نصائح للتخلص من القلق والوساوس

الملتقى العام

اتمنى من المشرفات عدم نقل الموضوع حتى تعم الفائدة
أخواتي انتشرت بيننا في هذا الزمان أمور يصعب على الانسان التعامل معها والتغلب عليها مثل


1- المخاوف من الموت أو من الأمراض الخطيرة ونحوها.

2- الوسوسة في بعض الأمور والتي تتعلق أيضًا بالموت أو المرض أو حصول الآفات ونحوها.
3- الشعور بالاكتئاب.

4- بعض الأعراض العضوية والتي قد تشعر بحدوثها لك كشعورك بازدياد معدل ضربات القلب أو اصفرار الوجه أو ضعف الشهية أو الأرق عند النوم أو نزول العرق منك في بعض المواقف أو الرجفة، وغيرها من الأعراض التي تكون ظاهرة وإن لم تُشر إليها في كلامك الكريم.

ويضاف إلى هذه الأعراض أمرًا آخرًا وهو الشعور بالإحباط، فأنت بالفعل تشعر أنك الآن في حالة من الإحباط الشديد ، وهذا كله الذي يحصل لك لو تأملت لوجدت أن له سببًا واحدًا فقط (إنه التفكير القلقي)، فأنت لديك تفكير يحملك على القلق ويحملك على أن تحسب للأمور حسابها فوق القدر المطلوب. فلتتأمل في هذا المعنى: فإن الناس بطبيعتهم يكرهون الموت لأنهم قد جبلوا على حب الحياة وركز في أنفسهم هذا المعنى، ولذلك ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (من أحب لقاء الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه). فقالت عائشة - رضي الله عنها - : يا رسول الله فكلنا نكره الموت – أي كلنا لا نحب أن نموت لما جبلنا عليه من حب هذه الحياة وحسب الفطرة البشرية – فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ليس ذلك! ولكن المؤمن إذا بُشر – أي عند موته وعند احتضاره – برضوان الله أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، والكافر إذا بشر بسخط الله – والعياذ بالله – كره لقاء الله فكره الله لقاءه ) متفق عليه.

والمعنى أن كراهية الموت والشعور بالنفور منه هو أمر في جبلة الإنسان وطبيعته، ولكن أن يصل الحال بك إلى أن تتصور أن الموت قد يهجم عليك بصورة مرعبة فتصبح تخاف مثلاً أن تخرج إلى قضاء حوائجك أو أعمالك ويصبح هاجس الخوف من الموت مسيطرًا عليك منغصًا عليك حياتك لا تستطيع أن تعيشها كما ينبغي، فهذا قدر زائد عن الحد، وهذا في الحقيقة نتج من التفكير القلقي الذي أشرنا إليه، فإنك في البداية قلقت من هذه المعاني وأجلت فكرك فيها، ثم بعد ذلك تحولت إلى شيء من المخاوف التي أصبحت تشعرك وكأن الأمر يمكن أن يقع، فلربما وبدون أن تشعر وضعت يدك على صدرك لتسمع دقات قلبك، ولربما جلست في بعض الأحيان فشعرت كأنك ستخرج روحك في هذه اللحظة، وغير ذلك من الأمور التي قد تقع لك، فهذا أمر ينبغي أن تلتفت له، فكل ما حصل لك من هذه الأعراض هو سلسلة متصلة كان أساسها التفكير القلقي الذي دفعك إلى هذه المعاني والتي نتج منها هذه المخاوف وهذه الوساوس وهذا الهم والحزن كنتيجة طبيعية.

فالمطلوب إذن أن تكون مدركًا لحقيقة الأمر، فإنك الآن بيدك - بإذن الله عز وجل – أن تخرج من دائرة هذه الهموم وهذه الدائرة من الأمور النفسية. فإن قلت: فكيف لي بذلك؟ فالجواب: إنه قد تقدم لك حقيقة أن الإنسان يكره الموت بطبعه، فهذا القدر لا ينبغي أن تحاول دفعه فإن الإنسان قد رُكز فيه هذا المعنى، ولكن أن يزيد بك الحد إلى هذا الحال فهذا هو الذي ينبغي أن تدفعه وأن تخرج منه ولن تخرج منه ولن تستطيع أن تتخلص منه إلا بتحقيق معنىً عظيم:

1- إنه التوكل على الله عز وجل، إنه أن تفوض أمرك إلى الله، فخاطب نفسك وقل لها: ألست أنا بالمؤمن الذي يعلم أن ما أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطئني لم يكن ليصيبني، كما قال - صلوات الله وسلامه عليه -؟! ألست أعلم أن الله تعالى يقول: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً}. ألست أعلم بأن الله عز وجل قد قال: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}. ألست أعلم بأن الله قد كتب آجال عباده وكتب أرزاقهم فلا يستقدمون ولا يستأخرون، كما قال تعالى: {إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}؟! إذن فلماذا الجزع ولماذا الخوف يا نفسي؟! فلأتوكل على ربي ولأعلق أملي به كما قال تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}.

فتأمل كيف أمرنا جل وعلا بأن نفزع إليه وبأن نفوض الأمور إليه وأن نعلم أنه لن يصيبنا إلا ما قدره علينا، ولذلك قال تعالى معلمًا إيَّانا: {هُوَ مَوْلانَا} أي هو الذي يتولى أمورنا، فخاطب نفسك بهذا المعنى قل: إن لي ربًا يتولى أمري، فلماذا أخاف وأنا أولي أمري إلى الله، فقل قولة العبد الصالح الذي حكاها الله جل وعلا في كتابه العزيز: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}. فهذا هو موقفك الذي ينبغي أن تحرص عليه، فبهذا النظر يحصل لك الخروج من دائرة هذه الأوهام، إنها أوهام: أوهام الخوف من الموت، وأوهام الوساوس وأوهام القلق، فاخرج منها بتحقيق النظر في هذه المعاني، ثم انتقل بعد ذلك إلى الخطوة الثانية وهي:

2- عدم الاستجابة لما تمليه عليك هذه المخاوف وهذا القلق وهذه الوساوس، فعارض ذلك، فإذا جاءك الخوف من الموت ألا تخرج لهذا العمل أو لتلك الحاجة فلا تلتفت إلى ذلك بل امضي متوكلاً على الله وتذكر قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} وقوله جل وعلا: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. وها أنت الآن ترى نفسك بعد كل هذه المخاوف فهل أصابك شيء من الضر؟! إنك بحمدِ الله سليم معافىً وما نالك من هذه الأعراض حتى العضوية منها إنما جاءك ذلك من طريق هذا القلق وهذه المخاوف، فعليك إذن أن تنتبه لهذا المعنى وهي مضادة هذه الوساوس وهذه المخاوف وعدم الالتفات إليها منتقلاً إلى الخطوة الثالثة وهي:

3- اشغل نفسك بالحق لئلا تشتغل بالباطل، إنك - بحمد الله عز وجل – تعمل في مجال التجارة وهذا المجال يحتاج إلى توكل على الله جل وعلا، فأنت تأخذ بصفقة وأنت موكل أمرك إلى الله أن يبارك فيها وأن يربحك فيها، فكن كذلك في أمور حياتك تسير متوكلاً على الله تعلم أن أمورك كلها مردها إلى الله عز وجل..

فلتكن مشغل نفسك بالحق لئلا تشتغل بالباطل، فعليك إذن بأن تحصل مصالح دينك ودنياك، بل وأن تفكر في أمر عظيم وهو الزواج لتجدد من حياتك وليكون لك زوجة صالحة تحبها وتحبك وتبذل لها المشاعر وتعينك على تفريغ هذه الطاقات النفسية التي لديك، وهي من أعظم الخطوات التي ينبغي أن تحرص عليها فإن لها تأثيرًا ظاهرًا فيك - بإذن الله عز وجل - . والخطوة الرابعة:

4- أن يكون لك الصحبة الصالحة التي تتعاون معها على طاعة الله والتي تأنس بها وتجم خاطرك برفقتها، فهذه من الخطوات العظيمة، عدا ما تناله أيضًا من اكتساب القدرات الاجتماعية بل والخروج من دائرة الوساوس والقلق إلى العطاء والثمرة، فاحرص على هذا المعنى. والخطوة الخامسة هي:

5- الترويح عن النفس بالأمور المباحة، بالنزهة البريئة بممارسة الرياضة اللطيفة كرياضة المشي، فهذا هو السبيل الذي ينبغي أن تتبعه لتجد بإذن اللهِ أن هذه الأمور بدأت تخف عليك بالتدرج حتى تتلاشى وتنتهي تمامًا.

منقوووووووووووووووووول
أسئل الله الشفاء للجميع
13
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مرة صلوحي
مرة صلوحي
الله يجزاك خير موضوع يهمني



الموضوع طويل ويبيله روقان


بالمفضله لين اروق عليه
*ريـــــــــــمان
جزاك الله خيرآ ’’
وجعل ماوضعتي هنا نورآ في صحيفة أعمالك
ساندريلاMMM
ساندريلاMMM
جزاك الله خير
بنت النور تالا
اتمنى الفائده للجميع
ام مبارك1
ام مبارك1
الله يجزاك خير