تسبيـــح

تسبيـــح @tsbyh

محررة ذهبية

نسَمـــاتُ الأمــل .. (( أحداثٌ واقعية لا تُنسى )) !!

الملتقى العام

http://loveday.jeeran.com/بسم%20الله%20الرحمن%20الرحيم.gif



كثيرًا ما نشعر باليأس يُحاصرنا.. ويورثنا وهنًا يكاد يقضي على ما بقي من

همةٍ وحماس.. فيمكث أحدُنا يُناجي نفسَه :44:


* هل من جدوى لما نقوم به..؟!
* أتُرى هذه الجهود الذي تُبذل تأتي بنفع؟!
* هل ستثمر غراسنا وقد اجتاحنا الطوفان؟!


أسئلة لا تكاد تنقضي .. ولا يزيدها الواقع المر

إلا إلحاحًا وإصرارًا.. ولربما كان ورودها المتكرر سببًا من أسباب القعود والخمول

والدعة.. أو - يا للضعف - سببًا من أسباب الانتكاس والارتكاس..!

يأتي الشيطان ليقول لأحدنا كلمة حقٍ أُريد بها باطل..

لكن النفس قد تُخدع بها إذا قيلت والواقع يجعل الحليم حيرانًا..!

وتتكرر الأسئلة..

وتُدركنا رحمة الله .. فيأتي الجواب بظلال اليقين .

يأتي في حالة خشوعٍ وتأمل في آية من كتاب الله ، أو حديثٍ من سنة رسول الله..أو يأتي

على شكل موقفٍ عابر.. أو قصةٍ واقعية.. أو حدثٍ مُشاهد.


وييسر الله – بمنته وكرمه – للقلوب الواجفة ما يُسكنها ويمدها بماء الأمل

الذي لا ينضب ولا يغـور..!

فتثوب النفس القلقة إلى مثابة اليقين والاطمئنان بموعود الله .. وتستحضر الحقيقة

التي قد تتوارى خلف ركام اليأس : أن الدين منصورٌ لا محالة.. وأن علينا بذل الجهد

وغرس البذور؛ أما قطف الثمرة اليانعة فهي بيد علام الغيوب..!




هكذا هو الإسلام بروعته وعظمته.. يتأبى على السُبات.. ويستعصي على البيات.. ويكمنُ

في الفطر السوية؛ حتى إذا ما قيض الله له مَن يُزيح عنه الغبار؛ انتفض حيًا يتنفس..!

هو باقٍ إلى قيام الساعة.. لا خوف عليه من الفناء.. وإنما الخوف علينا من الركون

إلى الدعة أو الإخلاد إلى الأرض.. وإنما الشرف - كل الشرف - لمن يستمسك بالدين

ويحمل مشاعل الهداية..!



(( نسمات الأمل ))


سلسلةٌ من بعض المواقف والقصص الواقعية.. التي مررتُ بها في هذه الحياة.. أو وقفتُ

عليها من ثقات.. وأنا أسوقها للإخوة والأخوات تثبيتًا لهم وتذكيرًا.


(( نسمات الأمل ))

هي للمستيقن.. حتى يزداد يقينًا
ولليائس.. حتى يعلم أن اليأس لا يصنع شيئًا
وللجميع.. حتى يعلموا أن مع العُسر يُسرًا


م ن ق و ل



لاتـنـسـونـي مـن دعـوة صالحـة في ظـهـر الغـيـب

مـحـبـتـكـم في الله /اختـكـم تسبـيـــح
15
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تسبيـــح
تسبيـــح
" وقد يفلق الصخرَ .. قطرُ الدعاء..! "

ما عادت تُطيق العيش معه..!

سنة كاملة مرت عليها كأنها – لفرط نكدها –

عُمرٌ من الشقاء والتعاسة.. لقد يأستْ من كل شئ.. ولم تعد تريد منه شيئًا

أكثر من أن يؤدي الصلاة في المسجد القريب.. أو في المنزل حتى..!

آاااه.. المنزل..؟! .. بل هو القبر في ظلمته ووحشته.. هو جحيمٌ أحطابه البعد عن الله..

