نصائح كاتــــــــبة مع قصص (ملخص من كتاب نسيــان)والله روعة يا متزوجات لا يفوتكم

الأسرة والمجتمع

السلام علييكم يا بنات قبل لا تقري الموضوع احذر واقول للبنات اللي ماتعجبهم انهم مايردو عشان الموضوع مايخرب

وتاني شي في بعض القصص تحصل في المجتمعات المنفتحة على الغرب بس انا اقول

(الرجال هم الرجال في طريقة تعاملهم تختلف من شخص الى اخر بالقليل فقط لانهم في الاخير رجال )

خذي اللي يعجبك من نصائحها

كاتبة القصة ليست بدكتورة انما هي كاتبة مثفقة فهمت كيف تساعد او بالاصح تنصح


مع اول قصة



صديقتي التي تخاف أن تنسى



شهران على فراقنا ....قرن و بضع دقائق








لي صديقة تعيش عذاب القطيعة العاطفيّة. مع كلّ ما يرافقها من حمّى الروح و من هذيان تلك الأسئلة التي لا جواب لها لكونها تلي الانشطار العشقي الصاعق في مفاجأته.


كانت مطمئنة إلى رجل حياتها. تملك مؤونة أربع سنوات من الذكريات. و مفكرة بيضاء وعدها أن يملآها معًا حتى آخر يوم من عمرهما بالمشاريع الثنائيّة الجميلة. كانت الأثرى بيننا فقد ملأ الرجل جيوب قلبها وعودًا حتى زهدت في كلّ شيء عداه. كان سيّدها و مولاها. كان نشرتها الجويّة و بوصلتها في الكون. فعذرنا انقطاعها عنّا نحن الصديقات.


كانت تعيش حبًّا نحسدها عليه سرًا. ثمّ ذات صدمة بدأ عذابها.


واذ بها تمضي نحو جحيم لا نستطيع فيه شيئًا من أجلها.


راحت تموت أمامنا، لأن الذي وضعت خصاله فوق الرجولة. وعواطفه فوق الحبّ نفسه. و بايعته نبيًّا.. غدر بها.


دون مقدمات. دون شروح أو توضيحات. توقّف هاتفه عن النبض بنوايا إجراميّة معلنة لاغتيالها صمتًا.


أشهر و هي معلّقة إلى مصل هاتف خارج الخدمة، صاحبه يعيش في بلاد أخرى.


لم تكن في منتصف عمر الحبّ. كانت على مشارف " أسطورة حبّ". ترتدي بغباء أنثى قميص الانتظار ولا تريد أن يفكّ أزراره سواه، الإغداق بالنصائح لا جدوى منه في هذه الحالة فهي واثقة من عودته.


دليلها ذكريات و "ميساجات" و وعودو لا تريد أكثر من أن يؤكّد لها أحد هذا !


في البدء كنت أطمئنها إلى أوهامها، حتى لا أزيد من ألمها. فقد كانت تسرد عليّ قصتها كأسطورة عشقيّة بتفاصيلها المذهلة جمالًا. فكلّ عاشق يحتاج إلى صنع خرافته الشخصيّة. لكن قصتها كانت في تفاصيلها حقًّا أقرب للخرافة.


حين زرتها أرتني الكمّ المذهل من البطاقات الهاتفيّة التي تحدّث بها إليها خلال أربع سنوات. كلّ بطاقة تغطّي ثلاث ساعات من الكلام. و بإمكان عشرات البطاقات التي تحتفظ بها أن تغطّي لو وضعت الواحدة بجوار الأخرى المسافة الفاصلة بين لندن و بيروت.


ليس ثمّة شك لقد أحبّها هذا الرجل. حقًّا.


سعدت باستنتاجي كأنّها كانت تحتاج رأيي كي تتأكّد أنّها لم تحلم ولا هي توهّمت. دبّ فيها الحماس. فتحت هاتفها تقرأ عليّ رسائله التي تعود إلى الزمن الأوّل:


" أحبّك كلّ حين حتى و أنا نائم "

" كلّما نسيتني استيقظت حتى و أنا في نومي "
" أن تختفي ثانية يعني أن أموت إيّاك أن تختفي "
" أحتاج صوتك كي أرى "







أسألها:


- أيكون مات لا قدّر الله؟


تردّ بإحراج:


- لا.. رقمه يدقّ!


