قالت الفتاة الكبرى لشقيقتها الصغرى وهي تداعب بأصابعها
خصلات شعر أختها المتدلية على جبينها المتلألئ :
مالي أراكِ منذ اشهر لم تعودي تلك الفتاة التي تغار منها الأخريات ،
لقد كنتِ أشبه بالزهرة يتضوع عبق أريجها حيثما تحركت ،
ويتلألأ جمال محياها أينما نزلت ، ويتعالى صدى ضحكاتها في كل مجالسها .. غير أني أراك أصبحتِ زاهدة في هذا الجمال الذي تملكين ،
والذي تحسدك عليه كثيرات ، فلا أنتِ تتزينين كما كنتِ تفعلين ،
ولا أنتِ تتطيبين بألوان الطيب والعطور كلما خرجتِ مع أنك كنتِ في هذا
أشهر من نار على علم .. ما الذي حدث لك ؟ أخبريني ..
أأنت مريضة وأنا لا أعلم ، أم أصابتك عين ، أم صدمك أحد ولم تخبريني ،
أم أنك تحتاجين إلى شيء ولم يحققه لك الوالد والوالدة ،
أم أنك تمرين بحالة هيام جعلتك تنصرفين عن كل شيء ..!
قالت عبارتها الأخيرة وهي تضحك .. ثم واصلت حديثها :
صحيح أنني أنشغل عنك بأمور زوجي وبيتي ، فلا أكاد ألتفت إليكم ،
ولكن هذا لا يعني إهمالا مني لكم ، ولكن ظروف الحياة الزوجية
وبعض الأمور فيها شغلتني عنكم لاسيما في الأشهر الأخيرة ،
مع أن بيتي لا يبعد عن بيت الأهل إلا بعدا لا يُذكر ،
ولكن ظروفا مررت بها شغلتني عنكم ، ومنذ أن حللت بينكم منذ يومين ،
لاحظت هذا التغيير الجذري الذي حدث في حياتك فشغلني عنك ،
فطمئنيني عليك فأنا أختك الكبرى ، التي كانت في يوم من الأيام
موضع أسرارك .. أتذكرين؟ ..
كانت الشقيقة الصغرى تتابع حديث أختها متبسمة ، مصغية إلى كل كلمة
تنطق بها ، فلما صمتت ، قالت وقد تلألأ وجهها بإشراقة نور :
ثقي أنه لا شيء مما تذكرين حدث لي ، ولكني باختصار أقول لك بكل ثقة :
أنني أخيرا خرجت من الوهم الذي كنت أعيش فيه ،
بل الحق أنني كنت مريضة فشفيت ، لا ،
بل كنت ميتة فأحياني الله برحمته ..!
وعلى الرغم أنكم الآن ترونني لا أتكشف كما كنت أتكشف من قبل ،
ولا ابهرج نفسي كالسابق ، ولا أخرج إلا بثياب فضافضة ساترة كاسية
تغطيني من مفرق رأسي إلى أخمص قدمي .. رغم هذا كله ..
فإني أقسم لكم أنني قد وجدت نفسي أخيراً ..
نعم والله لقد وجدت نفسي أخيرا .. وجدتها بعد ضياع ،
وعثرت عليها بعد متاهة ، واكتشفتها بعد حيرة ..
حين عرفت دربي مع ربي ، وجدت قلبي ..!
ويوم وجدت قلبي انبثقت ألوان من السعادة في أعماقي ،
وهي سعادة لا تصورها الكلمات ، ويعجز عن التعبير عنها اللسان ،
وأحسب أن هذه المشاعر الجديدة التي أصبحت أحيا بها ومعها ..
أحسبها حلاوة الإيمان التي أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فإن كانت هي هي ، فيالها من جنة رائعة وارفة الظلال ، كثيرة الثمار ،
يانعة القطوف ، يتنعم بها قلبي بشكل مبهر ، فضلاً من الله ونعمة ..
فله الحمد ..
ومن جهة أخرى .. يا له من كابوس فظيع أكون قد تخلصت منه
يوم ( طلقت ) تلك الحياة التافهة التي كنت فيها مجرد ( دمية )
دمية يحركها غيرها ، ويتلاعب بها أصحاب بيوت الأزياء ،
وصعاليك الوسط الفني ..!!
تلك الحياة العابثة رغم ما فيها من بهارج وهالات وأضواء ،
لكنني أخيراً اكتشفت أنها كانت أشبه بألعاب الأطفال ليس إلا ..!
وكم رأيت أطفالاً يأكلون التراب وهم يحسبون أنهم يستمتعون ..!!
كانت الفتاة تتحدث بحرارة واضحة ، حتى أن عينيها
ترقرقت في خاتمة حديثها ..