وتركُ الصلاة.. وقسوةُ القلب..كانت تتمناهُ عش حب وهداية..

تُغرد فيه أطيار السعادة والهناء والنور.. لكن أحلامها تبخرت بأشعة الواقع..!

هي تُحبه.. لكن حبها لله أقوى وأبقى وأولى.. فلم يعد في قلبها له مكان؛

إلا كما تبقى الأطلال بعد العمار..!

نسمع بأمورٍ كثيرة ونحسبُ أننا نعلمها حقًا.. لكننا حين نذوقها على حقيقتها نُدرك

أن الواقع يختلف كثيرًا عما نظنه ونتخيله.. كذلك كانتْ هي واليأس.. لما جربته

فعرفتْ مرارتَه..!

ما بقي لها إلا الدعاء واللجوء إلى كنف الرحمن الرحيم.. عّله أن يلطف بها

فيجعل الحياة زيادة لها في الخير.. أو يُعجل بالموت الذي يُريحها من الشر.. كل الشر..!




قامتْ إلى صومعتها ( كما يحلو لزوجها أن يُسميها ) .. وانطرحت بين

يدي مولاها وخالقها الرحمن الرحيم داعيةً متضرعة..أن يحبب الله إليه الإيمان

ويُزينه في قلبه.. ويُكره إليه الكفر والفسوق والعصيان.. ويجعلَه من الراشدين..


** " أين أنتِ أيتها الراهبة.. ؟! .."

إنه هو ..!! عجلتْ ( س ) بأداء صلاتها.. ثم مضت إليه..

وهي تجر قدميها كأنهما مثقلتان بالأغلال..!

** " ألا تملين من كثرة الصلاة.. إن ربي غنيٌ عنكِ وعن صلاتك.. هيّا.. أريدُ بعض الماء

فقد جف حلقي من (( الشيشة )) .. هيّا..! "

ذهبت لتُحضر كوب الماءَ.. وأذان الفجر ينساب في الأفق ليعطر الكون بروعته وجلاله..

ياااا الله..!

كم هو جميلٌ ذاك الأذان.. حين ينزل على القلب القانط كما تنزل قطرات المطر

على الأرض اليباب فتهتز وتُزهر..

ولكنْ..!

لقد فقدتْ صوت مؤذن المسجد القريب..!!

" الحمد لله " .. قالتها ( س ) وابتسامةٌ متفائلةٌ تتراقص على شفتيها..!




** " هل نضج الخروف..؟! .. إنه كوب ماء فقط " .. هكذا صرخ ( ت )

بزوجته.. فعادت إليه وهي تحمل الكأس بيدها.. وعقلُها مشغولٌ بالفكرة التي خطرتْ لها..

مدت إليه بكوب الماء والابتسامة لم تفارق شفتيها.. فرمقها ( ت ) بنظرة متهكمة وقال :

** ماهذا التبسم؟! .. مشوارٌ جديد.. أم نصيحةٌ معتادة..؟!

** ليس هذا ولا ذاك.. إنما هو طلبٌ يسيرٌ .. لو فعلتَه فلن أطلب منك شيئًا

آخر مدة أسبوع..* ( ؟!!! )

** صدقني ..!

** لا لا لا لا .. لاأكاد أصدق.. ( س ) الملحاحة لا تطلب مني شيئًا مدة أسبوع..؟! ..

هاتي إذن..قالت وهي تزدرد ريقها بتردد :

** ال .. ال .. المؤذن في مسجدنا لم يؤذن لصلاة الفجر.. ما رأ.. ما رأيك أن تؤذن بدلاً عنه..!

** (؟؟!!!!!!!)

** أرجوك يا ( ت ) .. أرجوك.. أحب أن أسمع صوتك وهي يملأ الكون بنداء الرحمة..

أرجوك يا حبيبي ..إنها أمنيةٌ طالما حلمت بها.. أرجوك ..!

** اممممممممم .. ولا تطلبين شيئًا آخر مدة أسبوع..؟!

** نعم .. نعم.. بل أسبوعان إن شئت..

** طيب طيب.. ولكني سأخرج بعد الأذان مباشرة.. لأن جماعة المسجد لن يستوعبوا

منظر ( ت ) وهو يقيم لصلاة الفجر.. وهو الذي لم يدخل المسجد منذ جاورهم..!

