جهاز التلفزيون اصبح الآن في كل منزل بل في كل حجرة في المنزل فقد دخل حياتنا في جميع بلدان العالم من اوسع الأبواب ويقال عنه انه الضيف الذي يدخل كل بيت دون استئذان.
ويقضي الناس وقتاً في مشاهدة برامجه عبر القنوات الفضائية لأكثر من مائة قناة فضائية تنطق بالعربية بالاضافة الى الارسال العالمي من كافة دول البسيطة.
ولقد عكف العلماء والاطباء على اجراء البحوث العلمية والدراسات الطبية والهندسية المختلفة لمعرفة انواع الاشعة الصادرة من جهاز التلفزيون الملون ومعرفة تأثير المجال (الكهرومغناطيسي) على اجهزة الجسم بصفة عامة وعلى العينين بصفة خاصة.
وتبحث الدراسات والابحاث في الاضرار المتعددة التي تنتج عن مشاهدة التلفزيون لفترات طويلة وكذلك مدى الاجهاد الذي يصيب العينين خاصة اذا كانت المشاهدة من مسافة قريبة من شاشة التلفزيون, ومن اهم الابحاث تلك التي اثبتت ان مشاهدة الطفل للتلفزيون تؤثر على قدراته ومواهبه.
كما انها تؤثر ايضاً على درجة ذكائه مما يؤدي الى عدم القدرة على الابتكار وليس هذا فحسب بل ينتج عنه التأثير على تربية النشء ودرجة ادراكهم والناحية السلوكية للطفل ويحاول العلماء الآن جاهدين الوصول الى الحلول المناسبة لها قبل ان تتفاقم المشكلة وتزداد سوءاً.
من أجل هذا كله يجب علينا الالمام بالاحتياطات الواجب مراعاتها اثناء مشاهدة التلفزيون.
التلفزيون مثله مثل باقي الاجهزة الالكترونية التي تمخضت عنها التقنية العصرية والتكنولوجيا الحديثة التي تعتبر نعمة ونقمة في نفس الوقت.
فهي نعمة اذا احسن استخدامها مع ايجاد الاحتياطات اللازمة للوقاية من اضرارها المعروفة وغير المعروفة.
كما انها تعتبر نقمة اذا استخدمت بطريقة غير سليمة مما يؤدي الى حدوث اضرار ومضاعفات جمة.
المسافة المناسبة للمشاهدة
من أهم الاحتياطات التي يجب ان تراعى اثناء الجلوس امام التلفزيون ان تكون المسافة بين المشاهد والجهاز مناسبة لمساحة شاشة التلفزيون.
وهناك علاقة طردية (مباشرة) بين المسافة التي يجلس عيها المشاهد ومساحة الشاشة.
فكلما زادت مساحة شاشة التلفزيون فإنه يراعى ان تزيد ايضاً المسافة التي يجلس عليها المشاهد.
والمعروف علمياً ان المسافة المناسبة لجلوس المشاهد امام التلفزيون تعادل خمسة اضعاف قطر الشاشة.
فمثلاً اذا كان قطر شاشة التلفزيون 20 بوصة (50 سنتيمتراً) فإن المسافة الملائمة حوالي 2,5 متر.
واذا كان قطرها 24 بوصة تكون المسافة الملائمة حوالي 3 أمتار, أي كلما كبرت الشاشة كان على المشاهد ان يجلس على مسافة أبعد وهكذا,,, من أجل المحافظة على العينين وتجنب حدوث اجهاد بهما.
المشاهدة من مسافة قريبة
ومن جهة اخرى فإنه كلما اقترب المشاهد من شاشة التلفزيون قل وضوح الصورة مما يؤدي الى اجهاد العينين «eye strain» ويجب توضيح حقيقة مهمة هي ان الجلوس قريباً من شاشة التلفزيون وتعويد العين على رؤية الاشياء القريبة يؤدي بمرور الوقت الى ضعف الابصار ولاسيما قصر النظر بسبب تكيف العدسة العلوية بصفة مستمرة لمدة طويلة وعلى المدى البعيد.
