بسم الله الرحمن الرحيم
أخي رجل الأمن المسلم
ها أنت تلذذت بكل أنواع المتعة الوحشية مع أؤلئك الذين يمثلون التيار الجهادي أو حتى يدافعون عنهم ويناصرونهم.
- الضرب بوحشية حتى يشارف الشاب على الموت وكثيرا من ينقل بعضهم إلى الإنعاش.
- حقن جسم المعذَبين بالمخدرات.
- الضرب المهين على مؤخرة الرجل وعلى قُبُله.
- تعرية الرجل بالكامل فلا يستره شيء وتعذيبه بهذه الطريقة.
- التهديد بالاعتداء الجنسي على الرجل إذا لم يخط بيده اعترافات مكذوبة تنسب له التخطيط للكثير من الأعمال الإرهابية.
وهذا بعد أن ترقيت في سجل الإجرام من مجرم صغير إلى مجرم أكبر ، ولا تزال تذكر نفور الناس منك تارة أو مجاملتهم لك تارة أو خوفهم منك تارة أخرى ، فأنت المحترف في كتابة التقارير المغلوطة أو حتى الصحيحة التي تحوي بيانات عن الشخص المطلوب لا تعتبر في حد ذاتها أمرا يتنافى مع الدين الإسلامي لأنها من حقوقه كإنسان ، إلا أن طلب الرزق والمسارعة لإرضاء علية القوم مقدم على رضى الله تبارك وتعالى ، (عن همام قال كنا مع حذيفة فقيل له إن رجلا يرفع الحديث إلى عثمان فقال له حذيفة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة قتات) فتخيل أن بدايتك في سلمك الوظيفي الذي أهلك لمنصبك الحالي لتعذيب الشباب المسلم كانت تلك البداية التي قامت على الاقتتات على مافي أيدي من سخروك لخدمتهم ضاربين بكل مباديء الإنسانية عرض الحائط.
أخي رجل الأمن المسلم ، هل تعتبر حب الشاب المسلم لأسامة بن لادن جريمة؟ ولو صرح أي انسان أمامك بأنه يحب شارون وأن شارون رجل صالح لما تحركت من جمودك ، هل سألت نفسك هل ما تقوم به يرضى الله عنه؟ هل تذكرت وأنت تستخدم العصا الكهربائية لتكوي بها ظهر الشاب الصالح بأن الله مطلع عليك ويرى تجبرك وتغطرسك ، قف لحظة عن هذه المتعة ، لحظة توقف وقل في نفسك "الله مطلع علي رقيب حسيب على عملي وسأحاسب عليه يوم القيامة" ، ألم تتذكر وأنت تصب الماء الساخن على الجسد الطاهر قوله تعالى (إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين ، يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون ، إلا من رحم الله إنه هو العزيز الحكيم ، إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ، كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم ، خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ، ثم صبوا فوق رأسه من الحميم ، ذق إنك أنت العزيز الكريم) نعم أخي رجل الأمن المسلم ، تظن أنك معزز مكرم بأفعالك هذه ما دام من أمروك بها راضون عنك ، ولكن في ذلك اليوم تختل الموازين هل غفلت وأنت تحقن الشاب بحقنة الهروين عن قوله تعالى (أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ، إنا جعلناها فتنة للظالمين ، إنها شجرة تطلع في أصل الجحيم ، طلعها كأنه رؤوس الشياطين ، فإنهم لآكلون منها فمالؤون منها البطون ، ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ، ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم)
أخي رجل الأمن المسلم ، تخيل نفسك عدت إلى بيتك فوجدت ابنك ممددا على قارعة الطريق ينزف دما من حادث سيارة أو وجدت ابنك وقد أصابه طاعون من الطواعين ، أو كنت في لحظة تمتعك بقتل أخيك المسلم ترتقب زوجتك التي شارفت على الولادة ، فترجع إلى المنزل فتكتشف أن هذا الابن معاق ، لو كنت صالحا لعلمنا أن هذا ابتلاء وتمحيص أما وأنك ابتليت الشباب المسلم في أعز ما يملكون فلا نملك أن نقول سوى أن هذه عقوبة إلهية ، ألا تتوقع أن يصيبك الله ببعض ذنوبك؟ هل سألت الشعب المصري عن حمزة البسيوني الذي يعتبر قدوة لكل رجل أمن ، هل سألتهم عن ميتته؟ اذهب واسأل لتصل إلى حقيقة ميتته.
أخي رجل الأمن المسلم ، ما هي مصداقية تسميتك برجل "أمن" هل فعلا أنت رجل أمن؟ لماذا إذا يهابك الناس؟ لماذا لا يجالسونك إلا لمصلحة أو تزلفا أو تخوفا؟ إن المتبادر إلى أذهاننا عند سماعنا للفظة "أمن" الراحة والطمئنينة والسكينة ، ولكن الواقع يخالف هذا التعريف ، فأصبح المتبادر إلى أذهاننا الخوف على أنفسنا.
