نساؤنا بعد منتصف الليل!!

تأخر الحفلات والمناسبات المختلفة حتى ساعات الفجر الأولى وأحياناً "الأخيرة" وأخص بالذكر حفلات الزواج.. لماذا.. من المستفيد من هذه الظاهرة..؟؟
دائماً أسأل نفسي هذا السؤال ولا أجد له إجابة...
إقامة الحفلات شيء ممتع وحضورها أيضاً من مباهج النفس وطبعاً أخص السيدات بالذكر ولكن من المسؤول عن عودة الفتاة أو الأم إلى منزلها بعد منتصف الليل..؟
هل هذا من مظاهر السعادة..؟
طبعاً لا.. لأن أغلب السيدات يعدن من الحفلة وقد ضاقت صدورهن بأمر ما، فتلك كانت زينتها دون المستوى المطلوب وهذه تذكرت حال زواجها فقارنت نفسها بالأخريات ومن ثم أيقنت حظها المنكوب.. وأخرى عادت حزينة فقد أساءت فهمها فلانة وطنشتها علانة..
هل هي ظاهرة صحية.. أيضاً لا.. فالنوم مبكراً هي قاعدة صحية لا يختلف عليها اثنان..
هل ما ينجز من فقرات ومباهج احتفالية لا يمكن أن يبدأ قبل منتصف الليل..؟
ما الفائدة العظيمة التي تترتب على عودة المرأة متأخرة إلى بيتها؟
دعونا نعدد بعضاً منها..
ترك أطفالها تحت رحمة الخادمة والتي تكون بأمس الحاجة للراحة في هذا الوقت بعد عناء يوم طويل، ناهيك أن الاستعداد لحضور الحفل لدى الكثيرات يبدأ من ظهر ذلك اليوم.. يعني الأطفال مهملون ليوم كامل...!!
كذلك الزوج المسكين المكتظ غيظاً حيث كل هذا التجميل والاستعداد لغيره...!!
أما إذا كانت حاضرة الحفل من الفتيات فهي لابد أن يجري عليها ما يجري لأمها من الاستعداد غير أن النتائج النفسية تختلف فالبنت تبقى الأحلام ونيسها بعد كل حفلة والتقليد جليسها والمبالغة في حب المظاهر درسها الذي شاهدته في تلك الحفلات ولابد أن تطبقه لما وجدت من قبول وتشجيع من فلانة وعلانة..
شيء آخر مهم لابد وأن نضعه في اعتبارنا وهو عودة هؤلاء النساء لمنازلهن بعد منتصف الليل لا يصحبهن في طريق العودة سوى الروائح العطرة والزينة الكاملة وسائق لابد أن يتحلى بقوة الأعصاب والألباب لكي يغض بصره..!! وهذا موضوع آخر يحتاج رسائل دكتوراه للبحث والحلول..!
ولست أنكر أن من الرجال من يحرص على انجاز هذه المهمة.. أقصد عودة زوجته أو ابنته بنفسه وإن كان لديه سائق إلا أنهم فئة لا أشملهم بكلامي هذا..
كذلك ما تقع به السيدات من مبالغات في الزينة والتزين هذه المبالغات كلها من المستفيد..؟ وخاصة في حفلات الزواج.. لأجل ماذا أنفقت آلاف الألوف؟ من أجل العروس؟ ولكنها لا ترى شيئاً من هذا البذخ ويبقى ما يخصها فقرة واحدة تسمى الزفة وهي لا تحتل جزءاً من العشرة من وقت الحفل وتكاليف الزواج..؟
هل هذه المبالغات من أجل العريس؟ أيضاً هو لا يرى منها شيئاً ولا يختلف لديه هذا الحفل الكبير في مظهره العام عن وليمة عادية "بعيداً عن الحالة النفسية".
هل هذا البذخ من أجل الناس..؟ إذاً أشيروا بأصابعكم على العدد القليل منهن الذي دعا من قلبه لهذين العروسين بالتوفيق والسعادة..
الغريب في الأمر أن كثيراً من سيدات مجتمعنا يخشين العين والحسد... إذاً ما بالكن تبدين ما لديكن من جمال وزينة ثم تبحثن في اليوم التالي عمن يرقي ومن يقرأ القرآن لعلاج الضرر..!!!
وإن كان موضوع الاسراف والتبذير لاسيما في حفلات الزواج موضوعاً مهماً يتطلب الطرح لأكثر من مرة ولكنني هنا أطرح الموضوع من جانب آخر لأعود فأطرح سؤالي من جديد.. في صالح من عودة نسائنا إلى منازلهن بعد منتصف الليل..؟

هدى السالم
الرياض