وانعقدت الدهشة بوضوح على وجه شقيقتها الكبرى ،
فهي لم تعهد أختها تتحدث بمثل هذه الحرارة وهذا التدفق ،
ولا سيما في مثل هذه المعاني الإيمانية الدقيقة ، بل أكثر من هذا
لقد شعرت أن لحديث شقيقتها صدى واضحاً هب على قلبها ،
وترك فيه بصمة قوية ..
لقد كانت تعرف شقيقتها من أكثر الفتيات تعلقا بأخبار الموضات ،
وعالم الأزياء ، وأخبار الوسط الفني وما شابه ذلك من موضوعات
تقتات عليها كثير من الفتيات اليوم ، وكأن لا شيء يعنيهن
من همّ الإسلام والمسلمين وقضايا الآخرة ...!
وخيمت لحظات صمت ، كانت خلالها تلك المعاني التي أثارتها
الأخت الصغرى تغلي غليانها في قلب الكبرى ..
ثم قالت متسائلة :
ولكن ما سر هذا التغيير الهائل الذي حدث في حياتك ونقلك هذه النقلة الكبيرة ؟
عاد وجه الصغرى يتهلل ويشرق وانسابت الكلمات على لسانها ،
وتدفق الحديث من قلبها ، وتوالت المعاني تتسابق ،
وهي تتحدث عن هموم الإسلام ومعاناة المسلمين ، وقضايا الإيمان
ومحبة الله والدار الآخرة .. وكان حديثها خليطا من هذا كله ،
ولكنه كان مؤثرا جداً ، ربما لأنه جاء بطريقة تلقائية لا تكلف فيها ..
ما في القلب سال على اللسان في يسر وبطلاقة عجيبة ..
وكانت الكبرى تتابع مبهورة ، لا تكاد تصدق أن هذه أختها التي تعرفها ،
ولا تكاد تصدق أن هذه المعاني كلها تنصب على قلبها خلال شهور قليلة ،
ولم تدر المسكينة أن خزائن الله ملأى لا تغيض ، وأن إقبالاً صادقاً على الله
كفيل أن يفجر الينبوع في يوم أو بعض يوم ..
ألم يكن سحرة فرعون قبل لحظات يقسمون بعزة فرعون ،
ثم ما لبثوا أن آمنوا بموسى ، وأخذوا يتحدون فرعون في روعة مدهشة !!
وبقيت الصغرى تتدفق في حديثها والكبرى تتابع في انبهار ،
وقد اتضح تماماً أن صدى كلمات أختها وقع تماما على مكامن في قلبها
فاهتزت روحها ، ورجت القلب الغافل ، وحركت أوتارا معينة فيه ..
وإذا بها تقاطع أختها متسائلة للمرة الثانية :
ولكني أريد أن أعرف ما سر هذا التغيير الذي أدار اتجاهاك
على هذا النحو ، وجعلك تبحرين عكس الاتجاه الذي كنت فيه ؟
وتطلقين حياة حافلة بالمباهج الدنيوية ، إنني أحسب أن ما حدث لك
أشبه بالطفرة التي تحدث في بعض البلاد ، فتنقلها في وقت قصير من حالة
فقر وعدم ، إلى حالة غنى ووفرة ونعيم لم تكن تحلم به ..!
ضحكت الأخت الصغرى ثم قالت :
أحسنت التشبيه .. نعم والله لم أكن أحلم يوما بأنني سأعيش هذا النعيم
الذي يهز قلبي على هذا النحو المبهر .. ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ..
فله الحمد وله المنة ، ولقد صدق والله من قال :
إن في الدنيا ( جنة ) من لم يدخلها ، فلن يدخل جنة الآخرة ..
وأحسبه يعني جنة الأنس بطاعة الله والتلذذ بذكره ومناجاته والحديث عنه
..وأحسب أني أذوق شيئا من هذا !!
ابتسمت الأخت الكبرى وقالت : يبدو أن هناك سر ما وراء هذا التغيير
الذي حدث لك ، ولا تريدين الحديث عنه ، كم كنت في شوق
أن أعرف هذا السر، فقد فعل حديثك بقلبي الأفاعيل ..
عادت الصغرى تضحك ثم قالت :
لا والله ليس هناك سر . ولكني أحدثك بما يتيسر على لساني
مما يغرفه من وعاء قلبي ..لأني وجدتها فرصة مواتية لي ،
أن تفرغت لي هذه الساعة ، وإني عازمة على أن أجيبك ..فاستمعي إلي ..
فلعل الله يشرح صدرك وينير قلبك ..ويمن عليك كما منّ علي ..
اللهم آمين ..
