بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد......
أخي الحبيب اختي الحبيبة
1- أحسن مراقبة الله تبارك وتعالى في كل شأنك واعلم أنه رقيب عليك وناظر إليك ومحيط بكل شأنك أينما كنت فهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فاجتهد ألا يراك إلا حيث يرضى عنك وقتاً وحالاً.
ولا تغفل عن مراقبة الحق تبارك تعالى فيتسرب إلى نفسك الشيطان وتغلبك وساوس النفس .
واعتقد يا عزيزي أن القلب المعمور بمراقبة الله تبارك وتعالى لا يقربه شيطان أبداً.. فإن خلا من معرفة الله استهوته الشياطين وسكنته الشهوات و الأهواء ... فحصن قلبك بالمراقبة واستعن على ما يحيطك باليقظة ولا تكن من الغافلين.
2-أدِّ فرائض الله التي افترضها عليك ولا تهملها اتكالاً على القضاء أو اشتغالاً بالأعمال أو تعليلاً بالمعاذير فإنّ ذلك من خداع النفس ونزغات الهوى فلا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله واعلم ياعزيزي أنه ما تقرب أحد إلى الله بمثل ما افترض عليه كما جاء في حديث البخاري رضي الله عنه فإياك وإهمال الفرائض والتكاسل عن الواجبات لله عليها .. فأقم الصلاة وأحسن الصوم إلا أن تعجز عجزاً تاماً عن ذلك فيكون لك مندوحة في قول الله تعالى : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) .. واحذر أن تتخذ ذلك ذريعة للتقصير فلأن تصوم بمشقة وأنت في ديار الغربة أعظم لأجرك وأجزل لثوابك , أرضى لربك وأذكى لنفسك... فلا تقربن الفطر إلا مغلوباً لا يجد إلى الصوم حيلة ولا يستطيع إليه سبيلاً .. ولا أزيد بالفرائض وصية فأنها رأس المال و ما بالك بمن أضاع رأس ماله كيف يكون مع الرابحين غداً.
3- اقض ما استطعت من وقتك في الطاعات من النوافل فأدِّ سنن الصلوات وأكثر من الاستغفار وسبح باسم ربك العظيم واعلم أن دعاء المرء وهو على سفر وفي اغتراب مستجاب فأكثر من الدعاء تضرعاً وخيفة وأدم ذكر الله تبارك وتعالى فقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم عليّاً كرم الله وجهه بأن يظل لسانه رطباً بذكر الله ولا تدع سبيلاً تستطيع أن تسلكها إلى الخير إلا سلكتها.. فإن الطاعات منك مضاعفة الأجور وذكر ربك بين الغافلين من أبناء تلكم الأمم نور على نور فاغتنم هذا الوقت فهو موسم من مواسم الأرباح الآخروية لمن أراد أن يغتنم الفرص وينتفع بالمواسم.
4- أكثر من تلاوة القرآن بفهم وتدبر فهو شفاء الصدور وربيع القلوب ... واجعل لك منه ورداً تستفتح به يومك وتختم به عملك فنعم البدء ونعم الختام.
5- سترى من مباهج الحياة وزخرف الدنيا ما يستهوي القلب ويسترعي العين ويخلب اللب ويغلب ضعاف النفوس فلا يفتننك ذلك عن الفضيلة ولا ينسينك الآخرة ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه و رزق ربك خير وأبقى).
واعلم ياعزيزي أن هذه المتع لا تزن عند الله تعالى جناح بعوضة ولا تدل على شرف أو فضيلة وإنما هي مطايا الشهوات ومهاوي الفتن ... فما من لذة من اللذائذ المحرمة التي جاءت بها المدنية الحاضرة إلا تعقبها آلام تربو على حلاوتها وتذهب بعذوبتها فتجنب مظاهر دنياهم ولا تأخذنّ بقيادك ولا تخدعن بها لتكون من الفائزين.
6- يا عزيزي إنّ القوم يرون بعض ما حرم الله علينا حلالاً لهم فلا يتحرجون من مقارفته ولا يتوقفون عن ارتكابه فلا توافقهم على أهوائهم ولا تخالطهم في آثامهم فإنّ ذلك لا ينجيك من مؤاخذة الله تعالى ولا يصلح لك حُجّة يوم القيامة.
7- لاتصاجب فتياتهم ولا يكن بينك وبينهن صداقة خاصة أو صلة عاطفية. فإنّ ذلك إن كان من غيرك جرم واحد فهو منك جرمان. وأنت تعلم تأويل ذلك والعهد بك العفاف والأمانة وإنما ذكرت ذلك تنبيهاً على مزالق الإثم.... وفي طهارتك الغناء وفي نفسك الكفاء.
8- الخمر لا تقربها ولا تتعلل بالجوّ فإن الله حين حرمها كان يعلم الأجواء جميعاً فلم يستثن بلدا ً دون بلد ولا أمة دون أمة .. ولكن حرمها تحريماً لا شك فيه ولا استثناء معه فإياك أن تحتمل من بطنك مكاناً فتظل بقعة سوداء في ذلك الأديم الطاهر ...
9- مطاعم القوم المحرمة -من خنزير و ميتة- لا تذق منها شيئاً وللرزق الحلال مندوحة وغنى فلا تتذوق الحرام ولا ينبت لحمك منه فكل لحم نبت من حرام فالنار اولى به وما حرمه الله إلا وهو خبيث ( ويحل عليكم الطيبات ويحرم عليكم الخبائث) فانصرف عن الخبائث إلى الطيبات.
10- المقاهي والملاهي ودور العبث وقتك أغلى من الضياع فيها فاحرص عليه ألا يضيع في غير ثمرة تستفيدها أو خير تفعله .. ولقد رأيت من قال أن الوقت من ذهب فلم يعجبني ذلك لأن الوقت أغلى من الذهب فالوقت هو الحياة وهل حياتك إلا هذه الساعات التي لا تدري متى تنتهي فاحرص يا عزيزي أشد الحرص على أوقاتك ولا تصرفها إلا في الجهد وروح نفسك بالحلال من المروحات... وإنّ في السماء لروحاً... وإنّ في الأرض لجمالاً... وإنّ في الحدائق لنضرة..وإنّ في البحر لعظمة...و إنّ في نفسك لآية... وإنّ في الهواء لغذاءا ... فخذ من هذا كله راحة نفسك واستجمام خاطرك ولا تكثر من اللهو والغفلة فإنها حجاب عن الخيرات ومدعاة إلى السوء.
11- كن مع القوم ناقداً بصيراً منصفاً خبيراً. لا تستهوك محاسنهم فتنسى مساوئهم ولا تؤلمك مساوئهم فتنسك محاسنهم. بل أدرسهم دراسة الفاحص المدقق وأحط بكل ما تستطيع من شؤونهم علماً ثم انقد ذلك كله بعين البصيرة فإن كان حسناً فاهده إلى أمتك و قومك وعد به مظفراً مؤيداً وما كان غير ذلك فألقه إليهم لا تقيم له وزناً ولا تأت إلا وقد نفضت منه يديك وفرغ منه خاطرك.
12- ستجد قوماً يعيبون دينك وينالون من دينك ويجهلون قرآنك وينتقصون قومك فلا تقعد معهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإن دعاك الأمر إلى النقاش فجادلهم بالتي هي أحسن وأوضح لهم ما تعلم في ذلك المحاسن وإياك والمراء المؤدي إلى البغضاء والفتنة فإنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء... واعلم يا عزيزي أنّ الدعوة الفعلية أجدى من الدعوة القولية وأنّ دفاعك عن دينك وأمتك ودعوتك لهما بحسن خلقك وكمال نفسك واستقامة سلوكك أجدى وأنفع من كل شيء وإن أتيح لك سبيل القول و المحاضرة في جامع القوم وأنديتهم فاستعد لذلك واختار ما لا يثير فتنة ولا يحرج كرامة ولا تتهيب الموقف فإنّّّّّّّ معونة الله مع المخلصين .. وكن إيجابياً فلا تقدح في عقائد القوم ولكن جلّ لهم محاسنهم واكشف لهم عن عقائدنا وحسبك هذا دعاية وتشويقاً...
وأما بعد .. فإن القول فضل سعة .. وكنت أحسب أن أستمر لك مناجياً لولا أني أخشى أن أطيل عليك فتنسى فإن كثير الكلام ينسي بعضه بعضاً ... أما الأمل فيك عظيم .. وأما الشوق إليك.. فشديد وأما الدعاء لك فمتجدد... ونستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخواني أخواتي هذه كانت.. رسالة للإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله ... حاولوا نشرها لكي تعم الفائدة إلى كل أخ مغترب أو أخت مغتربة.. وإلى الجميع.. فالحقيقة أننا كلنا نعيش في هذه الأيام غربة الدين..
وجزاكم الله خيرا
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️