فقالتْ.. واليأس ينسج خيوطَه حولها من جديد :

** افعل ما بدا لك.. ولكن أسرع قبل أن يسبقك أحد..!





وارتفع صوت الحق من شفتي ( ت ) :

( الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر ) ..
(
أشهد ألا إله إلا الله .. أشهد ألا إله إلا الله ) .. ( أشهد أن محمدًا رسول الله ..

أشهد أن محم............) وبدأ صوت ( ت ) يتقطع..!

لم يقوَ ( ت ) على إكمال الأذان إلا بصعوبة.. فالمشاعر التي انتابته كانت أقوى

من احتماله..

" يا إلهي.. أين كانت هذه السكينة والطمأنينة ؟! .. أي ضنك كان يُحيط بي ؟!..

أي شقوةٍ كنتُ أتردى فيها..؟! ..

أي حرمان..؟! رحماك يا ربي.. رحماك..! "

وظلت تلك الخواطر تجلجل في عقله فلا يُظهرها إلا الدموع..!



في مسجد ( .......) في شمال الرياض.. يصدح رجلٌ بالأذان خمس مراتٍ

في اليوم والليلة.. رجلٌ يحفظ القرآن كاملاً عن ظهر قلب.. وشرع في حفظ الصحيحين..

ويُلازم الدروس في جامع ( .....).. ويُكنى بأبي معاذ..


إنه أخونا ( ت ) ...!!
كفى بالموت واعظا
جزاك الله أختي تسبيح كلمات أكثر من رائـــــــــــــعة:26:

جعلها الله في ميزان حسناتك...

حقا إن الدين منصورٌ لا محالة.. وأن علينا بذل الجهد

وغرس البذور؛ أما قطف الثمرة اليانعة فهي بيد علام الغيوب..!

الناس بالناس مادام الحيـــــاة بهم*****والسعد -لا شك- تارات وهبات
وأفضل الناس ما بين الورى رجل*****تقضى على يده للناس حاجــات
لا تمنعن يد المعروف عن أحــــــد*****ما دمت مقتدراـ فالسعـــد تارات ـ
تسبيـــح
تسبيـــح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخيتي الفاضله / كفى بالموت واعظا :26: جزاك الرحمن خير الجزاء على ما كتبت

من كلمات لا حرمت الأجر ... وأشكرك على الدعاء ولك بمثله .

المحبــــــــــــــــه لكِ في الله / اختـك تسبيـــــــــــــــح
تسبيـــح
تسبيـــح
(( فطرةٌ .. فهداية ..! ))

كان يحبها.. بل يهيم بها..!

خداها المتوردان..عيناها الناعستان.. مبسمها الساحر..


بل هي الجمالُ .. لو جُسد الجمال بشرًا..!

كيف.. وقد زادتها البراءةُ حسنًا وجمالاً.. وألقت عليها فطرتُها الصافيةُ بظلال السماحة

والبِشْر.. وأضفى عليها إيمانها العميقُ من النور نورًا..

ما كان ينظر إليها بشهوةٍ وسُعار.. فهي ما تزال طفلة ذات ثمان سنوات.. وإنما كان

مشدوهًا ببراءتها وصدقها.. وشقاوتها أيضًا:11:

كان مقصرًا مذنبًا مسرفًا على نفسه.. ولربما كان حالُه هذا دافعًا له إلا الإعجاب بها

أكثر وأكثر.. فالنفس قد تميل إلى الذي تجد لديه ما تفقده.. خاصة إن كانت تعلم

في قرارتها أنها على خطأ.. وأن الخير كل الخير هناك.. في الحال التي عليها مَن يُحب..!

وكذلك كان ( ف . ف ) .. يجحد ظاهرُه.. لكن داخلَه مستيقنٌ بالحق والخير..!



في صغره كان قائدَ عيال الحارة في كل شئ.. هو كابتن الفريق.. وهو العمدة.. وهو

الآمر الناهي.. وطوته الأيام ليُصبح شابًا كبرت معه صفات طفولته.. فكان متصدرًا

لرفقائه.. الذين كانوا معه كالجنود مع ضابطٍ صلد..!