اتضح جليا أن الأخت الكبرى صرفت كل شاغل عن ذهنها
وركزت بؤرة شعورها مع كلمات أختها التي شرعت تتحدث قائلة :
لعلها أمور كثيرة متداخلة ، وتراكم أشياء متعددة ، وأحداث متوالية ،
كانت تترك بصماتها في نفسي شيئا فشيئا حتى بلغت العمق ،
فكان أن ألم بي مرض أقعدني في فراشي لأيام ، وكان هذا المرض هو القشة
التي قصمت ظهر البعير كما يقال .. بمعنى أن هذا المرض كان هو
نقطة التحول الحقيقية في حياتي ..
في تلك الفترة كنت مهيأة نفسيا حتى الذروة لكل كلمة تقال ،
وكان أن ألهمني الله وأنا أقلب محطات الإذاعة أن استقر بالمؤشر على
حديث ديني حول المرأة المسلمة وأخلاقياتها وواجباتها ، وتكريم الله لها ،
وأصغيت يومها إلى المعاني بكل حواسي ، وكأنني اسمع كلاماً جديدا
يطرق سمع قلبي لأول مرة ، كانت المعاني هذه المرة طازجة من السماء ،
لها وقع عنيف في نفسي ، وشعرت أن كل معنى كأنه مسمار محمى
يدق في قاع قلبي فيستقر بقوة ولا يتزحزح ،
ثم تتولد منه معانٍ أخرى ..وهكذا ...
وأحسست يومها أن ركاماً كثيفا وهائلا أخذ ينكشف عن ساحة قلبي ،
وكأني أرى أمورا كثيرة بغير العين التي كنت أراها بها من قبل ،
واتضح لي تماما أنني كنت تائهة ، ضائعة شاردة عن الله وطريقه
الذي يحب أن يراني سائرة عليه ..
ولم أملك عيني يومها من البكاء بحرقة ، ولعل أقوى ما هزني هو
مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة حول :
حرمة خروج المرأة المسلمة بعطورها وزينتها
حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شبهها ( بالزانية ) !! ..
فعلى قدر ما حرصت تلك المرأة أن ترضي غرورها وهواها ،
تكون قد تعرضت لسخط الله عليها !! فأين هذا من هذا !؟
ومن له طاقة بتعريض نفسه عامدا متعمدا لسخط الله عليه !؟
وكيف نزعم أننا نحب الله ثم نحن نتجرأ على مخالفته ؟!
ونصر على أن نبحر في غير الاتجاه الذي يحب هو لنا
أن نسير فيه وعليه ؟! وهل من علامة المحبة أن تخالف من أحببت ؟ ؟!
وهل اختيارنا لأنفسنا ما نهوى سيكون خير من اختيار الله لنا ؟!
ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ؟؟
ومعانٍ كثيرة جداً أفاض فيها وحولها الشيخ المتحدث
وقد فتح الله عليه يومها بشكل مبهر ، كان لها اشد الوقع في قلبي ..
لقد شعرت بحقارة نفسي وأنا أتذكر كيف كنت أصر على أن أكون زهرة
كل مجلس ، وزينة كل منتدى ، استجلابا لإعجاب الآخرين من ذكور وإناث .
ولم يكن لي هم في حياتي إلا الاهتمام بزينتي كأنني ( دمية )
في يد صبية تلعب بها بين يديها !! ألا لعنة الله على الشيطان ،
كيف يزين المعصية في العيون ، حتى يغفل الإنسان عن الله سبحانه ،
ولا يبالي بما يفعل وهو يركب هواه ..!!
لقد تجلى لي بوضوح كالشمس أن المرأة أصبحت سلعة رخيصة ممتهنة ،
يوم ابتعدت عن طريق الله سبحانه ، ولم تلتزم هديه الذي طالبها بالتزامه ..!!
والخلاصة .. أن ذلك الحديث في ذلك اليوم فعل بقلبي الأفاعيل ..
وبكيت كما لم أبك من قبل .. وتولد عن ذلك قرار لا رجعة فيه ،
قرار الانخلاع من حياة عابثة ، لن أجني من ورائها إلا
مزيداً من سخط الله عليّ ، إذا تماديت في السير فيها ..
ووطنت نفسي من تلك الساعة على أن ألتزم ما طلبه الله مني
ولو شق ذلك على نفسي ، ولو كان في ذلك خروج روحي ،
ولو كان في ذلك أن أتعرض لسخرية جميع العالمين ..
لقد أصبحت غايتي وهدفي أن يرضى الله عني ،
فإذا رضي الله عني فعلى الدنيا وأهلها العفاء ..!..
ولقد هجم الشيطان عليّ بوساوس كثيرة ليصرفني عن هذا القرار
كأن يصور لي انصراف صديقاتي عني ، وسخريتهن مني ،
وتلك المباهج التي سأخسرها ، ونحو هذا كثير ..
