سالت ام طبيب السؤال التاي وكانت اجابته كالتالي اقرائي عزيزتي الأم النصائح
أنا أم أشكو من شدة العصبية مع أطفالي، خصوصًا في فترة الدراسة، وهو ما أثَّر عليهم، وأصبحوا هم عصبيين مع بعضهم، أريد نصائح حتى أتمكن من الحد من هذه العصبية، وشكرًا.
أولاً دعيني أحيِّي فيك صراحتك مع نفسك قبل غيرك، فمشكلة الأمهات أحيانًاأنهن لا يعترفن بأنهن سبب في مشكلات أبنائهن .
ثانيًا أنا أعلم تمامًا بأن حدَّة المزاج والثورة والعصبية أمر يعكِّر على الإنسان صفو حياته بصفة عامة، ويُرْبِك علاقاته مع أبنائه بصفة خاصة، فأنا كنت أعاني من ذلك لفترة، ولكن بتوفيق من الله تعالى، والصبر، والمثابرة كان الحل الذي سأستعرضه لك في الخطوات التالية:
1- راقبي سلوكك العصبي مع أبنائك لمدة ثلاثة أيام أو أسبوع على الأكثر، واكتبي هذه السلوكيات في قائمة.
2-حدِّدي لكل سلوك درجة العصبية من 1:3 فرقم (3) للسلوك الذي يثيرك بشكل حاد، ورقم (2) للمتوسط، و(1) لأقلهم حدة.
3- ناقشي مع نفسك أو مع زوجك (إن أمكن ذلك) هذه السلوكيات ومدى مبالغتك فيها، وحاولي أن تعرفي السبب الحقيقي وراء هذه الثورة، فربما كان الأمر متعلقًا ببعض الخبرات السابقة السيئة في حياتك واختُزِنت في اللاشعوري، والتي تطل برأسها الآن على حياتك لتفسدها، وتؤثر بالتالي على علاقتك بأبنائك سواء في الوقت الحالي أو فيما بعد عندما يكبرون؛ ليجدوا أنفسهم وقد اعتادوا عدم القدرة على أن يعبِّروا لك عما بداخلهم، فقد اعتادوا الخوف، وما يترتب عليه من إفساد لحياتهم.
4- ركِّزي ولمدة شهر على السلوكيات رقم (1) وحاولي التخلص منها، وخصِّصي شهرًا ونصف للسلوكيات رقم (2)، وشهران للسلوكيات رقم (3).
هيِّئي لنفسك الظروف المناسبة للتخلص من العصبية بتجنب كل ما يمكن أن يتسبب فيها عن طريق اتباع ما يلي كمثال:
- هيئي مكانًا مناسبًا لأبنائك للعب فيه، بحيث لا تكون الأشياء القابلة للكسر في متناول أيديهم، أنا لا أعرف بالضبط أعمارهم، وإن كان اللعب هو جُلّ وظيفتهم.
-ردِّدي على مسامعك أن أبناءك ما زالوا صغارًا في مرحلة استكشاف العالم الخارجي، مرحلة تتميز بالحركة المستمرة، والنشاط، والانطلاق، وهذا مدعاة للفخر بهم والمرح معهم، وليس لعقابهم، فتذكَّري وتعلَّمي كيف تستمتعين بأمومتك معهم.
- فإذا أخطأ أحدهم فعليك أن تتجاهلي هذا الخطأ، وتتظاهري بعدم رؤيتك له في حالة عدم إدراك المخطئ لرؤيتك له، إلا إذا كان الأمر خطيرًا، مثل الاقتراب من الكهرباء أو النار، فعليك - والحالة هذه - تنبيهه بصوت حذر، وليست بصرخة مفزعة.
-أما إذا علم برؤيتك له أثناء ارتكاب الخطأ فعليك – وقبل أن تبدئي في عقابه - أن تغيِّري وضعك فإذا كنت قائمة فاجلسي، وإن كنت جالسة فاضطجعي كما علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حالات الغضب، وهذا من شأنه أن يحدّ من ثورتك، وبدلاً من الصراخ تعلمي فن استثمار المشاكل - ستجدين مهارات هذا الفن في استشارة أخرى سنوردها لك بنهاية الاستشارة تحمل نفس الاسم -.
-ذكِّري نفسك بأن أبناءك لا دخل لهم في ظروفك الخارجية التي قد تؤثر سلبيًّا على أعصابك، وأنه لا حول لهم ولا قوة، وإذا دعتك قوتك لعقابهم فتذكَّري قوة الله عليك.
-عليك أن تثيبي نفسك إذا نجحت في ضبط انفعالاتك في موقفين متتاليين بكلمات مشجِّعة، بأنك أحسنت صنعًا، وأنك حتمًا ستصبحين أمًّا مثالية، أما إذا أخفقت فيهما فاحذري أن تقلِّلي من شأنك، وتردِّدي بعض العبارات المثبِّطة، مثل: أنا أم سيئة، أنا لا أصلح أمًّا، أنا لا أحسن التربية، ولكن عليك أن تقولي لقد أخفقت هذه المرة، ولكن سأنجح في المرات القادمة إن شاء الله تعالى.
-احذري عند إخفاقك أن تحاولي تعويض أحد أبنائك عما فعلت في مواقف أخرى أو تدلِّلينه كنوع من تخفيف شعورك بالذنب، ولكن ليكن معيارك الحقيقي في التعامل مع ابنك هو الموقف نفسه، وما يستحقه الابن في هذا الموقف.
-حاولي تعزيز الجوانب الإيجابية في أولادك، والثناء عليها عندما يقوم أحدهم بالسلوك المرغوب فيه، بل وأخبري والده عن هذا السلوك عند عودته من عمله، اجعلي من استثمار الإيجابيات علاجًا للمنغِّصات.
- وحتى تضمني إلى حد كبير إطاعة أوامرك فإن بعض علماء التربية ينصحون باتباع هذه النصائح:
-الحرص على جذب انتباه الطفل قبل إعطاء الأوامر؛فإن المُحِبَّ لمن يُحبُّ مطيع، ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قدوة حسنة أخرج أناسًا من جاهليتهم بالرفق، والحلم، واللين، قال سبحانه: "وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك".
- استخدام لغة يفهمها الطفل"خاطبوا الناس على قدر عقولهم".- إعطاء الأوامر ببطء ووضوح كافٍ ليتبعها الطفل.
- عدم إعطائه أوامر كثيرة مرة واحدة.
- الثبات وعدم الأمر بشيء، ثم النهي عنه بعد ذلك.
- إعطاء الأمر بعمل شيء له معنى بالنسبة للطفل، والمقصود أن تكون لغة الأمر واضحة ومحددة.
- عدم تحدي الطفل والعناد معه لكي ينفذ الأمر.
- المعقولية والعدل.
- إثابة الطفل على الطاعة والسلوك السوي (ليس بشيء مادي مثل الحلوى أو ما شابه، ولكن كلمة أنا مسرورة منك، أو إنك ولد ممتاز تكفي أو حتى بابتسامة رضا).
- عدم استخدام التهديد أو الرشوة.
- متابعة تنفيذ الطفل للأوامر.
- عدم اللجوء للعنف كوسيلة لتعديل السلوك الخاطئ.
وأختم القول معك بكلمات للأستاذ "يوسف أسعد" في كتابه "رعاية المراهقين" – ما زلت لا أعرف عمر أولادك، لكنها كلمات أعجبتني - سطَّرها تحت عنوان السيطرة بالحب:
".. والأم بحبها تُخْضِع الطفل لإرادتها، وتجعل منه خامة طيِّعة تستطيع أن تشكلها بالطريقة التي ترغب فيها. ولعل الأم التي تعرف كيف تستفيد في تربية أبنائها وبناتها بقوة الحب، تكون أقوى بكثير من تلك الأم العصبية التي تفقد بعصبيتها حب أبنائها لها، وأقوى من الأم الأنانية التي تدور بعواطفها حول نفسها أكثر مما تدور حول أبنائها وبناتها".
وأخيرًا سيدتي.. ثقي تمامًا أنك تحملين بين جنباتك أمًّا مثالية رائعة، وكل ما عليك أن تتصرفي بتلقائية دون شد وجذب مع نفسك، فاستمتعي بأطفالك وأمومتك، وتذكَّري دائمًا نعمة الله عليك بهذه المكانة، وحاولي إسعاد أبنائك وإسعاد نفسك.
اتمنى تكوني استفتن من الموضوع :)
حلاوة المدينة @hlao_almdyn
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
شامه
•
جزاك الله خير كأنك حاسه بي انا سايره عصبيه على اولادي والله مساكين واحد سنتين و11 شهر والثاني سنه و7 شهور بس ازعق عليهم
lawsi
•
موضوع قيم ومهم بارك الله فيك ..وفيمن كتبه
نحن نعاني فعلا ضغوط خارجة عن ارادتنا...فلا نستطيع احيانا السيطره على تصرفاتنا
فنخطئ في حق أبنائنا ..بحكم أكثرهم أحتكاكا بنا ...
لكن سنحاول جاهدين ان نتمكن من هذه الضغوط وان نحسن التصرف مع أنفسنا بما ينعكس على ابنائنا
جزاك الله خير مرة أخرى
نحن نعاني فعلا ضغوط خارجة عن ارادتنا...فلا نستطيع احيانا السيطره على تصرفاتنا
فنخطئ في حق أبنائنا ..بحكم أكثرهم أحتكاكا بنا ...
لكن سنحاول جاهدين ان نتمكن من هذه الضغوط وان نحسن التصرف مع أنفسنا بما ينعكس على ابنائنا
جزاك الله خير مرة أخرى
الصفحة الأخيرة