نصيب
ابتسمت وهي تستقبل عاصفة من التصفيق الشديد
وبترحيب وإقبال جماهيري كبير عند افتتاح معرضهاالأول للوحات الفنية
وهي في. وقفتها هذه عادت بذاكرتها الى الوراء..إلى سنين البؤس والكفاح
حيث كانت العبارة التي ترددها لنفسها دائماً :
لأرضى بما قدر لي .. فليس لي نصيب في هذه الحياة .....
واصبحت تؤمن بهذا المقال وجعلته جزءاً من حياتها. ......
ولطالما كانت تنظر في المرآة وهي تقول بين تنهيدة حارة وزفرة :
لا جمال .. ولا مال... وحصيلة دراسية متوسطة... فمن أين سيأتي النصيب ؟.
سلوتها الوحيدة كانت خربشات قلمها الصغيربخطوط مبهمة متداخلة
تعبر فيها عن أحاسيسها، وترسم فيها مشاعرها المكبوتة ..
انها عبير ذات العشرون عاماً ..... التي تعيش مع جدها الضرير..
كل أسرتها كان هو .. بعد أن فقدت والديها وهي طفلة ..
وكثير اً ماكان الجد الحكيم يردد على مسامعها :
ياابنتي .. إن الله لاينسى عباده ، وسيعوضك عن فقدك خيرا . .
لا تقولي أنا لاحظ لي في الدنيا فلكل منا نصيب ولو قليل
سيكبر غداً مثل حبات المطر حين تبدأ قطرات ثم تنهمر ....
.فاحمدي الله واصبري وسترين .
ولكنها تقابل كلام جدها بأن ترفع كتفها وتلوي شفتيها العريضتين دلالة
على عدم الرضا .....
لم يكن لديها من تشكو. اليه حالها سوى جارتها التي تكبرها بأعوام
والتي تعمل بوظيفة بسيطة في أحد االمؤسسات الحكومية
أخبرتها ذات يوم بأن المؤسسه لديهم ستقوم بمعرض للوحات الفنية المرسومة
بريشة فنانين مبتدئين بغية اكتشاف المواهب .
وقالت لها ضاحكة.. ومشجعة ومازحة :
لم لاتشتركي برسوماتك الزاهية التي لاأفهم خطوطها ..
.ربما هناك من يفهمها غيري
دارت الفكرة برأس عبير وحدثت نفسها :
لم لاأشارك ؟ وماذا عندي لأخسره ..!
انهمكت بعد هذا القرار الذي منحها بصيص أمل في الرسم
عدة أيام .... وقد أعتقت لجام روحها لتنهمر خطوطها مترجمة فصول حياتها
على شكل ألوان تداخلت بصورة رموز ناطقة بخلجات نفسها.
وأخيراً قدمت لوحاتها وزينت بها ركناً من المعرض .
في اليوم المحدد لافتتاح المعرض حضرت مع صديقتها هناك
حيث كان المكان يعج اباللوحات الفنية الرائعة
وأعتبرت أن لوحاتها كانت شاحبة بينهم متوارية .
وبعد مرور فترة من الوقت لكزتها جارتها وهي تشير
الى لوحةا لها وقد وقف شخصا يتأملهابإهتمام شديد
راقبته باهتمام فرأته وقد اتجه الى أحد المسؤولين عن المعرض
يسأل عن صاحبة اللوحة .. وحين قدم للتعرف عليها
أبدى إعجابه الشديد وعلق قائلاً : هذا هو الفن الراقي والإبداع !
أصابها الذهول وهي تسمع هذا الكلام حتى لم تعرف بماذا تجيب
وتفاجأ الرجل حين علم إنها لم تدرس أي نوع من أنواع الفنون
فأثنى عليها بشدة وشجع موهبتها الطبيعية ..
وأبدى استعداده القيام بمعرض في إحدى الصالات الراقية
تطرح من خلاله فنها الجميل وتعهدها برعاية موهبتها الفذة .
كان ذلك الرجل فنانا ورجل أعمال ذواق للفن الراقي السريالي
وبعد مرور شهور إستطاعت بمساعدته إفتتاح معرضها الذي نال إعجاب
المتذوقين لهذا الفن البديع...
وقد أطلقت أسم ( نصيب) على معرضها وحين سُئلت عن السبب
في اختيار تلك التسمية ..
ابتسمت وهي تقول :
إنها حكمة جدي..
هنا في معرضها الأول استرجعت قصة نصيبها ..
وحمدت الله ..
تنهدت بعمق وقالت : لقد صدقت ياجدي ، وها هو المطر بدأ ينهمر .
ومع مرور السنين أتيح لعبير التدرج في دراسة إختصاصها دراسة تؤهلها لأن
تبدع أكثر حيث جمعت بين الخبرة والموهبة والعلم....
وأصبحت من كبار الفنانين التشكيلين
وتبدل النصيب .
(أحداث واقعية سردتها بقلمي )
المحامية نون @almhamy_non
🏅نجمة التصوير ✨ عضوة مثابرة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جمالٌ يتمشى على سطورك النيره
تدفقُ عباراتك ووصفك من أجمل الأشياء
أجدتِ يامحاميه جداً تلذذت بالقصة
وفعلاً كماقال جد عبير لكل منّا نصيبٌ بالحياة
تدفقُ عباراتك ووصفك من أجمل الأشياء
أجدتِ يامحاميه جداً تلذذت بالقصة
وفعلاً كماقال جد عبير لكل منّا نصيبٌ بالحياة
حقا يا نون كل شىء بقدر ونصيب فقط يحتاج كل منا للأمل والسعى ثم الرضا بالنصيب... جميل ماكتبت حبيبتى عبرت بسلاسة وجمال عن قصة واقعية تبث الأمل في النفوس تقبلي تحيتي وودى وحبي الدائمين غاليتي نون
الجيل الجديد . :ما شاء الله استمتعت جدا يا رائعة بورك القلم النير وبارك الله في عطاءك اختي الحبيبةما شاء الله استمتعت جدا يا رائعة بورك القلم النير وبارك الله في عطاءك اختي الحبيبة
أختي العزيزة .....أشرق المكان بحضورك ...الجميل ....أسعدتني مشاركتك حقاً ...لك مني كل التقدير والاحترام وشكراً لك
الغالية نون :قصتك الجميلة تشد القلوب إليها بوضوح المعنى ، وانسياب الحرف بيسر ووضوح الفكرة و الهدف ..منتهى الشفافية و تمام الروعة تناولك الموضوع هنا بارك الله بك .
الصفحة الأخيرة
استمتعت جدا يا رائعة
بورك القلم النير وبارك الله في عطاءك اختي الحبيبة