عن أبي ذر رضي الله عنه قال : ( إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني أن أسمع و أطيع ، و عن كان عبداً مُجّدَّعَ الأطراف)
و قال النبي صلى الله عليه وسلم : (عليك السمع و الطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثَرَة عليك)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة)
وقال صلى الله عليه وسلم: (من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية)
وقال صلى الله عليه وسلم: (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ، فقال حذيفة :كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع للأمير وإن ضرب ظهرك و أخذ مالك فاسمع و أطع )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنكم سترون بعدي أَثَرَة و أموراً تُنكرونها ، قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : أدّوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم )
و أخرج ابن عبد البر في التمهيد عن أنس رضي الله عنه : ( كان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوننا عن سبِّ الأمراء ) .
وقال الإمام ابن تيمية : ( الصبر على جور الأئمة أصل من أصول أهل السنة و الجماعة )
أما العالم السلفي البصير أمثال الحسن الذي يقول ” إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم و إذا أدبرت عرفها كل جاهل “ .
ويقول : ” والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قِبَلِ سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله ذلك عنهم ، وذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيوكلوا إليه ، و والله ما جاءوا بيوم خير قط، ثم تلا : { وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه ، وما كانوا يعرشون } ”
و كان رحمه الله إذا قيل له : ألا تخرج تغير ؟! يقول :” إن الله إنما يغير بالتوبة ولا يغير بالسيف”
و انطلق إليه نفر يشكون إليه الحجاج و يقولون ما تقول في هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام و أخذ المال الحرام و ترك الصلاة و فعل و فعل ؟! فقال : ” أرى أن لا تقاتلوه فإنها إن تكن عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم ، و إن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ” فما أطاعوه و سخروا منه فخرجوا على الحجاج مع ابن الأشعث فقتلوا جميعاً
وقد أخرجوه رغماً عنه في جيش ابن الأشعث لما خرج على الحجاج فغافلهم الحسن و ألقى بنفسه من الجسر و لم يبق معهم .
و كان ينهى عن الخروج مع ابن الأشعث و يأمر الناس بالكف و يقول : ” يا أيها الناس ! إنه و الله ما سلط الله الحجاج عليكم إلا عقوبة فلا تعارضوا عقوبة الله بالسيف ، ولكن عليكم السكينة و التضرع “
و إن العالم السني الصحيح يعرف أن هذه الفعال خروج عن الطريقة الشرعية و انشقاق عن السبل السوية .
و أمثال الإمام ابن باز الذي يقول : (الخروج على ولاة الأمور يسبب فساداً كبيراً وشراً عظيماً فيختل به الأمن ، وتضيع الحقوق ) .
قال الإمام ابن رجب : ( النصيحة لأئمة المسلمين حبُّ صلاحهم ورشدهم وعدلهم وحب اجتماع الأمة عليهم وكراهة افتراق الأمة عليهم و التدين بطاعتهم في طاعة الله عز وجل والبغض لمن رأى الخروج عليهم ) ، وقال البربهاري : ( أمرنا أن ندعوا لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعوا عليهم وإن ظلموا وجاروا لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم و المسلمين )
و النصح لولي الأمر يكون سراً لا علناً كي لا تثور عليه الدهماء ! ولا يُدخل في الأمر من ليس بأهله ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من أراد أن ينصح لسلطانٍ بأمر فلا يُبْدِ له علانية ، ولكن ليأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا فقد أدّى الذي عليه له ) رواه أحمد وهو صحيح
و أمثال الإمام ابن عثيمين الذي يقول : ( الله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان وألا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور فهذا عين المفسدة و أحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس )
قال الإمام الطحاوي : ( ولا نرى الخروج على أئمتنا و ولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يداً من طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة مالم يأمروا بمعصية ، وندعو لهم بالصلاح و المعافاة ) فقال الإمام الألباني معلقاً قد ذكر الشارح في ذلك أحاديث كثيرة تراها مخرجة في كتابه ثم قال : و أما لزوم طاعتهم و إن جاروا فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم ، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات ؛ فإن الله ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا ، و الجزاء من جنس العمل ، فعلينا الاجتهاد في الاستغفار و التوبة و إصلاح العمل ، قال تعالى{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشورى:30) ، {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (الأنعام:129) فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير ، فليتركوا الظلم !
قلت: وفي هذا بيان لطريق الخلاص من ظلم الحكام الذين هم (من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا) وهو أن يتوب المسلمون إلى ربهم ويصححوا عقيدتهم ، ويربّوا أنفسهم و أهليهم على الإسلام الصحيح ، تحقيقاً لقوله تعالى :{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}(الرعد:11) ، وإلى ذلك أشار أحد الدعاة المعاصرين بقوله : (أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تَقُمْ لكم على أرضكم ) ، وليس طريق الخلاص ما يتوهم بعض الناس – وهو الثورة و السلاح على الحكام بواسطة الإنقلابات العسكرية – فإنها مع كونها من بدع العصر الحاضر : فهي مخالِفة لنصوص الشريعة التي منها الأمر بتغيير ما بالأنفس)
أما هذه المظاهرات و الاعتصامات فقد حرمها علماء هذا العصر أمثال الألباني و ابن باز و العثيمين و غيرهم .
منقول
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

سفيرة نفسي
•
جزاك الله خير واللهم أشفي والدتها شفاء لايغادر سقمآاللهم امين




الصفحة الأخيرة