sweet secret

sweet secret @sweet_secret

محررة فضية

نساء جدة كن يتقمصن دور الرجال ويحملن السيوف والعصي خلال فترة الحج

الملتقى العام

كل عام وانتم بخير




الأقتصادية :



كانت أحياء مدينة جدة في الماضي تصحو صباح عيد الأضحى المبارك على روائح المعمول، الغريبة، الفتوت، والشابورة، وكان الاستعداد لهذا اليوم يبدأ من غرة ذي القعدة بالتجهيز والاستعداد لكل مظاهر الفرح والبهجة في أرجاء المدينة.
كما كانت النساء يأخذن دور الرجال المغادرين للحج، حيث تلبس النساء ثياب الرجال ويضعن الغترة والشماغ والعقال، كما يمسكن العصا والسيف والرمح، في محاولة لبث الرعب في قلوب النزلاء أو الدخلاء على أحياء المدينة، وكن يسمين (الخلّيف).


الغزالة بدورها تحظى باستقبال حافل من قبل (الخلّيف) وهي أجمل فتاة يتم اختيارها من بين الزوجات اللاتي غادر أزواجهن للحج، ويفصل ثوباً خصيصاً لها لكي يتم الاحتفال بها.
ويقوم عمدة الحي بدور محوري خلال فترة الحج حيث يكون معظم رجال المنطقة الغربية في المشاعر المقدسة، فيضطر لتوظيف الشباب من أبناء الحي وتزويدهم بالعصي ليقوموا بدوريات ليلية للاطمئنان على الحي من النزلاء، كما يقوم العمدة بحبس أصحاب السوابق حتى تنقضي فترة الحج.العمائم بشتى أنواعها كانت تتسيد هذه المناسبة الفرائحية العظيمة التي يعظمها المسلمون في أرجاء المعمورة، فأهالي جدة قديماً كانوا يتنافسون في اقتناء العمائم الحميدية التي تنقش عليها آيات من القرآن الكريم، ويلبسها المشايخ من أصحاب الورع فقط خلال أيام الأضحى، كما توجد العمائم الكشميرية، والغتر والعقال والبقش.
يقول لـ ''الاقتصادية'' الشيخ طلعت غيث عمدة حي الشاطئ: كان الاحتفال بعيد الأضحى المبارك في الماضي يختلف كلياً عنه في عيد الفطر، ويضيف ''كنا نستعد لعيد الأضحى منذ غرة شهر ذي القعدة، وتحرص الأسر الجداوية على التجهيز والاستعداد سواء للذين يرغبون في الحج أو الماكثين في المدينة''.''من أهم المميزات التي يلحظها الشخص في حواري المدينة هو انتشار رائحة الأكلات من بيوت الغربية مثل المعمول، الغريبة، الفتوت، الشابورة وغيرها، كانت تجهز للراغبين في الحج للتزود بها في منى حيث كان حجاج الغربية لا يأكلون من لحوم الحج في منى خوفاً من الفدو''.


ويشير غيث إلى أن الحجاج في الماضي كانوا يأخذون الأسمال الناشفة، الجمبري الناشف، والعدس والفول، ويتابع: ''العائلات الذاهبة إلى الحج كانت تحرص على أخذ شاب من بينها يسمونه (الدندون) وهو من يقوم بأعمال الطبخ، وقيادة السيارة، ونصب الخيام في منى وعرفات''.

وبالعودة إلى المتخلفين أو الباقين في جدة، يقول غيث ''كانت أحياء جدة خلال فترة الحج تثير الخوف في النفوس كون معظم الرجال يذهبون للحج، وكان العمدة يلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على أمن الحي، حيث يقوم بتجميع الشباب من أبناء الحي وتزويدهم بالعصي والهروات للقيام بدوريات ليلية مستمرة لتفقد الحي من النزلاء أو الأغراب، كذلك كان العمدة يحبس أصحاب السوابق حتى انقضاء فترة الحج خوفاً على العوائل التي ذهب عائلوها''.


ومن الألعاب الشهيرة في تلك الفترة، لعبة (القيس) التي كانت تجرى في الأحواش، '' النساء كن يلبسن ثياب الرجال والغترة والعقال، ويحملن العصي والسيف والرمح، ثم يجتمعن في حوش من أجل إيهام الغريب بأن الرجال موجودون، ثم قبيل الفجر يستقبلن الغزالة وهي المرأة الجميلة أو ملكة الليلة كما كانت تسمى، حيث كان يفصل لها لبس خاص لهذه المناسبة، فتقوم خمس نساء بالالتفاف حولها من المقدمة وخمس أخريات من الخلف وهن بلبسهن الرجالي وبأيديهن العصي، وبعدها يتناولن الطعام مع بعض''.

وفيما يخص ثياب عيد الأضحى قديماً، يقول الشيخ طلعت غيث: ''كان من البديهي أن تختلف ثياب عيد الأضحى عن ثياب عيد الفطر، العيد الكبير كما يسمى كانت له طقوس إسلامية مختلفة وروحانية خاصة، كانت هناك ثياب الزبدة، وأبو تفاحة، وتتسيد المنطقة أنواع من العمائم المختلفة مثل العمائم الحميدية التي كانت لعلية القوم والمشايخ أصحاب الورع الذين يخصصونها فقط لتلك الليالي من أجل أن يتميزوا عن غيرهم وتكتب عليها آيات من القرآن الكريم، كذلك كانت هناك العمائم الكشميرية والغترة والعقال''. كانت المساجد ومنذ حلول هلال الحجة تصدح بالتكبير بعد كل فرض مباشرة ويردد أهل الحي المجتمعون في المسجد ألفاظ التكبير مما يعطي جواً روحانياً داخل الحي بأكمله ويحفز القاعدين في الطرقات أو الأزقة أو في البيوت على الذهاب للمسجد

ومن أبرز الألعاب الشعبية الدارجة في ذلك الوقت، يقول غيث: ''الألعاب تظل هي التي في عيد الفطر تطبق في عيد الأضحى، ومنها الألواح، المراجيح، العقيلية، والشبرية، ورغم أن عيد الأضحى بلا عيدية إلا أن خلو الأحياء من الناس وأخذ الأطفال راحتهم في الألعاب والحصول على الحلويات والأكلات مجاناً كان نوعاً من التعويض غير المباشر''. أما اليوم فيرى العمدة أن معظم العادات القديمة والأصيلة قد اندثرت إلا من بعض الأسر القليلة جداً على حد قوله، ويضيف ''الانفتاح الكبير في المجتمع، والالتفات نحو متطلبات الحياة أدى لهجر معظم هذه العادات, وإن كنت أرى أن ذلك ليس عذراً مقبولاً لكن الواقع أمر آخر''.

0
429

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️