
خطوات عملية تعينك على تحفيز زوجك على إتقان فن الشكر والتقدير. فمشكلة عدم التقدير التي تسود في بعض بيوتنا كبيرة، وتسبب مشاكل بين الأزواج، والآن لأبد أن تجعلين زوجك الكريم يتقن المهارات العملية لتقديرك؟ وكيف تعاونينه على شكرك على كل ما تقدمينه له ولأسرتك.
نصائح تعينك على حل هذه المشكلة.
1 - الخطوة الأولى:
اجلسي مع نفسك جلسة مراجعة، وأطلقي العنان لنفسك اللوامة، وركزي أكثر على ما يخصك أنت، وتساءلي: هل أنا السبب? ولا تلتمسي لنفسك الأعذار، ولا تهربي من المسؤولية، فإذا عرفت الأسباب وشخصت المرض، فابدأي فورًا بالخطوة الثانية.
2 - كوني خولة الإيجابية:
أي بادري أنت بعلاج مشكلتك بنفسك، ولا تنتظري الحلول الخيالية البعيدة، والتي ليست بيدك، فالسماء لا تمطر حلولاً، ولا تقديرًا ولا ثناءً، حاولي خلق مناخ الشكر والتقدير، وكل ما يسرك من الآخرين، خاصة من زوجك الكريم؛ وصممي على الحل، وسيري على الخطى الرائعة للمجادلة خولة بنت ثعلبة (رضوان الله عليها)، لقد وقفت أمام رغبات زوجها، ثم تحركت مسرعة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتحل مشكلتها، ولم يمنعها أي عائق، ولم تنتظر غيرها ليحل لها المشكلة، بل أخذت زمام المبادرة والمبادأة في إدارة أزمتها.
3 - افتحي أبوابك.. يفتح أبوابه:
لا تصدي مجاملاته اللطيفة، فقد يكون هذا الزوج قد حاول مرة - وقد تكون منذ سنوات - أن يثني عليك بكلمة حانية، فما كان منكِ إلا أن نظرت إليه بخبث أنثوي، وذكاء نسائي، وشك حريمي، لتحاولي قراءة ما وراء هذه اللفتة البريئة منه، فقلت: (ماذا وراء هذه المجاملة?).
فما كان منه إلا أن تغيرت ملامحه وتمتم في نفسه لن أعود إليها أبدًا، فإذا سمعت منه مرة هذه الكلمات الرقيقة، فخذيها على ظاهرها، وتجنبي نهائيًا أسلوب الصد.
فإذا تقبلت هذه اللمسة الزوجية الحانية، وأظهرت سرورًا على قسمات وجهك، وطبعت قبلة لطيفة على جبينه وبادلته لمسة بلمسة، فثقي أنك قد فتحت بابًا رائعًا، وشجعت هذا الرفيق الحنون على أن يواصل مسلسل كلماته التي تسرك.
4 - ادفعي بالتي هي أحسن:
أي أرغمي زوجك الحبيب على شكرك والثناء عليك، ونحن نستعمل هذا اللفظ ليس بمعنى العنف والقوة، بل بمعنى أنه حق من حقوقك الخاصة، وطموح من طموحاتك الكبيرة التي تستحق منك التصميم والجدية؛ حتى لا ينافسك فيه أحد.
وذلك باستخدام فنونك الزوجية، ولمساتك التربوية، ومهاراتك في العلاقات الإنسانية الحميمة، وهي فعلاً تعتبر من باب الدفع بالتي هي أحسن من اللمسات والمجاملات والكلمات والنظرات، واجعلي شعار علاقاتك مع زوجك خاصة، ثم مع أبنائك ومع كل من تحبين، بل ومع الخلائق جميعًا {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} (فصلت: 34).
فإذا تقدمت بخطواتك التقديرية، ورأيت ثمارها؛ فاستعدي جيدًا للخطوة الخامسة
5 - تحدي الصمت الزوجي:
نقصد أن تبادري بذكاء، فتقطعي حبال الصمت بينكما، وتشجعي واسألي هذا الصامت الصابر بحكمة، وتأملي كيف سألت عائشة (رضي الله عنها) حبيبها (صلى الله عليه وسلم)؛ قالت: قلت: يا رسول الله، كيف حبك لي?
قال: كعقدة الحبل.
فكنت أقول: كيف العقدة يا رسول الله?!
فيقول: "هي على حالها".