وكان قائدًا لهم في تتبع الشهوات والنزوات.. ولا يسمع بواحدٍ منهم يفكر مجرد تفكير

بالالتزام إلا وقف أمامه بلسانه السليط وشخصيته القوية هازئًا متهكمًا.. حتى يُعيده

إلى الحظيرة.. أو يجعله عبرةً للمعتبرين..!

وأيسَِ أهلُه من صلاحه.. وماعادتوا يرجون منه سوى أن يكف عنهم شرَّه..!

حتى أتى اليوم الموعود:41:

كان أهلُه يريدون من الذهاب بهم إلى جنوب المملكة مع خالتهم ليصطافوا..

فوافق بشرطٍ : أن تكون ابنةُ خالته وحبيبةُ قلبه ( غ . ت ) معهم في السيارة..!



حُزمت الحقائب.. وشُدت الرحال.. واجتمعت العائلتان.. وابتهج ( ف . ف ) بالطفلة الأمورة

التي سترافقه كل الطريق..!

كانت والدته على مقعد الراكب الأمامي.. و ( غ . ت ) بينهما.. وهي على عادتها.. تُمازح

خالتها.. وتلعب هنا وهناك.. قد ملأت المكان بالشقاوة وعبث الأطفال..!

أخرج ( ف .ف ) من سيارته شريط مطربه المفضل.. فأدخله في المسجل.. وبدأ ت

مزامير الشيطان تجلجل في جنبات السيارة وهي تشق الطريق شقًا.. وفجأة..

سكنتْ ( غ . ت ) في مكانها هادئة وادعة..!

حاول أن يستثيرها فلم يُفلح.. استفزها فما نفع.. توقف في عند محل التموين فاشترى

بعض الحلوى.. فما أجدت الرشوة..!

وساد المكانَ جوٌ من الهدوء.. عدا تلك النغمات العابثة التي ينهق بها المطربُ المأفون

قطع الصمت صوتُها وهي تهمهم وتتنهد.. وكأنها تحدث نفسها :

** " ... والله إنها مشكلة ..!! " ..

التفتَ إليها مستعجبًا.. وقال :

** مشكلة..؟! "

لم تُجبه.. بل يبدو أنها لم تسمعه.. فقد سرحت بخيالها بعيدًا.. وهي مطرقةٌ لا يكاد يُسمع

لها نفَس..!

وساد المكانَ الصمتُ مرةً أخرى..

ثم بدأ صوت بكائها يتعالى.. بل كان نشيجًا يهز صدرها الصغير هزًا..!!

قال لها بسرعة : ** " .. ما بكِ يا بنت..؟! "


** " .. تكلمي.. وإلا أنزلتكِ هُنا.. هيا تكلمي..!! "

** " .. لقد.. لقد كنتُ أفكر في أمرٍ مخيف.. فأمي تقول لي إن ربي لا يُحب الأغاني

وأنا أخشى أن ينفجر إطار السيارة فتنقلب.. فأموتُ والأغاني تصدح حولي

فماذا سأقول لربي حينها ..؟! "



على طريق الجنوب.. توقفت سيارةٌ بشكل مُفاجئ.. ونزل منها شابٌ يحمل معه

كيسًا بلاستيكيًا ممتلئًا.. أخذ يهوي بما فيه على الأرض.. ويطؤه بقدميه بانفعال..

ثم توقف.. ورفع رأسه إلى السماء.. وعيناه تُسبلان دمعًا سخينًا يغسل به

أدران الماضي البئيس المقيت.. ثم هوى على الأرض ساجدًا.. وفي الخلف وقفتُ خلفه

طفلةٌ صغيرةٌ كأنها فلقةُ قمر.. وهي تُناديه وتُصفق بيديها باستغراب :

" هل تُصلي التراويح في النهار..؟! .. هيا بنا.. فقد تأخرنا..!!
@^^حمامة السلام^^@
ماشاء الله عليك . موضوعك رائع، وأنت رائعة ، وتوقيعك رائع:26: