ذو رأي

ذو رأي @tho_ray

عضوة جديدة

نساء أمّيّات.. صالحات مصلحات!

الملتقى العام

من أهم ما تسعد به البيوت والمجتمع والأمة: رجال مؤمنون ونساء مؤمنات.. صالحون مصلحون، يؤثرون فيمن حولهم بالحث على فعل الخيرات، وترك المنكرات، وإصلاح ذات البين.. هذه الركيزة العظيمة التي قرنت بالتقوى والإيمان وطاعة الله ورسوله في قول الله تعالى: {فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (الأنفال:1).
ومن الأدوار أو الأوصاف التي تفتقد كثيراً في أوساط النساء ومجالسهن.. وصف المُصْلِحة، فكثيرات من النساء يوصفن بالصلاح، لكن قليلات من يوصفن بأنهن "صالحات مصلحات"!
والسبب في قلة هذا الوصف الكريم وندرته أحياناً: عقبات وعوائق كثيرة.. منها:
الخجل الاجتماعي. ولا نقول: الحياء! لأن "الحياء لا يأتي إلا بخير" (كما في الحديث المتفق عليه عن عمران بن حصين رضي الله عنه)، فلا يمنعُ الحياءُ رجلاً أو امرأة من النصح والدعوة والإصلاح بين الناس بالحكمة والرفق.
ومن أحجار العثرة في طريق الحصول على هذا الوصف الكريم: مراعاة الخواطر، وخوف الاستثقال!
والحق أن المنازل العالية والمكانة في النفوس في الدنيا والآخرة هي للداعين إلى الخير والداعيات، والناهين عن السوء والناهيات.. وأن "من أرضى الناس بسخط الله وكّله الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس" كما في الحديث عن عائشة رضي الله عنها (صحيح الجامع 6010). والصادقون والصادقات شعارهم {إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ}!
من جهة أخرى: ليس بالضرورة أن تكون المصلحة داعية مثقفة أو واعظة مفوّهة، بل إن كثيراً من النساء الأمّيات هن من أفضل المصلحات في الأوساط المحيطة بهن.. فكم من امرأة لم تنل قسطاً من التعليم، لكنها حازت من حسن التربية في بيت أهلها ما جعلها سبباً في نشر السعادة في بيتها وبيوت من حولها من جارات أو قريبات..!
إن "إصلاح ذات البين" من أهم ركائز إصلاح الأمة، وبقدر تحققه فيها وقيام رجال الأمة ونسائها به يتحقق في الأمة كثير من أسباب الخير والقوة. وفي المقابل.. تقل هذه الأسباب بنقص تحقق هذا الإصلاح، وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فساد ذات البين بـ"الحالقة" التي تحلق الدين!
لذا فالمأساة بحق في مجتمعاتنا اليوم.. - وخصوصاً في مجالس النساء - ليست في مجرد التخلف عن القيام بإصلاح ذات البين في مجتمعات النساء، بل أن تقوم بعض النساء بدور معاكس؛ بنشر النميمة والاستماع إليها وقبولها، وتأليب قلوب النساء بعضهن على بعض، أو الزوجات على أزواجهن.. بدلا من تأليفها بالعفو والصلح والتسامح!
ومن هنا تعظم حاجة الأمة اليوم إلى نساء صالحات مصلحات، ينشرن في ملتقيات النساء ومجالسهن أخلاق النبوة وفضائل أمهات المؤمنين، وينهين عن الغيبة والنميمة وغيرها من الآفات المتفشية، ويصلحن بين المتخاصمات، ويؤلفن بين القلوب.. فيسهمن بدور عظيم في إصلاح الأمة.

منقول/ للكاتب نفسه: خالد عبداللطيف (ذو رأي).
2
328

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

داعيه للخير
داعيه للخير
بارك الله في الناقل والمنقول جزاك الله خير
ذو رأي
ذو رأي
شكر الله لكم وبارك في منتداكم