا من كل شيء وايقنوا ان لاملجأ من الله الا اليه قذف الله في قلوبهم والهمهم أن توبوا فإني اريد ان اتوب عليكم

انها لحظة ستعرفها انها هي ....
لحظة يفرغ فيها كيانك قائلا يقول :
الآن ياقلب ....
الآن ياعين دمعك ....
الآن يالسان دعائك ...
الان الله يريد ان يستجيب دعاءك

- ان هي الا لحظة -
ستقول : أيعقل أن قلبي لم يتعرض طوال مامضى من بلاء لنفحات تلك اللحظة ؟؟
نعم , انه الشيطان عندما لمس منك تكاسلا عن تحمل تبعات اللجوء الى الله , هجم عليك ليشتالك عن طريق الله قائلا :
اين تذهب ؟ طريقك الذي تهم بسلوكه طويييييل !
هاهنا خصب قريب فارتع
فأسلمته لجام قلبك .... فنقله بين مراتع الجدب والاسباب
ولو عصيته في أول الطريق لوصلت
انه الشيطان رءاك تقرع باب الفرج الحقيقي فلما لمس منك مللا وفتوورا قال لك هاهنا مخرج سهل فاتبعني
فأدخلك في دهليز الاسباب , فأضعت فيه وقتك وجهدك , وكلما هممت فيه بالرجوع الى باب الفرج الحقيقي قال : رويدا أبصر في آخر هذا النفق نورا
ولكن لانور
انما يصدك عن السبيل ويزعم انه هاديك
ولو عصيته اول الامر ولزمت قرع الباب لفتح لك
يتبع
&جوووودي&
&جوووودي&
صحيح ان اللجوء الى الله له تبعات
وصحيح ان قلع الاشواك من القلب وبذر البذور فيه يحتاج وقتا وجهدا
لكنه اقل بكثير من الوقت الذي ستقضيه في دهليز الاسباب الخالية عن الله
مع الله ستجد الانس والطمأنينة
ومع هذه الاسباب ستجد الخوف والخذلان
في الأولى ستصل وفي الثانية ماتزداد الا تيها
فلماذا اذا نبقى نعلق قلوبنا بالاسباب وبالمخلوقين لينجونا من مضائقنا , وندفع تكاليف ذلك من وقتنا وجهدنا وتمزق نفس ووتشتت فكر وغصة وهم وغم وقهر وخيبة امل في المخلوقين , لماذا لا نتعض بغيرنا
لابأس انه الطبع البشري , نصر على التجربة بأنفسنا حتى اذا ذقنا مرارتها اصبحنا اكثر حزما واقوى عزما في صد الشيطان ان حاول صرفنا عن باب الفرج الحقيقي وقلنا له : غر غيري , غر غيري .
لكن المصيبة ان لم يتعض احدمن تجارب نفسه واصر على خوض الدهليز ( دهليز الاسباب الأرضية المنقطعة عن الله )
دهليز التعلق بالمخلوقين في كل بلاء جديد
ولاينبغي للمؤمن ان يلدغ من حجر مرتين
فأسأل الله ان يرزقك لحظة اليأس والرجاء هذه
اليأس من المخلوقين , والرجاء في الخالق سبحانه
انها لحظة لكن مااعزها من لحظة واندرها
انها لحظة ان عاشها القلب انتفض من جبال الهموم المتراكمة عليه فينسفها ربي نسفا
انها لحظة تنقل القلب من وادي الضيع السحيق ليعلق بالعرش
انها لحظة تنقلك من حضيض الفشل الى قمة الامل ومن وحشة اليأس الى بهجة الانس
انها لحظة تنشلك من المخاوف التي تنهشك من كل جانب الى كنف الله حيث الامان
انها لحظة ظننت قبلها أنك فقدت كل شيء لتكتشف بعدها انك وجدت كل شيء
انها لحظة وكأنها صيحة في مقبرة القلب أحيت مواته
انها لحظة التعلق بالله لا غير وهي والله لحظة الفرج
فرج على قلبك بإحياءه بعد مواته وفرج على كربك بالطريقة التي يشاؤها الله ويرضيك عنها
انها لحظة كلحظات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

صحيح أن حياة الانبياء كلها تعلق بالله , لكن هذا التعلق يتمحص ويبلغ الذروة في لحظات معينة فيأتي الفرج
كلحظة ابراهيم اذ قال حسبي الله ونعم الوكيل فجعل الله النار بردا وسلاما عليه
ولحظة نوح اذ قال ( رب اني مغلوب فانتصر ) فنجاه الله ومن معه في الفلك
كلحظة يونس اذ قال ( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين )فنجاه الله من الهم واخرجه من بطن الحوت
كلحظة موسى اذ قال ( ان معي ربي سيهدين ) فنجاه الله من بحر امامه وعدو خلفه
كلحظة ايوب اذ قال ( رب اني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين )فكشف الله ضره واتاه اهله ومثلهم معهم
كلحظة سيوسف اذ خلا قلبه من التعلق بالملك والخروج من السجن (قال ارجع الى ربك فاسأله ) فأنجاه الله من السجن وآتاه ملكا
كلحظة محمد اذ قال ( لاتحزن ان الله معنا )فأنجاه الله من سيوف المشركين في صحراء لاقرابة فيها يدفعون عنه
صابره 87
صابره 87
جزاكي الله خير الجزاااااء
&جوووودي&
&جوووودي&
انها لحظة اليأس من المخلوقين فلا ينبغي الرجاء الا في الخالق حتى يأتي الفرج سريعا
ان فرج الله قريب لأنه لايحول بيننا وبينه الا هذه اللحظة
انما نحن اللذين نبتعد عنه بالدخول الى دهاليزالاسباب الخالية عن الله , والتنقل بين مراتعها بسبب ضعف بصائرنا وقلة صبرنا
لذا فالصبر المطلوب عند البلاء ليس صبر التجلد أمام الهم فقط , بل الأهم منه الصبر في آداء تبعات اللجوء الى الله
انها لحظة اليقين الخالص بصدق الله والثقة المطلقة بقدرته على تنجيتنا مهما استحالت الاسباب
انها لحظة اليقين ان الامة لو اجتمعت على شيء لم يجتمعوا الا بشيء قد كتبه الله عليك
اذا عشنا عذه اللحظة فإن عبارة مالنا الا الله لن تكون عبارة اشهار افلاس ولن نقولها بخوف وحزن
بل سنقولها بثبات واعتزاز وحب لله
يامسلمون توكلوا على الله ,علقوا قلوبكم برحمته ولا تعلقوا قلوبكم بالمخلوقين
لا تلجألو الى غير ربكم سبحانه وتعالى
اصدقوا في اللجوء الى الله
اطرحوا انفسكم على عتباته سبحانه (ان ينصركم الله فلا غالب لكم )


والله تعالى اعلم واحكم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
تمت مع تعديل بسيط