نساؤنا إلى أين؟
قال تعالى(يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون)(الأعراف:26).لقد كان العري وتكشف السوآت والخصف من ورق الجنة ثمرة لمعصية الله.وفي مواجهة العري الذي أعقب خطيئة آدم ,ومواجهة العري الذي كان يزاوله المشركون في الجاهلية –يذكر السياق في هذا النداء نعمة الله على البشر وقد علمهم ويسر لهم ,وشرع لهم اللباس الذي يستر العورات المكشوفة, ثم يكون زينة بهذا الستر وجمالا ,بدل قبح العري وشناعته.واللباس قد يطلق على ما يواري السوأة ,وهو اللباس الداخلي.والرياش قد يطلق على ما يستر الجسم كله ويتجمل به,وهو ظاهر الثياب,كما قد يطلق الرياش على العيش الرغد والنعمة والمال ,وهي كلها معان متداخلة متلازمة.قال تعالى ممتنا على عباده باللباس و الزينة (وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر و سرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون)(النحل:81). و قال تعالى (ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله ...)الآية.فهناك تلازم بين شرع الله اللباس لستر العورات والزينة,وبين التقوى ,كلاهما لباس ,هذا يستر عورات القلب ويزينه, وذلك يستر عورات الجسم ويزينه,وهما متلازمان ,فعن شعور التقوى لله والحياء منه ينبثق الشعور باستقباح عري الجسد والحياء منه. ومن لا يستحي من الله ولا يتقيه لا يهمه أن يتعرى وأن يدعوا إلى العري ... و الحياء ليس مجرد اصطلاح وعرف بيئي ... إنما هي فطرة خلقها الله في الإنسان ؛ثم هي شريعة أنزلها الله للبشر ...صيانة لإنسانيتهم من أن تتدهور إلى عرف البهائم.
والمرأة المسلمة تصل اليوم إلى مرحلة من العري لو رآها عليه قاسم أمين أو هدى شعراوي لتراجعا عن دعواتهما إلى نبذ الحجاب "فلقد ظهرت المجلات الخليعة التي تعلم المرأة الخلاعة والمجون والأساليب الشيطانية التي تغري بها قلوب الرجال ولا يزال الكثير من هذه المجلات يصدر إلى يومنا هذا داعية للإباحة ,عارضة لصور متحللة للمرأة بأوضاع مختلفة فيها الإغراء المكشوف ,والفتنة الجارفة,وذلك دليل على أن الغزو الفكري في الميدان الأنثوي لا يزال يبث سمومه ويبعث بأفكارة الفاسدة التي تغري كلا الجنسين بالآخر و تقود إلى مهاوي الرذيلة.
المراجع:
الجزاء من جنس العمل د.سيد حسين العفاني
نساؤنا إلى أين؟ خالد الجريسي

براد الفجر @brad_alfgr
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
لا اله الا الله
اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك