http://www.youtube.com/watch?v=itSyZEuN8sM&feature=pl ayer_embedded
قطيعة الرحم
صلة الرحم .. تعجل الخير وتطيل العمر, وسبب لاجابة الدعاء
لذلك فأن الله سبحانه وتعالى حينما أشتق أسما له سمى بالرحمن وهذا هو الرحيم من وصلها وصلته، كما تعني صلة الرحم الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم.
من هم الأرحام؟ سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: من هم الأرحام وذوو القربى حيث يقول البعض إن أقارب الزوجة ليسوا من الأرحام
فأجاب سماحته
الأرحام هم الأقارب من النسب من جهة أمك وأبيك، وهم المعنيون بقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال والأحزاب: وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ، وأقربهم الآباء والأمهات والأجداد والأولاد وأولادهم ما تناسلوا، ثم الأقرب فالأقرب من الإخوة وأولادهم، والأعمام والعمات وأولادهم، والأخوال والخالات وأولادهم، وقد صحّ عن النبي أنه قال لما سأله سائل قائلاً: من أبر يا رسول الله؟ قال: { أمك } قال: ثم من؟ قال: { أمك } قال: ثم من؟ قال: { أمك } قال: ثم من؟ قال: { أباك، ثم الأقرب فالأقرب } ، والأحاديث في ذلك كثيرة
فضل صلة الرحم1- صلة الرحم شعار الإيمانبالله واليوم الآخر: فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليهوسلم قال: « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه» رواه البخاري.
2- صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق: فعن أنس بن مالك رضي الله عنهأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأله في أثره فليصل رحمه» رواه البخاري ومسلم. والمراد بزيادة العمر هنا إما: البركة في عمر الإنسان الواصل أو يراد أن الزيادة على حقيقتها فالذي يصلرحمه يزيد الله في عمره.
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الرزق نوعان: أحدهما ما علمه الله أن يرزقهفهذا لا يتغير. والثاني ما كتبه وأعلم به الملائكة فهذا يزيد وينقص بحسبالأسباب.
3- صلة الرحم تجلب صلة الله للواصل: فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك منالقطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا ربقال فهو لك» رواه البخاري ومسلم.
4- صلة الرحم من أعظم أسباب دخول الجنة: عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهأن رجلا قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال رسول الله صلىالله عليه وسلم: « تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاةوتصل الرحم» رواه البخاري ومسلم
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أتى النبي رجل فقال: إني أذنبت ذنباً عظيماً، فهل لي توبة؟ فقال النبي: { هل لك من أم؟ } قال: لا. قال: { فهل لك من خالة؟ } قال: نعم. قال: { فبرّها } .
5- صلة الرحم طاعة لله عز وجل: فهي وصل لما أمر الله به أن يوصل، قال تعالىمثنيا على الواصلين { وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنيُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ } سورةالرعد21عن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ، فقال النبي : { إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملّ، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك } .
6- شيوع المحبة بين الأقارب: فبسببها تشيع المحبة، وبهذا يصغو عيشهم وتكثر مسراتهم.
7- رفعة الواصل: فإن الإنسان إذا وصل أرحامه وحرص على إعزازهم أكرمه أرحامه وأعزوه وأجلوه وسودوه وكانوا عونا له.
عقوبة تارك الرحم
1- قاطع الرحم ملعون في كتاب الله: قال الله تعالى { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنتَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْأُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىأَبْصَارَهُمْ } سورة محمد: 22-23 ، قال علي بن الحسين لولده: يا بني لاتصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواطن.
2- قاطع الرحم من الفاسقين الخاسرين: قال الله تعالى { وَمَا يُضِلُّ بِهِإِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِمِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَوَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } البقرة: 26-27 .
3- قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا ولعذاب الأخرة أشد وأبقى: عن أبيبكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ما من ذنب أجدرأن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغيوقطيعة الرحم» رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
4- لا يرفع له عمل ولا يقبله الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: « إن أعمال بني آدم تعرض على الله تباركوتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم» رواه أحمد ورجالهثقات وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
5- قطعها قطع للوصل مع الله: عن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : « الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومنقطعني قطعه الله» رواه البخاري ومسلم وهذا لفظه.
6- سبب في المنع من دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا يدخل الجنة قاطع رحم» رواه الترمذي.
منع الزوجة من صلة رحمها:
سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان: هل يجوز للزوج أن يمنع الزوجة من صلة رحمها، وخصوصاً الوالدة والوالد؟
فأجاب فضيلته
صلة الرحم واجبة، ولا يجوز للزوج أن يمنع زوجته منها؛ لأن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب، ولا يجوز للزوجة أن تطيعه في ذلك؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق بل تصل رحمها من مالها الخاص، وتراسله وتزوره؛ إلا إذا ترتب على الزيارة مفسدة في حق الزوج، بأن يخشى أن قريبها يفسدها عليه فله أن يمنعها من زيارته، لكن تصله بغير الزيارة مما لا مفسدة فيه. والله أعلم
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: لي أختان متزوجتان من ابني عمهما، وقد حدثت خلافات بين الأسرتين أوجبت منع الزيارة، وامتنع أخي عن زيارة أختيه وكذلك فعلت والدتي مجاملة له حتى لا يغضب منها؟ فما الحكم؟
فأجاب فضيلته:
نعم عليهم في ذلك إثم، لأن قطيعة الرحم محرمة وهي من كبائر الذنوب، والمراد بالرحم القرابة، وكلما قربت القرابة كانت صلتها أوجب وأوكد، ولا يجوز أن تقطع رحمها مجاملة لأحد، بل عليها أن تصل رحمها وأن تقوم بما أوجب الله عليها، ثم إن رضي أحد بذلك فقد رضي بما أوجب الله وهو خير له، وإن لم يرض فإنه لا عبرة بسخطه، وصلة الرحم واجبة لا ينبغي أن تقطع مراعاة الناس أو محاباة لأحد
سئلت اللجنة الدائمة: لي عمات شقيقات والدي وعددهن ثلاث، وقد أجمعن كلهن على مقاطعتي بسبب إرث مشترك بيننا أردن بيعه بدون إذن مني؛ لكوني شريكاً لهن في ذلك الإرث، ودون أن يعرف أحد منا حقه، وفعلاً منعت المشتري وأرجعت له ماله الذي دفعه لهن، وأنا لا أستفيد من ثمن هذه الأملاك ولا أنتفع بأي شيء منها، وقد تركتها لهن وسافرت، وأريد أن يعشن بما تنتجه المزارع ويسكن البيت على شرط ألا يتصرفن في شيء، وأنا بعد أن قاطعنني عزلت نفسي عنهن وبقيت وحدي، وأنا أخاف من قطع الرحم حيث أكون معرضاً لعقوبة الرحم، فما الحكم
فأجابت
منعك لعماتك أن يبعن حقهن من ميراثهن من أبيهن ظلم وعدوان منك؛ فإن لكل واحدة منهن حق التصرف شرعاً فيما تملكه، وليس لأحد أن يمنعها من ذلك ما دامت أهلاً للتصرف شرعاً، وأما المقاطعة التي حصلت بينك وبينهن فأنت السبب فيها، فعليك أن تستغفر الله وتتوب إليه من هذا الذنب العظيم، وأن تستسمحهن وتزورهن، فإن الله عز وجل أمر بصلة الرحم، فقال تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَالنساء:1]، وقوله تعالى: وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُالإسراء:26
سئل فضيلة الشيخ ابن جبرين: رجل تزوج من فتاة لها أخت تكرهه وتحقد عليه وحاولت ألا يتم زواجهما بشتى الصور، ولكن قدر الله لهذا الزواج أن يتم، وطلب الرجل من زوجته عدم الإتصال بأختها تجنباً منه للمشاكل والخلافات التي قد تُثار بسببها، ولكن الزوجة أصرت ألا تقطع علاقتها بأختها بحجة أنها لو فعلت ذلك لقطعت صلة الرحم، وبهذا تكون قد خالفت الشرع والدين. علماً أن الزوج يصر على هذه المقاطعة من قبل زوجته. أفيدونا ولكم خير الجزاء.
فأجاب فضيلته:
على الرجل أولاً أن يصلح نيته وقصده وعمله، فيحافظ على العبادات ويبتعد عن المحرمات، ويجتنب ما يجلب له سوء السمعة وما يقدح به في عدالته، وعليه ثانياً أن يحسن صحبة زوجته ويعاشرها بالمعروف، ويجلب لها أسباب الراحة ومتطلبات الحياة الطيبة، ويبتعد عن أسباب النزاع والشقاق وما يثير الغضب ويوقع في الأحقاد والضغائن والبغضاء. فمتى فعل ذلك فإن زوجته سترغب في صحبته وتحمد العاقبة وتجد الراحة في حياتها، وسوف ترد بقوة على من يطعن فيه وبرميه بما يشينه، ويقول فيه ما هو بريء منه إفكاً وبهتاناً، سواء أختها ولا يشخى عليها إحداث فرقة أو بغضاء، بل عليها أن تصل أقاربها ولا تهجرهم لما في القطيعة من الوعيد، ولعلها تذهب ما في قلب أختها على الزوج من الشنآن والكراهية، وتحثها على التوبة وحسن الظن، وتذكر لها حسن خلقه وما يعاملها به من الأخلاق الشريفة والقيم الرفيعة.
fare @fare
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ام غليص الحربي
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة