وتكرر الامر فى نفس الوقت الليله التى تلتها فانتبهت لدقائق من نومى لاسمع صوت طفل واخر اكبر منه سنا يلاعبه وصوت رجل وامراءا يتهامسان فى هذا الوقت من الليل وكان ينادى الرجل احدى ولديه باحمد
فقلت لعلهم بانتظار احد فى الطريق
وجائت الليله الثالثه فتكرر الامر فى نفس الوقت وبنفس الشكل
هنا قررت ان انفض عنى فراشى واتجهت الى نافذة غرفتى لارى ماذا يحدث فى الشارع تحت نافذتى
واذا بى ارى المدعو ابو احمد والاخت ام احمد وصغيريهما ليس معهما الى زجاجه ماء وبساط من قماش افترشوه على الارض جالسين وكانهم فى نزهة فى هذا الوقت من الليل
انتبهت ان فى شارعى مخبز يبيع رغيف الخبز بخمسة قروش وهو مخبز مدعم وان صاحب هذا المخبز يراعى الله فيما يصنعه فينتج رغيف خبز يفوق سعره المدعوم لذا تتهافت عليه الناس ويضطر البعض الى الحجز من اليوم الذى يسبقه ومنهم من هو كالاخ ابو احمد الذى افترش قارعة الطريق سائرا فى مسيرة كفاح الحصول على رغيف الخبز
فاذن الفجر فقام ابو احمد للصلاه مع العاملين فى المخبز
وبعد انتهاء الصلاه بدائت الوفود تتتابع والناس تتجمع من الرجال والنساء والصبيه والفتيات والعجائز كل هذا أمام المخبز

جاء ابو احمد ليقف اول الطابور فهو اول من جاء الى المكان بالمساء فبدا وعلى وجهه علامات الاستبشار والامل فقرب حلمه على التمام والكمال اما الاخت ام احمد هوى على كتفيها الصغيرين بعد ان غلبهما النوم وطول السهر
وقف ابو احمد او من فى الطابور و وهو يحدوه الامل ولكن لم تكتمل فرحته ولم يطول تأمله اذا برجل ضخم الجثه ابو احمد فى نصف طوله وتقريبا الرجل ثلاث اضعاف ابو احمد فوكز ابو احمد وكاد ابو احمد يسقط مغشيا عليه من الوكزه فقال ان اولا
وبكل ضعف تراجع ابو احمد الى الدور الثانىووجهه متوشحا بعلامات الاستسلام غارقا فى التفكير فى حجمه وحجم الرجل وانه محاله ان يدافع عن حقه فاعطاه سهلا لمن يملك القوى الاعلى وارضى نفسه ان الاول كالثانى ليس بينهما فرق وانتظر
واذا بعجوز على وجهه علامات من المكر والخداع يترجى ابو احمد ويصف كبر سنه وعجزه
على الفور تنازل ابو احمد له على دوره الثانى مدعيا الشهامه وبداخله مازال امل بان يكمل مسيره كفاحه
وتزحزح وتراجع الى الدور الثالث
واذا برجل كلماته عاليه والفاظه نابيه حاد المزاج والطباع قال هذا دورى تراجع والا
وعلى الفور ما كان من ابو احمد سوى التراجع
والتراجع
والتراجع
الى ان صار فى اخر الصف
فمن يتنازل عن حقه مره اصبح سهلا عليه ان يتنازل عنه مرارا