PILOT @pilot
عضو فعال
نساء خلف القضبان
منقوووو ل من جريدة الرياض
اللهم احقظ اخواتى فى المنتدى من شر عبادك واصدقاء السو
الرياض" تلتقي عدداً من السجينات في قضايا المخدرات : التفكك الأسري يغري الفتيات بالبحث عن "البديل"
تحقيق وتصوير - نورة الحويتي
تدل الإحصاءات الجنائية على انخفاض حجم إجرام المرأة عن إجرام الرجل، ففي بعض الدراسات التي أجريت في فرنسا ومصر توصلت إلى أن نسبة إجرام المرأة إلى الرجل تمثل 1: 5تقريباً، ورغم هذه النسبة إلا أنه من الملاحظ اليوم ازدياد معدلات اقتراف الجريمة على اختلاف أنواعها بين النساء، وهذا يدعونا إلى التوجس من خطورة هذا التوجه ويدفعنا للسؤال ما الذي يدفع الأنثى موطن الرحمة والأمان إلى الإجرام لابد أن هناك عوامل خفية ساقتها إلى هذا الدرب الخارج عن فطرتها وتكوينها، نحن هنا لا نبحث في الأسباب فحسب بل نعرض تجربتهن وظروفهن حسب روايتهن ل "الرياض".
وقد اقتصرنا في طرحنا هذا على جرائم المخدرات ثبت وتبين من انتشارها وسجلت أعلى معدلات الجريمة لمرتكبيها حيث انها تتعلق بجرائم أخرى جراء التعاطي والادمان.
ومن سجن النساء بمدينة الرياض كانت لنا هذه الجولة وتلكم اللقاءات التي نبغي من طرحها أولاً وأخيراً التوعية وأخذ العظة
والعبرة فكم من أب وأم وأُسر في المجتمع غافلين عن تلك الأمور ولا يعلمون ما تصنع بناتهن ولا يدركن حجم الأخطاء التي يقترفنها في حق أنفسهن هن وإلى ماذا تدفعهن وتوصلهن؟!، كما ونؤكد على الدور الإصلاحي والإرشادي الذي تتلقاه السجينة أثناء مدة حكمها، في سبيل تطوير تلك البرامج والتركيز على تحقيق أهداف واضحة ومتقدمة في خططها.
صديقتي هي السبب
في البداية تحدثت السجينة كرستيان من إحدى الدول الآسيوية والتي أصبح اسمها بعد أن أسلمت أمل وقد أمضت في السجن شهرين وتقول إن سبب وجودها في السجن هي صديقتها المدمنة، والتي جاءت مؤخراً من بلدها، فقد وجدتها يوماً في منزلها تتعاطى كمية من المخدر مع زوجها المدمن أيضاً مما أثار غضبها وغيرتها على زوجها كما تقول وقامت بضربها خاصة وانها عرفت أن صديقتها هذه هي من توفر له المخدر، وفي أثناء الشجار قبضت علينا الشرطة ووجدوا المخدرات في بيتنا. أما صديقتها فقد انكرت ذلك أثناء حديثنا معها وقالت بدورها: أنا جديدة هنا ولا أعرف أن هذا الشيء يعاقب عليه القانون بهذا الشكل!! وزوج كريستينا هو من طلب من زوجي أن يحضر له هذا الشيء وقد قمت بإيصاله فقط وهي على علم بذلك.
من أجل الإقامة
(ج. ع) من جنسية عربية عمرها 27سنة محكومة في قضية أخلاقية إضافة إلى وجود المخدرات في حوزتها، تحكي لنا عن قضيتها فتقول تزوجت وجئت مع زوجي لأداء العمرة وبعد ذلك تركني عند إحدى قريباته وسافر هو إلى "البلد" وبعد فترة قصيرة أقنعتنا هذه المرأة التي نحن عندها أنا واثنتين من قريباتنا أن هناك رجل سعودي تعرفه في الرياض سيؤمن لنا إقامة نظامية وبالفعل أتينا جميعاً في ضيافته ومكثنا عنده أسبوعاً تقريباً وكان وحيداً ويشرب المسكر وينفث الحشيش وله صديقات وبيته وكر لهن وكنا نسهر سوياً في انتظار أن يستخرج لنا الإقامات ونعود من حيث أتينا وفي يوم خرجنا مجموعة نساء برفقته في سيارته وتوقف عند أحد الأماكن وتحدث إلى أحدهم وفجأة أحاط بنا رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقاموا بأخذنا جميعاً إلى المركز وهناك قاموا بتفتيشنا ووجدوا معي أنا فقط قطعة من الحشيش في حقيبة يدي ولا أعرف حقيقة كيف جاءت فأنا لا اتعاطى الحشيش.
تجارة المخدرات
وقالت مواطنة تجاوز عمرها 50سنة محكومة بسنة ونصف في قضية ترويج مخدرات لقد اتهمت أنا وولدي البالغ من العمر 19سنة بنفس القضية وقد تم الحكم عليه بسنة وأربعة أشهر، حيث انهم وجدوا معي أصبع حشيش و 24حبة وذلك ببلاغ من متعاون كان يشتري من ابني الذي قمت بطرده من البيت قبل أيام لأني اكتشفت أنه يتعامل مع ناس لا نعرفهم، إضافة إلى أنه يتعاطى كميات كبيرة من الحشيش والمسكر. وفي صباح يوم داهمت بيتي مكافحة المخدرات وأنا نائمة وفتشوا كل شيء ووجدوا الكمية في جيب قميصي. وبهذا تكون لي المرة الرابعة التي أدخل فيها السجن، فلدي ثلاث سوابق أخرى كانت بدايتها سكر ودعارة وبعدها توالت قضايا المخدرات. وتتابع السجينة حديثها قائلة انها منذ أن كانت صغيرة وهي في بيئة مفككة، حيث انها كانت وهي ابنة الثالثة عشرة تأخذ الكولونيا وتسكر بها مع بنات جيرانهم وأهلها لا يسألون عنها، حتى بعد أن كبرت تزوجت برجل كان هو الآخر يشرب الخمر ويتعاطى الحشيش وقد توفي منذ أربعة عشر عاماً وترك لها خمسة أبناء بلا تعليم أو منزل يؤويهم، وقد اتجهت إلى الترويج عندما تعبت كما تقول من جدوى الحصول على وظيفة حتى ولو مستخدمة لتستطيع تربية أولادها والوفاء بمستلزماتهم خاصة بعد أن انقطعت إعانة الضمان الاجتماعي عنهم لأن راتب زوجها التقاعدي 1800ريال! وبهذا أصبحت تروج لكافة الأنواع فهي التجارة الأكثر ربحاً على حد اعتقادها ووجدت الكثير ممن ساعدها وشجعها وأصبح هذا العمل يشاركها فيه ابنها أيضاً. ولكنها تقول انها تنوي التوبة فقد خجلت من بناتها وأزواجهن الصالحين الذين حرصت على أن تكون أخلاقهم سوية ومن بيئة صالحة حتى تضمن لبناتها عيشاً كريماً.
زوجي هو السبب
وقالت (م. ر) سجينة تحمل الجنسية السعودية ومتزوجة من مواطن ولها (9) من الأبناء، مدة سجنها 6سنوات. تقول تزوجت وجئت مع زوجي إلى السعودية واكتشفت أنه يتعاطى الحشيش ويشرب المسكر وفي مرة كان زوجي (سكران) وقد ضُبط في الطريق فجاءت الشرطة إلى البيت وفتشوه ووجدوا كمية من الحشيش والشراب كانت لزوجي ولكني قلت انها لي حتى يخرج من السجن فأولاده يحتاجونه أكثر مني وقد كنت حينها حاملاً ووضعت توأميَّ في السجن، وكنت أنوي أن أقول إن الكمية الموجودة لدينا للاستعمال وهذا يخفف عليَّ الحكم ولكن الجهات الأمنية اثبتتها (ترويجاً) لأنها كمية كبيرة. وتضيف (م. ر) نحن بصراحة نناشد المسؤولينبأن يشملنا العفو حالنا حال جميع القضايا فنحن لدينا اطفال صغار نربيهم وقد جاءتنا الامراض جراء حبسنا..؟! ولكن الباحثة التي تتابع حالتها واوراق ملفها تقول: ان لها خمس سوابق في قضايا اخلاقية وترويج المخدرات؟! وفي كل مرة زوجها يسارع في تخليصها ويقف الى جانبها وعلاقتهما ابداً لا تتأثر دلالة على أنهما في الوحل سوياً.من جانب آخر التقينا بوالدة السجينة (م. ر)، عمرها 80سنة التي اعتادت زيارة ابنتها، وعندما تم القبض عليها وهي ذاهبة مع احد معارفهم لحضور حفلة خطوبة، كانت هي مع "الشغالة" تنظف بيت ابنتها الجديد وقد فتح عليهم رجال الشرطة بالمفتاح وفتشوا البيت وقاموا بأخذهما الى السجن وهناك عرفت ان ابنتها متهمة بترويج المخدرات.
متسترة على أبني:
وتحدثت (م. س) محكومة بسنة وست اشهر بقضية ترويج ان سبب قضيتي هي والد البالغ من العمر 19سنة، حيث اني منفصلة عن أبو ابنائي السبعة والذين يعيشون جميعهم معه، وقد تزوجت مرة اخرى بشاب خلوق ومتعلم وسافرت معه الى احد المدن القريبة من الرياض حيث تم تعيينه هناك فأنا اريد ان اعيش بسلام وانسى الماضي. وكنت في الاجازات آتي الى بيتي في الرياض ويزورني اولادي، وفي مرة اتصلت بي صديقة قديمة تسكن في جدة واخبرتني انها تريد زيارتي وان اخاها برفقتها، والحقيقة انا اعرف ان هذه المرأة منذ فترة كانت تتعاطى المخدرات ولكنها تابت وشفيت من هذا البلاء، وبالفعل جاءت الي ومعها اخوها المزعوم والذي تحدث مع ولدي بشأن توفير كمية من الحشيش وقام ابني بتوفيرها له وتبين بعد ذلك انه كمين ساعدت به هذه الصديقة للاطاحة بابني، وقد اتهمت معه في القضية ولكن فجيعة بولدي كانت اكبر من ان ادافع عن نفسي فأنا اشعر انني السبب في ضياعه. وحول ما اذا كان ل (م. س) من سوابق قالت بأنها دخلت مرة الى السجن ومعها 13من افراد عائلتها بتهمة ان منزلهم مشتبه فيه انه وكر لدعارة ولكنه ما لبث ان ثبتت براءتهم واطلق سراحهم جميعا بعد ان تم التأكد انهم محارم لبعضهم.
الادمان ضيع كل شيء
وقالت المواطنة (ش. خ) محكومة بسنتين في قضية ترويج لقد ضبط معي كمية 15جراماً من الهيروين وكانت للاستعمال ولكن القاضي قال بما انه لدي ثلاث سوابق فهي تعتبر ترويجاً وليس تعاطياً، ومشكلتي قديمة مع المخدرات فأنا الآن ادمنتها وصار علاجي صعباً، وقصتي تبدأ منذ أن زوجني اهلي وانا عمري 13سنة من رجل كبير وميسور الحال وانجبت منه بنتاً وانفصلت عنه وقد خرجت بعدها للعمل وانا ما ازال صغيرة واشتغلت في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية وتعرفت على الكثير من الصديقات واعجبتني حياتهم الحرة فكنت دائما ازورهم ونقوم ايضا مجموعة من الفتيات بعمل رحلات برية وحدنا ونبيت عند بعضنا وكانوا اهلي على علم بكل هذا ولم يتجرأ احدهم ويمنعني فأنا مادمت اعمل واصرف على نفسي وعليهم فلي الحق ان افعل ما اشاء، وقد كانت نتيجة ذلك اننا كنا نشرب المسكر ونتعاطى انواع المخدرات.. وقد تورطت في قضايا اخلاقية سابقة كنت فيها غير واعية، وفي هذه الفترة ايضاً تزوجت برجل في مثل حالي وانجبت منه بنتاً عمرها الآن اربعة عشر سنة وقد انفصلت ايضا عن والدها وهي طفلة صغيرة، ومن ثماني سنوات مضت تزوجت برجل ثالث كان لا يعرف طريق الشرب والمخدرات وقد تزوجته لانه كان كذلك ولأني كنت اريد ان انتهي عما انا فيه، ولكن ظهر له اقرباء لهم في هذه الطريق فانحرف معهم الى المخدرات، وقد كان يأتي بها الى المنزل فضعفت واستعملتها معه وجاريته الى ان وصلنا جميعاً الى مرحلة الادمان وتركت عملي لأني لم اعد استطع العمل في ظل حالتي تلك، وقد انقطعت بهذا عن اهلي وقبلهم ابنتي الكبرى ولم يبق لي غير الصغرى والتي كانت تصلني وتعطف علي ونصحتني مراراً ان اتعالج واعود الى حالتي الطبيعية، مشيرة الى انها تعاونت مع الجهات الامنية في الاطاحة بسبعة من المروجين.
الجهل طريق الهلاك
أم عبدالله مواطنة محكومة ب 10اشهر لديها 6اولاد وهذه هي السابقة الاولى لها. تحكي لنا أم عبدالله بكثير من العفوية والبساطة فتقول في يوم استأذنت زوجي وخرجت بعد صلاة المغرب لاصدق معروضاً من امام المسجد في الحي المجاور لحينا لنحصل بذلك على مساعدة ومعونة من اهل الخير المقتدرين فحالتنا متواضعة جداً فزوجي رجل كبير ولا يعمل وابنائي وبناتي يحتاجون الى مصروفات وانا امرأة مريضة بالقلب وبداء السكر وضغط الدم، ولكني كثيراً ما كنت ارفعه عن نفسي بحضور الزواجات والمناسبات وزيارة الجارات، المهم اني خرجت في ذلك اليوم وانا احمل في حقيبة يدي وبين دوائي وحبوب علاجي قطعة من الحشيش اخذتها من احدى جاراتي التي كنت قد سلفتها 200ريال ولما طلبت المبلغ منها اعطتني القطعة وقالت ان هذا الشيء يحتاجه بعض الناس الذين يدخنون وسيشترونه منك "بفلوس" كثير وستأخذين حقك وزيادة، ولكن انتبهي ان يراها احد معك فصرت اخذها في كل مكان اذهب اليه بل اني في المنزل كنت اضعها في جيبي حتى لا يكتشفها زوجي الذي كان يدخن بشراهة فيأخذها مني ببلاش!!. وتواصل أم عبدالله ان الذي حدث عند خروجي في ذلك اليوم اني ركبت مع صاحب "وانيت" ليوصلني الى مشواري فهو ارخص من "الليموزين" فلحقت بي سيارة الهيئة واوقفتنا واخذوا يسألونني اين سأذهب وكيف اركب مع شخص غريب واين محرمي.. ثم اخذوني الى المركز وهناك تم تفتيش حقيبتي ووجدوا فيها الحشيش الحرام المخدر.
أم عبدالله تحلف انها لم تكن تعرف كل هذا عن القطعة التي تحملها الا في مركز الشرطة وتبدو متأسفة ونادمة لانها اخذت شيئاً لا تعرفه وتقول انها لاقت لوم وتأنيب من ابنها الاكبر الوحيد من افراد عائلتها الذي يزورها وينقل لها اخبار اهلها وزوجها الغاضب عليها.