- ربما أصيب من غير شرّ بالعمى ؟


تجيب باستحياء:


- لا هو دائم التواجد على الإنترنت.


- و منذ متى لم يستيقظ من سباته الشتويّ و يهاتفك؟


تمتمت:


- آخر مرّة كلّمني كانت في 6 حزيران عند الساعة الرابعة عصرًا...


- أوتعتقدين أنّه يحفظ اليوم و الساعة التي كلّمك فيها لآخر مرة منذ سبعة أشهر؟


ترتبك:


- لا أدري..


- لو هاتفك اسأليه مباشرة قبل أيّ سلام أو كلام متى بالضبط تحدّثنا معا لآخر مرة؟ و في أيّ يوم من أيّ شهر كان لقاؤنا الأخير؟ إن تهرّب من الإجابة أو أخطأ في تحديد التاريخ.. اقطعي مباشرة المكالمة ولا تردّي على هاتفه ما حييت.


الحبّ لا يقاس بعدد الساعات التي كلّمك فيها بالبطاقاتالهاتفيّة. بل بالزمن الذي في انتظاره كنت تحسبين أشهره و أسابيعه و أيامه بالساعات. وحده الوفاء يملك عدّادًا دقيقًا للوقت. إنّه النخاع الشوكي للذاكرة.


كما توقّعت، راحت تدافع عنه كما تدافع ضحيّة عن جلادها.


- ربما كان هو أيضًا يحسب الوقت كما أحسبه أنا. يحدث للعشّاق أن يختلفوا و يعيشوا قطيعة قصيرة أو طويلة لكنّهم لا ينسون و لا يخونون. مثله لا ينسى.


- إن لم يخنك فقد خان اللّهفة. إنّ رجلًا استطاع أن يعيش سبعة أشهر كنت خلالها خارج مفكرّته يعني أنّك ما عدت ضمن اهتماماته، عليك أن تضعيه بدورك خارج حياتك.


بدت متردّدة و غير مصدّقة أنّه نسيها حقًّا. أمام صمتها المتعاطف معه أخذت ورقة، و رحت أحسب لها على الورق ما أراه شخصيًّا خيانة.


عزيزتي.. لقد نام هذا الرجل و استيقظ خلال سبعة أشهر ( عدا قيلولته اليوميّة) مئتيّ و عشرة مرات، لم يشعر خلالها لا ليلًا و لا صباحًا لا عند غفوته و لا عند استيقاظه بحاجة عاشق لسماع صوتك.و تناول خلال هذه المدّة ثلاث وجبات في اليوم أيّ ستمئة و ثلاثين وجبة بالتمام و الكمال من دون أن يشعر أنّ غذاءًروحيًّا ينقصه و أنّه يحتاج أن يقتات بك ليحيا.و مرّ به أثناء ذلك صيف و خريف و شتاء فلا فصل هزمه بحرّه و لا بثلجه فعاد ليستعين بك عليه.




دبّ فيها حماس مفاجئ.. قالت:


- بلى، لقد ردّ على معايدتي برسالة قال فيها " لا أستعين بغيرك على النساء و البرد ".


- و منذ متى لم تلتقيا؟


- منذ 20 يناير الماضي...


- أو تعتقدين أنّ رجلًا لم تلتق به منذ أحد عشر شهرًا قد التحق بالدير في غيابك و أصبح راهبًا يستعين بذكراك على النساء و البرد اللندنيّ. و أنّه منذ ذلك الحين معلّق على جدار كصورة لا امرأة عبرت أو مرّت بحياته. لا امرأة جلست إلى طاولته أو تمدّدت على سريره أو تركت صوتها على هاتفه.. أو قاسمته على الإنترنت صباحات الضجر و ليالي السهر في مدن الصقيع.


