~~نزيــــــــف الجـــراح ~~

قبل أن أشرع في الكتابة تمنيت لو أنني أستطيع استبدال حبر قلمي بدموع عيني00واستبدال صفحات كتابي بجدار فؤادي 00تمنيت أن أصرخ ببوق جرحي00 وأخط بأنامل ثورتي00 أحتار كيف أصف جرح لوصفه ينضب القلم00ولرسمه تغيب الحدود00ولتجسيده يهرم الزمن
كيف أبدأ بحديثي؟؟
هل أسرد قصة المظلوم؟00أم أحكي رواية المحروم؟
هل أردد نداءات المستغيث؟00أم أناشد بدموع الثكلى؟
هل أحدو بتضور الفقير؟00أم أنشد بوحدة اليتيم؟
هل أدندن بأمنية الغريب؟00أم أرتجي بغبار الشريد؟
هل أنبض بحرقة المسلوب؟00أم أزفر بحمم المغصوب؟
هل 00وهل00وهل00
أنظر بعين المتأمل المتابع لأحداث أمته الجريحة00فيحترق دمي 00وتثور أعصابي من حال الراكدين اللاهين00فعقولهم لا تفكر إلا لشخصهم00ووجدانهم لا ينبض إلا لذاتهم 00ومشاعرهم لا تتفاعل إلا لمصالحهم00وحياتهم لا تضج إلا بشهواتهم00فأهدأت نفسي بما حُكم عليهم بأنهم زيادة بشر00وهامش خلق مالم يهدهم الله00فلا أريد أن أصرف جهد من طاقة التفكيرفي امثالهم00فنظرت إلى حال المنقادين الخاضعين لشعارات من رمزوا لها هم بالقوة والحضارة فتجدهم أول المؤيدين وإن كان ضد أمتهم
ودينهم00وأول المعارضين لكل من رفع شعار ضد الأعداء والخصماء00
لا يداوون جراح أمتهم إلا بالشجب والإستنكار00ولا يشاركون في مظاهرات القهر إلا بالجلد والقمع00ولايساعدون فقراء قومهم إلا بمد يد العون لهيئات ومنظمات صانعي ذلهم00حلً الذل ديارنا00واستوطن الإنهزام أنفسنا00وعايش العار حياتنا00وساد الخزي أمتنا00
ولكي لا يتلبسني اليأس 00ويشيخ بي القنوط حوًلت جهة نظري إلى تلك الفئة التي نطقت بالحق فهي تحارب له ومن أجله 00أرخصوا النفوس في سبيل عقيدتهم 00وقهروا الأجساد لرفع شعار توحيدهم00فئة آثرت الموت لتعيش أمتها في عز وشموخ00وحاربت السكون والخضوع لتحرير الرقاب من رق الانكسار00رضت بالسهر والكبد ليخلد الامن والأمان 00وليعمر بالعز الأوطان00 شعارهم أن نموت أعزاء خير من أن نعيش أذلاء00عند أولئك تسمرت نظراتي وسكنت نفسي00وأبت تحويل وجهة رؤيتها 00فبقية الجهات لن ترى فيها إلا ما يزيد الجرح نزيفا00 فلا نامت أعين الجبناء0