أرفض جنسي الضعيف
أ. م سعودية محكومة ب 3سنوات لديها 4ابناء اكبرهم عمره 21سنة، لديها 6سوابق ما بين قضايا اخلاقية وسكر وتعاطي وترويج اما قضيتها الاخيرة فهي سكر واسترجال. وقالت: انا من اسرة متوسطة ومحافظة جدا، تزوجت في الثالثة عشرة من عمري برجل جاف الطبع ومريض بالشك لم يشأ ان اكمل دراستي المتوسطة ولكنه سجلني في دورة خياطة وآلة كاتبة وفي احد الايام كنت قد خرجت للتو من فترة النفاس بطفلتي الثالثة واقامت لي زميلاتي حفلة بهذه المناسبة في بيت احداهن وذهبت بإذن ومعرفة زوجي وفي المساء لم اجد من يعيدني الى بيتي فقد كان زوجي عنده (خفارة) واتصلت بأخي ولم اجده هو الآخر، وشعرت بأني تأخرت على اطفالي وان الصغرى بحاجة الى رضاعة، فتبرعت احدى زميلاتي بأن توصلني في طريقها وعندما وصلت الى البيت وجدت زوجي وقد شاهدني وانا انزل من سيارتها فثار ثورته واتهمني بأني كنت اكذب عليه واني كنت مع تلك المرأة التي وصفها بالرديئة وان سمعتها سيئة ويعرفها الجميع داخل المجمع السكني الذي كنا فيه دهشت مما سمعته عن صديقتي وامها واقسمت له اني بريئة واني لا اعرف عنها شيئاً وطلبت منه ان يكشف علي لاثبت له اني صادقة ولم يكذب زوجي خبراً واخذني في منتصف الليل الى المستشفى وطلب اجراء كشف وتحليل جنسي، استغرب الطبيب المناوب هذا الطلب وامرنا بانتظار وبعد قليل جاءت الشرطة لتحقق في الموضوع واخذوني معهم واوقفوني في السجن لحين خروج نتيجة التحاليل واستكمال الاجراءات ومكثت في السجن عدة ليالٍ ثم خرجت بعد بطلان ادعاء زوجي على وجاء زوجي ليعتذر ولكني كنت بنفسية صعبة جداً لم اتقبل منه أي شيء فلم اكن مصدقة ان زوجي الذي يعرفني جيداً يشك بي واصبت بالخيبة اكثر عندما عنفوني اخوتي وألقى اهلي اللوم علي ولم يثأروا لي او يأخذوا حقي منه فكنت في حالة اكتئاب شديدة ولم استطع حتى الكلام مما دعاهم الى اخذي الى مستشفى الامراض النفسية وهناك كدت اجن فعلاً من هول ما رأيت وبعد 18يوماً خرجت واعادوني اهلي فور خروجي الى زوجي وهم يقولون احمدي الله انه يريدك بعد كل ما فعلتيه؟ وعدت اليه وانقطعت صلتي بالعالم فلم اكن ارى غير جدران بيتي حتى انتقل عمله الى الرياض وجئنا معه وسكنا الطابق الارضي من فلة اخيه الذي كان يسكنها وقد كان هذا الرجل متديناً وطيب القلب حتى انه كان يقتسم معنا الطعام قبل ان يصعد به الى بيته ولكن زوجي المريض بالشك لم يعجبه الحال فاتهمني بأني على علاقة بأخيه، ولكني هذه المرة لم استطع الصبر فتركت له البيت واقسمت على عدم الرجوع له وذهبت عند اهلي وكنت حامل بولدي الرابع فانتظرت عندهم على مضض فقد كانوا غير مرحبين بي ورافضين قراري حتى وضعت طفلي وبعد ان تحسنت صحتي سلمت الطفل أمي وطلبت منها ان تعتني بصغاري وخرجت هاربة منهم ومن زوجي ومن كل العالم، وفكرت اين اذهب فلم اجد غير صديقة تعرفت عليها عندما كنت موقوفة في السجن وقد كنا بعدها على اتصال والحقيقة انها كانت تخفف عني، وعندما ذهبت اليها رحبت بي وفرحت لأني أؤنس وحدتها فقد كانت تسكن لوحدها وبمساعدتها استعطت ان انسى همومي وألم التفكير في اطفالي فقد كنا نشرب الخمر سويا ولكن عندما يذهب مفعوله ابكي بشدة حزناً على نفسي وشوقاً الى اطفالي فما كان منها إلا ان اعطتني الحبوب وبعدها صرت استعمل جميع انواع المخدرات، وعن طريقها عرفت اناس لهم في "الكار"، وكم حدث ان تم القبض علينا في بيتها بقضايا اخلاقية وسكر، وبعد فترة ولأنه لم يكن لدي مال اشتري به ما احتاجه من الصنف منها او منهم ولأني لا ارغب ان ابيع نفسي لرجال حيث اني فقدت انوثتي وكرهتها ايضا فقد صرت اشعر بأني اتصف بالخشونة واني استطع ان افعل ما يفعله الرجل ذلك الجنس المغفور له في المجتمع لذا ولكل تلك الاسباب اصبحت اقوم بعمل "تصريف" البضاعة وبيعها، ومضت حياتي الى اليوم وانا من قضية الى اخرى كلها في نفس المجال واليوم انا في السجن بتهمة "استرجال وسكر"، حيث اني سكنت مع مجموعة من الشباب "مزاجنا واحد" وصرت فرداً منهم حتى انه في سهراتنا كنت اتصرف كرجل مع الفتيات اللاتي كن يقضون معنا اوقات الشرب والسهر.
وتضيف (أ. م) انني داخل السجن بأني افضل حالاً مما كنت عليه فهذه المرة اجدهم يساعدونني ويبذلون مجهوداً في ذلك وانا اخص بالشكر الشؤون الدينية في السجن والداعيات والشيخ عبدالعزيز الذي اوصلني بابني الاكبر بعد غياب دام 14عاماً واقنعه بزيارتي.
وسألنا (أ. م) ان تصف لنا هذا اللقاء وهل مازالت تحمل مشاعر الامومة بعد تلك التغيرات والظروف التي مرت بها، وكيف هي مشاعر ابنها تجاهها؟ فقالت عندما رأيته لم اصدق فقد انتابتني مشاعر غريبة احسست اني اريد ان احضنه بقوة وابكي على صدره في الوقت الذي لم اقترب منه ولم استطع ان امسك حتى بيديه لكنه كان في المقابل يقول انه واخوته يريدونني وانه يتمنى ان يجمعنا بيت واحد وان اعود أماً كما كنت.وقد علقت مديرة السجن الاستاذة أمل خضر على حديث (أ. م) قائلة في كل مرة تسجن فيها كنا نعاني من عنفها وشراستها فقد كانت دائما ما تختلق المشاكل مع السجينات حتى انها تضربهم، ولكننا هذه المرة التي نتمنى ان تكون الاخيرة حاولنا ان نشعرها بأهميتها وانها ممكن ان تكون عنصراً فاعلاً ومنتجاً وان طريق الصلاح والهداية قريب ويسير لمن اراده، وقد وجدنا عندها الرغبة لذلك وقمنا بإسناد مهمة لها داخل السجن وهي المساعدة في توزيع الاعاشة وتتقاضى عليها راتب 160ريال، كما تم إلحاقها بدورة لتعليم الخياطة، وقد حظيت كذلك بمتابعة مستمرة من الشؤون الدينية داخل السجن كما ان الداعية اسماء الرويشيد كانت تصر على حضورها للمحاضرات والندوات التي تقيمها داخل السجن ونحن نراها اليوم افضل حالاً من المرات السابقة
ولكن نتمنى ان تمتد لها يد المساعدة للم شملها مع ابنائها وابعادها عن الجو الذي كانت تعيش فيه. فهؤلاء السجينات اخذن عقابهن ويجب ان نساهم في اصلاحهن ومساعدتهن من اجل بناء المجتمع
2
703
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
لاحول ولاقوة إلا بالله
اصبت بالدهشة
فلم اكن اتوقع وجود ذلك في مجتمع مسلم ..
أسال الله الكريم رب العرش العظسم ان يصلح حال أمتنا
اللهم عليك بمن ادخل الى بلاد المسلمين المخدرات والمسكرات ..