ولكني كنت قد وطنت نفسي على مواجهة كل شيء في سبيل
تحصيل رضا الله عني ..المهم والهم أن يرضى الله عني ..
ولا شيء أريد غير رضاه ..
وكانت أولى خطواتي على طريق الهداية ..
وشعرت يومها أنني ولدت من جديد .. نعم والله .. شعرت تماماً
أنني ولدت من جديد ...!
ولقد من الله عليّ فوجدت تباشير الرضى تملأ قلبي من خلال
هذه المشاعر السماوية التي تغلي في قلبي ولم أكن أتذوقها من قبل ..
فله الحمد والمنة..
يبقى أن أقول لك شيئا ..
أنني والله لم أكن لأتصور يوما ما أن أجد مثل هذا الفيض من المعاني
والمشاعر التي أصبحت أتذوقها منذ إقبالي على الله ،
ولاسيما وقد وطنت نفسي على أن أحمل هم دعوة الله لأكون في ركب الأنبياء
عليهم السلام ، لعل الله يحشرني مع النبيين والصديقين يوم القيامة ،
وأصبحت في كل مجلس ومع كل أحد ، وحيثما كنت ، وأينما حللت ،
أحمل هم هذا الدين ، أبلغه وأحبب فيه ، وأزينه في عيون الآخرين ،
وأسعى لأدفعهم إليه ، لعلهم يذوقون بعضا مما أذوقه ، هذه واحدة ،
والثانية لعل الله يزيدني من فضله نورا على نور .. وهذا ما شعرت به ..
والثالثة .. لقد كنت خير داعية لصنوف من الشر أزينها في عيون الأخريات
وأنا أحدثهن عن عالم الأزياء والموضات وعوالم صعاليك الوسط الفني ..!
فأنا اليوم أريد أن أعوض ذلك الحديث بالحديث عن الخير حيثما كنت ..
ولقد أكرمني الله بأن وضع لي القبول لدى كثيرات ممن أحدثهن ،
فاستجابت لي مجموعة غير قليلة ، ومنهن من أصبحت لا هم لها اليوم
إلا أن تحمل راية دينها أينما نزلت وحلت ورحلت ..
وبهذا ومثله تتسع دائرة الخير ، ونكون قد ساهمنا في نشر هذا الدين ،
وسعينا جادين في إصلاح مجتمعنا ..
والحمد لله أن الدائرة تنداح بشكل رائع .. يبقى أن نسأل الله القبول ،
والثبات حتى الممات .. ..
قالت الكبرى بعد لحظة صمت :
لعلي سمعت مثل هذه المعاني من قبل مراراً ، ولكن قلبي لم يهتز لها ومعها
ولم يتفتح لها ، ولم يتشربها كما اشعر بها هذا اليوم ،
اشعر أن نبراتك صوتك لها صدى غير عادي ،
وأن حرارة حديثك تمس شغاف القلب وتحرك أوتاره ،
خاصة وأنا أعرفك من قبل .. واليوم كأنني أتعرف على إنسانة جديدة ،
والعجيب أن هذا كله يتم خلال بضعة أشهر فقط .. فسبحان الله .. سبحان الله ..
والله لقد شوقني حديثك إلى أن أراجع نفسي ، وهيجني إلى ضرورة أن التزم
على الوجه الذي يريد الله ويحب .. وأسأل الله أن يرضى عني ،
ويشرح صدري ..وأحسب أن هذا سينهي حالات خلاف حادة تقع
بيني وبين زوجي ، كانت تهدد حياتي الزوجية ..
ولعل الله أراد بي الخير أن ساقني لزيارتكم
في هذه الظروف التي أمر بها ..
قفزت الصغرى إلى حضن شقيقتها وأخذت تقبلها وهي تبكي ..
ولسانها يتخبط وهي تدعو لها ، وتدعو ، وقابلت الكبرى هذه الحركة
من شقيقتها بأن أخذت تضمها وهي تخفي وجهها حتى لا تفضحها دموعها
التي أخذت تناسب بغزارة ..
ومع انسياب الدموع يخيل إليك أن إشراقة ما أخذت تتوهج على
ملامح هذه الفتاة ، وكأنما قرار التوبة ، ونية العزم على العودة إلى الله
أثمر سريعا ، فتولد عنه نور في القلب نضح على ملامح الوجه .. !!
ومن صدق الله صدقه ..
ومن أقبل على الله أقبل عليه ، وفتح له خزائنه ..!
المصدر.. مقالات أبو عبدالرحمن
ضوء النهار @doaa_alnhar
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
**مشاعل**
•
:32:
جزاك الله كل خير..غاليتي..ضوء النهار.
قصه رااااائعه...
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك..
قصه رااااائعه...
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك..
الصفحة الأخيرة