وهذا السبب في زيادة عدد المصابين بقصر النظر بعد اختراع التلفزيون وخاصة لدى الأطفال والصبية وقد اكدت الاحصائيات ان هناك زيادة مضطردة لعدد المصابين بقصر النظر خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي اي بعد دخول التلفزيون حياتنا, وانجذاب افراد الأسرة حوله وبخاصة الأطفال الذين يجلسون ساعات طويلة امامه دون ملل.
واصبح هذا الجهاز العجيب يخطف ابصار الصغار دون ان ندري.
العين والاشعة الضارة
مشاهدة التلفزيون على مسافة قريبة والفترات طويلة بصفة مستمرة تؤدي الى تعرض العين المباشر للأشعة الضارة الصادرة من جهاز التلفزيون الملون مثل الاشعة فوق البنفسجية والاشعة تحت الحمراء وانواع اخرى من الاشعاعات الضارة للعين ومن اهم الأضرار التي تسببها الاشعة الضارة من التلفزيون على العين ما يأتي:حساسية بالملتحمة جفاف القرنية
قرح صغيرة بالقرنية تؤدي فيما بعد الى حدوث سحابات بالقرنية
ـ حدوث بعض التغيرات الفيزيائية بالعدسة البلورية للعين وهذا ينتج عنه حدوث عتامة في العدسة (الماء الأبيض ـ كتاركت) مما يؤثر تأثيراً ضاراً في حدة الابصار ويطلق على هذا النوع الكتاركت الاشعاعي.
ـ حدوث حروق بالشبكية ولاسيما لدى الاشخاص الذين ازيلت لهم العدسة البلورية او الذين زرعت لهم عدسات داخل العين مما يؤدي الى حدوث تلف بالشبكية الأمر الذي ينتج عنه ضعف شديد الابصار.
الاضارة اثناء المشاهدة
من القواعد الصحية السليمة ان تراعي اضاءة الحجرة اثناء مشاهدة التلفزيون او على الاقل اضاءة ركن الحجرة الموجود به التلفزيون حتى لا يحدث تباين بين الضوء الصادر من شاشة التلفزيون والحجرة المظلمة تماماً فيؤدي ذلك الى حدوث اجهاد شديد للعين, ومن الاخطاء الشائعة ان يشاهد الشخص التلفزيون في حجرة مظلمة تماماً ويجب ان نتجنب ذلك للمحافظة على سلامة العينين.
ومن المستحسن ضبط الاضاءة على شاشة التلفزيون حتى لا يكون هناك تباين واضح بين الاجزاء المضيئة والاجزاء المظلمة من الصورة لأن هذا التباين بسبب اجهاد العين.
ضبط صورة التلفزيون
في بعض الاحيان قد يلاحظ المشاهد ان الصورة التلفزيونية غير مضبوطة بالدرجة الكافية بسبب عوامل عديدة منها عدم ضبط قناة الاستقبال او عدم تركيب الهوائي «الايريال» بطريقة معينة او عدم ضبط مفاتيح التحكم في الصورة والضبط الدقيق مما يؤدي الى اهتزاز الصورة وتأثر درجة وضوحها ونصوعها وتبعاً لذلك يحدث زغللة بالعينين وصداع بالرأس وارهاق شديد بالعينين.
ولذا يراعي ضبط صورة التلفزيون ضبطاً دقيقاً وبكيفية ملائمة من أجل راحة العينين وتجنب حدوث الاجهاد البصري بهما.
وهناك ملحوظة اخرى تتعلق ليس فقط بضبط الصورة التلفزيونية ولكن ايضاً بسبب الجلوس قريباً من التلفزيون اقل من المناسبة ينتج عنه رؤية النقط الالكترونية التي تكون اجزاء الصورة دون مستوى الايضاح الكامل مما يؤدي حتماً الى ارهاق العينين.
نصائح طبية عند مشاهدة التلفزيون
يراعى اخذ قسط من الوقت لراحة العينين حوالي 5 دقائق لكل ساعة او 10 دقائق لكل ساعتين اثناء مشاهدة برامج التلفزيون حتى يتجنب المشاهد حدوث اجهاد في العينين.
ننصح الآباء والأمهات بأن يكونوا حريصين كل الحرص بحيث يجلس الأطفال على مسافة مناسبة من جهاز التلفزيون, لأن الطفل بطبيعته يفضل الجلوس على مسافة قريبة جداً من شاشة التلفزيون ليشارك الممثلين ادوارهم ويندمج معهم ويقلدهم بطريقة قد تعرضهم للمخاطر الشديدة في بعض الأحيان.
ولأجل اصرار الطفل على الجلوس على مسافة قريبة من التلفزيون ولفترات طويلة فإن ذلك يؤدي الى اجهاز شديد بالعينين ومضاعفات التعرض للأشعة الضارة الصادرة من التلفزيون كما اسلفنا.
ننصح الآباء والأمهات بالتنبيه على الاطفال والمراهقين بعدم قضاء ساعات طويلة امام جهاز التلفزيون لمزاولة الألعاب الالكترونية التي تعرض بواسطة جهاز فيديو خاص مزود بوحدة تحكم عن بعد لأن ذلك يجمل اضراراً بالغة بصحة الطفل.
ليس فقط من ناحية الضرر الذي يحدث بالعينين واصابتهما حتماً بالاجهاد بل ايضاً التأثير الخطير على القلب والجهاز الدوري والجهاز العصبي بالاضافة الى الآثار النفسية السيئة التي تتركها هذه الالعاب على الطفل.
يستحسن استعمال شاشة خارجية للتلفزيون تعمل بمثابة حاجز لتقليل خطر الاشعة الصادرة منه على عيون المشاهدين.
يراعى استعمال النظارات الواقية من اشعة التلفزيون وهذه عبارة عن نظارات خاصة ملونة ولاسيما للمشاهدين الذين يعانون من الحساسية للأشعة الصادرة من التلفزيون وهذه النظارات لا تؤثر في وضوح الصورة او درجة نصوعها.
ننصح المشاهد ان يتجنب الاوضاع الخاطئة اثناء مشاهدة التلفزيون مثل مشاهدة التلفزيون وهو مضطجع او راقد على بطنه او على ظهره لأن ذلك يؤدي الى اجهاز شديد بالعينين والشعور بالارهاق.
يراعى ان يكون وضع التلفزيون في مستوى العينين اي لا ينبغي ان يكون اعلى عن او اسفل من مستوى النظر حتى يشعر المشاهد بالراحة ويتجنب حدوث اجهاد العين.
قد لوحظ في الاونة الأخيرة حدوث ظاهرة غريبة الا وهي مشاهدة التلفزيون اثناء ركوب السيارة, وهذا الوضع يشكل خطورة شديدة وضرراً بالغاً على العينين.
يجب استشارة اخصائي العيون عند الشعور بأي اعراض اثناء مشاهدة التلفزيون مثل الزغللة او الم بالعين او الصداع لتشخيص الحالة وعلاجها مبكراً.
فقد يحتاج المشاهد الى علاج دوائي او الى نظارة طبية او عدسات لاصقة حتى يتمكن من مشاهدة برامج التلفزيون دون ادنى ارهاق او تعب.
أضرار اشعة الشاشة
وتقول الابحاث الطبية التي اجريت حديثاً ان الشخص الذي يشاهد التلفزيون لمدة اربع ساعات يومياً فإن الاشعة الخارجة من شاشة الجهاز تحمل مخاطر الاصابة بسرطان الدم وفقدان القدرة على الحمل لدى النساء والاجهاض, وكذلك حساسية والتهابات الجلد تزداد عند الجلوس لمشاهدة التلفزيون لفترات طويلة يومياً بسبب الاشعة المنبعثة من شاشة الجهاز.
منقول من مجلة طبية...
الله يستر علينا ويحمينا من أخطار هالجهاز

أم ياااارا @am_yaaaara
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


الصفحة الأخيرة
يسلموااااااا