اجلسي إلى نفسك و واجهيها بهذا السؤال:


لو قلت لك أنّني أثق في وفاء رجل يرفض الردّ على مكالماتي منذ سبعة أشهر و لم ألتق به منذ سنة.. أما كنت أشفقت عليّ من سذاجتي !


دمعت عيناها و لم تقل شيئًا.


مزيج من الكبرياء و الغباء يجعلانها ترفض تصديق احتمال خيانة من تحبّ. فنحن نحكم على وفاء من نحبّ بقدر منسوب وفائنا.


ثمّ إنّ اعترافها بأنّ تلك القصة " الأسطوريّة " انتهت هو اعتراف ضمني بهدرها أربع سنوات من عمرها أيّ:من أجل لا شيء.



48 شهرًا...


1460 يومًا..


35040 ساعةً...


2.102.400 دقيقةً. من أجل لا شيئ


يا الله! أكثر من مليوني دقيقة لم تبق منها دقيقة واحدة لقول كلمة واحدة تعيد للحبّ الحياة !


أي حبّ هذا الذي يجرفك طوفانه حين يجيء. و يقتلك ظمأً حين يذهب. فلا يملك من أجلك قطرة وفاء للماضي تبرّر هذا الهدر و إثم نزيف الزمن السائب في عمر امرأة.


تركت لها على ورقة جردة بأرقام خساراتها في بورصة الحبّ. عساها تتعلّم ألّا تستثمر في المشاريع الوهميّة.


فأربع سنوات في حياة امرأة أربعينيّة هي ثروة زمنيّة أغلى من أن تستعاد.


صديقتي هذه نموذج لآلاف النساء العربيّات اللائي يقدّمن سنوات من عمرهنّ قربانًا لرجل لم يقدّم لهنّ سوى الوعود. و يرين الحبّ ارتهانًا لشخص ليس بالضرورة رهينة لهن بل لمزاجه و أفكاره المسبقة و عقده و تطلعاته الشخصيّة.


رجل كالزواحف يتخلّص من جلده و من ماضيه دون عناء. و وحدها المرأة تعيش مزدحمة بكراكيب الذاكرة. تحفظ التواريخ عن ظهر قلب. و تحتفظ بالرسائل الهاتفيّة كما لو كانت سندات ملكيّة. و تعيد استنساخ "الرسائل الهاتفيّة" في دفاتر خاصّة بدقائقها و ثوانيها كي تستعيد الزمن العشقيّ و تباهي به أمام نفسها وأمام الحبّ. لكأنّها كانت تدري أنّها ذات يوم لن تملك إلّا ما وثّقت من تفاصيل دليلًا على أنّه حقًا مرّ بحياتها .


يا للغباء. صحت بها:


- هذا الحبّ يتناقص كلّ يوم، و عمرك أيضًا. إنّ حبًّا مفقودًا أفضل من حبّ منقوص. اخلعي عنك حداد هذا الرجل. و خذي قرارًا بينك و بين نفسك بإنهاء هذه العلاقة. فأيًّا كان ثمن إنهائها لن يكون أكثر من شقاء بقائك هكذا " شردودة لا مطلّقة و لا مردودة " حسب قول أمي.


ثمّ إن لم تحسمي هذا الأمر اعلمي أنّك ستخسرينني فما عاد مزاجي يتقبّل استكانة امرأة و استعدادها للتضحيات الغبيّة.


في الغد هاتفتني على غير عادتها عند الساعة التاسعة صباحًا. كنت ما أزال نائمة، فأنا أسهر طويلًا للكتابة.


قالت:


- أهاتفك لأقول لك أنّني عملت بنصيحتك. أخذت ليلًا قرارًا بأن أنساه و أردت أن تعرفي بذلك.


- أما كان بإمكانك أن تزفّي لي هذا الخبر لاحقًا؟!


ردّت ضاحكة:


- في الواقع ما زلت أستيقظ عند الساعة إيّاها التي اعتاد أن يهاتفني فيها لسنوات.


- ما دمت لم تكسري داخلك الساعة البيولوجيّة لحبّه فلن يغادرك هذا الرجل. كأنّك تهاتفينني الآن لتقولي لي عكس ما تودّين قوله !


ردّت على استحياء:


- أعترف ما استطعت أن أشفى من هاتف التاسعة صباحًا.. أو بالأحرى السابعة بتوقيت لندن..


- ما دام هو قد شفي بإمكانك أيضًا أن تشفين. لا تدعي الساعة تتحكّم فيك.. لست كلب "بافلوف". اكسري هذه العادة بعادة أخرى.. كلّمي أحدًا آخر !


- ليس في حياتي أحد.


- لا أصدّق أنّ امرأةً مثلك ليس حولها أحد.


- لا و الله..


جلستُ في سريري و قد راودتني فكرة.


قلت:


- ما رأيك أن أهاتفك أنا كلّ صباح عند التاسعة؟


صاحت بطفولة:


- وااااو... إنّها فكرة جميلة.. لا أصدّق أنّك ستستيقظين من أجلي !


- ليس من أجلك من أجل النسيان.لنتفّق أوّلًا.. هاتفي لن يكون هاتف الحبّ.. سيكون هاتف النسيان. كلّ يوم سأقول لك عما فعله الرجال بنساء أخريات ما يجعلك تكرهين هذا الرجل.


- لكنّني لا أريد أن أكرهه.. أريد فقط أن أنساه.


- برغم ذلك ستكرهينه.


صمتت كأنّها أمام خيار ما توقّعته.


قلت:


- قرّري أتودين أن أهاتفك بتوقيته أم لا؟


لعلّها كانت تحتاج أن يدقّ هاتفها أخيرًا في ذلك التوقيت، أكثر من حاجتها إلى سماعي. ثمّ كان لديها أمل أن نأتي على ذكره. لكنّني ما كنت من الحماقة لأهاتفها كي أقع في فخ ذكرياتها بدل أن أنسيها إيّاه.


ردّت:


- يسعدني حقًّا أن تهاتفيني.. تدرين أحبّ هذا التواطؤ النسائي..


قلت مازحة:


- أنت لا تدرين ماذا فعلت قبل عشرين سنة في باريس لإنقاذ شغّالتي من بين فكيّ رجل!


صاحت بحماس:


- احكي لي شو عملت..


قلت:


- ستستمعين إلى تلك القصة غدًا.. سأروي لك كلّ يوم قصّة مع الفرق أنّ قصّتي تحكى في النهار لا في الليل.. و أنّني لا أريد بها إنقاذ رأسي من شهريار.. بل الإطاحة بشهريار المعشّش في رأسك.


من يومها كلّ صباح يدقّ "هاتف النسيان" في بيت صديقتي عند الساعة التاسعة.

فأحكي لها بكلّ الكلام المباح عن عمرها المستباح باسم الحبّ!



متابعة
7
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سموالاميرة البندري
شغّالتي العاشقة.. و وصفتي السحرية


فقلت لها أكحل و افتـــراقُ كأنـــــّـــك لم يروّعك البعادُ ؟
فقالت: كي تحوّله دموعي فيغدو و هو في خدّي حدادُ
تميم الفاطمي


في الأسبوع الثاني للنسيان. لم أجد لإنقاذ صديقتي الغبيّة من حنينها لجلّادها سوى أن أعرض عليها وصفة قديمة للشفاء من حبيب ( أظنّني أملك براءة اختراعها ) ابتكرتها قبل عشرين سنة في باريس عندما وجدت نفسي أمام فتاة جاهزة للانتحار بسبب قسوة رجل.
" الحاجة أمّ الاختراع " و كانت الفتاة فعلًا بحاجة إلى سند عاطفي كي لا تنهار. قلت لأجرّب فيها الوصفة. فقد كنت أجرب فيها أيضًا مسودّات " ذاكرة الجسد " عندما تنتهي من الأشغال المنزليّة و أسألها كيف تجد القصّة و الحوارات. و تناقشني المسكينة على قدر ثقافتها.. و على قدر عقلي.. فمن الواضح أنّني ما كنت سويّة. و الآن و أنا أكتب يحضرني قول نزار في ما كتبه عن " ذاكرة الجسد " حين يقول للغالي الدكتور سهيل إدريس رحمه الله " دعها تجنّ فإنّ الأعمال الإبداعيّة الكبرى لا يكتبها إلّا مجانين ".
سبحان الله.. من أين له هذه النبوءة.. و ما قدمت له يومًا برهانًا على جنوني !
كانت فتاة مغربيّة رسبت في البكالوريا. لا تملك أيّة جاذبيّة. جاءتني بضفائر قرويّة و ملامح جبليّة. كانت تقيم عند قريبتها و تأتي يوميًّا لمساعدتي لبضع ساعات في أشغال البيت و للاهتمام بالأولاد.
ذات يوم وقعت البنت في حبّ رجل سوري لا أدري أين صادفته. كان يعمل أستاذًا في سوريا و أصبح يعمل طرّاشًا في باريس. كان الرجل يملك وسامة مشرقيّة تباهي بها. فقد كانت تحمل صورته أينما حلّت. تدريجيًّا فقدت البنت صوابها. جنّت به حبًّا و غيرة. لكنّ الرجل لم يفقد عقله كان فقط يتسلّى. "رجّال و استحلى" كما يقول اللبنانيّون.
وجدت نفسي متورّطة في قصّتها فقد كانت تطلب منّي أن أكتب رسائل حبّ نيابة عنها ( بعد أن اكتشفت موهبتي الأدبيّة ! ) بينما اكتشف الرجل لاحقًا عندما أرته مقالاتي و صوري في المجلات أنّها تعمل عند كاتبة و أنّ الرسائل المكتوبة إليه أجمل من ساعية البريد ! ( و القصّة تستحقّ رواية ! )
ذات يوم قرّر التخلي عنها برغم جهدي في تجميلها و قصّ ضفائرها و إهدائها أجمل ثيابي. حتى أقسمت أمي أنّها سحرتني. و إلّا كيف أعفيها من الاهتمام بأطفالي الثلاثة و أكرّس وقتي لخدمتها و كنت أردّ أنّها لو كانت تعرف السحر لسحرت ذلك الرجل أوّلًا ! ذلك أنّ حالتها أصبحت بائسة و مشفقة حدّ تركي " ذاكرة الجسد " جانبًا. و الانهماك في " كتابة " حياتها العاطفيّة.
كلّما هاتفَتْه كان يقطع الهاتف في وجهها. و إن دقّت بابه رمى عند الباب بأشيائها حتى بدأت تراودها فكرة الانتحار لمقاصصته بموتها. أو إلحاق أيّ أذى به. فقد كانت البنت بربريّة من الأطلس المغربي.. و تحبّ لأوّل مرة بوفاء و أنفة و شراسة. أيّ مدججة بكوكتيل من العواطف القابلة للانفجار و الدمار !
وصلت معها إلى اتفاقيّة أن تهاتفني كلّما شعرت برغبة في مهاتفته، فأشتمه لها، و ألعن أبوه و أصيح بها " كيف تسمحين لطرّاش أن يفعل بك هذا ؟ من يكون ليقطع الهاتف في وجهك ؟ إنّ دخلك أكبر من دخله. و أصلك أشرف من أصله.. لو كانت له أخلاق لما تصرّف هكذا مع فتاة.. ثمّ أنت التي نفختيه و طلبت منّي أن أكتب له رسائل ما كتبتها جورج صاند لشوبان فراح يظن نفسه فهد بلان ( كان المطرب السوري الراحل رمز الرجولة آنذاك ).
أهمليه.. دعيه هو يتعذّب و يسأل عنك. ثمّ إنّه موسم التنزيلات. اذهبي إلى ذاك المحل الذي أشتري منه ثيابًا بجانب مدرسة الأولاد. و اشتري ثيابًا جميلة.. حتى إذا رآك المرة القادمة يأكل أصابعه ندامة لأنّه تركك !
طبعًا على الأرجح أنّ الرجل كان منهمكًا في " أكل " ضحيّة جديدة. لكنّني كنت أقول لها أيّ شيء يقوّي من عزيمتها كي تصمد و تنساه.
و حين كانت تزورني بعد ذلك في كلّ أناقتها و يصادف وجود أمي كانت أمي تعايرني طوال السهرة بسببها.
- شفت مرا تبعث خديمتها إلى نفس المحل اللي تشري منو ثيابها.. واش يقولوا الناس ؟
- إحنا في فرانسا يا أمي حتى واحد ما على بالو بيك واش لابسة. و هذي البنت مسكينة كانت رايحة تقتل روحها !
- هذي تقتل روحها ؟ تصيح أمي أنت اللي تقتلي روحك. ذرك تشوفي واش راح يخرج منها " المعلّمة " متاعك !
كانت أمّي تصرّ على أنّي مسحورة و أعمل بدوام كامل " صانعة " عند خادمتي. أمّا زوجي فما كان ليصدّق هذه الهواتف التي أقول أنّها من الشغالة.. فقد كانت تهاتفني من أيّ كابينة تلفون تمرّ بها لتخبرني بمستجدّات قصّتها و لا أستطيع الاتصال بها لاحقًا لأنّ الجوّال لم يكن قد اخترع بعد. فأقضي ما تسع بطاقتها من وقت في الشتم حينًا و الوشوشة حينًا. أتساءل الآن إن كنت يومها في كلّ قواي العقليّة، كيف لامرأة لها ثلاث صبيان أصغرهم عمره سنتين أن تضيف إلى واجبات أمومتها دور الأم تريزا.
ذلك أنّني لا أستطيع إلّا إنقاذ المهاجرات غير الشرعيّات في مراكب الحبّ. عندما يغرّر بهنّ أحدهم و يبعث بهنّ في مركب غير آمن للهجرة نحو أرض العشق الموعودة. ثمّ ينساهن في عرض البحر.
قضيت عمري في انتشال الإناث الغبيّات من قصص الحبّ المغرقة. و ما زلت في هذا الكتاب لا أفعل إلّا هذا.
و هكذا طلبت من تلك الصديقة أن تهاتفني كلّما راودها الحنين إلى مهاتفته. فأقول لها عن الرجال ما يشفيها و ينسيها و أعايره لها كما لو كنت أمي !


متابعة
سموالاميرة البندري

الباب الموارب للقفص


" الحبّ كطائر في قفص. أتركي له الباب مفتوحًا إن عاد فقد كان دائمًا لك و إن لم يعد فهو ما كان لك يومًا "

رحت أهاتفها في صباحات الألم لأنقذها من سياط الذكرى.
كمن يعطي الحبّ رغيف خبز بدل أن يدعوه إلى العشاء. كنت أدري أن كلماتي ما كانت تشبعها تمامًا. لكن تمنحها قوت يومها من الصبر. و تغذّيها بفيتامين الصمود.
يومًا بعد يوم بدت كأنّها تتعافى من الماضي.. أو لعلّها كانت تحاول إقناعي بذلك. لكن لا شيء ملموسًا كان قد تغيّر حقًّا في حياتها. قلّما كانت تقبل تلبية دعوات أو حضور مناسبات. كانت تعيش حدادها بجمالية و عزلة. لكن بطمأنينة أكبر.
كنت أصيح بها يائسة " من أين يأتي الحبّ إن لم تفتحي له الباب ". و كانت ترد " بل تركت له الباب مفتوحًا ".
لاحقًا أدركت أنّنا ما كنّا نحكي عن الأبواب نفسها. كنت أحكي عن باب الحياة.. و كانت تقصد باب القفص !
أن تتركي باب القفص مفتوحًا طمعا في عودة الطائر. أيّ أن تغلقي كلّ باب عداه. دون أن تعترفي بذلك لأحد. أن تؤجّلي سعادة في يدك.. من أجل سعادة على الشجرة. أن تختاري خسارة الحاضر كي لا تخسري احتمال حلم.
عليك كلّ يوم ألّا تنسي تمامًا و لا تتذكري تمامًا. ألّا تهجري.. و ألّا تعودي. ألّا تهاتفيه و أن تواصلي سماع صوته فيك يقول لك بكلمات الماضي أنّه سيعود.. ألّا تكوني مبتهجة فلا تكوني أهلًا لقصّة حبّك. و لا تحزني فتصبحي موضوعًا للشفقة.
أن تعثري على المسافة اللازمة بينك و بينه في الغياب.. بينك و بين الآخرين.. بينك و بين الذكريات.. بينك و بين من يحاول أن يأتيك من باب آخر - غير باب القفص - ليشغل محلّه الشاغر. ألّا تخوني من يكون قد خانك. و لا تتألّمي بوفائك له. أن تخلصي لأسطورتك لا لبطلها. فالحبّ هو البطل.. لا ذلك الرجل !
أمام فنجان قهوة قلت لها " أن تتركي باب القفص مفتوحًا أيّ أن تطلقي سراح طائر الحبّ و تدخلي القفص لتقيمي مكانه. قرار عليك أن تأخذيه وحدك و أنت في كلّ قواك العقلية و حساباتك العاطفية. فوحدك تعرفين أيّ طائر هذا الذي تنتظرين. أهو طائر نبيل أم عصفور من أسراب العصافير المهاجرة العابرة. تلك التي تنقر الحبّ في أيّ كفّ تُمدّ نحوها. و تعيش على فتافيت الموائد.. صدّقيني ليست كلّ قصة حبّ تستحقّ في أيامنا كلّ هذه التضحيات ".
بدت مقتنعة بكلامي. قال لسانها " أنت على حقّ. أنا جاهزة لوصفاتك " لا أدري ربما كان قلبها يقول آنذاك عكس ذلك .
سموالاميرة البندري
نصائح بقطيع من الجمال



من حذّرك كمن بشّرك


الإمام علي





كما لم تحبّ امرأة...


وحدها التي ستأتي بعدي ستنصفني و هي تفرغ جيوب قلبك

ستكتشف.. كم كنت ثريًّا بي







أدخلي الحبّ كبيرة. و أخرجي منه أميرة. لأنّك كما تدخلينه ستبقين.


ارتفعي حتى لا تطال أخرى قامتك العشقيّة.


في الحبّ لا تفرّطي في شيء. بل كوني مفرطة في كلّ شيء.(في هذا المقطع انا مو معاها بلا تاخذه)


اذهبي في كلّ حالة إلى أقصاها. في التطرف تكمن قوتك و يخلد أثرك. إن اعتدلت أصبحت امرأة عاديّة يمكن نسيانها.. و استبدالها .


نصيحة:



لا تعجبي إن تمرّد عليك برغم هذا و لا تحزني. الحبّ الكبير يخيف رجلًا ما عرف قبلك امرأة. إنّه ينسحب ليحمي رجولته من إغداق أنوثتك. و ليتداوى من تلاشيه فيك. لكنّني لا أعرف رجلًا شفي من سرطان الروح بتناوله "أسبرين" الكذب على الذات. لا أحد تعافى من حبّ كبير تقول التقارير العاطفيّة.


فلا تغاري و لا تهتمّي. ربما مع الوقت دخلت حياته " إناث الهاتف " أو " قططالنت". ربما مرّت به ثياب نسائيّة و أحذية بكعب عال و قبل بأحمر شفاه. و صدور و عطور و كلمات.


و " ميساجات" ليست كالميساجات. و نشوة في مذاق "غزل البنات" تمّ إعدادها من السكر الصافي المذاب الذي يصنع منه الباعة حلوى كلحية بيضاء قطنيّة طيّبة المذاق. لكن لا شيء يبقى منها غير الدبق.. إنّها تعلق باليدين والفم و يحتاج المرء كلّما تناولها أن يغتسل.


هو لهن..


إن أحببته كما لم تحبّ امرأة. لا تبكي و لا تحزني. ليسعدن به. سعادتك أنّك قصاصه المستقبليّ.


كلّما تقدّم به العمر كبرت بذكراك خساراته. ربما وجد امرأة تهديه نسيانك، لكن لن يعثر عن امرأة تهديه حبّك.


أصمدي!



صبرت حتى يعلم الصبر أنّي صبرت على شيء أمرّ من الصبر




ثمّة متعة في الصمود حتى.. ألمًا.


قاومي شهوة الاستسلام لنداء الماضي. فوّتي على الحنين ما ينصبه لك من فخاخ. أصمدي كي تبقي كبيرة في عين نفسك.


الذي تخلّى عنك. أراد دهس كرامتك. فليكن، يبقى لك كبرياء النسيان. و زهو امتناعك عن الاتصال به أيًّا كانت المناسبة. ستمرّ كلّ المناسبات و كلّ الأعياد و "عيديّتك" أنّك أفسدت عليه عيده. ما دام قد أفسد عليك الحياة بين عيدين !


و أعرف صديقة أبدعت في الحالتين.كانت قد انفصلت عن الرجل الذي تحبّه قبل أشهر. فلم تطلبه في عيد ميلاده. رغم كونها تعرف تمامًا التاريخ بحكم السنوات التي احتفلت فيها به.


ثمّ في العام التالي هاتفته في المناسبة إيّاها. و لم يصدق أن تكون تذكّرته أخيرًا.


لكنّهاعكرت عليه فرحته حين قالت ببراءة ماكرة "ما هاتفتك العام الماضي في عيد ميلادك لأنّني كنت ما زلت أحبّكو أقوم بجهد الامتناع عن الاتصال بك. لكن، و قد انطفأت تلك الحرائق منذ ذلك الحين. أصبح بإمكاني اليوم أن أتمنّى لك من قلبي عيد ميلاد سعيد ".


ما كانت تتمنّاه حقًّا هو إيلامه بسلاح جديد لم يتوقّعه. تركته حزينًا يتحسّر على الزمن الذي كانت تشهر عداءها له.. صمتًا !


ذلك أن الصمت في عنفه هو تعبير عن حبّ مضاد مدفوع إلى أقصاه.. أيّ أنّه وجه آخر للعشق في تطرّفه. أمّا أن تتصلي برجل عشقته يومًا لتقولي له كلامًا عاديًّا فذلك يعني أنّك أنزلته من عرشه و ساويته بالآخرين.


الصمت.. كما كَسْرُ الصمت سلاح على كلّ امرأة أن تتقن استعماله في مواجهة الانقطاع الطويل..


و لنا في الرجال خير معلّم!




هنا اتوقف سامحوني ان كثرت عليكم


بس انا اعرف بنات حواء عجولات


اذا عجبكم الموضوع اتمنى


الدعاء لي ولوالدي



تابعوني راح احاول انزل الموضوع قبل لا اسافر
hope smile:)
hope smile:)
راااااااااااااااااااااااائع
تتقافز اعيني من محاجرها تسابق الوقت لتلتهم اكبر قدر ممكن من الجمل الابداعيه وكأنني في سباق بين الوقت والابداع

جميل جدا مانقلته لنا اناملك

اسأل الله الحي القيوم ان يحقق لك ماتتمنين ويسعد قلب والدك بك

همسه : حقا اود شراء هذا الكتاب فهلا تفضلتي عليَ باسمه ومؤلفته واكن لك من الشاكرين
سموالاميرة البندري
راااااااااااااااااااااااائع تتقافز اعيني من محاجرها تسابق الوقت لتلتهم اكبر قدر ممكن من الجمل الابداعيه وكأنني في سباق بين الوقت والابداع جميل جدا مانقلته لنا اناملك اسأل الله الحي القيوم ان يحقق لك ماتتمنين ويسعد قلب والدك بك همسه : حقا اود شراء هذا الكتاب فهلا تفضلتي عليَ باسمه ومؤلفته واكن لك من الشاكرين
راااااااااااااااااااااااائع تتقافز اعيني من محاجرها تسابق الوقت لتلتهم اكبر قدر ممكن من الجمل...
اسم الكتاب: النسيان

اسم الكاتبة: احلام مستغانمي

جزاك الله خير على الدعوة الحلوة وربي يرزقك بالمثل يارب