أخي رجل الأمن المسلم ، وبرغم الشهور الطوال التي قضاها معك أخوك في الإسلام ، كانت قيلولتك معه ضربا مبرحا ، وكان يبيت لله راكعا ساجدا ، كنت تضربه على وجهه وتكيل له اللكمات تلو اللكمات وتلقي عليه الكلام البذيء في حق أمه ، ويبقى هو لله ذاكرا شاكرا ، كنت تعريه من ثيابه فيقف أمامك عاريا ، ولكن تبقى التقوى ساترة له ، قارن بين فعلك وفعله ، برغم كل هذه التصرفات ، ألا تعتقد أنه من حقه كإنسان أن يأخذ بحقه؟ أن ينتقم منك ومن كل رجل أمن يراه؟ اتعتقد أن الذي منعه عن هذا هو شدة بأسك وضراوة تعذيبك ، لا والله ، بل منعه أمر واحد ، هو اتهام هذه الثلة من الشباب الملتزم بأنه يناصب الدولة العداء وأنه شباب مخرب ، لا زال هذا الشاب يتعامل مع ولي أمرك بأنه أب يحنو عليه وهو يعلم يقينا بأن الحاكم لو علم بما تعرض لم من تعذيب لن يهنأ له بال ولن ترق له عين - هذا في البلدان التي يحكمها مسلمون لا علمانيون - بل وأتحداك يا أخي رجل الأمن أن تكون لديك الشجاعة والجرأة بأن تسعى لتوصيل انجازاتك في التعذيب إلى ولي الأمر.
أخي رجل الأمن المسلم ، هل حاولت أن تزور بيت الشاب الذي تعذبه ، زر بيته وكلم والده - ولا تخبره بأنك رجل أمن - اسأله أين ابنك ، وماذا تقول فيمن عذبه ، وانظر إلى اللعنات التي ستنهال عليك وعلى من وظفك وعلى ولي الأمر ، ثم اسأل امه ذات القلب المكلوم ، هل ترق لها عين من بعد اخطافك أنت والجلادين لابنها وتعذيبه ، بل هي ساهرة تدعو الله أن يصيبك بذنوبك وأن يرد ظلمكم في نحوركم أنت ومن وظفك وولي الأمر ، انظر إلى الأطفال الصغار الذين ينتظرون والدهم على أحر من الجمر ، هؤلاء الأطفال سينشؤون على بغضك وكرهك ، بل سيكونون أشد من والدهم وسيكون التعامل معهم أصعب ، تخيل نفسك أن تصبح مثلهم مشتت الأسرة ، الأب مفقود لا يعلم مكانه ، تخيل نفسك بعيد مهاجر عن أهلك لشهور لا يعلم عنك شيئا ، ثم تحرى عن حالة الزوجة البائسة ، التي ابتلاها الله بشاب ملتزم عادته الدولة بكامل أجهزتها ، شاب لم يعرف أي عداوة لحكومته بل هو مقر بحقها.
أخي رجل الأمن المسلم ، هل توقفت الأطروحات الفكرية فلم يبقى سواك حلا لهؤلاء الشباب؟ هل عجزت الدولة عن أن تصحح المسار المنحرف (كما تزعم) ، هل عجزت الدولة أن تجمع أبنائها ممن تعتقد أنهم على غير الجادة ويكلمهم ولي الأمر أو حد نوباه في حضرة لفيف من العلماء من أهل الدين والورع فيخرجون باتفاق ومعاهدة على أن لا يبدر من هؤلاء الشباب أي تصرف أرعن وأنت وأمثالك أعلم بأن هؤلاء الشباب أصدق منك وهم لا يعرفون الكذب ، على عكسك أخي رجل الأمن المسلم يا من تفننت في استخدام العصى الكهربائية في التعذيب وانتزاع الاعترافات انتزاعا لتسطر مقولة كاذبة تستفيد منها لكي تخرج إلى سيدك بنتيجة مفادها أن هذا الشاب كان يستهدف مصالح المواطنين.
ها أنت تصادر جواز سفر الشاب ، هل تساءلت لماذا أمرك سيدك بالاحتفاظ بجواز سفر الشاب المسلم؟ هل تعتقد أنه سيهرب من التعذيب؟ أم سيسافر ليلحق بأسامة بن لادن أو غيره وأنت تعلم أن هذا من المحال الآن فالدروب محاصرة ، إنه سبب واحد فقط ، يخافه سادتك ، وهو سفر الشاب إلى البلدان التي تتمتع بحرية أكثر فيفضح ممارساتكم ويتكلم عن ما تعرض له من تعذيب وتنكيل.
أخي رجل الأمن المسلم ، لو كنت رجلا بحق فاخرج وأخبر الناس بحقيقة ممارساتك ، هل تجرؤ أن تخبر الناس بممارساتك التعذيبية ، إنك تزعم أنك على حق ، ونحن نقول أنك على باطل ، فلو كنت على حق اخرج للناس واخبرهم وقل لهم أنك في اليوم الفلاني حقنت شابا بحقنة هيروين ، أو أنك تلذذت بصعقه بالكهرباء أو ضربته بالهراوة على رأسه ، أو شددت أطرافه كل على صوب حتى كاد أن يتمزع أو أنك أدخلت في (................) شيئا ، أو أنك تبولت على رأسه ، أو أنك عذبته بتغريقه في الماء ، فإذا كنت على الحق فأخبر الناس بما تفعله فلا يخاف من قول الحق إلا كاذب.
أخي رجل الأمن المسلم ، أسأل الله لك الهداية وأن تتوفر لك أسباب التوبة قبل أن تصل إلى يوم لا ينفعك فيه الندم "يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم" ولكن لا تحاسب أي شخص في مجتمعنا إذا دعا الله بأن يقصمك أو دعا الله بأن يرسل إليك من ينكل بك ويفعل بك ما فعلته بالمؤمنين ، فعلا ، لعلك تجهل أو ربما تتجاهل بأن أفراد المجتمع ما فتئوا بالدعاء عليك أنت وزملائك ، سواء من أصيب بالمظلمة أو ممن لم تصبه أي سيئة سوى أن يرى أخاه المسلم مسجونا لشهور عديدة ، أنهم يدعون الله عليك بأن يصيبك في مالك وفي نفسك وفي عيالك ، لا تتخوف كثيرا ، راجع نفسك فقد أعطاك الله الفرصة للتوبة ، ولا تظن بنفسك خيرا ، فليست القوة المادية دليل على النجاح ، ويكفينا أن الأمير العادل عمر بن عبد العزيز الذي يعتبر مجدد القرن الأول لما تسبب في مقتل خبيب بن عبدالله بن الزبير (وقد أمر بجلده مائة سوط) لما أخبره المجاشون بموت خبيب سقط على الأرض فزعا ثم رفع رأسه يسترجع فلم يزل يعرف فيه حتى استعفى من المدينة وامتنع من الولاية ، وكان قبيل موته يقال له (إنك صنعت كذا فأبشر ، فيقول: كيف بخبيب) ، فمن أنت في مقابل عمر بن عبد العزيز؟ ومن هو لي أمرك في مقابل عدل وحكمة عمر بن عبد العزيز؟
أخي رجل الأمن المسلم ، سيمد الصراط وسينصب الميزان ، وستقف بين يدي الله تبارك وتعالى ، ماذا ستقول لله ، هل ستقول له (ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والأنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين) ، بل ستكون حالكم كما رواها القرآن (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ، وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار)
أخي رجل الأمن المسلم ، أنا رجل ملتزم بقدر ما استطيع من الأمر والنهي الرباني والنبوي ، ويعلم الله أن الخوف تملكني أن أكون نصيبك في المرات القادمة ، فالمعيار الذي تم اختيار الشباب المسلم لتعذيبهم معيار فاسد واضح الفساد ، ولا أدري هل أسلم من هذا المعيار المتميع الذي يتغير من وقت لآخر ، أخي رجل الأمن المسلم ، لا تتوقع أن الخوف تملكني من التعذيب أو المهانة أو التضييق ، ولكني لا انتظر هذا من رجل مسلم ، فالمسلم لنا عليه حق وله علينا حق ، ولكن لا تطالبني بأن أكون مطيعا لك بضربة على ظهري بعصى الكهرباء ولا بالهراوة على رأسي ولا أن تعريني أمامك واقفا أو مستلقيا ، ولا تتوقع بأن كل مسلم يصبر عن مثل هذه الممارسات ، أخي رجل الأمن المسلم ، أنت بدأت والبادئ أظلم ، فلماذا تفعل بي ذلك ابتداء وتسلبني حق الانتقام انتهاء؟ ولكني أسأل الله تبارك وتعالى أن لا يأتي اليوم الذي أرفع فيه سلاحي في وجه رجل منتسب للإسلام.
أخي رجل الأمن المسلم ، خاطبتك بالمسلم لأن بذرة الأيمان تبقى فيك ولأن الله يتوب على من تاب فهو القائل (إن الله يغفر الذنوب جميعا) وهو القائل (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخوة الفضلاء ، من استطاع أن ينشر مثل هذه الرسالة في المنتديات الأخرى وخاصة تلك التي تعج برجال الأمن أو تلك المنتديات الحرة فلا يتوانا عن نشرها ولكم جزيل الشكر.
القطوه المتوحشه @alktoh_almtohshh
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️