وأن تحاوريه فتسأليه: ما رأيك فيَّ?
وسيكون رده بعونه تعالى على أحد ثلاثة ردود:
أولاً: الإعجاب والرضا؛ فيقول: جميل أو رائع أو جيد أو ممتاز!
وهنا ستصرخين بدهشة: يا الله؛ لقد افتقدت هذه الكلمات السحرية؛ التي طالما أسمعتنيها.
ثانيًا: النقد وعدم الرضا؛ فيقول: كان ينقصه كذا أو كذا! أو به كذا أو كذا!
وهنا لا تفوتي الفرصة وقولي بلطف: معذرة على قلة معرفتي؛ فهلا عاونتني برأيك وملاحظاتك، وما تتمناه حتى يرضيك، وأرجو ألا تبخل عليَّ بأية توجيهات.
ثالثًا: الاستغراب، فيقول: يا الله؛ هل رأيي يهمكِ?!
وهنا شجعيه على عدم التراجع إلى مواقع الخرس الزوجي والصمت الأسري، بأن تقولي: وهل هناك أفضل من رأيك?! وهل هناك من يهمني رأيه مثلك?
6 - انشروا.. الرباعية الذهبية للعلاقات الإنسانية:
وهي أن تتفنني في إبراز مشروع ملصقات تذكر بسلوك الأسبوع أو الشهر، فتقترحي عليه أن تبدأ معًا، وبمشاركة الأبناء؛ في اختيار سلسلة من التوجيهات التربوية يلتزم بها الجميع في علاقاتهم بعضهم ببعض داخل الأسرة، وخارج المنزل مع الآخرين.
وهي التي تجعلنا نتقن فن تقدير الآخرين بطريقة عملية وبالتدريج وبمراحل أسبوعية أو شهرية، فترفعوا كل أسبوع أو كل شهر ملصقًا يبين قاعدة من هذه القواعد:
القاعدة الذهبية الأولى: جزاك الله خيرًا.
القاعدة الثانية: من سيلتزم بالشرط?
وهي القاعدة التي تقرر أن الله سبحانه لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه؛ إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس "لا يشكرُ اللهَ من لا يشكرُ الناسَ".
القاعدة الثالثة: من هو ذو الفضل.
ونقصد بذوي الفضل؛ الذين يعرفون لذوي الفضل فضلهم، فلنتنافس جميعًا لنكون منهم.
القاعدة الذهبية الرابعة: من سيمسح دموع البعير?!
وهي القاعدة التي توجب علينا أن ننشر عبير تقديرنا ليشمل كل الخلائق!
والآن.. أنتِ على مفترق طرق، فإذا ارتقيتِ بنفسك وبزوجك وبأسرتك؛ في اكتساب خلق التقدير والشكر؛ فجزيتِ خيرًا؛ على هذه السنة الحسنة التي نشرتها، وعلى إيجابيتكِ؛ فاستمتعت بثمارها مع أسرتك.
وإذا لم يفلح مشروعكِ التربوي؛ فما عليكِ إلا أن تلتزمي بالصبر والدعاء فهما سلاح المؤمن.
7 - كوني خير النساء:
بأن تصبري.. وتتعايشي.. وتتكيفي مع همكِ.
وأن تستسلمي لظروفكِ.
وأن ترضي بنصيبك.
وتتحملي زوجك الفاضل وتقبليه بسماته.
فلا يضيع منكِ ثواب الصبر وعظم ثوابه.
ولا تفقدي بركة طاعة الله (عز وجل) في زوجكِ؛ بحسن تبعلكِ.
قيل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم): أي النساء خير?
قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكرهZ.
فهذا آخر خطوطك الدفاعية ضد هذا الهم الأسري، وهو أضعف الإيمان.
ولا تنسي أن تنظري إلى الجهة الأخرى من الشاطئ.
8 - أرسلي سهام الليل:
فهي السلاح الذي سيفيدكِ، سواء كنتِ من الإيجابيات؛ ونجحتِ في مشروعكِ التربوي، فبارك لكِ الله (عز وجل) فيه، أو لم تفلحي؛ فرجوت أن ينظر الله إليكِ بعد أن استنفدتِ كل الأسباب الأرضية؛ فيعينكِ ويهدي لكِ زوجك الكريم؛ إذا رأى منكِ نية خالصة للإصلاح ورغبة في التعايش، والرضا بقضائه وقدره
د. حمدي شعيب