نساء رائدات ٢

🌷 أم سليم بنت ملحان الأنصارية ( رملة بنت ملحان الغميصاء )
🌸 قال النبي صلى الله عليه وسلم ( دخلت الجنة فسمعت خشفةً بين يدي فإذا باالغميصاء بنت ملحان ) .
🌸 زواجها من أبي طلحة :
كعادة العرب في كل حين يعطفون على المرأة التي توفي عنها زوجها ويندفعون إليها طالبين يدها معتبرين ذلك نوعاً من الشهامة والنجدة ، وهذا ما حصل مع أم سليم فقد توارد عليها الخاطبون فردتهم جميعاً وقالت : لا أتزوج حتى يقف أنس في مجلس الرجال ويأمرني . لكن أحداً لم يقتنع بكلامها فظلوا يخطبون ودها ويطلبون الزواج منها ، وكان أكثر الذين تقدموا لها إصراراً أبو طلحة ، وكان أبو طلحة مشركاً يعبد الأصنام ، فرفضته أم سليم رفضاً باتاً ورددت عبارتها التي طالما قالتها : لا أتزوج حتى يكبر أنس ويأمرني وهو بين الرجال .
ونما أنس وبلغ سن الفتيان وجلس بين الرجال وصار يطلب من أمه الضيافة ، ورأى ذلك أبو طلحة فجاء إلى أم سليم وقال لها : هاقد وصل أنس إلى السن التي حددتها وهاهو يجالس الرجال ويأمرك بتهيئة الضيافة فلا عذر لك بعد الآن . قال : أنت امرؤٌ ياأبا طلحة لا تُرد فأنت من أفضل الرجال وأكرمهم ، ولا يمكن لامرأة مهما تكن من العظمة ومهما تملك من مزايا أن ترد لك طلباً ، ولكني ياأبا طلحة على دين محمد صلى الله عليه وسلم فإذا تبعت ديني تزوجتك لأن ديني يحرم علي أن أتزوج مشركاً ، وإن لم تتبع ديني فلا زواج ، ومادمت قد عرفت حالي فأنت أمام أحد أمرين : إما أن تتبع ديني فيكون ذلك مهري ، وإما أن تكتم سر إسلامي وتذهب إلى حال سبيلك ، فكر ياأبا طلحة ثم عد إليّ مقرراً رأيك . بقي أبو طلحة أسبوعاً كاملاً وهو يفكر ثم ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه وجاء إلى أم سليم مسلماً فقالت : قم ياأنس وزوج أبا طلحة فكان إسلامه مهرها . قال ثابت : فما بلغنا أن مهراً كان أعظم منه .
🌸 أرأيتن أخواتي الحبيبات مهراً أغلى من هذا المهر ؟ والناس يتبارون في المزايدة باالمهور ويصلون إلى حد اللامعقولية في وقتنا الحاضر .
🌸 روت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة ) أحمد والبيهقي في السنن الكبرى .
🌸 وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) صحيح سنن الترمذي . ولم يقل إذا خطب إليكم ذو مال أو ذو مركز فزوجوه .
غفر الله لنا لكثرة ما أحدثنا من انجرافات عن الدين القويم .